
ساعات بولغري في Watches and Wonders 2025 أناقة هندسية ورمزية متجددة
مع انطلاق نسخة عام 2025 من معرض Watches and Wonders في جنيف قامت دار بولغري بتقديم مشاركة تُعد من أبرز محطّات مسيرتها في عالم الساعات الراقية، حيث تأتي هذه المشاركة الأولى ضمن فعاليات هذا الحدث السويسري المرموق لتُسلّط الضوء على اثنتين من أبرز ابتكارات الدار وهما ساعات ’أوكتو فينيسيمو‘ و’سيربنتي‘، اللتين تجسدان منهجها المتميز في التصميم والدقة الهندسية.
وفي سياق احتفالها بمرور 25 عامًا على رحلتها الإبداعية ضمن مجموعة LVMH، اختارت بولغري هذه المناسبة لتعرض تطوّر حرفيتها وتفرّد رؤيتها التي استمرت في التقدّم منذ عام 2014، وقد أثمرت هذه الرحلة عن تحقيق عشرة أرقام قياسية عالمية وهو ما تُوّج مؤخرًا بالكشف عن الحركة الميكانيكية الثالثة عشرة خلال أحد عشر عامًا فقط.

رؤية إيطالية متجذرة في معرض جنيف
وتحرص بولغري على أن يكون حضورها في المعرض معبّراً عن هويتها الإيطالية الأصيلة، حيث تستعرض ساعات تحمل توقيعها الفريد في كل من عالم المجوهرات الراقية وصناعة الساعات الدقيقة، ويعكس ركن العرض رؤية مستوحاة من أجواء روما مسقط رأس الدار ويقدّم للزوار تجربة بصرية وحسية متكاملة، تبدأ من الواجهة المُصممة على الطراز "العقلاني" المعماري وتستمر في الداخل ضمن سبع محطات عرض تم تنسيقها بعناية حول مفهوم "خارج نطاق الزمن".
وتأخذ هذه التشكيلات الزائر في رحلة زمنية عبر تاريخ بولغري في صناعة الساعات، حيث تُعرض نماذج مختارة تعبّر كل واحدة منها عن مرحلة مفصلية في تطوّر الدار، بينما تسهم الصور الأرشيفية في استحضار جوانب فنية وتاريخية لطالما كانت حاضرة في تصاميمها. ويمكن أيضاً من خلال هذه التجربة ملاحظة كيف تحرص بولغري على المزج بين التقاليد والابتكار بأسلوب يميّزها عن غيرها.
وفي هذا السياق تكشف الدار عن إصدارين جديدين يحمل كل منهما تصورًا فريدًا لمفهوم الزمن، هما: ’Octo Finissimo Ultra Tourbillon‘ و’Serpenti Aeterna‘، ويُجسد هذان الإصداران فلسفة بولغري التي تعتمد على إعادة تعريف الأناقة التقنية من منظور جمالي رفيع.
ساعة Octo Finissimo Ultra Tourbillon

يمثل هذا الطراز الجديد تطورًا ملحوظًا في عالم الساعات فائقة النحافة حيث سجل رقمًا قياسيًا جديدًا في خفة السمك، إذ لا يتجاوز سُمك حركته الإجمالية 1.85 ملم، في دمج مثالي لتقنية التوربيون الهيكلي، ويعد ذلك دليلاً على تفوق القسم السويسري لصناعة الساعات في بولغري خصوصًا عند التعامل مع أكثر التعقيدات الهندسية تحديًا.

ومنذ انطلاقة ساعة ’Octo Finissimo Tourbillon‘ في عام 2014 شكّلت هذه التقنية علامة فارقة في توجه الدار نحو تصميم ساعات فائقة النحافة، حيث بدأت تلك الرحلة بمنظومة حركة يدوية اللف بسماكة لم تتعدّ 1.95 ملم، وهو ما جعلها آنذاك أنحف توربيون طائر في العالم، وبينما استمرّت في التطور تمكّنت من حصد أكثر من ستين جائزة دولية.

ويحتفظ التوربيون بمكانته المميزة في قلب فلسفة بولغري فهو يرمز إلى الدقة والانسيابية، ويعبّر عن نبض الساعة الداخلي تمامًا كما يحاكي إيقاع القلب.
هندسة معمارية شفافة بتقنيات متطورة

واعتمدت بولغري في تصميم هيكل ساعة ’Octo Finissimo Ultra Tourbillon‘ على تعزيز التفاعل بين الضوء والمكوّنات الميكانيكية، حيث صُمم الغلاف بطريقة تسمح للضوء الطبيعي بالتغلغل داخل الحركة مما يبرز التفاصيل الزخرفية بأقصى درجات الوضوح، كما تم الاعتناء بأدق التفاصيل بدءًا من ميلان الإطار المصقول، مرورًا بجسر التوربيون المطلي بالروديوم وانتهاءً بتشطيبات تنعكس كأشعة شمسية على سطح المكونات، مما يضفي بُعدًا بصريًا يُثري التصميم العام.
سيربنتي إيتيرنا Serpenti Aeterna رؤية مبتكرة تتجاوز حدود الزمن

