من الفن المعماري إلى المجوهرات.. تعرفي على علامة "قيراط" مع المصممة ساندرا بطرس
لطالما ارتبطت المجوهرات بالفن بجميع أنواعه، ولا سيما الفن المعماري. من هذا المنطلق، بدأت مسيرة علامة "قيراط" qīrāt، التي أسستها المصممة والمهندسة المعمارية ساندرا بطرس خلال عام 2021 في مدينة دبي.
تستوحي "قيراط" تصاميمها الاستثنائية والمختلفة عن كل ما رأيناه سابقا من العمارة والتاريخ والطبيعة. وتؤمن المؤسسة بالشبه بين عالم تصميم المجوهرات وعالم بناء العمارة، حيث يتم التركيز على الشكل والمادة والنسبة والوظيفة في كلاهما – ذلك كله إلى جانب الناحية الجمالية بالطبع.
من خلال هذا الحوار الشيق والحصري لموقع مجلة "هي" مع المصممة ساندرا، يمكنك التعرف أكثر على العلامة واكتشاف مصادر الإلهام التي تنتج عنها أجمل التصاميم المتفردة والمميزة التي ستناسبك بلا شك إذا كنت تبحثين عن مجوهرات مختلفة تعبر عن شخصيتك.
ما الذي دفعك لتأسيس علامة مجوهرات خاصة بك في عام 2021؟
بصفتي مهندسة معمارية وفنانة، كان لدي دائما منظور فريد وعين تدفعني إلى تجربة تخصصات إبداعية مختلفة، وبالتالي هو ما دفعني إلى استكشاف عالم المجوهرات، والذي كان بالنسبة لي لوحة جديدة للتعبير عن أفكاري ومهاراتي.
يتطلب تصميم المجوهرات، مثل الهندسة المعمارية والفن، الانتباه إلى التفاصيل، وعيناً حريصة على الجماليات، والقدرة على تحقيق التوازن بين الشكل والوظيفة. إنها أيضاً فرصة لتجربة مواد وأنسجة وتقنيات جديدة وإنشاء قطع جميلة وذات مغزى.
لقد منحني بدء علامة المجوهرات الخاصة بي الفرصة لأحقق رؤيتي الإبداعية. "قيراط" عبارة عن منصة سمحت لي برواية القصص من خلال المجوهرات. يمكنني أن أغرس تصاميمي بحساسيتي المعمارية، وابتكر قطعاً أصلية. تمكنت أيضاً من توسيع آفاقي واستكشاف فرص جديدة للنمو والتعلم. أعتقد أن التصميم صيغة إبداعية لا تقتصر على تخصص واحد فقط، وهذا دفعني لاكتشاف المجوهرات وبدء علامتي الخاصة التي هي رؤيتي.
ما هي أولى ذكرياتك مع المجوهرات؟
ذاكرتي الأولى مع المجوهرات خاصة بالفعل. كان ذلك عندما أهدتني جدتي خاتماً عتيقاً من الذهب الأبيض ورثته أيضاً من والدتها. تفاصيل الخاتم مطبوع في ذاكرتي، سوار من الذهب الأبيض بلمسة من الساتان يحتضن حجراً أخضراً ثميناً.
في ذلك الوقت، لم يكن لدي أي فكرة أنني سأدخل عالم المجوهرات في المستقبل، لكن الخاتم كان يحمل الكثير من الأهمية والمعنى بالنسبة لي، وجعلني أدرك قيمة المجوهرات التي يمكن أن تنتقل عبر الأجيال. لعبت هذه التجربة دوراً مهماً في إلهام مسيرتي المهنية كمصممة مجوهرات. لا تتعلق المجوهرات بالموضة أو الجماليات فحسب، بل تتعلق أيضاً بالقصص والذكريات المرتبطة بها. المجوهرات لها القدرة على الاحتفاظ بقيمة عاطفية كبيرة، ويمكن أن تذكرنا باللحظات الخاصة، أو الأشخاص الذين فقدناهم، أو التقاليد الثقافية لعائلتنا.
أنت أساسا مصممة ومهندسة معمارية. كيف انعكست هذه الخلفية على مجوهراتك؟
الاهتمام الشديد بالتفاصيل جزء لا يتجزأ من حياة المهندس المعماري، وربما يكون هذا أبرز ما يساعدني في تصميم المجوهرات وفهم كيفية تفاعل المواد والأشكال مع بعضها البعض. علمتني خلفيتي أيضاً أهمية سرد القصص من خلال التصميم.
في مجال الهندسة المعمارية، تعتبر الأدوات والبرامج الرقمية ضرورية في عملية التصميم. منحتني تجربتي مع هذه الأدوات ميزة فريدة في تصميم المجوهرات.
بشكل عام، سمحت لي خلفيتي في الهندسة المعمارية والتصميم بالتعامل مع تصميم المجوهرات من منظور فريد. تمكنت من الجمع بين المهارات التقنية والإبداع ورواية القصص في قطعي.
