
خاص "هي": "Nohma" من الهندسة إلى عالم المجوهرات...فن لا يعرف القوالب
في عالم يتقاطع فيه الفن مع الهندسة، وتتحوّل فيه الرؤية إلى مجوهرات تنبض بالحياة، تبرز Nohma كاسم لا يُشبه سواه.
فنانة ومهندسة معمارية، ومبتكرة لا تعرف الحدود، لقّبت بـ"كيميائية التصميم" لكونها تخطّت المألوف وقدّمت للعالم أول قطعة مجوهرات متعددة الاستخدامات: "Celestial Module". لم يكن هذا الإنجاز مجرد لحظة استثنائية، بل خطوة أولى في رحلة إبداعية حصدت إعجاب أسماء مرموقة في عالم الساعات والمجوهرات مثل Fawaz Grisogono وAudemars Piguet.

تتنقّل Nohma بخفة بين اللوحة والقالب، بين الخط التجريدي والهندسي، وبين الطبيعة وسكونها الذي يخفي قوة هائلة. عبر Noun Gallery، تفتح نوافذ جديدة للفن المعاصر في الشرق الأوسط، مُفسحة المجال أمام جيل شاب من الفنانين ليعبّر عن رؤاه من خلال أعمال تحمل عمقًا وتأمّلاً.
ليست مجوهراتها مجرد زينة، بل سرديّات مرئية تجسّد فلسفة، تلامس كوكبنا وتحوّل العناصر إلى خطوط وانحناءات تنطق بالشغف والدقّة. كل مجموعة تحمل بصمة فكرٍ لا يتكرر، وجرأة أنثى ترى في التصميم وسيلة لاكتشاف الذات والكون معًا.
وفي هذا اللقاء الخاص، نفتح مع Nohma صفحات من رحلتها الإبداعية، ونسألها عن رؤيتها، شغفها، والتفاصيل التي شكّلت عالمها الفني والمجوهراتي.

1- كيف بدأت رحلتك من العمارة إلى تصميم المجوهرات؟ وهل وجدت بين المجالين تشابهًا في التفاصيل والإبداع؟
كوني مهندسة معمارية كانت رحلتي إلى تصميم المجوهرات تطورًا طبيعيًا مدفوعًا بتقدير عميق للشكل والبنية والجماليات. يتطلب كلا المجالين دقةً في التفاصيل والتوازن والتناغم. إن الاهتمام الدقيق بالتفاصيل والإبداع اللازمين في كلا المجالين يُنشئان جسرًا تتدفق فيه الأفكار بسلاسة من أحدهما إلى الآخر.
2- ما اللحظة التي شعرتِ فيها بأن تصميم المجوهرات أصبح شغفًا لا يمكن الاستغناء عنه؟
أدركتُ شغفي بتصميم المجوهرات خلال مشروعٍ جربتُ فيه نماذج مصغرة وتفاصيل دقيقة. رؤية قطعة صغيرة تنبض بالحياة وتُثير المشاعر جعلتني أفهم مدى قوة المجوهرات كامتداد للهوية والفن. تلك اللحظة جعلتني أُدرك أن المجوهرات ليست مجرد إكسسوار، بل هي شكل من أشكال سرد القصص الشخصية، مما يجعلها شغفًا لا يُستغنى عنه.
3- كيف تؤثر خلفيتك المعمارية على تصاميمك من حيث الخطوط، التكوين، أو حتى اختيار المواد؟
خلفيتي المعمارية تؤثر بشكل كبير على تصاميم مجوهراتي. أركز على الخطوط الواضحة والقوية والتركيبات المتوازنة، والتي غالبًا ما تكون مستوحاة من الأشكال المعماريّة و الهيكلية. تشجعني هذه الخلفية على التفكير في طول عمر كل قطعة ووظيفتها، مزجًا بين الجمالية والعملية.
