غويدو دامياني Guido Damiani

رئيس دار دامياني لـ"هي": نساء الشرق الأوسط سيقدّرن كل قطع Ode to Italy

عدنان الكاتب
15 أغسطس 2025

روما: Adnan Alkateb

مرّ عام منذ لقائي السابق بأبناء الجيل الثالث من عائلة "دامياني" DAMIANI، التي تحرس إرثا إيطاليّا عريقا، وتشرف على إحدى ألمع دور المجوهرات الفاخرة في العالم. ففي ربيع 2024، احتفلت الدار في ميلانو بمرور مئة عام على تأسيسها، خلال فعالية حصرية كشفت فيها عن مجموعة استثنائية من المجوهرات الراقية، ضمّت مئة قطعة مرصّعة ببعض أندر الأحجار الكريمة. أما هذا العام، فقد اختارت الدار أن تعود إلى الجذور، وتوجّه أنظارها نحو مهد حرفيتها وإبداعها: إيطاليا. من خلال مجموعتها الجديدة ODE TO ITALY، التي قدّمتها في روما ووجهت فيها تحية عاطفية إلى موطنها، محتفية بجماله المرئي المتجلّي في زرقة البحر، وسحر الجبال والريف، وعظمة الهندسة المعمارية المدينية. كل تحفة في هذه المجموعة هي تفسير فنّي بالأشكال والألوان لأحاسيس وذكريات مرتبطة بروح إيطاليا، من نسج أنامل كبار صاغة "دامياني" في مشاغلها الموجودة في فالنزا، العاصمة الإيطالية لصياغة المجوهرات.

Guido Damiani  "غويدو دامياني"، تصوير: Daniele Venturelli، بواسطة Getty Images
Guido Damiani
"غويدو دامياني"، تصوير: Daniele Venturelli، بواسطة Getty Images

في الفصل الأول من الحكاية، يطلّ البحر الأبيض المتوسط بطيفه الأزرق الساحر على تصاميم LUCI DEL MARE، التي تنقل روعة الشواطئ الإيطالية بدرجات زرقاء تعانق ألوان الأزقــة الساحلــيـــة، والـــرمــــال الدافــئـــــة، والفاكهة الحمضية، وزهور البوغنفيليا. أما قطع PAESAGGI DELL’ANIMA ، فتطير بخيالك إلى المناطق الداخلية الريفية، مرفرفة فوق تلالها المزهرة، وقممها الألبية، وبراكينها المهيبة، وبحيراتها الهادئة. وتكرّم الخطوط الهندسية في مجوهرات DIMORE DEL TEMPO الكنـــوز الثقافــيــــة والتــــاريخــيـــــة لأشهـــــــر المدن الإيطالية وعمارتها الرائعة.

في مبنى تاريخ عريق التقيت من جديد مع العائلة، وجلست مع رئيس الدار "غويدو دامياني" GUIDO DAMIANI في حوار خاص تحدّثنا فيه عن جوهر المجموعة الجديدة، وعن توسّع "دامياني" الملحوظ في منطقة الشرق الأوسط، وديناميكيات العمل بين أفراد العائلة، ومستقبل الشركة العائلية وهي تدخل مئويتها الثانية بثقة وتجدّد.

لقاؤنا السابق كان قبل نحو عام، حين احتفلتم بالذكرى المئوية لتأسيس الدار. ما الذي تغيّر في "دامياني" خلال هذا العام الأخير؟

حملت هذه السنة الأخيرة عددا من المشاريع الرائعة. ففي العام الماضي احتفلنا بالشركة، أما هذا العام، فنحتفي بجذورها، وبالبلد الذي ولدت فيه مع مجموعة Ode to Italy. وخلال هذه الفترة القصيرة، افتتحنا عددا من المتاجر حول العالم، ولا سيما في منطقة الشرق الأوسط: في السعودية، وقبل ذلك في الكويت، ولاحقا في البحرين، حيث نعتزم الافتتاح في سبتمبر، وبعد ذلك في الدوحة. كما وقّعنا عقدا لموقع جديد في أبوظبي أتوقع أن يكون جاهزا في الربع الأول من العام المقبل. ونعمل على تجديد متجرنا في "دبي مول". هذه بمنزلة بداية جديدة لنا في منطقة الشرق الأوسط التي نركّز اليوم عليها، ونؤمن بأنها ستكون من أنجح أسواقنا.

