"سيسيل غوينا"

"سيسيل غوينا" المديرة الإبداعية لساعات "ريتشارد ميل" لـ"هي": الشفافية فلسفة تعبّر عن التزامنا بالأمانة

سهى حامد
20 أغسطس 2025

حوار: SOUHA HAMED

تواصل علامة "ريتشارد ميل" RICHARD MILLE تحدي القواعد المألوفة بتقديم ابتكارات متجددة تعيد رسم مفهوم الفخامة والتصميم في عالم صناعة الساعات. كشفت في مجموعتها الأخيرة عن RM ٧٥-٠١ FLYING TOURBILLON SAPPHIRE، الساعة التي تجسد جرأة التصميم وروعة الإبداع التقني، حيث تنصهر شفافية السافير مع خطوط العمارة القوطية في حوار بصري يأسر الأنظار. التقيت "سيسيل غوينا"، المديرة الإبداعية للدار، لأتعرف إلى الرؤية الكامنة وراء هذه الساعة المدهشة. تحدثت عن فلسفة التصميم، والتحديات التي رافقت المشروع، وكيف نجحت الدار في الجمع بين عوالم متناقضة لصنع قطعة تجمع بين الفن والابتكار في تناغم نادر.

ساعة RM ٧٥-٠١ FLYING TOURBILLON SAPPHIRE
ساعة RM ٧٥-٠١ FLYING TOURBILLON SAPPHIRE

تجسد ساعة RM ٧٥-٠١ FLYING TOURBILLON SAPPHIRE من "ريتشارد ميل" رؤية فنية طموحة تجمع بين عالمين متناقضين، ألا وهما شفافية البحار وروح العمارة القوطية. توضح "سيسيل غوينا" CECILE GUENAT، المديرة الإبداعية للدار، أن المشروع ولد من "رغبة في العمل حول تناقضات قوية ومتكاملة". وتتابع: "توحي حركة المحيطات بالحركة والشفافية والعمق، بينما تعبر العمارة القوطية عن عمودية صارمة وبنية دقيقة". صاغ هذا التوازن بين الطبيعي والمبني ساعة تنبض بروح تجمع الخفة المعمارية مع صرامة التفاصيل الدقيقة.

وتوضح "غوينا" بعدا فنيا آخر قائلة: "لقد استلهمنا أيضا إشارة إلى لوحة "فينوس" لبوتيتشيللي، التي غذت تفكيرنا حول فكرة القوة الكامنة في الرقة". وتشرح: "هذه ليست مجموعة ذات طابع جندري، بل تعبر عن حساسية ورشاقة تشبه الخلود تقريبا". قاد هذا المفهوم فريق التصميم إلى استكشاف كيفية تحويل هذه الأفكار إلى شفافية السافير، حيث يلتقط الضوء بشكل مختلف على مدار اليوم، من الفجر حتى المغيب، فتتحول الساعة إلى كائن نابض بالحياة.

CECILE GUENAT
CECILE GUENAT

الشفافية والتصميم الفريد

تبرز الشفافية، في قلب هذه الساعة الجديدة، كفلسفة أساسية في تصميم "ريتشارد ميل". تقول "غوينا" : "الشفافية عند ريتشارد ميل ليست مجرد تأثير بصري، إنها فلسفة تعبّر عن التزامنا بالأمانة، ورغبتنا في إظهار كل شيء، حتى ما يُخفى عادة". تكتمل هذه الفلسفة في الساعة الجديدة عندما تنكشف كل قطعة ميكانيكية أمام العين بدقة متناهية وحرفية راقية. تضيف: "تدفعنا الشفافية دائما إلى الذهاب أبعد، لتكريم حركة الساعة حتى في أدق تفاصيلها".

تضيف "غوينا" أن بعض الإلهامات المعاصرة أدخلت أشكالا أكثر نعومة واستدارة، للتناقض مع الخطوط الزاويّة البارزة المستوحاة من الطراز القوطي. تقول: "هذا المزيج غير المتوقع هو ما يمنح مجموعة RM ٧٥-٠١ هويتها الفريدة".

