فاليري صامويل

حديث خاص لـ"هي" مع المديرة الفنية لدار FRED للمجوهرات فاليري صامويل.. جديدنا يحتفي بشرارة الضوء الأولى

نادين الحاج
14 أكتوبر 2025

منذ أن أسّسها الصائغ الأسطوري "فريد صامويل" عام 1936، تجرّأت دار المجوهرات العالمية FRED على التمرّد، والتغيير، والتفرّد. وعلى طول الطريق، حملت معها شرارة سحرية من نور الشمس، شرارة أبدية تشعّ من قلب أحجارها الكريمة النابضة بالألوان والطاقة والحياة، وقبل كل شيء بالفرح. هذا العام، تحتفل الدار بهذه الرحلة، وتكرّم بريقا حرّا لا ينطفئ ولا يخبو، مع مجموعة مجوهرات راقية جديدة تتألّف من فصلين آسرين: 1936 في تحية إلى السنة التي بدأت فيها حكاية الدار، و"سولاي دور صنرايز" Soleil d’Or Sunrise تكريما لحجر ماس أصفر بعيار 100 قيراط اكتشفه المؤسس قبل أكثر من خمسين عاما. وبعد كشف النقاب عن هذه القطع العصرية الغرافيكية التي تلتقط بألقها تدرجات الشمس في أوقات مختلفة من النهار، التقينا بالمديرة الفنّية للدار الفرنسية وحفيدة مؤسسها، "فاليري صامويل" Valérie Samuel التي تواصل منذ عودتها إلى الدار وبعد خبرة كبيرة في دور مجوهرات عالمية، الحفاظ على رؤية جدّها، "فريد صامويل"، وكل ما تحمله من إشراق وبهجة. 

فاليري صامويل
فاليري صامويل

أنت حــفـيــدة "فـــريد صامــــويل"، أحـــد رواد صنــــاعــــــــة المجوهرات الحديثة. ما أولى ذكرياتك عنه؟ وكيف شكّل مفهومك للجمال والتصميم؟

في الواقع، كنت قريبة جدّا من جدّي أثناء نشأتي، ولطالما كان جــــزءا من حياتي وذكـــــريـــــاتي. أعتــــقــــد أنه نقل إليّ شغفه بالحياة وباللقاءات والمجوهرات. وهكذا دخلت هذا العالم الرائع.

كيف أثّرت علاقتك بجدّك في مسيرتك الإبداعية؟

أتذكّر كيف لم يكن هناك منذ البداية فرق بين حياتنا الشخصية وحياتنا المهنية. كان "السيد فريد" دائما "السيد فريد" بالنسبة للجميع. امتلك شخصية فريدة، ولكن أيضا رؤية فريدة لما أراد أن يقدّمه للعالم، ووقّع على أول بطاقة عمل رسمية له بعبارة "مبدع المجوهرات الحديثة". أعتقد أن هذا هو ما يدفعني في كل ما أفعله يوما بعد يوم.

عندما عدت إلى دار FRED لتولّي منصب المديرة الفنّية، هل شعرت بالمسؤولية أم بالحرية؟ وكيف تعاملت مع الحفاظ على إرث عريق في ظل إضافة بصمتك الخاصة إليه؟

أعتقد أن الشعور كان مزيجا من الاثنين. فكان جدّي طبعا رجلا كاريزميا للغاية واستثنائيا، لذا أردت أن أصون رؤيته. ولكنه أيضا ساعدني على إطلاق مسيرتي، ومنحني ثقته. واليوم أواصل تفسير رؤيته في تشكيل عالم دار FRED، "صائغ الشمس المشرقة"، من خلال ابتكار تصاميم جريئة ومعاصرة، ومحاولة غرسها بنفحة من روحه المشرقة والمبهجة.

FRED

FRED

FRED

FRED

هل سبق لك أن سألت نفسك، أثناء عملية الإبداع أو البحث عن الإلهام، ماذا كان سيفعل "السيد فريد"؟

بصراحة، كنت أناقش هذا الأمر قبل فترة قصيرة مع فريقي. أنا أتحدث دائما عن "السيد فريد" في صيغة الحاضر، بمعنى أنه لا يزال حاضرا معنا في كل ما نقوم به. صحيح أنني أتبع حدسي ورؤيتي كل يوم، ولكن في أحيان أخرى أسأل نفسي: لو كان "السيد فريد" هنا، ماذا كان سيفعل؟ وهذا قد يساعدني في اتخاذ القرار النهائي بين خيارين صعبين.

