
أروع 10 لقاءات بين الفن والمجوهرات
تحكي المجوهرات قصصًا لا تنتهي. خلف الزخارف التي أدخلها الفنانون في كل العصور إلى روائعهم، يختبئ عالم سرّي من الحكايات. وقالت يوما الجامعة الفنية "ديان فونيه" مشيرة إلى قطع مجموعتها الخاصة: "أنا لا أضع مجوهرات. أضع قطعًا فنية". سواء أكانت مصنوعة من النحاس الأصفر أم الأحجار الكريمة والماس، تتحدى المجوهرات الفنية قواعد الجمال الراسخة، فبغض النظر عن مادة الصنع، تكمن قيمتها في فكرتها وفي الموهبة التي ابتدعتها. وإن هذه الأعمال الفنية المصغرة والقابلة للارتداء، منحت فنانين كثر فرصة اكتشاف إمكانات المجوهرات كشكل آخر من أشكال التعبير.
نلقي الضوء هنا على 10 فنانين نجحوا في صياغة مجوهرات حقيقية.
1-بابلو بيكاسو PABLO PICASSO

إلى جانب مسيرته المهنية في مجال الرسم التي استمرت قرابة 80 عامًا، صمم بابلو بيكاسو أيضًا العديد من المجوهرات. وارتبطت حرفته هذه بعلاقاته الشخصية، ففي الثلاثينيات، رسم بيكاسو بورتريهات مصغرة لحبيبته دورا مار على قطع صغيرة مثل البروشات والقلادات والخواتم. ولزوجته جاكلين روك،
صنع عقدًا جميلًا من السيراميك، بينما صُمم "عقد البومة" في الأربعينيات بالتعاون مع حبيبته فرانسواز جيلو، وهي رسامة وناقدة فنية.

لكن في الستينيات، قرر بيكاسوإنشاء مجموعة مجوهرات للبيع. ومن خلال العمل مع الصائغ فرانسوا هوغو، ابتكر بيكاسو سلسلة ميدالياتمن الذهب بعيار 23 قيراط، عكس من خلالها تصاميمه وأنماطه السيراميكية.
2- جيني هولزر JENNY HOLZER

تستخدم جيني هولزر، وهيأحد أشهر الفنانين التصوريين في الولايات المتحدة، اللغة لتحدّي المشاهدين وإرباك أي غرور لديهم، وحضّهم على التفكير والتأمل. وقد ظهرت أقوالها على الملصقات والعروض وواجهات المباني وفي إصدار محدود من الخواتم الفضية.وللخاتم الذي حمل عبارة "بوجودك داخلي يأتي العلم بموتي" والذي تم تصميمه عام 1994، تعاونت هولزر مع الصائغ باتريك ماف لنسج رسالة تكون أكثر قوة لدى وضع الخاتم.
3-سلفادور دالي SALVADOR DALÌ

أحبّ سلفادور دالي تمويه الخط الفاصل بين المجوهرات والفن. كونه شخصية بارزة في الحركة السريالية، بدأ في عام 1941 تطبيق نهجه الفريد بالتعاون مع فولكو دي فيردورا. بعد عدة سنوات دخل في علاقة طويلة مع صانع المجوهرات الأرجنتيني كارلوس أليمانيالذي حوّل تصاميمه الخيالية إلى إبداعات ساحرة. وأشهر قطعه هي بلا شك "عين الزمن" ، وقد صممت كهدية لزوجته غالا.في هذه القطعة، بؤبؤ العين يتكون من ثلاث درجات من مادة المينا الزرقاء في أحضان صفوف من الماس المرصوف على قاعدة من البلاتين تزينها ياقوتة محدبة القطع.
4-مان راي MAN RAY

كان مان راي رائدًا في الفن والتصوير الطليعيَين في القرن العشرين، وعضوًا بارزًا في الحركتين الدادية والسريالية. مستمدًا إلهامه من الشكل الأنثوي، كان من الطبيعي لراي أن يتعاون مع دار المجوهرات الإيطالية"جيم مونتيبيلو"، المشهورة ببعض أعمال المجوهرات الأكثر إبداعًا في ذلك الوقت. من 1970 حتى 1976، ابتكر الثنائي 8 تصاميم، كلها في 12 إصدارًا.
تؤكد كل قطعة على الرؤية السريالية للفنان، مثل قطعة"العشّاق"المستوحاة من لوحة تحمل الاسم نفسه تم رسمها في الثلاثينيات، أو الأقراط الحلزونية الطويلة المصنوعة من الذهب والتي نبعت في الأصل من مشروع لظل مصباح في 1919 وخلّدتها الممثلة كاترين دينوففي جلسة تصوير في عام 1968. أما القناع الذهبي الأيقوني "أوبتيك-توبيك"، الذي تم صنع 100 نسخة منه، فكان عبارة عن شبكة كثيفة تعيق رؤية مرتديها، وتسمح له بالرؤية فقط عن طريق حلزونين من الثقوب الصغيرة.
5-لوتشيو فونتانا LUCIO FONTANA

