حجر التسافوريت في مجوهرات Harry Winston

7 أحجار كريمة خضراء لجذب طاقة التجدد في الربيع 

 عبير شرارة
30 أبريل 2025

لا يمكن إنكار الجاذبية الخاصة التي يحملها فصل الربيع فهو الوقت الذي تستيقظ فيه الأرض من سباتها الشتوي الطويل، ويُنظر إلى اللون الأخضر في الطبيعة على أنه رمز للتجدد والنمو والتوازن والشفاء وهي سمات تنسجم تمامًا مع روح الربيع، وفي عالم الأحجار الكريمة يُعتقد أن الأحجار الخضراء تعبّر عن هذه الطاقات بشكل خاص، فهي لا تقتصر على كونها ملفتة للنظر فقط بل تعتبر مصادر قوية للحيوية والحظ والانفتاح العاطفي والنمو الروحي، ومع دخولنا هذا الفصل المتجدد يمكننا أن نجد في الأحجار الخضراء وسيلة جميلة للتواصل مع طاقة البدايات الجديدة.

أحجار كريمة خضراء لجذب طاقة التجدد في الربيع الصورة من Van Cleef & Arpels
أحجار كريمة خضراء لجذب طاقة التجدد في الربيع الصورة من Van Cleef & Arpels

وبينما نتأمل تنوّع درجات الأخضر في الطبيعة نجد أن الأحجار الكريمة الخضراء تعكس هذا التعدد من خلال ألوانها الغنية وتأثيراتها المتنوعة، ونتعرف اليوم على سبعة من أكثر الأحجار الخضراء سحرًا حيث يتميز كل واحد منها بلونه الفريد وقصته المتوارثة، وقدرته على التأثير في التوازن العاطفي والنفسي مما يجعلها رفيقة مثالية لموسم البدايات الجديدة.

الزمرد

حجر الزمرد في مجوهرات Anita Ko
حجر الزمرد في مجوهرات Anita Ko

عند الحديث عن الأحجار الخضراء لا يمكن تجاوز الزمرد الذي يُعد رمزًا خالدًا للتجدد، وقد حاز هذا الحجر تقديرًا عبر العصور حيث ارتبط بكوكب الزهرة رمز الحب والجمال، وكان الرومان يرونه وسيلة لاستعادة الشباب وتحقيق الازدهار، ويمتاز الزمرد بلونه الأخضر العميق والمخملي الذي يذكّرنا بظلال الغابات الكثيفة أو أوراق الشجر في بدايات الربيع، ويعكس بذلك جوهر الحياة في أوج نشاطها.

ويمتد تأثير الزمرد إلى الجانب العاطفي حيث يتناغم مع طاقة القلب محفّزًا الشفاء الداخلي والرحمة وتعزيز الروابط العاطفية، وفي وقتٍ تعيد فيه الطبيعة توازنها مع ذاتها، يساعد الزمرد الإنسان على القيام بالشيء نفسه إذ يوجّهنا نحو الانفتاح العاطفي، وتجاوز الجراح القديمة واستقبال البدايات الجديدة بلين وشجاعة، كما أن طاقته تتسم باللطف وتشبه أشعة الشمس الدافئة التي تتخلل أوراق الأشجار

الكريسوبرايز

حجر الكريسوبرايس في مجوهرات Pippa Small
حجر الكريسوبرايس في مجوهرات Pippa Small

يُشبه الكريسوبرايز أشعة الشمس الربيعية وهي تُختزل داخل حجر حيث تتدرج ألوانه من الأخضر التفاحي إلى الأخضر النعناعي، فيعكس بذلك روح الربيع بمرحها وبهجتها وتجددها، ويُعرف هذا الحجر بطاقته التي ترتبط بالأمل والمسامحة والسعادة الداخلية، كما يُذكر أنه كان محببًا لدى الإغريق القدماء الذين ربطوه بإلهة الجمال "أفروديت"، وكان يُستخدم لجذب مشاعر الحب وتعزيز الفرح.

ومع قدوم الربيع يصبح الكريسوبرايز رفيقًا مهمًا لمن يسعون إلى التحرر من الأحمال النفسية واستقبال الحياة بذهن متفائل، إذ يساعد على إزالة القلق وتعزيز تقبّل الذات مانحًا طاقة خفيفة تُشبه نسيمًا لطيفًا في يوم مشمس، ويمكن أيضًا اعتباره محفزًا للخيال والحدس ما يجعله مثاليًا لمن يبدؤون فصولًا جديدة في حياتهم سواء على الصعيد الشخصي أو المهني.

التسافوريت

حجر التسافوريت في مجوهرات Harry Winston
حجر التسافوريت في مجوهرات Harry Winston

ورغم أن الزمرد يظل الأكثر شهرة إلا أن التسافوريت وهو نوع نادر من العقيق الأخضر يستحق الإشادة ذاتها، حيث يتميز هذا الحجر بلونه الأخضر اللامع ودرجة صفائه العالية التي تتفوق في كثير من الأحيان على الزمرد، مما يمنحه حضورًا بصريًا فريدًا يشبه انفجار الحياة في قلب الربيع.

ويُعتبر التسافوريت رمزًا للقوة النفسية والنشاط والتجدد، إذ يعمل على تحفيز الإرادة ويُساعد في تجاوز الصدمات العاطفية، ويمنح صاحبه طاقة مستقرة تعزز روح الانطلاق من جديد، وعلى غرار الزمرد يتصل هذا الحجر أيضًا بطاقة القلب لكنه يُضيف إليها دفعة من الحيوية التي تبث الحماسة من جديد، ويمكن أيضًا أن يكون داعمًا مثاليًا لمن يبحث عن إعادة إشعال الشغف أو إيجاد هدف جديد في حياتهم.

