
خاص "هي": أول حوار مع لاورا بورديزي نائبة الرئيس التنفيذي في "بولغري".. "بوليكروما" إحدى أجمل مجموعاتنا على الإطلاق
تاورمينا: Adnan Alkateb
في بلدة تاورمينا الساحرة على الساحل الشرقي لجزيرة صقلية، حيث يعانق هدوء البحر عظمة الآثار التاريخية المحملة بالحكايات القديمة، التقيت مع القيادية الساحرة "لاورا بورديزي" Laura Burdese، نائبة الرئيس التنفيذي في "بولغري"، القريبة إلى القلب والعميقة التفكير، والتي أعرفها منذ سنوات، وكنت شاهدا على حضورها الإنساني الدافئ كما على إدارتها الحازمة والرؤيوية. ولا أستطيع أن أضيف وصفا لها أجمل مما قالته عن نفسها: "أنا قائدة أوركسترا، مؤمنة بأن دوري يقوم على إيجاد التناغم الذي يسمح لكل فرد ولكل من يعمل معي بإطلاق العنان لإبداعه بأقصى طاقته". ومنذ انضمامها إلى "بولغري" رئيسة لقسم التسويق، ثم تولّيها منصبها التنفيذي الحالي، لعبت دورا محوريا في توحيد رؤية الدار خلف "علامة واحدة"، أعادت خلالها ترتيب عناصر الإبداع، والحرفية، والابتكار، لتصبّ جميعها في نهر واحد من المعنى والجمال.

يسعـدنــــي أنني كنت واحـــدا من بين مجــمــوعــــــة قليلة من الصحفيين العالميين الذين حضروا هذه المناسبة التي كشفت فيها الدار الإيطالية العريقة "بولغري" Bvlgari عن أحد أكثر مشاريعها الإبداعية طموحا: مجموعة "بوليكروما" Polychroma الراقية الجديدة. كان المكان شريكا في السرد، ومسرحا تجسّدت فيه رؤى الدار عبر عروض حيّة مستوحاة من التراجيديا الإغريقية، قبل أن يصبح قصر "سان دومينيكو" العائد إلى القرن الخامس عشر معرضا يلقي الضوء على 600 قطعة مذهلة، من بينها 250 قطعة جديدة تماما من المجوهرات الراقية والساعات الراقية، بين رمزية الديكور الذي يلمّح إلى التاريخ الإغريقي-الروماني الذي تتشاركه دار "بولغري" مع بلدة تاورمينا، والأضواء القوس قزحية المنعكسة من بعض أندر الأحجار الكريمة في العالم، والتجارب الغامرة التي قدّمتها الدار للضيوف في لقاء بين الحرفية التقليدية والتكنولوجيا الرقمية، وقد انغمست تماما في عالم من الجمال اللامتناهي.. وراقبت بشغف هذه التحية المرئية إلى قوة اللون في سرد الحكايات وتحريك المشاعر، إلى غنى التنوّع في الشكل والإلهام والأبعاد، وإلى هوية "بولغري" الجريئة التي ترسم بجذورها مستقبلا مفعما بالمزيد من الإشراق والألوان.
ببضع كلمات، كيف تصفين مجموعة "بوليكروما" الجديدة؟
تجعلني أبتسم! إنها في عيني إحدى أجمل مجموعاتنا على الإطلاق. حين دخلت مع المديرة الإبداعية "لوتشيا سيلفيستري" إلى غرفة العرض بحلّتها النهائية، بكينا نحن الاثنتين! مجموعة "بوليكروما" رائعة، ونابضة بالحياة والطاقة والألوان والعواطف. تلمس القلب بلا شك.

ما القطعة المفضّلة لديك في "بوليكروما"؟
تتألف المجموعة من نحو 600 قطعة، من بينها أكثر من 250 قطعة جديدة تماما، واستغرق العمل عليها سنتين ونصف. الاختيار صعب، لكنني سأقول العقد المرصع بحجر إسبينل مركزي ذي عيار يفوق الـ131 قيراطا (وهو رابع أكبر إسبينل تم اكتشافه في العالم). إنه مذهل! لكن سرّه ليس فقط في جمال الحجر، بل في كيفية تمثيله لمفهوم "بوليكروما" بالألوان المختلفة وأحجار الماس وطريقة ترصيعها. هويته تهتف باسم "بوليكروما" بأعلى صوت.
في عالم المجوهرات التنافسي للغاية، والذي تحقق فيه "بولغري" نموا جيدا جدا، ما التحدّي التالي للدار مع صعوبات السوق الحالية؟
الأهم من التحدّي برأيي هو قوتنا. أقول لفريقنا دائما إن علينا أن نبقى أوفياء لأنفسنا. نملك استراتيجية واضحة للغاية، وعلامة تجارية قوية جدا، وأساسات متينة نظهرها كلها يوما بعد يوم. لذلك، لا نحتاج إلى الالتفات يمينا ويسارا، لأن هذه اللحظة ستمرّ وترحل. "بولغري" هي "بولغري" منذ 141 عاما، وستكون موجودة لآلاف السنين المقبلة.
علينا فقط أن نستمر في القيام بما نعرف أن نقوم به بشكل جيد للغاية، وما نبرع فيه، أي إيجاد أفضل الأحجار والحرفية والفنون والإبداع والابتكار على طريقة "بولغري"، كما أقول، وهي طريقة خاصة تمزج عدّة مهارات وكفاءات. وأنا على يقين من أننا إذا واصلنا فعل ذلك، وإعادة ابتكار ماضينا، والتطلع إلى المستقبل بكل هذه المكونات المتجذرة في هويتنا، لا يمكن إلّا أن ننجح. لا أريد أن أبسط الأمور، ولكنني واثقة تماما من أننا إذا واصلنا تحويل علامتنا في ظل الوفاء لأنفسنا وأصالتنا وحمضنا النووي، يمكننا أن نبتكر أشياء رائعة.

