أم كلثوم حيّة في الذاكرة: فيلم "الستّ" ومجوهرات تروي الحكاية من توقيع عزّة فهمي
يشهد شهر ديسمبر الحالي حدثًا ثقافيًا لافتًا مع إطلاق فيلم «الستّ»، العمل السينمائي المنتظر من إخراج مروان حامد، والذي يقدّم تحيّة فنية مؤثرة لكوكب الشرق أم كلثوم، بعد مرور خمسين عامًا على رحيلها. ويأتي هذا الفيلم ليعيد إحياء سيرة واحدة من أهم أيقونات الفن العربي، التي ما زال صوتها حاضرًا في الوجدان حتى اليوم.

وفي هذا السياق، تفخر دار حُليّ عزة فهمي بدورها المحوري في تجسيد هذه الحكاية على الشاشة، من خلال تصميم قطع مجوهرات حصرية ظهرت ضمن مشاهد الفيلم. وقد شملت هذه التصاميم نسخًا دقيقة من أشهر مجوهرات أم كلثوم، إلى جانب ابتكارات جديدة مستوحاة من أناقة الحقبة الزمنية التي عاصرتها، بما يعكس روح تلك المرحلة وخصوصيتها.
وبالتعاون الوثيق مع صنّاع العمل، ساهمت الدار في الإشراف الفني والاستشاري، حرصًا على تحقيق أعلى درجات الدقة والصدق الفني. ويعكس هذا التعاون التزام الدار المستمر بتكريم تراث أم كلثوم، واستمرار الحوار الإبداعي الذي لطالما شكّل مصدر إلهام لتصاميمها على مدار السنوات.
«الستّ»… تحيّة صادقة لأم كلثوم بعد نصف قرن على رحيلها

وبعد رحلة طويلة من التحضير، تنطلق هذه القصة المؤثرة لتجوب أنحاء المنطقة بالتزامن مع العروض الأولى للفيلم. وفي هذا الإطار، تتعاون عزة فهمي مع فريق الإنتاج لتقديم تجربة ثقافية متكاملة ترافق العرض السينمائي، تتيح للضيوف الغوص أعمق في عالم أم كلثوم، وتعزّز الاحتفاء بتأثيرها الفني المتواصل وإرثها الإبداعي الخالد.
واحتفالًا بهذا الحدث، تكشف الدار عن مجموعة حصرية جديدة مستوحاة من تراث «الستّ»، أيقونة الغناء المصري وأحد أبرز رموز الثقافة في العالم العربي. فمنذ سنوات، شكّلت موسيقاها العاطفية وكلمات أغانيها الخالدة مصدر إلهام رئيسي لتصاميم الدار، بدءًا من مجموعة «إنتَ عمري» التي أُطلقت عام 2014، والتي جسّدت هذا الارتباط الفني والوجداني العميق. وتأتي المجموعة الجديدة لتوسّع هذا المسار الإبداعي، مع تركيز خاص على حضور أم كلثوم المتفرّد، وأسلوبها المميّز، وكلماتها التي لا تزال حيّة في ذاكرة الشعوب.

تستعيد أقراط «سوما» المتدلّية روح التصاميم الطويلة التي اشتهرت بها أم كلثوم، من خلال خطوط انسيابية مصاغة من الذهب عيار 18 والفضة الإسترلينية، باستخدام تقنية السلك الملتوي التي أتقنها حرفيو الدار في مشغلها بالقاهرة منذ ثمانينيات القرن الماضي. ويتوسّط التصميم نقش عبارة «إنتَ عمري» بالخط العربي المميّز، كرمز خالد للإعجاب الأبدي والرومانسية التي رافقت فنها.

أما سوار «سوما»، فيحاكي قطعة كانت أم كلثوم ترتديها طوال مسيرتها الفنية، ويتميّز بانسيابيته حول المعصم في شكل متّصل، مع لمسات من الذهب والفضة بالتقنية ذاتها. ويزدان السوار بعبارة «حبيبي يسعد أوقاته» بخط عربي خاص بالدار، ليشكّل فصلًا جديدًا في هذه العلاقة الإبداعية، ويستكمل الرسالة التي بدأت مع «إنتَ عمري» بروح معاصرة وجذور ثقافية راسخة.
وتبقى كل قطعة في هذه المجموعة الحصرية بمثابة تحيّة صادقة لتأثير «الستّ» الذي لا يُضاهى، من خلال فنها، وأناقتها، وأثرها العاطفي العابر للزمن. ومن خلال الحرفية العالية، والخط العربي، والوفاء العميق للتراث الثقافي، تواصل حُليّ عزة فهمي تكريم أسطورة لا يزال صوتها يملأ العالم حياةً وحضورًا.