تصميم إدمون مسلّم

إدمون مسلّم لـ"هي": عندما أصمّم أتخيّل امرأة جريئة أنثوية وحرة... ويكشف سرّ إطلالة ميريام فارس في موناكو

نادين منيّر
6 نوفمبر 2025

نجح المصمم إدمون مسلّم Edmond Moussallem في نحت مكانة خاصة لدار أزيائه الراقية. لم تكن رحلته مجرد مسيرة مهنية عادية، بل هي قصة شغف عميق، وإصرار مستمد من إلهام عائلي، وفلسفة تصميم تحتفي بالمرأة الجريئة والأنثوية التي تمتلك هالتها الخاصة.

يُعرف مسلّم بتصاميمه التي تجمع بين التقنيات التقليدية لـ "الهوت كوتور" وبين رؤية عصرية لا تخشى التحدي والجرأة. وقد زيّنت إبداعاته إطلالات أيقونات فنية من الصف الأول، من هيفا وهبي ونجوى كرم إلى ميريام فارس، ليصبح توقيعه مرادفًا للفخامة التي تحمل روحًا وقصة.

في هذا الحوار مع موقع "هي"، نغوص في أعماق عالمه الإبداعي، ليكشف لنا عن اللحظة التي أدرك فيها أن الأزياء هي قدره، كيف ألهمته قصة والده لتأسيس علامته، وكيف يرى المصمم التوازن بين الحرفية اليدوية وثورة الذكاء الاصطناعي في صناعة الموضة.

المصمم "إيليو موسالّم" Elio Moussallem
المصمم إدمون مسلّم Edmond Moussallem

ما هي اللحظة أو التجربة التي أدركت فيها أن تصميم الأزياء هو شغفك ومسار مهنتك؟

منذ طفولتي، كنت أشعر بأنني خُلقت لأقوم بشيء فني. لطالما جذبتني الأقمشة والألوان، وكنت أرسم الفساتين على الجدران وأنا طفل. نشأتي في عائلة تُقدّر الفن وتعمل في مجاله ساعدتني كثيرًا على تنمية هذا الشغف، وجعلتني أدرك أن تصميم الأزياء هو الطريق الذي خُلقت لأتبعه.

قرأت أن قصة والدك ألهمتك لتأسيس علامتك، هل يمكن أن تشاركنا كيف أثرت هذه القصة في فلسفة علامتك التجارية ورؤيتك للتصميم؟

كانت قصة والدي دائمًا مصدر إلهام عميق بالنسبة لي. فقد علّمتني كيف يمكن للأمل والإصرار والعمل الجاد أن يحوّلوا أبعد الأحلام إلى حقيقة. عندما أسست علامتي، حملت معي الإيمان نفسه — بدأت من الصفر، مدفوعة برؤية واضحة وقناعة راسخة بأن حلمي سيتحقق يومًا ما ويلامس قلوب.

ما هو الدرس الأكثر قيمة الذي تعلمته في السنوات الأولى من تأسيس الدار؟

تعلمت المعنى الحقيقي للصبر، وأدركت أن الإنسان لا يمكنه أن يثق إلا بنفسه. وقبل كل شيء، تعلمت أهمية أن تظل وفيًّا لذاتك ولرؤيتك، مهما كانت الصعوبات التي تواجهك في الطريق.

من تصاميم "إيليو موسالّم" Elio Moussallem
من تصاميم إدمون مسلّم Edmond Moussallem

ما هي مصادر وحيك الأساسية عند البدء بتصميم مجموعة جديدة؟

عندما أصمّم، أتخيّل امرأة جريئة، أنثوية، وحرة — تعيش في عالمها الخاص ولا تخشى أن تكون مختلفة، ولكن دائمًا بطريقة راقية وأنيقة. تصاميمي لا تقتصر على الجمال فحسب، بل تتميّز أيضًا بالحرفية العالية. نحافظ على تقنيات الهوت كوتور التقليدية، حيث يُنفّذ كل تفصيل يدويًا بعناية، وجهد، وشغف كبير. هذا الحب والإتقان ينعكسان بوضوح في كل قطعة. نحن لا نعمل بطريقة تجارية، بل نخلق قطعًا تحمل روحًا وقصة خاصة.

عندما أختار الأقمشة، أريد أن أشعر بأن الفستان حيّ، يتحرّك ويتنفس مع خطوات المرأة. لا أحب الخامات الجامدة، بل أفضل الأقمشة الانسيابية والخفيفة. هذا الأمر مهم جدًا، لأن راحة المرأة وثقتها بنفسها تنعكسان دائمًا على الفستان.

امرأة إدمون مسلّم هي الـ Black Swan — أنثوية إلى أقصى الحدود، لكنها في الوقت نفسه غامضة وعميقة. تمتلك هالة آسرة لا يمكنك إلا أن تلاحظها. تبرز من دون أن تحاول، فقط لأنها تكون على طبيعتها — فريدة، واثقة، وحرة في عالمها الخاص.

