"أميت دهماني" لـ"هي": نصنع لحظات للاحتفال بالحياة والإبداع جوهر رؤيتنا
حوار: Adnan Alkateb
في عالم يسطع بالبريق وتتألق فيه الأصالة، تبرز دار "دهماني" Dhamani بين دور المجوهرات المميزة التي تجمع بين روح العائلة ورؤية المستقبل المشرق. فمنذ تأسيسها عام 1969، حملت هذه الدار الهندية العريقة شغف المجوهرات إلى آفاق جديدة، حيث يتحول كل حجر كريم إلى وعد بالفرح، وكل تصميم إلى لحظة تُروى للأبد.. من نيودلهي إلى دبي والرياض، ومن جنيف إلى لندن، نجحت "دهماني" في بناء جسور بين الثقافات، وابتكار مجوهرات تعبّر عن هُوية المرأة المعاصرة التي ترى في الفخامة امتدادا لشخصيتها، لا مجرد زينة تُرتدى.. في هذا الحوار الخاص، يفتح "أميت دهماني"
Amit Dhamani، الرئيس التنفيذي والعضو المنتدب للمجموعة، قلبه لمجلتنا، كاشفا عن رؤيته لمستقبل العلامة، واستراتيجيتها الطموحة في السعودية، حيث يجد الإبداع أرضا خصبة والترف معنى جديدا. ويتحدث عن العائلة التي صنعت من الشغف إرثا، وعن التصميم الذي يجمع بين الشرق والغرب، وعن فلسفة الاحتفال بالحياة التي تشكل جوهر هُويتها.

بصفــتـــك المـــديـــر الإداري، كيف تـــصـــف الــرؤيــــة العـــالـمـيــــة الحالية لدار "دهماني" Dhamani؟
يسرني أن أشارك رؤيتنا مع مجلة مرموقة مثل "هي". رؤيتنا العالمية اليوم تتمحور حول صناعة لحظات للاحتفال بالحياة، من خلال مجوهرات فريدة مصمَّمة بعناية، تعبّر عن ذوق عملائنا الرفيع، وتخلّد مناسباتهم الخاصة. نحن نصمم قطعا تجسد شخصياتهم وتعبّر عنهم، سواء كانت من الألماس أو الأحجار الكريمة أو اللؤلؤ، فنحن نضع العميل دائما في قلب رؤيتنا.
ما أبرز الفرص والتحديات التي تنتظر صناعة المجوهرات الفاخرة خلال العقد القادم؟
الفرصة الكبرى تكمن في تقديم تصاميم مخصّصة وفريدة تعبّر عن ذوق كل عميل على حدة. نحن نرى أن المستقبل هو للمجوهرات المـصنـــوعــــة يــــدويـــــا من أحـــجـــــار طبيعية نادرة تبرز فرادة من يرتديها. أما التحديات، فهي في وفرة المنتجات المكررة وغياب التميز. في "دهماني" Dhamani، نـــواجـــه ذلك من خلال تكاملنا الرأسي؛ فنحن نتحكم في كل المراحل من شراء الأحجار الخام وصقلها وتقطيعها إلى تصميمها النهائي داخل مصانعنا وفِرقنا الخاصة.


كيف توازنون بين إرثكم العائلي وطموحكم العالمي؟
نحن نحافظ على روح العائلة في كل تفاصيل عملنا: الثقة، والجودة، والاهتمام الشخصي بكل عميل. وفي الوقت نفسه، نعمل مع فرق تصميم عالمية في إيطاليا وأوروبا لنواكب أعلى معايير الفخامة العالمية. هذا المزيج بين الإرث العائلي والــــرؤيـــــة العــــالمـيـــــة هو مــــا يـــجــعـــــل "دهماني" Dhamani فريدة في عالم المجوهرات.
كيف تُقسّم القيادة بينك وبين إخوتك داخل العائلة؟
قوة العائلة تكمن في تنوّع مواهبها. أتولى أنا الإشراف على الاستـراتيـــجــيــــة والـــرؤيـــة الشامــلــة لكــــل فــروعنا، من تجارة الأحـجـــار والألــمـــاس الخــــام إلى العـــــلامــــــات التجارية الفاخرة. أخي "مانِيش" هو الرئـــيــــس التنـــفـيـــذي لعــــلامـــــة Dhamani 1969 للمجوهرات الفاخرة، بينما يقود أخي "روهيت" علامة Dusoul by Dhamani للمجوهرات الكوتور. نحن نكمل بعضنا البعض بخبرة متكاملة وروح واحدة.