أحد أسرار هذه الساعة أنها الأولى التي يُصمم نظام حركتها خصيصا لهيكل مصنوع بالكامل من السافير. توضح "غوينا": "تطلب هذا التطوير تآلفا تاما بين المكتب الفني للحركة وقسم التصميم الخارجي. صمم كل عنصر معا منذ البداية، حتى ينسجم نظام الحركة تماما مع هيكل السافير". يفرض هذا التحدي كشف كل زاوية من نظام الحركة، ما يحوّل الساعة إلى تجربة معمارية متناغمة، تنبض فيها كل قطعة بدقة وجمال.

RICHARD MILLE

RICHARD MILLE

RICHARD MILLE

ألوان تحاكي عمق البحار

لكل إصدار من مجموعة RM ٧٥-٠١ قصة خاصة تستحضر أجواء البحار. تؤكد المديرة الإبداعية: "أردنا لكل ساعة في المجموعة أن تروي قصة، أن تستحضر لحظة معلّقة وأجواء خاصة. البحر يملك سحرا غامضا وملهما لا نهاية له". تظهر هذه الرؤية في الإصدارات الثلاثة المميزة فيدمج الإصداران الأولان بين كريستال السافير الشفاف والملون في عشر قطع لكل إصدار، بينما يأتي الإصدار الثالث في ١٥ قطعة مصنوعة بالكامل من السافير الشفاف. ويعكس كل منها لونا ومزاجا بحريا محددا، فالإصدار الشفاف يذكر الناظر بسطح الأمواج المتموجة، فيما يعبر الإصدار باللون الوردي الأرجواني عن شفق بحر الجنوب، أما الإصدار باللون الأزرق السافيري فيستحضر أعماق المحيطات.

يؤدي الهيكل البلوري لهذه الساعة دورا جماليا ووظيفيا في آن معا، إذ تضفي صلابته وشفافيته لمسة دافئة ومريحة عند وضعها على المعصم. يعكس الهيكل المصنوع من السافير النقي مستوى خبرة تقنية استثنائية، فهو ثمرة أكثر من ألف ساعة من العمل، بينها ٤٠ يوما من النحت المستمر وثلث الوقت تقريبا مخصص للتلميع. تضمن هذه العناية البالغة للساعة حضورا مهيبا، وتعبّر كما تقول "غوينا" عن رفض الدار التام لأي تنازل. وتضيف: "الزمن ليس عائقا لدينا. نحن مستعدون لإعادة التجربة بلا كلل حتى نبلغ مستوى الإتقان الذي نطمح إليه".

RICHARD MILLE

RICHARD MILLE

تتجلى هذه الروح في تفاصيل هيكل الساعة الذهبي الأحمر المصقول بالنفث الدقيق، الذي يذكّر بقبة معمارية شامخة ترتكز على ركائز من التيتانيوم المعالج حريريا. وتجسد الأقواس المنحنية، الحاضرة في التصميم، انسيابية البحر وحركته المستمرة، فيما يضفي التلاعب بالفراغات والكتل الصلبة بعدا دراميا ساحرا، مدعوما بتفاصيل مضيئة من مادة "سوبرلومينوفا" التي تنثر وهجا في الظلمة. يكتمل هذا المشهد حين تنعكس علامات مؤشرات الساعة على خطوط خزان الطاقة، وهو ما يعزز التناغم البصري ويبرز جمال الساعة بشكل درامي.

RICHARD MILLE

روح الابتكار والدقة

تفخر الساعة بتفاصيل تقنية راقية، بما فيها نظام الحركة المزود بآلية ارتداد تقدمية تتيح كسبا ملحوظا في التعبئة، إلى جانب تصميم هندسي يوازن بين الطاقة والدقة. الصفيحة الأساسية المصنوعة من التيتانيوم والمزينة بزخارف الدانتيل المعدنية تثبّت العجلات بقوة، مع غياب الجسور العلوية، وهو ما يمنح الحركة انطباعا "محلّقا" يعكس فلسفة التصميم المفتوح والشفاف.

تواصل "ريتشارد ميل"، بهذه الرؤية الشاملة، فتح آفاق جديدة في صناعة الساعات الراقية، وتكتمل هذه الرؤية في مجموعة RM ٧٥-٠١ FLYING TOURBILLON SAPPHIRE، حيث تلتقي روح البحار مع عظمة العمارة القوطية، لتقدم لعشاقها رحلة استثنائية عبر عالم الضوء والدقة وروح الإتقان.