لماذا تليق مجوهرات "بولغري" بامرأة الشرق الأوسط؟
لأن مجوهرات "بولغري" هي قطع فنية عاطفية تحملها معها. فيها قوة مغناطيسية تحويلية ترتقي بحياتنا طوال الوقت، وهو ما يحصل معي أنا كلما وضعت قطعة من "بولغري"، فأشعر بأنني مختلفة وأكثر جمالا وتمكينا وقوة. لدى مجوهراتنا القدرة على جعل النساء يشعرن بأنهن أكثر جمالا وقوة وثقة بالذات. وذلك برأيي هدية رائعة للمرأة اليوم.
ما أهمية الرمزية في عالم "بولغري"، والتي نلمسها في مجوهرات الدار وساعاتها وإكسسواراتها ونتعرف إليها فورا؟
في نهاية المطاف، إن لغة "بولغري" في لغة الرمزية. لدينا رموز قوية جدا، مثل أفعى "سيربنتي" و"مونيتي"، تجعل إبداعاتنا سهلة التمييز. وهذه قوة كبيرة ومهمّة.
كيف تنجح "بولغري" في تقديم هوية متماسكة عبر كل فئات منتجاتها ومجموعاتها؟
نعبر عن حرفيتنا بطرق مختلفة وعبر فئات مختلفة. سنبقى طبعا في المقام الأول صائغ مجوهرات لكننا نفتخر أيضا بمكانة قوية في عالم الساعات، خصوصا مع الساعات الرجالية مثل "أوكتو فينيسيمو"، ونقدّم مجموعة صغيرة رائعة من الإكسسوارات والعطور الاستثنائية، وكلها أوجه مختلفة من التعبير عن هوية "بولغري" لعملاء مختلفين. هنا يكمن جمال التنوّع، وغنى الدار.
أخـبـــريــنــا قليـــــلا عن فــــريــــق عمـــلك، ونـــهـــجــــك القيادي. هل تعطينهم الحرّية؟
تعلّمت منذ الطفولة أن أعطي الحرية للآخر. أؤمن حقا بأن ليس علي التحكّم بالناس، ولا إعطاؤهم التوجيهات. عليّ فقط أن أهيئ لهم الظروف المناسبة حتى يتمكنوا من التعبير الكامل عن إبداعهم وابتكارهم وخيالهم. دوري هو التأكّد من أنهم قادرون على ابتداع أكثر الأشياء روعة في العالم. والأمر ليس سهلا دائما، لأننا فريق عمل كبير. لذا فالأمر أشبه بعمل قائد الأوركسترا الذي ينسّق بين عمل الكثير من الأشخاص. ولكن بالنسبة لي، الجوهر يكمن في تحقيق التوازن الصحيح بين إعطائهم الرؤية الشاملة لاستراتيجية العمل، والسماح لهم بالتعبير عن أنفسهم وإبداعهم.

كيف بدأت قصّتك مع "بولغري"؟
كنت الرئيسة التنفيذية لعلامة "أكوا دي بارما" Acqua Di Parma لأربع أو خمس سنوات، حين تم الاتصال بي وإخباري بأن "جان كريستوف بابين" يبحث عن رئيس لقسم التسويق. كنت أعرف "جان كريستوف" من عالم الساعات، الذي عملت فيه على مدى 18 عاما، وسمعت أن تجربته مع مديري التسويق السابقين لم تكن إيجابية جدا، وأنه تولى هذه المهمّة بنفسه بعد جائحة "كوفيد". التحدّي كان كبيرا، وأراد "بابين" خبرة طويلة وشخصية جريئة وقوية وقادرة على التحمل. كنت أحترمه بالفعل، وأعرف أنه قائد رؤيوي ورائع. أتذكّر أنني قلت له إنني قد لا أكون الشخص المناسب لهذه الوظيفة، وإنه إذا كان يبحث عن رئيس حقيقي لقسم التسويق، فقد يكون عليه العثور على شخص أصغر سنّا. فحتى لو كانت لدي خبرة في التسويق، كانت في شركات أصغر حجما من "بولغري". لكنه أجابني بأنه بحاجة إلى شخص يملك رؤية 360 درجة، وما يريده من هذا الفرد هو أن يرافقه في رحلة الارتقاء بالدار إلى المستوى التالي. كانت الدار تنمو بشكل سريع في السنوات العشر السابقة، وكان "بابين" بحاجة إلى شخص يساعده على بناء رحلة الارتقاء بـ"العلامة الواحدة"، وما يقصده كان وضع كل فئات المنتجات والخدمات تحت "سقف" واحد. قبل ذلك كنا قد نظمنا أنفسنا حسب وحدات الأعمال، ولكن بعد أن كنا ننمو بسرعة كبيرة وبشكل جيد ومربح خلال السنوات العشر السابقة، رأى "بابين" أنه حان الوقت لوضع كل هذه الأشياء معا تحت استراتيجية علامة تجارية واحدة، وأخذ كل شيء إلى المستوى التالي. حين فهمت ذلك، قلت له: "أنا معك". وبدأت على الفور.
ما كانت أولى ذكرياتك عن "بولغري" قبل انضمامك إليها؟
كوني إيطالية، عرفت "بولغري" طوال حياتي. في الحقيقة، كانت والدتي، التي رحلت قبل وقت طويل، تملك قطع "توبوغاس" رائعة ما زلت أحافظ عليها وأضعها حتى اليوم. لذلك إنها علاقة عاطفية جدا بالنسبة لي، وتعني لي الكثير.