
خاص هي: "LEVUMA" الفن، الحِرَفية، والمعنى العميق
في قلب الحكايات العريقة التي نسجها الألماس عبر الزمن، تبرز قصة عائلة خليل كواحدة من أروع الرحلات في عالم الفخامة. فمنذ الثلاثينات، حين بدأ الجدّ الأول مسيرته في أعماق Sierra Leone، إلى أن استقرت العائلة في Antwerp ، عاصمة الألماس العالمية، عام 1975، ظلت الأحجار الكريمة شاهدة على شغف متوارث عبر أربعة أجيال. ومن قرية Levuma الصغيرة، وُلدت علامة LEVUMA التي أعادت تعريف التميز بفضل مزيج من الحرفية الرفيعة والابتكار الجريء، مع التزام لا يتزعزع بالقيم والأخلاقيات.

اليوم، تحمل LEVUMA هذا الإرث إلى المستقبل، لتؤكد أن الفخامة ليست مجرد بريق يسطع على المعصم أو يزين العنق، بل فلسفة حياة تُصاغ بالخبرة، والإبداع، والإيمان بأن لكل قطعة روحًا تحكي قصة.
وفي هذا الحوار الحصري، نقترب أكثر من هذه العلامة الاستثنائية، ونكتشف أسرار نجاحها ورؤيتها لمستقبل الألماس.
-
ما هي الذكريات التي تتوارثها عائلة خليل عن بداياتها مع الألماس في سيراليون في الثلاثينات؟
كانت القصص الأولى في عائلتنا لا تتحدث عن التجارة أو القيراط، بل عن النور.
فقد عمل جدي الأكبر في قلب سيراليون، حيث كانت الطبيعة ما تزال عذراء جامحة، وحيث كان الألماس جزءًا من أسرار الأرض.
وما أورثنا إياه لم يكن مجرد مهنة، بل شعورٌ مفعم بالرهبة والتقديس، الإيمان بأن الألماس لا يُكتشف فحسب، بل يُؤتمن عليه.
ذلك الإحساس بالتواضع والاحترام للطبيعة أصبح منذ ذلك الحين جوهر فلسفة عائلتنا وأساسها.

-
كيف أثّر قرار الاستقرار في Antwerp عام 1975 على مسيرة العائلة وأعمالها في عالم الألماس؟
منحتنا مدينة أنتويرب الهيكل والشكل لشغفنا.هناك تعلّمنا الدقة والانضباط وفنّ التحوّل الهادئ.
ومن تربة سيراليون إلى مشاغل أنتويرب، أصبحت رحلتنا بحثًا عن التوازن، حيث تلتقي العاطفة بالإتقان.
في أنتويرب أدركنا أن الكمال لا يكمن في صقل الحجر فحسب، بل في النزاهة الكامنة وراءه.
-
تحمل قرية Levuma مكانة خاصة في قصتكم، كيف تترجمون هذه الرمزية اليوم في هوية العلامة؟
إنّ LEVUMA ليست مجرد اسمٍ لمكان، بل هي فلسفة حياة.
فهي تمثّل جذورنا، التواضع، والنقاء، واستمرارية الوعد الذي قطعته عائلتنا منذ أجيال. لقد كان اختيار هذا الاسم تكريمًا للبدايات، واعترافًا بالأصل الذي انطلقت منه الحكاية.
فكلّ من يرتدي قطعة من LEVUMA يحمل معه جزءًا من تلك الذاكرة، ومن صدق تلك البدايات.
إنها تذكير دائم بأن أرقى الإبداعات يجب أن تبقى دائمًا متصلة بالجوهر الإنساني العميق.

