
خاص "هي": مصممة المجوهرات "Mariyeh Ghelichkhani" إرث والدي كان شرارة شغفي وصوتي الإبداعي
بين الحنين إلى إرث والدها الذي كان من أبرز الصاغة في طهران، وشغفها بتحويل الأحجار إلى قصص فنية، صنعت Mariyeh Ghelichkhani عالمها الخاص في تصميم المجوهرات. في هذا الحوار مع موقع "هي"، تكشف لنا عن بداياتها، مصادر إلهامها، وعلاقتها بالموروث الإماراتي، ورسالتها للمرأة في يومها.

متى بدأت علاقتك مع تصميم المجوهرات؟ وما اللحظة التي شعرتِ فيها أن هذا هو حلمك؟
لم أتخيل يومًا أنني سأدخل عالم المجوهرات. البداية جاءت بعد وفاة والدي رحمه الله، وهو من أبرز الصاغة المعروفين في طهران بإبداعه المختلف وابتكاراته التي جمعت بين اللمسة الأوروبية والروح الشرقية. رحيله كان صدمة كبيرة تركت فراغًا لا يوصف. نصحتني إحدى صديقاتي بتجربة دروس صياغة الذهب علّها تساعدني على مواجهة حزني. ومنذ اللحظة التي جلست فيها إلى طاولة الصياغة، شعرت بشيء يهزني من الداخل. مع كل لمسة معدن تذكرت طفولتي في ورشة والدي، وكانت تلك اللحظة نقطة التحول في حياتي، وبداية مشواري الحقيقي في تصميم المجوهرات.

من كان أكبر داعم لكِ في بداياتك؟
أعظم مصدر قوة وإلهام كان ذكرى والدي، رحمه الله، التي منحتني عزيمة لا تنكسر. والدتي كان لها أيضًا دوراً كبيراً، فقد دعمتني من اللحظة التي رأت فيها أول قطعة أنجزتها. زوجي كذلك كان سندًا ثابتًا، ومع مرور الوقت التقيت بأشخاص رائعين في هذا المجال، وكأن يد والدي ما زالت ترشدني وتجمعني بهم في الوقت المناسب.
كيف أثّر إرث والدك على مسارك الإبداعي؟
كان والدي سبّاقًا في أفكاره، مبهورًا بكل ما يحمل جمالًا. غرس في داخلي قيمة الحرفة، الدقة، والصبر، والنظرة الثاقبة للتفاصيل. علّمني أن القطعة لا تصبح خالدة إلا إذا صُنعت بشغف واهتمام حقيقي، وهذا هو الإرث الذي أحمله اليوم.

ما أبرز مصادر الإلهام لتصميماتك اليوم؟
تلهمني الطبيعة، الأساطير، الشعر، والذكريات. كما أن المدن التي عشت فيها، من إسطنبول إلى لندن، تركت بصماتها في رؤيتي الفنية، لتندمج مع تراثي الإماراتي والفارسي في تشكيل هوية خاصة لتصميماتي.
هل هناك قطعة تحتل مكانة خاصة في قلبك؟
نعم، خاتم "حياة". استلهمته من ذكريات طفولتي بجوار بركة صغيرة بناها والدي، حيث كنت أتأمل اليعاسيب وزهور اللوتس. عندما وجدت حجر الأكوامارين بعيار 22 قيراط، شعرت أنه يحمل روح تلك البركة. حولته إلى خاتم يروي حكايتي، ولا أظن أنني سأعيد ابتكاره أو أتنازل عنه.

ما المشاريع الجديدة التي تعملين عليها؟
أركز حاليًا على "المجوهرات الفريدة"، وهي قطع تحمل قصصًا خاصة مستوحاة من أحجار مميزة. أؤمن أن كل قطعة يجب أن تكون عملًا فنيًا يمكن ارتداؤه ويحمل بصمة شخصية لمن يقتنيها.
كيف تصفين علاقة المرأة الإماراتية بالمجوهرات؟
المجوهرات بالنسبة للمرأة الإماراتية تتجاوز حدود الزينة. فهي امتداد للهوية والثقافة، ورمز للثراء والاستمرارية عندما تورّث من جيل إلى آخر. الذهب واللؤلؤ يعكسان ارتباطنا بتاريخنا، بينما تمنح التصاميم المعاصرة مساحة للتعبير عن شخصياتنا وقيمنا. إنها ذاكرة حية تربط الماضي بالحاضر.

كيف يمكن للمجوهرات أن تعكس قوة وهوية المرأة المعاصرة؟
المجوهرات وسيلة للتعبير عن الذات. قد تعكس القوة بالتصاميم الجريئة، أو الرقة بالقطع الناعمة، لكنها دائمًا تحمل قصة ومعنى. للمرأة في منطقتنا، هي جسر بين التراث والحداثة، تعكس هويتها وقوتها بصمت أو بجرأة.
ما النصيحة التي تقدمينها للنساء الإماراتيات الراغبات في دخول هذا المجال؟
أنصحهن بالخروج عن المألوف، وتجربة مسارات جديدة دون خوف. الإبداع جزء من هويتنا، والجمع بين التراث والابتكار هو ما يمنح كل مصممة صوتها الفريد. التجربة ليست انفصالًا عن الجذور، بل امتداد وتطور لها.

ما رسالتك في يوم المرأة الإماراتية؟
أقول لكل امرأة إماراتية: كوني فخورة بهويتك وجذورك وبالوطن الذي يفتح لك أبواب الفرص. لديك الحرية لتبدعي وتقودي وتحققي أحلامك. اغتنمي الفرص وامنحي نفسك مساحة للنمو والتألق، فأنتِ جزء من جيل يصنع مستقبلاً مشرقًا مليئًا بالإنجاز والإلهام.