لدينا خطة طموحة للمنطقة، وكل ما ذكرته لك أنجزناه في أقل من اثني عشر شهرا فقط. لقد استثمرنا في المنطقة أكثر من أي وقت مضى، وهذا أمر لافت حين نأخذ في الاعتبار حجم شركتنا، وكونها شركة مستقلة. نتوقع نتائج إيجابية، ونتطلّع إلى مواصلة الاستثمار لتحقيق المزيد من النمو.

Damiani

Damiani

أخـبـــرني عن مــجــمــــوعــــة المجـــوهــــرات الــراقــيـــة الجديدة Ode to Italy. ما قصّتها؟

هي تحية إلى إيطاليا. كما ذكرتُ سابقا، احتفلنا العام الماضي بالدار نفسها، أما هذا العام، فنرغب في الاحتفاء بالبلد الذي ولدنا فيه، ونعيش فيه، ونعمل فيه، وما زلنا ننتج فيه كل ما نقدّمه.

إيطاليا من أجمل بلدان العالم، ومن مصادر إلهامنا التي لا تنضب. ولهذا كرّسنا مجموعة Ode to Italy لإيطاليا، من خلال ثلاث مجموعات فرعية: الأولى مخصّصة لسحر البحر والساحل، والثانية لطبيعة الجبال والريف، والثالثة لفنون العمارة المدينية. واستخدمنا في هذه المجموعة أحجارا مميّزة جدا ونادرة، مثل ترمالين "بارايبا"، والمورغنيت، والألكساندريت، إضافة إلى أنواع نادرة من الأوبال بحثنا كثـيــــرا حــــول العــــالــــم للعثــــور عليــــهــــا. غــــالــبـــــا ما يربط الناس المجوهرات الراقية بالأسعار المرتفعة جدا، وهذا صحيح بطبيعة الحال، ولكن ثمة فرق بين تصميم قطعة باهظة الثمن، وابتكار قطعة نادرة واستثنائية بالفعل. ما أردناه هو تقديم شيء فريد، وخاص، ومختلف.

كـــيــف تتوقّــعــــون صدى المجــمـوعـــــة الجـــــديدة في الشرق الأوسط؟ وهل من قطع معينة ستكون الأكثر نجاحا في المنطقة؟

نـــــســــاء الـــشــــرق الأوسط سيــــقــــدّرن كل قطع المجموعة، لأنهن راقـيـــات وصــاحبــــات ذوق رفـــيـــع ومثــقــفــــات ومتـــابــعــــات، يــــقــرأن ويسافرن حول العالم ويطّلعن على كل جديد.

في هذه المجموعة، تصاميم كثيرة ستلفت انتباههن وتثير اهتمامهن، خاصة لما تتميّز به من أحجار كريمة نادرة وغير تقليدية، إضافة إلى أن كل واحدة من القطع الأربعين هي قطعة فريدة. المرأة الشرق أوسطية تقدّر التفرد، وتبحث دائما عن الجديد والمختلف، وتحب أن تبقى متميزة. وقد رأينا تقديرها للمجموعة منذ الآن، إذ إن بعض عملائنا من الشرق الأوسط بادروا إلى شراء قطع من المجموعة فور زيارتهم للعرض المسبق.

Damiani

مع الزميل عدنان الكاتب
مع الزميل عدنان الكاتب

ما الخطوة التالية لدار "دامياني"؟

نركّز في الوقت الراهن على مجموعة Ode to Italy، التي أطلقناها حديثا. ولكننا نفكّر طبعا في المستقبل وفيما نعتزم تنفيذه خلال العام المقبل. نخطّط لجولة تسافر بهذه المجموعة إلى آسيا، وتحديدا إلى كوريا واليابان خلال فصل الخريف الآتي، قبل أن نأخذها بالتأكيد إلى دبي.

لنتحدّث الآن عن عائلة "دامياني". كيف يتمّ التعاون بينك وبين شقيقك "جورجيو" وشقيقتك "سيلفيا"؟ لا شكّ أن دعمكم المتبادل أمر نادرا ما نراه في الشركات العائلية.