-
ما الذي يميز فلسفة LEVUMA عن باقي دور الألماس الفاخرة من حيث الحرفية والالتزام الأخلاقي؟
ما يميّز LEVUMA هو نظرتنا إلى الحِرَفية بوصفها فنًّا ومسؤوليةً في آنٍ واحد.
فكلّ قطعة تُصنع يدويًا بالكامل، بدقّة متناهية وصبرٍ لا يعرف المساومة.
أسلوبنا هو الكلاسيكي المعاصر، خالدٌ في شكله، حديثٌ في روحه.
تُقطّع كل ألماسة إلى درجة الكمال، ويُصاغ الذهب بعناية فائقة ليبدو وكأن الألماس يطفو بخفّةٍ ويشعّ بأقصى درجات البريق.
نحن ملتزمون بأعلى معايير الإتقان، ومدفوعون بشغفٍ عميق نحو التفرّد والتميّز.
-
كيف توازنون بين التقاليد العريقة التي تمتد لأربعة أجيال وبين الابتكار الذي يعكس لغة العصر؟
تمنحنا التقاليد المعنى، بينما تمنحنا الابتكارات الصوت الذي نعبّر به عن رؤيتنا. إرثنا هو مرساتنا، لكنه لا يقيّدنا أبدًا. نسعى باستمرار إلى تطوير تقنياتنا ومواكبة أحدث المواد وأساليب القطع المتقدّمة، لنحافظ على ريادتنا في عالم التصميم. فالابتكار بالنسبة إلينا ليس تمرّدًا، بل استمرارٌ للحكاية نفسها بلغةٍ حكايةٌ تظلّ جذورها راسخة في القيم التي تُعرّف LEVUMA.
-
ما هو تعريفكم الخاص للفخامة في عالم المجوهرات اليوم؟
بالنسبة إليّ، الفخامة هي الصمت، ذلك الجمال الذي لا يحتاج إلى أن يعرّف عن نفسه. هي الحِرَفية التي تُحَسّ، والعاطفة التي تُلمس، والزمن الذي لا يُقاس. الفخامة الحقيقية ليست امتلاكًا، بل حضورًا. إنها اللحظة التي تحمل فيها القطعة ذكرى ومعنى و، تلك التي تُبتكَر لشخصٍ واحد، تعكس قصته ومشاعره ونوره الداخلي. عندها فقط تتحوّل الندرة إلى تجربة شخصية، ويصبح الجمال أبديًّا.
-
بعد تجربة غنية في التعدين والتصنيع، ما هي خططكم المستقبلية لتوسيع حضور العلامة عالميًا؟
كان نموّ LEVUMA دائمًا مدروسًا وهادئًا. فنحن نؤمن بالتوسّع من خلال العلاقات، لا من خلال الضجيج. عملاؤنا هم من المقتنين الخواص، والعائلات الملكية، وعشّاق المجوهرات الذين يقدّرون الخصوصية أكثر من الظهور. نركّز حاليًا على تعزيز حضورنا في لندن، ودبي، والرياض، وغشتاد، وموناكو، المدن التي يشعر فيها عملاؤنا وكأنهم في موطنهم. وفي الوقت نفسه، نحرص على عرض إبداعاتنا في معارض دولية مختارة بعناية. فالتوسّع بالنسبة إلينا لا يُقاس بالحجم، بل بالصدى، بحضور عالميّ يبقى في جوهره شخصيًا وعميقًا.
-
كيف ترون مستقبل الألماس في ظل الاهتمام المتزايد بالاستدامة والألماس المصنع مخبريًا؟
قد تُحاكي الألماسات المُصنَّعة مخبريًا أو الاصطناعية الضوء، لكنها لا تستطيع أن تحمل في داخلها الزمن أو التاريخ أو العاطفة. فالألماس الطبيعي هو جزء من ذاكرة الأرض، تكوَّن على مدى مليارات السنين تحت وطأة الضغط والصبر. بالنسبة إلينا، تبدأ الاستدامة من المسؤولية: من التوريد الأخلاقي، والإبداع الواعي، وصنع قطعٍ خالدة تدوم للأبد. في عالمٍ تحكمه السرعة، نؤمن نحن LEVUMA بالديمومة. فمستقبل الألماس سيظلّ دائمًا ملكًا للأصالة، لأن الجمال الحقيقي لا يُصنَّع، بل يُولَد.

-
ما الذي يلهمكم في تصميم كل قطعة جديدة تحمل توقيع LEVUMA؟
لطالما شكّل الفنّ والتصميم الطريقة التي أرى بها العالم. أنا شغوف بجمع القطع الفنية، ومفتون بالهندسة المعمارية والنحت وانسجام الطبيعة. تستمدّ العديد من تصاميمي أشكالها من تدفّق الطبيعة وانسيابها — من الطريقة التي تتفاعل بها المنحنيات والضوء في تكوينٍ طبيعيٍّ متكامل. أُعجب بالتناقضات: بين العاطفة والبناء، والقوة والسكينة، والانضباط والبريق. تبدأ كلّ قطعة بالحدس قبل أن تتحوّل إلى شكلٍ ملموس. وفي LEVUMA، أسعى دائمًا إلى تحقيق ذلك التوازن الانسيابي، حيث يلتقي الإتقان بالحضور الهادئ للطبيعة، وأناقة الزمن.
-
إذا كان على LEVUMA أن تختصر هويتها في كلمة واحدة فقط، فما هي؟
لو كان عليّ أن أصف LEVUMA بعبارة واحدة، لكانت الأناقة المتحفظة. قطعنا تتحدث بهدوء، لكنها تترك أثرًا عميقًا. هي موجهة لأولئك الذين يدركون أن الفخامة الحقيقية تكمن في التفاصيل الدقيقة، في التوازن، والحِرَفية، والرقي الهادئ. إنّ هذه القوة الصامتة هي، في نظري، أسمى تعبير عن الجمال.
-
ما هو السؤال الذي وددتم أن نطرحه عليكم ولم نفعل؟
ربّما السؤال الذي كنت أتمناّه أن يُطرح هو: ما الذي يدفعك إلى ما هو أبعد من الجمال؟
وجوابي هو: الرغبة في ابتكار شيءٍ يتجاوز الزمن ويستمر بعدنا. فالجمال يزول إن لم يكن متجذّرًا في المعنى. أريد لـ LEVUMA أن تبقى رمزًا للحقيقة والحِرَفية والمشاعر — إرثًا قائمًا لا على البريق وحده، بل على النزاهة والروح.
-
كلمة أخيرة لعشّاق المجوهرات
اجمعوا المشاعر بقدر ما تجمعون الكمال. اختروا ما يحرككم، لا ما هو رائج. فالمجوهرات ليست للزينة فحسب، بل هي انعكاس لقصّتكم ومشاعركم ونوركم الداخلي. عندما تختارون قطعة من القلب، تصبح جزءًا منكم. وهذا، في نظري، هو المعنى الحقيقي للفخامة، حين يتحوّل الجمال إلى تجربة شخصية.