أمضى الفنان الإيطالي ومؤسس الحركة المكانيّة والشخصية الرئيسية في الحركة التجريدية، حياته المهنية في تمزيق اللوحات القماشية وغيرها من المواد. وكانت تجاربه مع المجوهرات ترتكز في الغالب على نسخ أصغر من أعماله الفنية، وقد بدأت في الخمسينيات عندما ابتكر مجموعة صغيرة من القطع الفريدة في استوديو الأخوين بومودورو، حيث قام بقص وثقب سطح الذهب واستخدام عنوان "المفهوم المكاني".
كما طوّر المزيد من القطع التجريبية مثل سواره الذهبي المصمَم لتزيين طول الساعد. وفي الستينيات،واصل تصميم سلسلة ثانية من المجوهرات، هذه المرة بالتعاون مع "جيم مونتيبيلو" التي أنتج معها خمس مجموعات مختلفة من المجوهرات المحدودة الإصدار بمئة قطعة. وكلها مميزة برسم الشطب الرمزي ومصنوعة من الفضة المطلية بألوان متنوعة.
6-جوسيبي أونتشيني GIUSEPPE UNCINI

ذات مرة، قال الفنان جوسيبي أونتشيني: "صنع المجوهرات، عادتي الصغيرة". صمم قطعة مجوهراته الأولىفي 1958 بدافع الفضول، وذلك داخل مختبر لصديقه وهو تقنيّ أسناناستخدم في عمله تقنية السبكبالشمع المفقود.
في فنّه، ابتكر أونتشيني أعمالًا وحشية وغير منتظمة وخشنة باستخدام الباطون؛ في حين أن جواهره رقيقة وخيطية وتكرّم الذهب دومًا.
7-مريت أوبنهاي م MERET OPPENHEIM

في ربيع 1936، اقترحت الفنانة السريالية مريت أوبنهايم على مصممة الأزياءإلسا سكياباريليفكرة سوار من الفرو.فقبلت سكياباريليالفكرة وظهر السوار المعدني المطوق للمعصم والمكسو بالشعيرات في مجموعة الشتاء لذلك العام. معتمدة الإكسسوار الجديد، التقت أوبنهايم بابلو بيكاسو وحبيبته آنذاك دورا مار في مقهى "كافيه دو فلور" الذي كان الملتقى الباريسي الأبرز للفنانين. مسحورًا بتصميم السوار، أدرك بيكاسو أنه يمكن للفراء تحويل أي شيء. وكان رد أوبنهايم الشهير: "هذا الكوب والصحن أيضًا"، ومن هناك، ذهبت إلى متاجر شاملة واشترت كوبًا وصحنًا وملعقة وغلّفتها كلّها بالفرو. وأصبح العمل الأخيربعنوانObject (1936)، رمزًا للسريالية وأول عمل لفنانة يستحوذ عليه متحف الفن الحديث.

8-لويز بورجوا LOUISE BOURGEOIS

حوّلت الفنانة لويز بورجوا منحوتاتها العنكبوتية إلى دبابيس ذهبية مصغرة، حيث يمثل الشكل المتكرر للعنكبوت تكريمًا جميلًا لأمّها التي كانت متخصصة في النسج وترميم أقمشة النجود.
و"عقد القيد" على وجه الخصوص هو تصريح شخصي للفنانة ضد العنف الذي شهدته خلال الحرب الأهلية الإسبانية ضد السجناء الذين خُنقوا بسلاسل من هذا الشكل. كماأنه صُمم ليكون تعليقًا على وضع المرأة، واستعارة مجازية للقيود الاجتماعية والسياسية والقانونية التي واجهت المرأة قبل الحركة النسوية. وبعد اكتماله في عام 2003، قام صديق لويز المصمم هلموت لانغ بإدراجهذا العقد في مجموعته للربيع والصيف.
9-كارلوس كروز-دييز CARLOS CRUZ-DIEZ

يركّز الرسام والفنان الحركي الفنزويلي كروز-دييز على الخط واللون والإدراك. ومنذ 2013، صنع كروز-دييز وإليزابيتا تشيبريانيأقراط أذن وعقودًا وخواتم محدودة الإصدار تعكس اثنتين من فئات الفن البصري: "اللونية المادّية" و"التدخل اللوني".مع سلسلة من الألواح الخزفية أو الأكريليكيةالمرتبة في شكل أكورديوني، تتحول المجوهرات (على غرار اللوحات) وفقًالوضعية المشاهد، فترسم موجات ألوان تعتمد على حركة من يضعها.
10. كلود لالان CLAUDE LALANNE

كلود لالان كانتتغمر الزهور والنباتات والفراشات في حوض طلاء، لصنع قطعمجوهرات فريدة مثل قلادات "فراشة" و"عقدة" و"شوك"، بالإضافة إلى البروشات والأقراط والأساور والحقائب المسائية التي كانت تهديها إلى صديقاتها. وقال إيف سان لوران ذات مرة عنها: "ما يثير إعجابي هو كيف تجمع بين المستوى العالي نفسه من الحرفية والشاعرية. يبدو أن اليدين الجميلتين للنحاتةتزيلان ضباب الغموض لتصلا إلى شواطئ الفن". تعاون إيف سان لورانوكلود لالان على مجموعة الأزياء الراقية لموسم خريف وشتاء 1969، والتي ابتكرت من أجلها لالانقوالب لجسد عارضة الأزياء الشهيرة فيروشكا