كما أن تأثيره لا يقتصر على الروح بل يمتد ليمنح الإنسان شعورًا بالثبات والاتصال بالطبيعة من حوله، وهو ما يجعله ملائمًا لكل من يسعون لتحقيق التوازن بين النمو الروحي والوضوح العملي، ويُذكرنا التسافوريت بأن عملية التغيير تتطلب التصميم، وأن كل خطوة في مسار التحوّل تستحق التقدير.

التورمالين الأخضر

حجر التورمالين الأخضر في مجوهرات Boghossian
حجر التورمالين الأخضر في مجوهرات Boghossian

أما التورمالين الأخضر المعروف أيضًا باسم "فيرديلايت" فهو أحد الأحجار الخضراء الأكثر توازنًا في خصائصه وتأثيره، حيث تتراوح ألوانه بين الأخضر الداكن وأطياف أكثر إشراقًا ما يمنحه تنوعًا بصريًا يجعله خيارًا فريدًا في جلسات العلاج بالطاقة.

وتكمن قوته في طاقته المنسجمة التي تجمع بين تهدئة المشاعر وتعزيز الارتباط بالأرض، كما يساعد في إعادة التوازن العاطفي خاصة لمن يشعرون بالتشتت أو الضغط أثناء التغيّرات، ويمكن القول إنه يبني جسرًا بين الرغبة في النمو والاحتياج للثبات وهو ما يمنحه خصوصية في فصل يُعرف بالتجدد.

وبالإضافة إلى دوره العاطفي يُعتقد أن التورمالين الأخضر يُسهم في دعم الشفاء الجسدي، لا سيما في ما يتعلّق بالجهاز العصبي والمناعة، كما أنه يُعزّز الثقة بالنفس ويُذيب مشاعر الخوف مما يُمكّن من استقبال التجارب الجديدة براحة وانفتاح.

اليشم

حجر اليشم في مجوهرات David Webb
حجر اليشم في مجوهرات David Webb

لطالما ارتبط اليشم خاصة في درجاته الخضراء بالحكمة والسكينة والازدهار في ثقافات متعددة، ففي التقاليد الصينية يُعبّر اليشم عن فضائل كونفوشيوس مثل الشجاعة والرحمة والتواضع والعدالة، ويُنظر إليه ليس فقط كحجر كريم بل كرمز لطريقة حياة متأصلة في عمق الفكر الشرقي، ويتميّز هذا الحجر بلمعانه الحريري وتدرجاته الخضراء الهادئة التي تمنح حضوراً يبعث على الطمأنينة ويُهدئ الفكر ويُنير البصيرة.

كما يتوافق اليشم بشكل وثيق مع طاقة القلب ويُعرف بطاقته الداعمة والمريحة، وعلى خلاف الأحجار ذات التأثير القوي والمباشر فإن اليشم يعمل بهدوء وثبات، ومن خلال تأثيره البطيء والمستمر يُعلمنا الصبر ويُشجع على التأمل الواعي، ويُعزز التوازن في العلاقات ومع الذات.

الزبرجد

حجر الزبرجد في مجوهرات Suzanne Kalan
حجر الزبرجد في مجوهرات Suzanne Kalan

يُعد الزبرجد من أكثر الأحجار قدرة على تجسيد روح الربيع المرحة، إذ يأتي بلونه الأخضر الفاتح الذي يميل إلى الحمضيات، ويُشبه أشعة الشمس المعبّأة داخل حجر صغير، ويتميز بطاقة شبابية متدفقة تُنعش المزاج وتُحفّز الانطلاق، وقد استُخدم منذ العصور القديمة كوسيلة للحماية من الطاقات السلبية وجذب الوفرة وكان يُعرف بلقب حجر الشمس.

وترتبط طاقة الزبرجد ارتباطًا وثيقًا بفكرة البدايات الجديدة حيث يُساعد على تطهير المشاعر من آثار الماضي ويفتح الباب أمام الفرح والوضوح، فهو يبدّد الشكوك والتشاؤم كما تفعل الشمس عندما تخترق الغيوم بعد أيام مطيرة، ويأتي في الربيع ليُذكّرنا بإمكانية الفرح من جديد والضحك بعفوية والحلم بلا قيود.

الملاكيت

حجر الملاكيت في مجوهرات Messika
حجر الملاكيت في مجوهرات Messika

على عكس العديد من الأحجار الخضراء التي تُعرف بطاقتها الهادئة، يأتي الملاكيت بطابع مختلف تمامًا، حيث يتميز هذا الحجر بطبعاته الدوّامية المدهشة التي تتنقل بين الأخضر العميق والفاتح، ويُعرف الملاكيت بلقبه الشهير "حجر التحول"، حيث يتفاعل مع طاقتي القلب ومركز القوة الذاتية (الشاكرا الشمسية) لتحرير الصدمات السابقة، وتفكيك الأنماط السلبية واستدعاء القوة الداخلية الكامنة، وعلى عكس الأحجار اللطيفة لا يُهادن الملاكيت في حضوره بل يُحفز الشخص على مواجهة حقيقته بشجاعة.

وخلال الربيع تتوافق قوة الملاكيت مع التحولات الواضحة التي تحدث في الطبيعة، ويمكن تشبيهه بالعاصفة التي تفسح المجال للنمو من جديد، لذلك فإن أولئك الذين يمرون بفترة شفاء عميق أو تغييرات كبرى قد يجدون في الملاكيت رفيقًا مثاليًا، وكما يستعيد الربيع الأرض من قبضة الشتاء يمكن للملاكيت أن يُساعدك في استعادة حماسك والظهور بروح متجددة مليئة بالوضوح والصدق مع الذات.