خاص "هي": عودة البروش بين الأناقة والرمزية مع لينا جودي وكارمن حجّار
في عالم الموضة الذي يشهد تغيّرات سريعة وتوجّهات لا تنتهي، يعود البروش اليوم إلى الواجهة كقطعة تحمل أكثر من مجرد دور جمالي، لتكون رمزاً، لغة وحكاية تُروى على طرف ياقة أو على كتف فستان. وفي هذا الحوار الخاص، نستضيف مصمّمة المجوهرات لينا جودي، التي قدّمت مؤخراً مجموعة بروشات مستوحاة من زهرة اللوتس، إلى جانب خبيرة الإتيكيت كارمن حجّار التي تضيف بصمتها الراقية وفلسفتها في فن التعامل والإطلالة المتوازنة. لنكتشف كيف يمكن لقطعة صغيرة أن تجمع بين الإبداع الفني، العمق الرمزي، وقواعد الإتيكيت الرفيعة.

عندما يلتقي الفنّ بالإتيكيت!

في هذا التعاون المميز، اندمج الحسّ الفني لدى المصمّمة لينا جودي مع رؤية خبيرة الإتيكيت كارمن حجّار في شراكة فريدة تعكس تناغماً بين الجمال والحضور.
كارمن، التي تُجسّد الأنوثة الهادئة والرقيّ السلوكي، أضافت لمستها إلى التصاميم لتؤكّد أن الجمال لا يكتمل إلا بالأخلاق واللباقة، وأن الأناقة تبدأ من الداخل قبل أن تنعكس على المظهر الخارجي.
فاللوتس ليست زهرة فحسب… بل رمز للنقاء الفطري، ومرآة للإتيكيت الطبيعي الذي يجمع بين التوازن، الرقيّ، والهدوء.
وفي هذا التعاون بين لينا جودي × كارمن حجّار تتحوّل المادة إلى قصة، والزهرة إلى هوية، والرمز إلى قطعة فنية مرصّعة بمعانٍ عميقة.

حوار خاص مع لينا جودي وكارمن حجّار
لينا، بدايةً، حدّثينا عن فكرة إصدار مجموعة بروشات هذا العام، وما الذي ألهمك لاختيار زهرة اللوتس تحديدًا؟
استلهمتُ فكرة المجموعة من زهرة اللوتس التي أراها رمزًا خالدًا للنقاء والقوة الهادئة.
فاللوتس تنبت من الطين لكنها تزهر بجمال نقي لا يمسّه ما حوله، تمامًا مثل روح المرأة القادرة على الإشراق رغم التحديات.
أردتُ تحويل هذا المفهوم إلى تصميم يوازن بين البساطة والفخامة، بين الذهب والصدف الأبيض، ليحمل في جوهره حكاية رقيّ يبدأ من الداخل.
وهل يمكن أن تخبرينا عن العناصر الجمالية التي اعتمدتِها في تصميم البروش؟
ارتكزتُ على اللعب بالضوء فوق سطح الصدف الأبيض الذي يعكس صفاء اللوتس، مع لمسات ذهبية مصقولة تعبّر عن دفء الحياة.
استوحي الشكل من انفتاح الزهرة على النور، بينما حرصتُ على الحفاظ على توازن بين الخطوط الانسيابية والتفاصيل الدقيقة.
القطعة مصنوعة من ذهب عيار 18 قيراطاً ومرصّعة بألماس بلون شامبين، مع لمسة طبيعية من الـ Nacre الصدف.
وما يميّزها أنها تُرتدى بطريقتين: كبروش راقٍ أو كقلادة، مما يمنحها مرونة وأناقة مضاعفة.
إنها قطعة تجمع بين التراث والنَفَس العصري، بين الأنوثة والرمزية.
كارمن، من منظور الإتيكيت، كيف يمكن ارتداء البروش بطريقة أنيقة؟ وهل هناك أخطاء شائعة يجب تجنّبها؟
البروش بحدّ ذاته لغة، قطعة تُرى دون حاجة للمبالغة.
الأناقة تكمن في اختياره بعناية ووضعه في المكان المناسب: على ياقة معطف بسيط، أو فستان سهرة بألوان هادئة.
أكثر الأخطاء شيوعًا هو الإكثار من عدد البروشات أو ارتداء أحجام غير مناسبة للإطلالة.
التناسق والانسجام هما سرّ الأناقة الحقيقية.

كيف تواكبين موضة البروش ضمن رؤيتك المستقبلية للمجوهرات؟
أعتقد أن البروش سيعود بقوّة كقطعة تحمل هوية ورمزية، وليس مجرد إكسسوار.
أعمل على إعادة تقديمه بطابع معاصر يجمع بين الفنّ والمعنى، ليصبح طريقة للتعبير عن الذات، كوشم من الذهب يحكي قصصًا عن الأنوثة، القوة، والنقاء الداخلي.
المستقبل للمجوهرات التي تُلامس الروح، لا تلك التي تعتمد على اللمعان وحده.

ما الذي يجعل البروش قطعة "إتيكيتية" بامتياز؟
يجسّد البروش جوهر الإتيكيت الحقيقي: الرقيّ من دون تكلّف، والحضور من دون ضجيج.
هو لمسة تُكمِل الإطلالة ولا تهيمن عليها، تمامًا كما أن الأناقة ليست في التفاصيل الكثيرة، بل في الانسجام الهادئ والثقة التي تعكسها الإطلالة.
إنه تذكير دائم بأن الذوق الحقيقي يبدأ من احترام الذات قبل أي شيء آخر.
بروش اللوتس هو أكثر من قطعة مجوهرات، حيث تحمل زهرة اللوتس رمزية عميقة تجسّد صفاء الروح وأصالة الأناقة.
فكما تتفتح اللوتس بجمالها فوق الطين، يستطيع الإنسان أن ينهض فوق الصعوبات محتفظًا بنقائه الداخلي وإشراقه.
البروش هنا ليس مجرّد قطعة فاخرة، بل تحفة تعبّر عن فلسفة حياة:
الرقيّ الذي يبدأ من الداخل، والجمال الذي لا يحتاج إلى صخب.

كلمة أخيرة لجمهور الموضة والأناقة؟
في عالم الإتيكيت، كما في الحياة، الرقيّ الحقيقي لا يعني السعي نحو الكمال،
بل القدرة على البقاء أنيقين وهادئين ومشرقين… مهما كانت الظروف.