
شوبارد وساعات L’Heure du Diamant حكاية فخامة تتوارثها الأجيال
يحمل تاريخ الساعات المجوهرة في دار شوبارد بين طياته قصة غنية بالتفرّد والإبداع حيث تتلاقى الحرفية المتقنة مع الابتكار التقني، وكل ذلك في إطار إرث عائلي عريق يعود إلى عائلة شوفوليه، فمنذ أن أسّس لويس أوليس شوبارد الدار عام 1860 حافظت شوبارد على موقعها الريادي في عالم الساعات الفاخرة، واستطاعت على مر العقود أن ترسّخ بصمتها الخاصة في مجال الساعات المجوهرة، التي باتت تشكّل جزءاً لا يتجزأ من هويتها.
وقد أسهم تراث عائلة شوفوليه في مدينة بفورتسهايم التي تُعد أحد المراكز التاريخية لصناعة المجوهرات والساعات في بناء قاعدة متينة قامت عليها شهرة الدار، حيث قام كارل شوفوليه الأول في عام 1904 بتأسيس مصنعه الخاص المعروف باسم (ESZEHA)، المتخصص في ابتكار ساعات مجوهرة وتحف فنية مصنوعة من الذهب والبلاتين.

وتميّزت تصاميمه بتأثرها العميق بجماليات حقبة "الزمن الجميل" (Belle Epoque) في فرنسا والتي عُرفت بدقتها وزخرفتها القابلة للتعديل مع اعتماد تقنيات متقدمة في استخدام البلاتين، كما برزت رؤيته المتقدمة عندما ابتكر في عام 1912 مشبكاً مبتكراً يتيح تحويل ساعة الجيب إلى ساعة يد واضعاً بذلك أولى اللبنات في مفهوم الساعة المعصمية كما نعرفه اليوم.
وبينما انتقل العالم إلى عقد العشرينيات تألق مصنع (ESZEHA) بإبداعاته التي انسجمت مع تيار الآرت ديكو، حيث جاءت الساعات بتصاميم هندسية جريئة مرصّعة بألماس مصقول بإتقان ومغلفة بعلب من البلاتين النقي، وفي أعقاب الحرب العالمية الأولى كرّس كارل شوفوليه الأول جهوده لتطوير صناعة الساعات إذ دمج الآليات السويسرية الدقيقة ضمن هياكل مصنوعة ببراعة.
ومنذ ذلك الحين دخلت شوبارد في حقبة ذهبية جديدة حيث تكرّست مكانتها كدار رائدة في صناعة الساعات المجوهرة، وتميّزت إبداعاتها بتصاميم تنبض بالفخامة تجمع بين الألماس المصقول بقطع باغيت المستطيل وقطع بريليانت المستدير، في تناغم بصري استثنائي، وفي أواخر الستينيات حصدت شوبارد إشادة دولية لا سيما مع فوزها بجائزة "الوردة الذهبية لبادن بادن" 15 مرة وهي جائزة كانت بمثابة "أوسكار" الساعات المجوهرة آنذاك.

ومع قدوم سبعينيات القرن العشرين اتّسمت تصاميم شوبارد بجرأة تعكس حيوية تلك الفترة، حيث ظهرت ساعات مثل (Concord) في عام 1976 بموانٍ مرصعة بالأحجار الكريمة تفيض بالألوان النابضة والحيوية، وأساور ذات تصاميم مبتكرة من بينها "شبكة ميلان" المجدولة وبنية مستوحاة من لحاء الشجر وهي تقنيات برعت فيها عائلة شوفوليه منذ زمن بعيد، ومن هنا أصبحت هذه السمات الجمالية جزءاً لا يتجزأ من هوية شوبارد البصرية، التي تنسج بين الحرفية الذهبية التقليدية والدقة السويسرية المعروفة.
وبعد سنوات وتحديداً في عام 2012 أطلقت شوبارد مجموعة ساعات (L’Heure du Diamant)، لتجسّد امتداداً للإرث الذي يجمع بين عراقة شوبارد وخبرة عائلة شوفوليه في تصميم "مجوهرات تنطق بالوقت"، وقد نالت المجموعة بعد عام فقط جائزة "الساعة المجوهرة" ضمن "جوائز جنيف الكبرى للساعات الراقية" وهو ما شكّل دليلاً واضحاً على تفرّدها.
وفي عام 2025 تواصل شوبارد تجسيد رؤيتها الفنية المتفرّدة في عالم الساعات المجوهرة حيث أطلقت لأول مرة آلية عرض منازل القمر ضمن ساعة (L’Heure du Diamant)، مما أضاف لمسة ميكانيكية معقدة وفريدة إلى المجموعة، وفي موازاة ذلك تكشف الدار عن أحدث حملاتها الإعلانية التي تتألق فيها سفيرتها بيلا حديد وسط تنسيقات من الزهور، في استعادة بصرية لعناصر ظهرت في كتالوجات الستينيات.

