
ساعات بانيراي في Watches and Wonders 2025 احتفاء بالهندسة الفلكية والدقة المعاصرة
تقدم دار بانيراي في معرض Watches and Wonders Geneva 2025 مجموعة من الابتكارات المذهلة التي تمزج بين عبق التاريخ وأحدث ما توصلت إليه التكنولوجيا في عالم صناعة الساعات، وما بين ساعة Jupiterium الفلكية الاستثنائية وإصدارات جديدة ضمن تشكيلة Luminor الشهيرة، تؤكد بانيراي مجددًا مكانتها الرائدة في المزج بين الفن والعلم والدقة التقنية، وهذا العرض ليس فقط عن ساعات لقياس الوقت بل هو احتفاء بالزمن نفسه، وتجسيد حي لفلسفة عريقة تمتزج بلمسة سويسرية لا تضاهى.

و يبدو من معروضات هذا العام أن بانيراي اختارت ألا تقدّم مجرد ساعات جديدة بل رؤى متكاملة، فهي لا تتوقف عن الابتكار، ولا تتنازل عن أناقتها العنيدة، ولعلّ ما يميّز هذه العلامة أكثر من غيرها هو قدرتها على إعادة تقديم نفس الأفكار القديمة بطرق جديدة ومدهشة، وفي كل مرة نظن أننا رأينا كل شيء تُخرج بانيراي من معاملها تحفة تذكّرنا أن الزمن وإن كان يقاس بالثواني، إلا أن جوهره يُصنع بالشغف والدقة والفكر، وهذا بالضبط ما قدّمته في جنيف هذا العام.
ساعة Jupiterium

وأول ما يستوقفك في ابداعات الدار هذا العام هو ساعة Jupiterium الفلكية الآسرة التي تتجاوز فكرة الساعة كما نعرفها، لتتحوّل إلى عمل نحت ميكانيكي مستوحى من روح غاليليو غاليلي، ذلك العالِم الذي نظر إلى النجوم قبل قرون وأعاد ترتيب علاقتنا بالكون.
و Jupiterium ليست مجرد احتفاء بغاليليو بل هي امتداد لفلسفته، والساعة التي تزن أكثر من 110 كيلوغرامات وتبلغ أبعادها 75 × 86 سم تضع الأرض في مركز قبة سماوية دوّارة تُحاكي حركة الشمس والقمر والمشتري، إضافة إلى أقمار غاليليو الأربعة التي اكتشفها في عام 1610، وكل شيء هنا يتحرك ويتنفس ويدور وفق نظام دقيق يعمل بطاقة مخزنة في نوابض يبلغ طولها الإجمالي 32 مترًا، ما يمنح الساعة قدرة تشغيل مذهلة تدوم لأربعين يومًا.

لكن الأجمل في هذه الساعة ليس فقط تلك الدقة ولا التقويم الدائم الذي لا يحتاج أي تعديل حتى نهاية القرن، بل تلك التفاصيل الصغيرة التي تسرد قصة، فإيطاليا التي تطلّ من مركز القبة مواجهَة لعين الناظر، ليست مجرد لمسة تصميم بل إشارة إلى الجذور.. إلى المكان الذي بدأت فيه قصة بانيراي وإلى ذلك الشغف الإيطالي بالعلم والجمال معًا.

ولا يمكن الحديث عن Jupiterium من دون ذكر الحركة التراجعية للكواكب وهي الظاهرة التي طالما حيّرت الفلكيين، والتي نجحت بانيراي في تجسيدها من خلال نظام حاصل على براءة اختراع يحاكي تباطؤ كوكب المشتري وانعكاس حركته ثم عودته إلى مساره الطبيعي في تجربة بصرية ساحرة تقربك أكثر من الكون.
ساعات Luminor Marina

وبعيدًا عن أروقة الفلك تنقلنا بانيراي إلى ساحات أكثر أناقة وعملية من خلال تشكيلة Luminor Marina الجديدة، وهي المجموعة التي يعرفها عشاق الدار منذ عقود وتعود اليوم بحلة أكثر رشاقة من أي وقت مضى، محمّلة بروح التصميم الكلاسيكي لكنها لا تتردد في احتضان الابتكار المعاصر.

