وداعًا لفستان الانتقام... القميص هو "اللوك" الأقوى وأيقونة الفخامة الهادئة
لطالما كان القميص البسيط ركيزة أساسية في خزانة الملابس، لكنه اليوم يتجاوز دوره كـ"قطعة أساسية" ليتربّع على عرش الأناقة الفاخرة والمعاصرة. يشهد عالم الموضة عودة قوية ومدروسة لهذه القطعة الكلاسيكية، مؤكدًا أن البساطة، عندما تُصنع بإتقان، هي أرقى أشكال الفخامة.
على منصات العرض: فخامة الحرفية والتاريخ
في مجموعته الافتتاحية لدار "شانيل" CHANEL، قدّم المصمم "ماثيو بلازي" Matthieu Blazy تكريمًا للتاريخ الغني للدار ومؤسستها، "كوكو" شانيل. كان التفصيل الأبرز هو تعاونه مع "شارفيه" Charvet، صانع القمصان الباريسي العريق الذي يعود تاريخه إلى 187 عامًا، لتقديم القمصان الواسعة والمزودة بأزرار التي ظهرت على منصة العرض.
سعى بلازي لهذا التعاون لسببين جوهريين: أولهما أن كوكو شانيل نفسها كانت من زبائن شارفيه، وثانيهما هو الإشارة إلى مجموعة شانيل لخريف 1998 التي قدّمها "كارل لاغرفيلد" والتي ضمت إطلالات عديدة تجمع بين القمصان والتنانير الطويلة. لم يكن الأمر مجرد قميص، بل كان قطعة فنية تحمل بصمة تاريخية وحرفية عريقة.
مستلهمًا الطريقة التي كانت ترتدي بها كوكو شانيل قميصًا رجاليًا مستعارًا من حبيبها وزبون شارفيه، بوي كابيل، تم دمج هذا الرمز لاحقًا في تصاميمها. ظهر لوغو العلامة على القميص بأسلوب بسيط: مجرد تطريز صغير لكلمة "شانيل".



وداعًا لفستان الانتقام... القميص الأبيض هو "اللوك" الأقوى
أثبتت النجمة نيكول كيدمان، بعد تعيينها سفيرة لدار شانيل، قوة القميص الأبيض في تحويل الرواية. عندما ظهرت في أسبوع الموضة بباريس بعد طلاقها، اختارت إطلالة قميص واسع وبنطال جينز بسيط. كانت هذه الإطلالة، التي تبدو في ظاهرها "عادية"، بمثابة "انتقام في اللباس" بأسلوب عصري وأكثر ذكاءً.

إجماع الموضة: القميص على كل منصة
لم يكن ماثيو بلازي هو المصمم الوحيد الذي أعاد إحياء وتكريم قوة القميص في مجموعته الأخيرة. لقد شكلت هذه القطعة الأساسية نقطة تركيز مشتركة لدى دور أزياء عدة كبرى، مؤكدة على مكانتها كأحد أكثر القطع أناقة ومرونة لهذا الموسم.
في "بالنسياغا" Balenciaga، قدم "بييرباولو بيتشولي" Pierpaolo Piccioli نسخة مبالغًا فيها وواسعة الحجم من القميص، مما يبرز كيف يمكن للملابس الأساسية أن تتحول إلى قطع بارزة وجريئة في اللوك.

وفي أول مجموعة لها لدار "بوتيغا فينيتا" Bottega Veneta، ضمّت "لويز تروتر" Louise Trotter إطلالات بارزة اعتمدت على القميص، مما يؤكد أنها تستمر في خطوط الدار التي تركز على الفخامة الهادئة، إذ نسّقت في إحدى الإطلالات القميص المخططة مع تنورة جلد بقصة غير متساوية.

القميص كانت أيضًا حاضرة في مجموعة "سيلين" Celine لموسم ربيع 2026، حيث قام المصمم "مايكل رايدر" Michael Rider بتقديمها في عدد من الإطلالات لتكون بطلة الإطلالة بحد ذاتها، أو قام بتنسيقها مع البليزر أو الكاب أو الكنزة الأوفر سايز.

فيما جاءت مزدوجة اللون بالأبيض والأزرق في عرض أزياء "ديور" Dior لربيع 2026، مع التنورة الفرو القصيرة جداً.

قطعة لا حدود لها
الجاذبية الدائمة للقميص الأبيض تكمن في قدرته اللامحدودة على إعادة تنسيقها في مختلف الأوقات والمناسبات. مع الجينز الواسع لإطلالة عصرية ومريحة. تحت البدلة في إطلالة "corpcore" أنيقة ومحتشمة للعمل. كما اشتهرت أيقونة الموضة كارولينا هيريرا، بتنسيق القميص مع تنورة سهرة.
هذا الإجماع من قبل مصممين مختلفين يُظهر أن القميص الأبيض يتجاوز كونه مجرد اتجاه عابر، ليصبح رمزًا عالميًا للأناقة المدروسة التي تركز على الحرفية والخياطة المثالية.