ما الأسواق التي تركزون عليها ضمن خطتكم التوسعية بعد الخليج؟
بعد توسعنا في السعودية، نخطط لافتتاح بوتيكات جديدة في لندن في شارع بوند، وسنغافورة في مارينا باي ساندز، وشنغهاي خلال السنوات الخمس المقبلة، لنصبح علامة عالمية حقيقية. وأود التأكيد على أن السعودية أولوية رئيسة بالنسبة لنا، فعملاؤنا هناك من أكثر عشاق المجوهرات وفاء وذوقا. ونحن نؤمن برؤية ولي العهد الأمير محمد بن سلمان 2030، ونرى في هذا التحول العظيم مستقبلا استثنائيا لصناعة الفخامة. لذلك أردنا أن نكون جزءا من هذا التغيير منذ البداية، وأن نرسخ وجودنا بعمق في السوق السعودي. وما يثير حماسنا أكثر في مستقبلنا داخل المملكة هو الفرص غير المحدودة التي تفتحها المملكة اليوم أمام قطاع الفخامة إنها بداية فصل جديد من قصة دهماني، أكثر إشراقا وتميزا من أي وقت مضى.
ماذا يمثل افتتاح بوتيككم الجديد في الرياض؟ وما الذي يميزه عن غيره من فروعكم حول العالم؟
يمثل التزامنا الطويل الأمد تجاه المملكة. البوتيك الجديد هو وعد بتقديم تجربة فريدة لعملائنا السعوديين: مجوهرات مصممة خصيصا لأذواقهم الرفيعة وشغفهم بالتفرّد. وكل قطعة معروضة في بوتيك الرياض مصمّمة حصريا له. نقدم خدمة التخصيص الكامل عبر مواعيد خاصة مع مصممين من إيطاليا وورشاتنا العالمية، ليُترجم حلم كل عميل إلى قطعة تروى للأبد.
هل هناك مجموعات مستوحاة من الثقافة السعودية؟
نعم، أطلقنا مجموعة Dunes المستوحاة من كثبان نجد الذهبية، تجسّد سحر الصحراء ورُقي الذوق السعودي الأصيل.


كيف تدمجون الكفاءات السعودية في هُوية البوتيك؟
نفخر بأن فريقنا في السعودية مكون بالكامل من شباب وشابات سعوديين تلقّوا تدريبهم في فروعنا العالمية. اكتسبوا معرفة عميقة بثقافة الدار، واليوم يمثلونها بفخر واحترافية عالية. ومن يزور بوتيكنا في سوليتير مول يدرك حجم التزامنا من تنوّع التصاميم إلى وفرة الأحجار الكبيرة والألماس الفريد. إنها رؤية طويلة الأمد نكرسها للمملكة.
أي المجموعات تعتبرونها أيقونات "دهماني" Dhamani؟
كل مجموعاتنا أيقونية بطريقتها الخاصة، لكن من الأقرب إلى قلبي مجموعة Essence التي تضم ألماسا منفردا في خواتم وسلاسل وأساور، ومجموعة Walking in the Garden التي تعبّر عن المناسبات الخاصة.
ما جوهر هُوية "دهماني" بين الألماس والأحجار الكريمة؟
الألماس هو القلب النابض، لكن ما يميزنا هو تنوّع الألوان، من الأبيض إلى الأصفر الفاخر إلى الأحجار الكريمة النادرة التي تخلق عالما من الألوان والتفرد.
كيف يتفاعل العملاء السعوديون مع الأحجار النادرة مثل الألماس الوردي؟
ذوقهم رفيع جدا، وكلما ازداد وعيهم بالأحجار الفريدة، زاد اهتمامهم بالندرة. نحن نقدم خيارات من أحجار نادرة تعد من الأكبر في العالم، تصل أحيانا إلى مئة قيراط.
ما الذي يميز العملاء السعوديين عن غيرهم؟
حبهم للتميز. لا يهم حجم القطعة بقدر فرادتها. يبحثون عما لا يشبه أحدا، عن بصمتهم الخاصة.
ما أهمية القطع المصممة حسب الطلب في هُوية "دهماني"؟
تشكل القطع الخاصة نحو 50% من أعمالنا. عملاؤنا يشاركون في كل خطوة، من اختيار الأحجار حتى التصميم النهائي، وهو ما يجعل كل قطعة تجربة شخصية فريدة.

