خاص "هي": فداء القعود من Saudi Pilates Collective حين تتحوّل الحركة إلى وعي
في قلب الرياض، وسط إيقاع مدينة لا يهدأ، اختارت فداء القعود أن تمنح الحركة معنى أعمق؛ حركة تجمع السكينة، والحضور، كمساحة تُصاغ فيها العافية بأنفاس النساء ورفاهية التجربة. ومع شريكتها رنيم دحلي، انبثقت Saudi Pilates Collective.
وفي هذا الحوار الحصري، تكشف فداء عن فلسفتها في البيلاتس، ورؤيتها للفخامة عبر الحواس، ودور المجتمع النسائي، والنهج الذي يميّز أسلوبها عن غيره.
ما الذي دفعك إلى تصميم الجلسات بطريقة تشمل الجسد والحواس معًا؟
أبدأ كل جلسة بتهيئة المشاركات عبر التنفس العميق، لأن الوعي هو المدخل الأول للحركة. فوضوح التوجيهات، واستحضار مسار الحركة ذهنيًا، يمنحان كل امرأة ثقة وارتباطًا أعمق بجسدها. وأرى أن التجربة الحسية تأتي من شعور المرأة بالانسجام الداخلي قبل أي شيء.

كيف تترجمين مفهوم الفخامة من خلال تجربة المجموعة؟
الفخامة تكمن في روح المجتمع الذي اجتمع بدافع العافية، وفي الشراكات التي تحتضنها المجموعة مع رائدات أعمال محليات. وأيضاً أن النساء هن من يصنعن الفخامة الحقيقية، من خلال الدعم المتبادل والطاقة الإيجابية التي يحضرن بها إلى المكان.
ما العنصر الذي يميز نهجك في البيلاتس عن غيره؟
إنني أؤمن أن الصحة هي أسمى أشكال الرفاهية. لذلك أركز على جودة الحركة وفهمها، لا على مجرد تأديتها. وأحرص على ضبط وتيرة الجلسة حسب حاجة المشاركات، لتكون كل تجربة مصممة خصيصًا لتطور كل امرأة وإيقاعها الخاص.
ما أهمية البيئة المحيطة أثناء الجلسات؟
بالنسبة للراحة؛ هي أساس التجربة. فالمساحة الهادئة والمنظمة تفتح بابًا للتركيز والانغماس. كما أن الإضاءة والموسيقى والروائح ليست عناصر جمالية فقط، بل مفاتيح تعمّق الإحساس بالحركة، خاصة خلال الفعاليات الخارجية التي تضيف أجواءً ملهمة.
مع نمط الحياة السريع اليوم، كيف تساعدين النساء على إيجاد لحظات هدوء؟
أرى أن البيلاتس يشكّل مساحة تأمل حركي. فالجلسة تبدأ بالتنفس والتواصل مع اللحظة، ثم تتطور إلى حركة واعية تمنح المرأة استقرارًا داخليًا يستمر حتى بعد انتهاء الجلسة.

كيف أثرت خلفيتك السعودية على فلسفة المجموعة؟
الدفء الذي وجدته في مجتمع البيلاتس بعد عودتي مع شريكتي إلى السعودية كان الدافع الأول لإنشاء المجموعة. فقد أرادنا أن نحتضن هذا المجتمع ونجمّعه في مساحة واحدة، تعكس قيم الدعم والإلهام التي تتميز بها المرأة السعودية.
كيف تترجمين الفخامة في مفهوم العافية؟
شخصياً أرى الفخامة هي أن تمنح المرأة الأولوية لصحتها وعافيتها. فعندما تشعر المرأة بالانسجام مع جسدها، تصبح أكثر ثقة، وأكثر قدرة على رؤية قوتها الداخلية. والبيلاتس، من وجهة نظري، يساعد النساء على تجديد العلاقة مع أجسادهن بطريقة راقية ومتزنة.
ما رؤيتك لمستقبل مجموعة بيلاتس كولكتيف السعودية؟
طموحي هو التوسع إلى مدن جديدة، وتعزيز الشراكات التي تضيف عمقًا للتجربة. كما أطمح لدعم المدربات وإعطائهن مساحة للنمو والتطور، ليكون للمجموعة أثر أكبر على مجتمع العافية في المملكة.
كما تتحرك النساء في جلساتها بتناغم يشبه الموسيقى الهادئة، تتحرك رؤية فداء القعود في اتجاه واحد: بناء مجتمع يلتقي على العافية، على الوعي، وعلى قوة داخلية تنعكس في كل خطوة وحركة وتنفس. مجموعة بيلاتس كولكتيف السعودية ليست مجرد تجربة رياضية، بل دعوة للعودة إلى الذات… دعوة تنبض بالسكينة، وتنمو بروح النساء اللواتي يشكّلنها يومًا بعد يوم.