كما تُطلق شوبارد هذا العام معرضاً متنقلاً مكرّساً لساعات (L’Heure du Diamant) يضم أكثر من 15 ساعة مرصعة بالألماس، تتنوّع بين إبداعات تراثية وأخرى حديثة من مجموعات مثل (Precious Hours) وساعة (L’Heure du Diamant Moonphase). ويضم المعرض ساعات تحمل سمات الدار المميزة مثل الموانئ المصنوعة من الأحجار الكريمة وتقنية الترصيع التاجي للألماس، والأساور المصمّمة ببنية مستوحاة من لحاء الأشجار.
ومن المقرّر أن ينطلق هذا المعرض من جنيف قبل أن يحط رحاله في مدن عالمية بارزة مثل دبي وكان وباريس، ليمنح عشاق الساعات الفاخرة فرصة نادرة لاكتشاف رحلة شوبارد الاستثنائية في صياغة الزمن بفخامة لا تضاهى.
ساعات L’Heure du Diamant

وتُجسد ساعات (L’Heure du Diamant) التزام دار شوبارد بأعلى معايير التميز في عالم صناعة الساعات الفاخرة حيث تتألق كل قطعة بترصيعات من الألماس الفاخر حصرياً، بما يضمن بريقاً أخاذاً يرافقها من الصباح حتى المساء. وتعتمد شوبارد في اختيارها للألماس على مصادر تخضع لمعايير صارمة في المسؤولية الأخلاقية، إذ تلتزم التزاماً تاماً بـ "عملية كيمبرلي"، وهي المبادرة العالمية التي تنظم تجارة الألماس لضمان الشفافية وتتبع المصادر الخالية من النزاعات، وذلك بالتعاون مع مجلس الألماس العالمي.
ومن أبرز السمات التقنية التي تميز هذه الساعات عن غيرها اعتمادها على تقنية الترصيع التاجي الحصرية، حيث تُثبت الأحجار بواسطة نتوءات رقيقة على شكل حرف (V)، ما يسمح بمرور كمية أكبر من الضوء إلى داخل كل حجر ألماس، ويُضفي عليه مزيداً من البريق واللمعان، في تجسيد حقيقي لروعة الصياغة الحرفية.
مجموعة كبيرة من الموانئ الملونة المزينة بترصيعات الأحجار الكريمة

وفي إطار اهتمام شوبارد بإبراز اللمسات الفنية الدقيقة تأتي ساعات (L’Heure du Diamant) بمجموعة واسعة من الموانئ المذهلة، التي تعكس براعة لا تضاهى في الزخرفة اليدوية، حيث تتنوع هذه الموانئ بين الزخارف الفضية الدقيقة بتقنية "غالوشيه" والموانئ المرصعة بالألماس، وصولاً إلى الأسطح المطعّمة باللؤلؤ أو المصنوعة من الأحجار الكريمة مثل عين النمر، الملاكيت، الأوبال، والكورنالين، وغيرها.
سوار مرن ببنية شبيهة بلحاء الشجر مصنوع من الذهب الأخلاقي

وبينما يلفّ المعصم بلمسة ناعمة يعكس سوار الساعة المهارة الفنية التي لطالما اشتهرت بها شوبارد، إذ تم تصميمه ببنية مستوحاة من لحاء الشجر وقد تم نقش تفاصيله الدقيقة يدوياً للحصول على تأثير ملموس يضفي لمسة فاخرة على كل حركة، ويمكن أيضاً ملاحظة هذا الإرث الحرفي في تفاصيل تصاميم أخرى مثل الذهب المجدول وشبكة ميلان.
عيارات موثوقة مصنّعة في ورشات الدار

وفي عمق كل ساعة من هذه المجموعة النادرة تنبض روح الابتكار والدقة، حيث تضم موديلات مختارة آلية حركة فائقة النحافة من عيار (Chopard 10.01-C) بقطر لا يتجاوز 15.70 ملم وسماكة تبلغ 2.90 ملم فقط، مما يجعلها واحدة من أنحف الحركات الميكانيكية ذات التعبئة اليدوية في الأسواق، وقد تم تطوير هذا العيار بالكامل داخل ورشات شوبارد، بما يعكس فلسفة الدار القائمة على الاستقلالية في التصنيع والتميّز التقني.
أما من حيث التصميم الخارجي فقد أولت شوبارد اهتماماً بالغاً بتناغم الشكل مع المضمون، حيث صُنعت علب الساعات ضمن ورشات الدار بعناية تامة لضمان الرقي والتوازن الجمالي، وتتنوع هذه العلب في أشكالها لتلبي مختلف الأذواق إذ تأتي دائرية أو بيضاوية أو مربعة أو مثمنة بل وحتى على شكل قلب، مما يمنح كل سيدة فرصة اختيار الساعة التي تعكس شخصيتها وتكمل إطلالتها.