4- ما الفكرة أو القصة التي تقفين خلفها عندما تصمّمين قطعة مجوهرات جديدة؟
تبدأ كل قطعة بقصة أو شعور أرغب في استحضاره. أحيانًا تكون مستوحاة من الطبيعة أو الزخارف الثقافية أو التجارب الشخصية. أهدف إلى ابتكار تصاميم ذات صدى أعمق، تجمع بين الأناقة والرمزية ذات المعنى. الفكرة هي صنع مجوهرات لا تزين فحسب، بل تروي قصة تعبر عن واقعنا الحالي وأيامنا المعاصرة أيضًا وتصبح تذكارًا عزيزًا
5- حدثينا عن إحساسك بعد دخول تصاميمك إلى "ذات كونسبت ستور" في الإمارات، وما الذي يُميّز هذه الخطوة في مسيرتك؟
كان عرض تصاميمي في "ذات كونسبت ستور" إنجازًا مليئًا بالفخر والامتنان. فقد ثبّت جهودي، ومنحني منصةً للوصول إلى جمهور أوسع. ميّزت هذه الخطوة مسيرتي المهنية، وفتحت لي آفاقًا للتعاون والنمو في سوق المنتجات الفاخرة.
6- ما التحديات التي واجهتك كمصممة ناشئة في عالم المجوهرات، خاصة عند الانتقال من العمل الإبداعي إلى السوق التجاري؟
كان أحد التحديات الرئيسية هو الموازنة بين النزاهة الفنية والجدوى التجارية. كان من المهم الالتزام برؤيتي مع فهم متطلبات السوق. ولكنني لا أتنازل عن جودة التصنيع والتفاني في التصميم لما في ذلك مكانة خاصة للعملاء الذين يقدرون القيمة الفنية في تصاميمي.
7- هل هناك قطعة مجوهرات تُمثّلكِ شخصيًا أكثر من غيرها؟ وما القصة وراءها؟
نعم، لديّ قلادة مصممة خصيصًا مستوحاة من هياكل أُعجب بها كطائر الفينيق والقلب المرصع ومحارة الموريكس لأنهم يرمزون إلى القوة والأناقة والتناغم بين الشكل وهويتي الثقافية - وهي مبادئ جوهرية في عملي. هذه القطعة انعكاس لرحلتي، تمزج بين جذوري الثقافية والمعمارية وشغفي بالمجوهرات، مما يجعلها شخصية للغاية.
8- كيف ترين سوق المجوهرات في الإمارات؟ وهل تعتقدين أن هناك مساحة للتصميم المحلي الفاخر؟
يتميز سوق المجوهرات في الإمارات العربية المتحدة بحيويته وديناميكيته، وتراثه الثقافي الغني الذي يُقدّر الجمال والثقافة والحرفية. أعتقد أن هناك مجالاً كبيراً لازدهار التصميم المحلي، لا سيما مع تزايد بحث المستهلكين عن قطع فريدة مستوحاة من ثقافتهم، تروي قصة وتعكس هويتهم. إن دعم المصممين المحليين يُثري السوق ويوفر خيارات متنوعة وأصيلة.
9- هل تضعين في تصاميمك لمسة موجهة للمرأة الخليجية أو العربية؟ وما الذي يلهمك في هذا السياق؟
بالتأكيد. أستلهم من الفن العربي والزخارف الثقافية والإسلامية، وأدمجها ببراعة في تصاميمي لابتكار قطع تُلامس المشاعر. أهدف إلى تكريم التراث مع تقديم أناقة معاصرة. يُلهمني التاريخ الغني والتقاليد النابضة بالحياة في المنطقة لتصميم مجوهرات عصرية ومتجذرة في الثقافة المحلية.
10-ما هي خطوتك التالية بعد هذا الإنجاز؟ وهل تخططين للتوسّع في أسواق أخرى خارج الإمارات؟
خطوتي التالية هي توسيع علامتي التجارية عالميًا، والمشاركة في منتديات ومعارض فنية، وبناء شراكات مع متاجر عالمية. كما أخطط لتطوير مجموعة أوسع تعكس جمالياتي المستوحاة من الهندسة المعمارية. يُعد التوسع خارج الإمارات العربية المتحدة فرصةً مثيرة، وأتطلع إلى مشاركة رؤيتي مع جمهور أوسع مع مواصلة النمو والابتكار.