
ساعة 1815 من A. Lange & Söhne عودة أنيقة إلى الجذور مع لمسة تقنية متقدمة
منذ أن أعادت A. Lange & Söhne تقديم نفسها إلى العالم في تسعينيات القرن الماضي شكّلت مجموعة ساعات 1815 محورًا ثابتًا في هويتها التصميمية والفنية، فقد وُلدت هذه المجموعة كتقدير لإرث فرديناند أدولف لانغه الرائد في صناعة الساعات الدقيقة في مدينة غلاشوته الألمانية، وتجلّت روح هذا التكريم من خلال الميناء المتوازن والمستوحى من ساعات الجيب التي ظهرت في أواخر القرن التاسع عشر، بما في ذلك الأرقام العربية الأنيقة وعداد الثواني المنفصل وتوزيع العقارب بأسلوب كلاسيكي خالص، ومنذ انطلاقتها استُخدمت هذه المجموعة كمنصة تُعرض من خلالها بعض أعقد إبداعات لانغه وأكثرها ندرة، حيث تظهر عبرها مفاهيم التعقيد الفني والتفرد في أوضح صورها، ومع ذلك لا يزال الطراز الأساسي منها يُعد تجسيدًا رائعًا لما يمكن أن تكون عليه الساعة بثلاثة عقارب فقط.
تطور جديد يجمع بين الأصالة والحداثة

ويأتي الإصدار الجديد لعام 2025 الذي تم اطلاقه خلال معرض Watches and Wonders 2025 ليعكس الرغبة الدائمة لدى A. Lange & Söhne في التطوير المستمر دون الانفصال عن الجذور التي تستند إليها، فمن جهة يحافظ الطراز الجديد على عناصر التصميم التقليدية التي اعتاد عليها عشاق هذه المجموعة، ومن جهة أخرى يقدّم حركة ميكانيكية جديدة بالكامل طُورت خصيصًا لهذا الطراز، حيث تحمل اسم L152.1 وتُعد مثالاً على قدرة لانغه على الدمج بين البنية الهندسية الدقيقة والأسلوب الكلاسيكي المتقن، كما تم إصدار نسختين من هذا الطراز الأولى بالذهب الأبيض عيار 750 والثانية بالذهب الوردي من العيار نفسه، وكلاهما يعتمدان ميناء أزرق مميز يضفي طابعًا عصريًا دون التفريط بالهوية التاريخية.
ويمتاز الإصداران بقطر علبة يبلغ 34 ملم وسمك لا يتجاوز 6.4 ملم وهي أبعاد تُعيد إلى الأذهان أناقة ساعات اليد في حقبة التسعينيات حيث كانت الساعات تحتفي بالبساطة والرقي في وقت واحد، كما أن هذه النسب تُلبّي تطلعات من يبحثون عن ساعة أنيقة تخاطب الذوق الرفيع دون أن تفرض حضورها بصريًا بشكل مبالغ فيه.
إرث متجدد بلغة معاصرة

وتُعد مجموعة 1815 انعكاسًا حيًا لقيم صناعة الساعات الكلاسيكية لكن بترجمة حديثة تواكب تطور العصر، فقد استوحي اسمها من سنة ولادة فرديناند أدولف لانغه، ويُشير إلى ارتباطها الوثيق بأسس المدرسة الألمانية في صناعة الساعات الدقيقة، ويتجلى ذلك من خلال التصميم العام للساعة الذي يستحضر العديد من سمات الساعات الجيبية التي كانت سائدة في القرن التاسع عشر، ويمكن ملاحظة ذلك بوضوح في مقياس الدقائق المستوحى من السكة الحديدية والأرقام العربية الكلاسيكية التي تمنح الميناء طابعًا مألوفًا، وكذلك في عقارب الساعة الرفيعة ذات الرؤوس المشطوفة والتي صُنعت من نفس المعدن المستخدم في هيكل الساعة، ما يعزز من التناسق البصري العام.
وتكتمل ملامح التصميم الأنيق من خلال استخدام سوار جلدي فاخر حيث تأتي نسخة الذهب الأبيض بسوار أزرق، فيما تُرفق نسخة الذهب الوردي بسوار جلدي بني مائل إلى الأحمر، كما يظهر الاهتمام بالتفاصيل حتى في الإبزيم المصقول المصنوع من الذهب والذي يتطابق مع المادة المستخدمة في علبة الساعة.
حركة يدوية بدقة فائقة

