خاص بـ "هي": المصممة الواعدة ذكرى الزير.. رؤية حالمة تعكس الثقافة السعودية بطريقة عصرية فاخرة
تقف المصممة السعودية الشابة "ذكرى تركي الزير" بين المرحلة الأخيرة على مقاعد الدراسة وبدايات عالم الاحتراف، كاسم واعد يشق طريقه بثقة في عالم الأزياء، فهي مصممة أزياء سعودية تحمل رؤية حالمة لمستقبل مشرق لصناعة الأزياء في المملكة.. حيث عملت على ترجمة شغفها إلى مشروع ملموس يجمع بين المعرفة الأكاديمية وروح الابتكار، فما بين هويتها الدراسية التي تصقل مهاراتها، ورؤيتها التجارية التي تتجسد في علامتها الصاعدة Aurelle، نجحت ذكرى في رسم ملامح مشروع يتقاطع فيه التراث مع الحداثة، حيث تستمد العلامة هويتها البصرية من الثقافة السعودية، مستلهمة رموزها بروح عصرية تقدّم الأصالة بشكل جديد.. في هذا الحوار، تكشف لنا المصممة ذكرى الزير كيف تخطو اليوم أولى خطواتها الواثقة نحو عالم تصميم الأزياء الاحترافي.
متى بدأ شغفكِ في هذا العالم وشعرتِ بأن تصميم الأزياء هو مسارك الحقيقي؟

بدأ شغفي بعالم الأزياء منذ طفولتي، فلقد كنت دائمًا أستعير ملابس والدتي، فأقيسها وأعطي رأيي فيها، واستمتع بتنسيق إطلالاتها.. ومن تلك اللحظة اكتشفت أن التصميم هو الشغف الذي يكبر معي، والمسار الذي أجد نفسي فيه.
كيف تصفين الهوية البصرية لعلامتكِ Aurelle؟ وما الذي يميزها عن غيرها؟
هوية Aurelle بصرية مستلهمة من الثقافة السعودية وروحها، فهي تجمع بين الرموز التراثية واللمسات العصرية لتقديم صورة تعكس الأصالة بأسلوب حديث.
وما يميزها عن غيرها هو قدرتها على التنويع فـ Aurelle لا تلتزم بنمط واحد، بل تمتد لتصميم قطع كاجوال، أو أزياء مسرحية، أو حتى أزياء سهرة، مع الحفاظ على نفس الروح والهوية التي تميزها.
استلهمتِ مجموعتكِ من روح الصحراء السعودية.. حدثينا عن ذلك.

استلهمتُ مجموعتي من روح الصحراء السعودية لأنها عالم مليء بالتفاصيل المدهشة.. الصحراء بالنسبة لي ليست مجرد مساحة مفتوحة، بل مصدر جمال وقوة وهدوء في الوقت نفسه.. جذبني تغيّر ألوان الرمال، حركتها القوية ثم سكونها، انتقالات الظل والضوء، إضافة إلى عناصرها العريقة مثل الجبال والنخل والصقر.. فكل هذه التفاصيل صنعت لي لغة بصرية خاصة، حاولت أن أترجمها إلى تصاميم تعكس أصالة المكان بروح عصرية وفاخرة.
كيف ترجمتِ هذه الروح إلى تفاصيل ملموسة في القصّات أو الأقمشة؟
ترجمتُ روح الصحراء في مجموعتي من خلال التركيز على ملمس الرمل الذي أسميه السافي، وهذا الإحساس حاولت نقله عبر استخدام قماش "التول" الذي يعكس نعومة الرمل وحركته.. كما استوحيت أشكال الصحراء - النخل، أشعة الشمس، الرياح- وحوّلتها إلى تفاصيل واضحة داخل التصاميم.

أما النخلة، فطبّقت شكلها بطريقة ثلاثية الأبعاد ليعكس رسوخها وقوتها، وبالنسبة للصقر، فقد جسّدته في فستان بتفاصيل جانبية تمنح إحساس الطيران والانطلاق.. بهذه العناصر مجتمعة استطعت أن أحوّل جمال الصحراء إلى قطع ملموسة تحمل روح المكان.
بما أنّ مشروعكِ هو أيضاً بداية علامتكِ Aurelle، كيف تعاملتِ مع تحدّي الجمع بين الجانب الأكاديمي والرؤية التجارية؟
كنتُ أتعامل مع المشروع من منظور مزدوج كطالبة أركز على تطبيق الأسس الأكاديمية بدقة في التصميم والتنفيذ، وكمصممة ناشئة أرى في Aurelle رؤية تجارية واضحة تحتاج إلى هوية قوية وقابلية للتسويق.. حاولتُ الجمع بين الدقة الأكاديمية والجمال التجاري من خلال اختيار تصاميم قابلة للتنفيذ، خامات تعكس الفخامة والراحة، وألوان تحاكي روح الصحراء، بحيث تكون القطع إبداعية من جهة وواقعية وجذابة للسوق من جهة أخرى.
ما أصعب مرحلة مررتِ بها أثناء تنفيذ مشروع التخرج؟
أصعب مرحلة مررت بها أثناء تنفيذ مشروع التخرج كانت اختيار موضوع الاستلهام نفسه.. كنت أفكر كثيرًا: كيف أستطيع أن أستوحي شيئًا مميزًا؟ وكيف يمكنني توظيفه بطريقة عملية في التصميم؟.. كانت هذه المرحلة تحديًا كبيرًا لأنها أساس المشروع، وأي قرار فيها يؤثر على كل الخطوات التالية.

بعد إطلاق Aurelleكيف تتمنين أن تُستقبل العلامة في السوق السعودي والعالمي؟
أتمنى أن تُقدّر Aurelle في السوق السعودي والعالمي كعلامة تعكس الثقافة السعودية بطريقة عصرية وفاخرة، وتصبح مرجعًا للأزياء المبتكرة والهويّة القوية.
كيف ترين دور الأزياء في التعبير عن الذوق البصري المتطور في الأزياء السعودية اليوم؟
الأزياء في السعودية اليوم تعبّر عن الذوق البصري المتطور من خلال دمج التراث بالمعاصرة، لتقديم تصاميم فنية تعكس الهوية والثقافة.
من وجهة نظركِ.. أين يلتقي الذوق البصري المتطور مع الفخامة الهادئة في التصميم؟

يلتقي الذوق البصري المتطور بالفخامة الهادئة عندما يجمع التصميم بين الأناقة البسيطة والابتكار، ليعكس رقيًا متوازنًا وهوية واضحة.
كيف تنظرين الى مستقبل صناعة الأزياء في المملكة، وما الدور الذي تطمحين للقيام به؟
مستقبل الأزياء في المملكة واعد، وأطمح أن أساهم من خلال Aurelle في تقديم تصاميم تمزج بين التراث والحداثة وتعكس الهوية السعودية عالميًا.
أين تجدين نفسكِ بعد خمس سنوات من الآن؟
بعد خمس سنوات، أطمح أن أكون مصممة محلية وعالمية، أشارك في عروض أزياء دولية وأقدم تصاميم تحمل الهوية السعودية بروح عصرية.
كلمة أخيرة..

أتوجه بجزيل الشكر لوالدي ووالدتي، فدعمهم وتشجيعهم كان دافعي دائما وأساسا لكل خطوة في رحلتي.
وختاما..
أشكر أسرة مجلة "هي" على هذه الاستضافة، وتمنياتي لها بدوام التميز والنجاح.
الصور تم استلامها.