وما يلفت الانتباه فورًا هو اللمسة الجمالية التي بقيت وفية للأصل: قرص بسيط وخطوط واضحة ونافذة تاريخ كبيرة وعقارب مشبعة بمادة Super-LumiNova X2 الجديدة، لتضمن تألقًا حتى في أعتم الظروف، ومع ذلك هناك ما هو أبعد من الجمال الظاهري، فالآلية الجديدة P.980 التي تنبض في قلب هذه الساعات، تمنحها احتياطي طاقة يمتد لثلاثة أيام وتوفر وظيفة إيقاف الثواني، وهي إضافة ثمينة لمن يصرّ على ضبط الوقت بالدقة السويسرية المعهودة.

وهذه المرة اختارت بانيراي أن تذهب الى آفاق أبعد في مفهوم المتانة، ومقاومة الماء ارتفعت إلى 500 متر، وهي خطوة تضع Luminor Marina في مصاف ساعات الغوص الاحترافية دون أن تتخلى عن أناقتها، أما من حيث التصميم فقد أُعيدت هندسة العلبة لتصبح أنحف وأخف وهو ما يجعل ارتداءها يوميًا أمرًا ممتعًا.
وواحدة من أكثر الإصدارات إثارة في هذه التشكيلة هي ساعة Luminor Marina Titanio PAM003325، والتي تجمع بين التيتانيوم عالي التقنية ولمسة اللون الأخضر الزيتوني المستوحى من التراث العسكري للدار، مع حزام جلد العجل السويدي والحزام المطاطي المرافق يمنحانها شخصية مزدوجة: ساعة مناسبة للمغامرة بقدر ما هي قطعة فنية تليق بأمسية أنيقة.
ولمن يفضلون الكلاسيكية تظهر الإصدارات الفولاذية الجديدة كخيار لا يُخطئ، والفولاذ المستخدم هنا ليس عاديًا بل هو سبيكة فاخرة من نوع AISI 316LVM المعاد صهرها لضمان النقاء والمقاومة، وتأتي بقرص أزرق فاتح وسوار معدني بلمسات فرشاة ولمعان محسوبة، ومزوّد بميزة تعديل الطول الفوري وهو ما يجعل ارتداء الساعة أكثر سلاسة وانسجامًا مع تغيّر حجم المعصم خلال النهار.
ساعة Luminor Perpetual Calendar GMT Platinumtech

أما إن كنتم تبحثون عن ذروة التعقيد في إطار من الفخامة، فساعة Luminor Perpetual Calendar GMT Platinumtech PAM01575 ستكون وجهتك الطبيعية، فهنا تدخل بانيراي إلى عالم النخبة من عشاق الساعات المعقدة، لكنها تفعل ذلك بأسلوبها الخاص: كلاسيكي من الخارج، ثوري في الداخل.

والعلبة مصنوعة من Platinumtech سبيكة بلاتين عالية الصلابة ومقاومة للخدش وثقيلة الحضور لتكون فاخرة من النظرة الأولى. وفي الداخل حركة P.4100 التي تطلب تطويرها عشر سنوات تعمل بدوّار صغري غير مركزي، وتحمل تقويمًا دائمًا لا يحتاج إلى تعديل حتى عام 2399، كل هذا دون تعقيد في التشغيل إذ يمكن ضبط جميع وظائف التقويم بسهولة من خلال التاج فقط، حتى عند منتصف الليل.
والقرص الأزرق الكريستالي يمنح الساعة هالة من الغموض بينما تتوزع المؤشرات بين الواجهة الخلفية والأمامية لتبقى الرؤية واضحة، والأناقة محفوظة، وعقرب GMT مزوّد بنظام نابض خاص يضمن حركة سلسة دون تآكل، فهي قطعة تجسّد ذلك التوازن الدقيق بين الفن والوظيفة، وتعبّر عن قدرة بانيراي على تقديم قطعة تقنية مبهرة دون التخلّي عن الطابع العاطفي والروحي الذي يميز كل إصداراتها.