وعند النظر إلى البنية الداخلية فإن الحركة L152.1 تُعد من أبرز الإضافات التقنية في هذا الإصدار، ورغم أن حجمها أقل من النسخ السابقة إلا أنها تتميز باحتياطي طاقة يصل إلى 72 ساعة، وهو ما يُظهر تطورًا ملموسًا في كفاءة آلية التعبئة اليدوية، وتستمد الحركة تميزها من نظام التذبذب الجديد الذي يشمل نابض توازن حر التذبذب بالإضافة إلى ميزان كبير الحجم صُنع داخل مشاغل لانغه، وهو ما يسهم في ضمان دقة عالية واستقرار في الأداء على مدار الأيام الثلاثة التي تعمل فيها الساعة دون الحاجة لإعادة التعبئة.
ومن خلال الغطاء الخلفي المصنوع من الكريستال الياقوتي يمكن الاستمتاع بمشاهدة عناصر الحركة المصممة بعناية فائقة، وتظهر في مقدمتها صفيحة الثلاثة أرباع التي صممها فرديناند لانغه في عام 1864 لتكون أكثر ثباتًا وكفاءة، إلى جانب الجسر المحفور يدويًا والذي يعكس براعة الحرفيين في تنفيذ أدق التفاصيل. كما تُضفي الحواف الزرقاء المصقولة والمسامير الذهبية المثبتة بدقة، والأحجار الصناعية اللامعة طابعًا بصريًا مميزًا يُعبر عن التوازن بين البراعة الفنية والدقة الميكانيكية.
نسخة أكبر لعشاق التصميم الجريء

وفي حال كان التفضيل يميل إلى الأحجام الأكبر فإن النسخة الثانية من 1815 توفّر علبة بقطر أكثر بروزًا، وهي مصنوعة أيضًا من الذهب الأبيض أو الوردي عيار 750، وتحتوي على ميناء بلون فضي مصنوع من الفضة الخالصة عيار 925، وتدور فوق هذا الميناء عقارب فولاذية زرقاء تمنح التباين اللافت بين الخلفية والوظائف وتُضفي بعدًا جمالياً إضافيًا.
ويستقر داخل هذه النسخة حركة L051.1 وهي حركة يدوية أيضاً وتضم العناصر التقليدية التي تميزت بها لانغه عبر تاريخها، مثل صفيحة الثلاثة أرباع المصنوعة من الفضة الألمانية غير المعالجة والتوازن المثبّت بالمسامير، والنقوش اليدوية التي تزيّن الجسر بلمسات حِرفية دقيقة.
انسجام الشكل مع الجوهر

لقد كانت رؤية فرديناند أدولف لانغه تتمثل في إنتاج ساعات جيب تُجسّد التوازن بين الدقة والعملية والأناقة، ويأتي الإصدار الجديد من 1815 ليحمل هذه الرؤية بأسلوب معاصر حيث يُعبّر التصميم الخارجي المتقن عن هذه الفلسفة، بعلبة دقيقة الأبعاد تسهّل ارتداء الساعة طوال اليوم دون الشعور بأي عبء بصري أو مادي، ويمكن اعتبار الساعة رفيقًا يوميًا أنيقًا حيث تندمج بسلاسة مع أجواء العمل الرسمية دون أن تتنازل عن هويتها الجمالية المستقلة.