ما بين الضوء والمخمل... تفاصيل أسرتنا في أنا عربية 2025
عادت النسخة السادسة من معرض "أنا عربية" إلى الرياض بين 5 و8 نوفمبر، لتتحول ڤيا الرياض إلى ملتقى نابض بالإبداع العربي والذوق الرفيع. بمشاركة أكثر من 300 مصمم وعلامة من مختلف أنحاء العالم العربي، جسّد المعرض روح الابتكار والاعتزاز بالهوية. تميّزت أجواؤه بتصميم فريد قُسّم إلى منطقتين أنيقتين: تروبيكال بليس والكانوبي، حيث تناغمت الموضة والجمال والمجوهرات والفنون في تجربة حسّية آسرة جمعت الفخامة بالتجدد.
وامتلأت أروقة المعرض بأجواء نابضة بالحياة، توافد إليها عدد من أبرز الشخصيات والمشاهير والمؤثرين الذين اجتمعوا للاحتفاء بجمال الإبداع العربي المعاصر. ومن بين الحضور برزت الفنانة أحلام، والإعلامية أروى، والنجمة نوال الزغبي، والممثلة شكران مرتجى، إلى جانب نخبة من الوجوه المعروفة التي شاركت جميعها في هذا اللقاء الفني الذي جسّد روح الفن العربي بتنوعه وأصالته.
تصاميم تعبّر عن هوية تتجدّد
من بين أبرز المشاركين هذا العام كانت علامة "زيا" التي قدّمت عباءة شتوية بتصميم يحمل رموز المملكة، مستوحاة من عناصر الهوية السعودية ولكن برؤية عصرية تناسب الموسم البارد، لتجمع بين الأناقة والرمزية في توازن متقن.
أما "راوية باقبص" فقد خطفت الأنظار بعباءتها الفاخرة المصنوعة من المخمل بلون برتقالي داكن، مطرزة بعناية عند الأعلى وبقصّة الكاب التي أضفت عليها لمسة ملكية مترفة تعكس أنوثة قوية وأناقة خالدة.
في المقابل، قدّمت "هارلينز" عباءة من المخمل بدرجتين مختلفتين من الأخضر، تميّزت ببطانة غير متوقعة من الخطوط السوداء والبيضاء من الداخل، ما منح التصميم بعداً عصرياً يعكس شخصية العلامة الجريئة والحديثة.
أما "هيفاء المقرن" فقدّمت عباءة مصنوعة من صوف فاخر يمكن ارتداؤها ككاب، لتجسّد الفخامة العملية التي تمزج بين الراحة والأناقة بمهارة استثنائية.
فصل الشتاء والفروة: إطلالات التغطية الشتوية
وبالإضافة إلى العبايات، أنارت مساحات المعرض مجموعة من قطع "الفروة"—عباءة الشتاء التي تتخطى المفهوم التقليدي لتصبح معطفاً فاخراً. من أبرزها:
- علامة M2ME الكويتية التي قدّمت فروة مصنوعة من الإيقات الفاخر بطبعتين مختلفتين داخلياً وخارجياً، مزينة بتطريز يدوي من النحاس وميدالية مخملية في الجرء الأمامي، لترسم مزيجاً من الحرفة والترف.
- كما قدّمت زيا فروة باسم "صدى الصحراء" مستوحاة من دفء مجالس البادية وألوانها من تراب نجد، مصنوعة من الجلد السويد ومن الfaux fur من الداخل، يمتد من الأعلى إلى الأسفل، لتمنح القطعة دفئاً وأناقة في آن واحد.
- ولتوقيع مختلف، نجحت Moja Majka — وهي علامة سعودية-تركية أسّسته المصمّمة السعودية سارة باسعد مع والدتها — في تقديم فروة من الجلد السويد "suede" بداخلية من الشيرلينغ، وتزيّن بطبقة من التطريز السعودي الذهبي عند الياقة، ما يبرز خلفيتها الحِرَفية وتوجهها نحو التميز المستدام في إنتاج القطع التي تدمج الثقافة، الحِرفة، والحداثة.
بهذه الإضافات، برهن المعرض أن التغطية الشتوية لم تعد مجرد ملابس خارجية، بل قصص تُروى عبر خامات وتجارب فريدة
حيث تلتقي الحرفة بالتجديد
اختتم معرض "أنا عربية" بنجاح باهر أكد مكانته كأهم منصّة تجمع المبدعين العرب في مجالات الموضة والجمال والمجوهرات تحت سقف واحد. فكان الحدث أكثر من مجرد معرض؛ بل تجربة متكاملة تُحاكي الحواس وتروي حكاية تلاقي التراث مع الحداثة. ومع كل نسخة جديدة، تثبت الرياض أنها مركز الإلهام والإبداع الذي يرسم ملامح مستقبل الفخامة العربية.