هل يمكن أن تذكر مثالا على طلب مميز من عميل؟
صمّمنا مجموعة زفاف لعائلة كريمة أرادت ألماسا بقطع معين. بدأنا من المصدر في إفريقيا واخترنا الأحجار واحدة تلو الأخرى، وقصصناها وصقلناها لتلائم رؤيتهم بدقة. كانت تجربة استثنائية لهم ولنا.
كيف تواكبون التكنولوجيا من دون أن تفقدوا روح الحِرفة؟
نمزج بين الحداثة والإرث، فقد كنّا من أوائل من استخدم المنــصـــات الـــرقمــيـــة والتقــنـيـــات التفــاعليــــة مثــل الــعـــــروض الافتراضية. بوتيك الرياض مجهّز بالكامل بهذه الوسائل.
كيف تخاطبون جيل الشباب، وخاصة جيل زد؟
جيل شغوف بالتعبير عن نفسه. يريد مجوهرات تُلبس كل يوم وتعكس أسلوبه. وهذا ما نعمل عليه عبر تصاميم عملية وعصرية تحافظ على الفخامة.
هل تفكرون بالتعاون مع مصممين سعوديين؟
نـــعـــم، نـــحن منـــفـتــحون جدا على التعاون مع المصممين والفنانين السعوديين والمؤسسات الثقافية، لصنع إبداعات تعبّر عن روح المملكة. ونعمل على بناء شراكات مع الجامعات والمـــعـــاهـــد السعـــوديــــة المتــخصصــــة في التصميم والفنون، لإدماج المواهب المحلية في منظومة.
ما الدرس الأهم الذي ورثته عن والدك مؤسس الدار؟
كان والدي الراحل "إل. إن. دهماني" رائدا حقيقيا. علمنا أن الرؤية الواضحة والقدرة على التكيف هما سر النجاح، وأن استكشاف الأسواق الجديدة هو ما يبقي الحلم حيا.
كيف تحافظ على الإرث العائلي في ظل تغيّر السوق العالمي؟
نلتزم دائما بالثقة، والاحترام، والشفافية، والتمسك بالجذور. ولا نسمح لأي مكسب سريع بأن يبعدنا عن المبادئ التي تأسسنا عليها. وقيمنا سبع: النزاهة، والشغف، والناس، والاحترام، والابتكار، والتميّز، والروح. نذكّر أنفسنا بها في كل اجتماع، وهي ما يصون هُويتنا منذ أكثر من خمسين عاما.
كيف تستعدون للجيل الثالث من العائلة؟
نؤمن بالتعلم والخبرة. نشرك الجيل الجديد في العمل بعد دراستهم الجامعية، ليكتسبوا الخبرة العملية من الداخل. ابنتي "دريشتي" تقود اليوم التسويق والتوسع في المملكة، ونحن فخورون برؤيتها الجديدة.