مجموعة المجوهرات الراقية الجديدة التي تتألّف من فصلين، 1936 و"سولاي دور صنرايز" Soleil d’Or Sunrise، هي رسالة حب إلى إرث الدار. ولا سيما مجموعة Soleil d'Or Sunrise التي تستمدّ إلهامها من ماسة FRED الصفراء الأسطورية. كيف أعدت ترجمة بريقها الأيقوني إلى شيء عصري يلائم المرأة العصرية؟

نعم، إن هذه المجموعة الجديدة تحتفي بشرارة الضوء الأولى في حكاية الدار، حين بدأ كل شيء. فصلها الأوّل يحتفي بالسنة التي ولدت فيها الدار أي 1936، والثاني يكّرم الحجر الأيقوني "سولاي دور". مع مجموعة المجوهرات الراقية الجديدة، أردت قطعا تستطيعين بالفعل اعتمادها كل يوم، وترافقك من الصباح إلى المساء لإطلالة كاجوال أنيقة أو متألّقة. وحاولت مع فصل Soleil d'Or Sunrise أن أنشر الطاقة الشمسية الكامنة في حجر Soleil d'Or، وإحياء هذه الأشعّة النيّرة داخل القطع.

لاحظـنـــا أيــضـــا أن قابلـية التحويل وتعددية الاستخدام عنــصـــران أساسيــــان في الكثـــيــــر من مجـــمــوعــــات الدار. لماذا؟

تعدد الاستخدامات عنصر جوهري في هُوية الدار، يتماشى مع طموحنا في تقديم مجوهرات تستطيع أن ترافق المرأة والرجل في حياتهما كل يوم. فإذا كان بإمكانك تحويل قطعة ما والحصول على عدة إطلالات في قطعة واحدة، فستجدين المزيد من المناسبات لاعتمادها.

FRED

لطالما احتفلت دار FRED بالفرح والألوان والضوء بطرق مدهشة وغير متوقّعة. كيف تتوجّهون اليوم من خلال إبداعاتكم إلى جيل "زد" والشباب عموما، الذين يهتمّون أكثر بالهًوية الفردية ويبحثون دائما عن أسلوبهم الخاص ولمستهم الخاصة؟

تقدّم FRED مجوهرات مصنوعة بإتقان وبمهارات حرفية تقليدية، ولكن بتصميم جريء ومعاصر يحاكي أذواق الأجيال الجديدة. وكما ذكرنا، إن جعلها متعددة الاستخدامات وقابلة للتحويل يضيف إلى مجوهراتنا بعدا جديدا مهمّا، فيمكنك مثلا تحويل سوار Force 10 عبر تغيير الحبل النيوني أو الفولاذي في الصباح إلى صفّ من الماس في الليل. ولا ننسى أن المجوهرات تتخطّى المادّة لتلامس العواطف والأحاسيس، وهنا يكمن معناها للجيل الجديد.

حين تعمّقت من جديد في أرشيف الدار لمعرض FRED الاستعادي في مبنى "باليه دو طوكيو"، ما كان أجمل اكتشاف أو أكثر اكتشاف أثّر فيك؟

ما لفت انتباهي في كل شهادة تلقّيناها لم يكن فقط أن الناس شاركونا القطع التي يملكونها، بل القصة وراء كل قطعة من هذه المجوهرات: كيف حصلوا عليها، وما كانت المناسبة، وما هي النصيحة التي أخذوها من "السيد فريد" في ذلك الوقت.. تلك المشاركة كانت عاطفية جدّا بالنسبة إلينا. ولكن أجمل اكتشاف في هذا المشروع كان إعادة التعرف إلى حجر Soleil d'Or. كنت أعرف عنه، وقد وصف لي والدي وجدّي مشاعرهما عند اكتشاف الحجر، ومشاركته، وبيعه. وربما كان ذلك شيئا يملؤهما بالحنين. فكانت إعادة اكتشاف هذا الحجر بعد 44 عاما، والتمكن من إعادته إلى الدار، ومشاركته مع جميع زوار المعرض بالتأكيد إحدى أجمل الذكريات بالنسبة لي.