وتطل ساعة سيربنتي إيتيرنا من بولغري كأحد أكثر التصاميم جرأة وحداثة ضمن مجموعة سيربنتي الشهيرة، حيث تنبض بإحساس متجدد يجمع بين الأناقة والتجريد الفني، ويجمع هذا الابتكار بين المظهر الطليعي والهوية الأصلية التي عُرفت بها العلامة ليأتي بتصميم نقي وقوي وأصيل، ويتميز السوار الجديد ببنية هندسية لافتة تُعيد تأكيد مكانة سيربنتي في قلب عالم الساعات والمجوهرات الراقية.
ومع بداية عام 2025 الذي يُصادف عام الأفعى في التقويم الصيني تتجدد شخصية سيربنتي في أبهى صورها من خلال إصدار إيتيرنا، حيث تبرز الرؤية الجديدة للدار في تصميم يحتفي بالحرفية الرفيعة والدقة المعمارية، وتغمر قطع الألماس الذهب المصقول لتمنح التصميم طابعًا بصريًا متألقًا يعكس فلسفة بولغري في الجمال والتميّز، إذ يجمع هذا الأسلوب الجديد بين البساطة المتقنة والخطوط الانسيابية، مُعبّرًا عن هوية العلامة الإيطالية العريقة التي تتخطى حدود الموضة والوقت.
رمز يتجدد بتنوع إبداعي

منذ تقديمها لأول مرة عام 1948 واصلت سيربنتي رحلتها في إعادة ابتكار ذاتها عبر تصاميم تتنوع في الأسلوب وتعكس تطوراً مستمراً في المفهوم والجاذبية، فقد تميّزت عبر العقود بنسخ متعددة مثل إصدار توبوغاس بمرونته الملتفة حول المعصم، وإنفنيتي بجاذبيته النحتية، وسيدوتوري بتصميمه العملي واليومي الذي استوعب توربيون فريدًا في عام 2020. كما قدّمت بولغري إصدار مسيتيريوزي عام 2022 حيث احتضن هذا التصميم منظومة حركة Piccolissimo BVL 100 صغيرة الحجم التي حققت رقماً قياسياً في دقتها وأبعادها المتناهية الصغر.

ويُضاف إلى هذه الابتكارات ساعة ليدي سولوتيمبو ذات الحركة الأوتوماتيكية بالكامل، والتي جاءت هذا العام كخطوة جديدة في إعادة تصور كل من سيدوتوري وتوبوغاس حيث تسعى بولغري من خلالها إلى تكريم تقاليد الساعات الميكانيكية النسائية بمفهوم حديث.
وبينما تواصل مجموعة سيربنتي تطورها يبرز إصدار إيتيرنا كأحد أكثر التصاميم تفردًا، ليس فقط في استحضاره البصري لرمزية الأفعى بل في ترجمته العميقة لأبعاد هذه الرمزية، من خلال خطوط واضحة تحاكي الانسيابية الطبيعية وحركة الحياة.
جوهر التصميم في أنقى صوره

ومن خلال لمسة واحدة فقط تظهر إيتيرنا في حركة مرنة تشبه موجة من الضوء الذهبي وتتناغم في شكلها المنحوت مع وهج الألماس، لتتجسد كتحفة فنية متكاملة، ومع أنها تحتفظ بطابعها الجريء والمترف إلا أن شخصيتها تتعزز من خلال تصميم سوار متعدد الاستخدامات يتناغم بسهولة مع أسلوب كل من يرتديها، كما يتكامل مع قطع بولغري الأخرى.
ويُذكر أن هذا السوار تطلّب عامين من التطوير للوصول إلى مستوى التناسق والراحة المثالية، وتبرز ميزة بارزة في هذا التصميم من خلال نقش الحراشف سداسية الأضلاع التي تميّز سيربنتي في الجهة الداخلية للسوار، ليكون هذا العنصر الجمالي تفصيلًا خفيًا يحمل بعدًا عاطفيًا يعزز الصلة بين إيتيرنا وجذورها الأصيلة في المجموعة.
أناقة لا تعرف الزوال

وتتألق سيربنتي إيتيرنا في إصدارها المصنوع من الذهب الوردي المرصع بالماس إلى جانب نسخة أكثر فخامة من الذهب الأبيض التي تغمرها الأحجار الكريمة بتقنية الرصف الدقيق (pavé)، وفي هذا الإصدار تنعكس الإضاءة على ميناء الساعة بتأثير الثلج، وتنساب الأحجار على امتداد السطح وصولًا إلى نهاية الذيل مانحةً التصميم لمسة درامية آسرة.
أما النسخة المصنوعة من الذهب الأبيض والمرصعة بأحجار كبيرة الحجم فتمنح الساعة بعدًا بصريًا ثلاثي الأبعاد يُبرز ملامحها بشكل فريد، وقد نشأ تصميم سيربنتي إيتيرنا من فكرة دقيقة اختصرت جوهر المجموعة، ليكون هذا الإصدار مثالًا حيًا على قدرة بولغري في إعادة تقديم الرموز العريقة ضمن رؤية معاصرة ترسم ملامح المستقبل.