برأيك، ما الذي يميز "قيراط" حقا؟
يمنح إلهام مجوهرات "قيراط" من الهندسة المعمارية والتاريخ والطبيعة كل قطعة بعداً إضافياً من العمق والمعنى والتفرد الذي يميزها عن غيرها من ماركات المجوهرات الأخرى.
من وجهة نظري، قطع "قيراط" تشبه كتابة الشعر والقصائد وروايتها. من خلال الإلهام من العالم من حولنا، تستطيع "قيراط" ابتكار قطع تتجاوز كونها مجرد مجوهرات عادية. يتطلب الأمر نهجاً شاملاً للتصميم، ومعالجة كل قطعة كعملية تصميم كاملة من البداية إلى النهاية. تبدأ العلامة بأصل الإلهام والتصميم، مع مراعاة كل جانب من جوانب القطعة بعناية، من المعنى المقصود إلى الجمالية المرغوبة.
سواء كان تصميماً مستوحى من نصب تذكاري تاريخي أو قطعة تتضمن عناصر من الطبيعة، فإن كل قطعة من مجوهرات العلامة تحكي قصة فريدة يمكن أن يرتبط بها الشخص الذي يرتديها. ومثلما قلت سابقاً، يمنح هذا الشيء مستوى إضافي من العمق والأهمية.
أي تصميم تعتبريه الأقرب إلى قلبك؟ لماذا؟
كل تصميم يحمل قصة فريدة وأهمية معينة. ومع ذلك، يحتل خاتم Frankfurt Puzzle مكانة خاصة في قلبي بسبب التحديات الذي يطرحها، والجمال الذي يجسده، والسحر الذي يمثله. هذه القطعة من المجوهرات عزيزة علي لأنها تحدتني وجعلتني اكتشف تقنيات وأبعاد جديدة في التصميم والإنتاج بشكل عام.
ما يميز خاتم Frankfurt Puzzle المستوى الاستثنائي من التفاصيل. يجسد التصميم بشكل جميل جوهر أفق مدينة فرانكفورت بالكامل، مع اللمسة المعمارية التي تجعلها مميزة. عندما تنظرين إلى الخاتم، يبدو الأمر كما لو أن المدينة بأكملها تتجمع في قطعة واحدة.
يكمن سحر الخاتم في الطريقة التي يتميز بها بعنصرين يجتمعان بسلاسة لإنشاء أفق كامل للمدينة. أحد العناصر يرمز إلى مدينة فرانكفورت القديمة، بينما يمثل الآخر الجزء الحديث منها. إنه حقاً أمر مدهش كيف يمتزج هذان العنصران المتناقضان دون عناء لإنشاء تصميم متناغم، يشبه إلى حد كبير المدينة نفسها.
بشكل عام، ما هو مصدر إلهامك؟
التفاصيل والأنماط وعناصر التصميم المعقدة للهندسة المعمارية والتاريخ والطبيعة. تعمل مصادر الإلهام هذه كأساس غني لجميع تصاميمي، مما يسمح لي بصنع قطع ليست فقط ممتعة بصرياً، ولكنها أيضاً ذات مغزى عميق وواعد. عندما أقوم بزيارة مبنى معماري أو نصب تذكاري، أبدأ تلقائياً في تخيل كيف يمكن ترجمة عناصره إلى قطعة مجوهرات يمكن ارتداؤها. تفاصيل الهيكل، والأنماط الموجودة في واجهته، وشخصية التصميم الشاملة، كل ذلك يوجه عمليتي الإبداعية.
أعتقد أن كل قطعة مجوهرات هي تحفة معمارية صغيرة في حد ذاتها، وقد صنعت بعناية ونية لتعكس جمال وأهمية إلهامها. علاوة على ذلك، تصبح المرأة التي ترتدي مجوهراتي جزءاً لا يتجزأ من طابع القطعة التصميمي. كمهندسة معمارية، أجد العديد من أوجه التشابه بين العمارة والمجوهرات. كلاهما ينطوي على تصور فكرة، واختيار المواد المناسبة، واستخدام عناصر التصميم، وبناء المنتج النهائي.
من خلال عملي وشغفي اللامحدود، أسعى إلى إحياء هذه التشابهات في الحياة، وصنع قطع مجوهرات تحتفي بجمال وأهمية العمارة والتاريخ والطبيعة.
ما هي الأحجار الكريمة المفضلة لديك؟ وهل تقومين بدمجها في تصاميمك؟
بطبيعة الحال، دائماً ما أبحث عن طرق لدمج مواد ذات مغزى في تصاميمي، وتعد الأحجار الكريمة طريقة مثالية للقيام بذلك بالطبع. عند اختيار الأحجار الكريمة للقطع، أفكر في كيفيتها في إكمال المفهوم العام وتصميم القطعة. من الأحجار الكريمة المفضلة لدي والتي أحب إضافتها على المجوهرات هي عرق اللؤلؤ، لأنها تحتل مكانة خاصة في منطقتنا وتأتي من قلب البحر.