نعم، في الكثير من الأحيان، تشهد الشركات العائلية خلافات ونزاعات. نحن محظوظون، لكنني أعتقد أن الأمر لا يقتصر على الحظ وحده، بل يعود إلى الأسس التي تربّينا عليها. نشأنا في عائلة كان فيها لوالدينا حضور بالغ الأهمية. وحين توفي والدي، كنّا جميعا دون سن الثلاثين. وبما أنني كنت مدركا لما يمكن أن يحدث من توترات داخل الشركات العائلية، قلت حينها لأخي وأختي إننا ما زلنا شبابا، وعلينا أن نكون أكثر اتحادا من أي وقت مضى. نحن إخوة، وهذا يعني أننا متساوون في العائلة، لكن في الشركة، القواعد تختلف، لأننا مساهمون ومديرون، وهذا يتطلّب أدوارا مختلفة.

ولأن العمل يتطلب هيكلية مختلفة، اتفقنا على تقسيم الأدوار في الشركة بوضوح: أنا أتولى القيادة، بصفتي رئيس الشركة، و"جورجيو" مسؤول أكثر عن المجموعات وتأمين الأحجار الكريمة والإشراف على صناعة الساعات، أما "سيلفيا" فتُعنى بالعلاقات العامة. ونحن نعي تماما أن النجاح لا يأتي بسهولة، بل هو ثمرة الجهد والعمل المتواصل. وعلاقتنا جيدة، لكننا لا نأخذها كأمر مسلَّم به، بل نحرص على رعايتها والاهتمام بها باستمرار، فهي مثل نبتة تحتاج إلى العناية والبنية الصحيحة والجهد والانتباه، حتى لا نخرج عن المسار الصحيح. كما أننا وضعنا قواعد واضحة من البداية، مثل عدم السماح بدخول الأزواج أو الشركاء العاطفيين إلى الشركة. نحن نعمل معا منذ سنوات طويلة، وكل شيء يسير على ما يرام حتى الآن. ونأمل أن نتمكّن من نقل هذا الجوهر إلى الجيل الجديد.

Damiani

Damiani

Damiani

Damiani

وماذا عن الجـيـــل الـــرابـــع من العــائلــــة؟ هل يُبدي اهتماما بالانضمام إلى الشركة؟

أبناء الجيل الجديد ما زالوا صغار السن، فأولاد شقيقتي وشقيقي ما زالوا في العشرينيات، وابني البكر يبلغ من العمر 15 عاما فقط. لكن يبدو أن جميعهم مهتمّون جدا، وقد بدأنا إشراكهم في اجتماعاتنا العائلية. أجمعهم مرتين في السنة على الأقل، وأطلعهم على ما أنجزناه، وعلى مشاريعنا التالية. ودائما أقول لهم: "لن نجبركم يوما على العمل في الشركة، ولكن لا تظنّوا أبدا أن من حقّكم العمل فيها. إذا أردتم أن تسلكوا مسارا مختلفا، لكم كامل الحرية، ولكن إذا أردتم الانضمام إلى الشركة، فلا بد أولا من الدراسة، ثم التدرّب في شركة أخرى. أنتم محظوظون لأنكم تعرفونني، ولكن هذا لا يمنحكم امتيازا إضافيا. أمامكم فرصة ممتازة، نعم، لكنها ليست مضمونة".

وأذكّرهم بأنهم ما زالوا اليوم صغارا يستمتعون بتمضية الوقت معا، وأننا أنا وشقيقي وشقيقتي نعمل معا باحترام متبادل واحترام قواعد التصرف. لولا ذلك، لكنّا قد اختلفنا واصطدمنا. بدأنا نشاركهم تجاربنا، ويبدو أنهم شغوفون ومتحمّسون فعلا لما نفعله. سنرى ما ستكشفه السنوات المقبلة، لكن نأمل أن يكون هناك جيل رابع في الطريق.

تقيم مع عائلتك في دبي. كيف تصف حياتكم هناك؟

زوجتي وأولادي بخير، وهم سعداء جدا في دبي. حاليا، ننتقل إلى منزل جديد، ولأنني اضطررت إلى السفر والبقاء في أوروبا حتى نهاية الصيف، تتولى زوجتي وحدها مهمة الإشراف على الانتقال وشراء المفروشات الجديدة. نحن نحب دبي، ونحب الإقامة بالقرب من البحر، ونستمتع بتمضية إجازاتنا القصيرة في أماكن قريبة، مثل عُمان التي زرناها حديثا.