في أحد تصاميمي الحديثة، خاتم وأقراط Pearl Dome، المستوحى من متحف اللوفر في أبو ظبي، قمت بدمج عرق اللؤلؤ في التصميم لتمثيل الضوء الذي يتم ترشيحه عبر قبة المتحف. تمت ترجمة أنماط الأرابيسك على القبة إلى تصميم المجوهرات، وإضافة اللؤلؤة في وسط القبة ترمز إلى الضوء الذي يتم التقاطه وينعكس في التصميم المعماري الفريد للمتحف.
بالنسبة لي، فإن استخدام الأحجار الكريمة في المجوهرات الخاصة بي لا يتعلق فقط بجمالها، بل أيضاً بأهميتها الرمزية. كل حجر كريم له قصته الفريدة ومعناه الخاص، وأعتقد أنه من خلال دمج هذه المواد في القطع، يمكنني صنع مجوهرات تحمل ارتباطاً أعمق بعالمنا الطبيعي.
ما التحديات التي واجهتها علامتك الجديدة في مدينة تنافسية سريعة الخطى مثل دبي؟
كعلامة جديدة للمجوهرات في دبي، واجهت الكثير من التحديات المشتركة بين جميع العلامات الناشئة. كان من بين هذه التحديات التعامل مع الأرقام والإحصاءات، وهو ما وجدته صعباً لأنني أنتمي إلى خلفية إبداعية. ومع ذلك، أدركت بسرعة أنني بحاجة إلى التعرف على الجانب التجاري للأشياء إذا كنت أرغب بالنجاح في السوق التنافسي. وهذا يعني التعرف على استراتيجيات التسعير، وتقنيات التسويق، والإدارة المالية. على الرغم من أن هذا لم يكن الجانب المفضل لدي من العمل، إلا أنني أدركت أنه في غاية الضرورة لمساعدة علامتي على النمو والازدهار.
على الرغم من هذه التحديات، وجدت أن تصاميمي كانت قادرة على التحدث عن نفسها والتميز في السوق. من خلال التركيز على القصص والمفاهيم الفريدة، أصبحت التصاميم أشبه برواة القصص، فكل قطعة تحكي قصتها الخاصة وتتواصل مع الناس على مستوى أعمق. لقد وجدت أن العملاء ينجذبون إلى السرد وراء كل قطعة، وهذا ساعد في تمييز علامتي عن المنافسة.
تتمثل إحدى مزايا بدء علامة للمجوهرات في دبي في وفرة الفرص والتعرض المتاح. هناك العديد من المعارض والفعاليات على مدار العام حيث يمكن للمصممين عرض أعمالهم والتواصل مع العملاء المحتملين. لقد سمح لي هذا باكتساب الظهور وتأسيس علامتي في السوق. بالإضافة إلى ذلك، دبي هي مدينة رواد الأعمال، وهناك العديد من أنظمة الدعم لمساعدة الشركات الجديدة على الانطلاق.
ما الذي تعملين عليه حاليا؟
أعمل حالياً على مجموعة خاصة من المجوهرات المستوحاة من الآثار التاريخية. تمثل هذه القطع مزيجاً فريداً من عناصر التصميم المعاصرة والتاريخية، وستنتج عنها مجوهرات كلاسيكية وحديثة في الوقت ذاته. أنا حقاً مفتونة بالتفاصيل والأنماط والزخارف المعقدة الموجودة في هذه الهياكل، وأستخدمها كأساس لتصاميمي. في الوقت نفسه، أقوم بدمج تفسيرات التصميم الحديثة لجعل القطع أكثر صلة بنمط الحياة المعاصر اليوم. تهدف مجموعة المجوهرات هذه إلى إثارة الشعور بالحنين إلى حقبة ماضية، مع الاحتفال أيضاً بجمال وأناقة الحاضر. صممت كل قطعة بدقة متناهية للتأكد من أنها تجسد جوهر النصب التاريخي الذي ألهمها، بينما لا تزال حديثة ومعاصرة.
ما هي أهدافك لـ"قيراط" في السنوات الخمس المقبلة؟
أرى علامتي، "قيراط"، كمغامرة في مهمة للقيام بجولة حول العالم ونشر تصاميمها وقصصها الفريدة. أرغب في مشاركة شغفي بالهندسة المعمارية والتاريخ والطبيعة مع الناس من جميع أنحاء العالم، وأعتقد أن المجوهرات هي لغة عالمية يمكنها ربط الناس عبر الثقافات والحدود. هدفي النهائي هو توسيع نطاق وصول العلامة دولياً لتكون موجودة في كل مكان أستلهم منه.
على مدى السنوات الخمس المقبلة، أهدف إلى ترسيخ حضور قوي لعلامتي في مناطق مختلفة، بدءاً من الدول المجاورة، ثم التوسع في النهاية إلى قارات أخرى. في النهاية، كل ما أريده لـ"قيراط" إبرازها كعلامة محترمة ومعروفة في سوق المجوهرات الدولي.