في عالم الموضة الذي يتغير باستمرار، كيف تحافظ على التوازن بين اتباع صيحات الموضة العالمية والحفاظ على هويتك التصميمية الخاصة؟

نحن نعيش اليوم في عالم يسيطر عليه الاستهلاك والصيحات المتغيّرة باستمرار، وهذه واحدة من أكبر التحديات التي تواجه عالم الموضة. بالنسبة لي، أؤمن أن التميّز الحقيقي يأتي من الصدق مع الذات — أن تكون مختلفًا بأسلوبك الخاص، وتحافظ على هويتك وتبني عالمك الخاص.

بالطبع يمكن أن نتبع بعض الصيحات إذا كانت قريبة من هوية العلامة، ولكن من دون أن نفقد جوهرنا. فالهويّة هي ما يجعل الدار خالدة، تتجاوز الزمن والاتجاهات.

كل من أصبح صيحة في هذا المجال، وصل إلى ذلك لأنه كان فريدًا، لأنه تجرّأ أن يكون على طبيعته.

من تصاميم "إيليو موسالّم" Elio Moussallem
من تصاميم إدمون مسلّم Edmond Moussallem

تعاونت مع العديد من نجمات الصف الأول في العالم العربي، مثل هيفا وهبي، نجوى كرم، وميريام فارس. ما هو التحدي الأكبر في تصميم فستان لنجمة بحجمهن؟

العمل مع النجمات هو من أكثر الجوانب تحديًا في مسيرتي، لكنه أيضًا من أكثرها متعة وإثارة.

غالبًا ما لا يكون لدينا الكثير من الوقت لتصميم الفساتين، ومع ذلك يجب أن نبتكر قطعة فريدة وفاخرة، خصوصًا وأن معظمهن ارتدين الكثير من الإطلالات المميّزة خلال مسيرتهن. الجميل في الأمر أن العديد منهن منفتحات على التجربة ويمنحنني حرية كاملة في الإبداع — وهناك بالتحديد تبدأ لحظة السحر الحقيقية.

هل تختلف عملية التصميم عندما تعمل مع أيقونة فنية معروفة بأسلوبها المحدد، وكيف تضمن أن يعكس الفستان شخصيتها وفي نفس الوقت يحمل بصمتك؟

عندما أعمل مع أيقونة فنية، أحرص دائمًا على احترام ذوقها وهويتها الخاصة. ففي النهاية، هي امرأة، ويهمّني أن تشعر بالراحة والثقة والقوة على المسرح.

الأمر بالنسبة لي هو إيجاد التوازن بين شخصيتها وبصمتي الإبداعية، بحيث يعكس التصميم روحها، وفي الوقت نفسه يحمل توقيع إدمون موسالّم بوضوح.

ما هي الذكرى الأقرب لقلبك أو الفستان الذي تعتبره إنجازاً خاصاً لك من بين الأزياء التي صممتها لهؤلاء النجمات؟

من أقرب الذكريات إلى قلبي كانت عندما صمّمت إطلالة لميريام فارس في حفلتها في موناكو. ارتدت "برا" مزيّنة بالكريستال بالكامل — كانت إطلالة جريئة جدًا وصعبة من حيث التنفيذ، كما أنها لم تكن عملية تمامًا على المسرح..

لكننا أنجزناها، وكانت النتيجة من أجمل اللحظات وأكثرها تميزًا، لأنها عبّرت عن جرأة ميريام، وفي الوقت نفسه عن شغفي بتحدي المألوف ودفع حدود التصميم.

من تصاميم "إيليو موسالّم" Elio Moussallem
من تصاميم إدمون مسلّم Edmond Moussallem

الذكاء الاصطناعي أصبح جزءاً من العديد من الصناعات. كيف ترى دور الذكاء الاصطناعي في تعزيز الإبداع للمصممين، وليس مجرد استبدالهم؟ وهل تستخدم أدوات الذكاء الاصطناعي حالياً في دار الأزياء الخاصة بك؟

بالنسبة لي، لا أستخدم الذكاء الاصطناعي في عملي، لأنني ما زلت أؤمن بأنه لا يمكن لأي تقنية أن تحلّ مكان المشاعر والإحساس واللمسة الإنسانية للمصمّم أو الخيّاط.

عالم الأزياء، وخصوصًا الهوت كوتور، يقوم على سنوات من الحرفية والخبرة — على الإحساس والتفاصيل التي تحمل روح الإنسان، وهي أمور لا يمكن للذكاء الاصطناعي أن يجسّدها.

 البعض يخشى أن يؤدي الاعتماد على الذكاء الاصطناعي إلى القضاء على التفرد وجعل التصاميم متشابهة. كيف يمكن للمصممين استخدام هذه التكنولوجيا مع الحفاظ على اللمسة الإنسانية والشخصية في الإبداع؟

برأيي، لا يمكن الجمع بين الأمرين فعلاً. عندما تعتمد على الذكاء الاصطناعي، غالبًا ما تكون النتيجة تصاميم مكرّرة أو مستحيلة التنفيذ في الواقع.

أنا أؤمن بالطريقة التقليدية — أن تستخدم يديك وخبرتك ورؤيتك لتخلق شيئًا حقيقيًا. هناك فقط تكمن الأصالة. يمكن أن يكون الذكاء الاصطناعي مفيدًا في بعض الجوانب التقنية، لكن ليس كبديل عن الإبداع الحقيقي في التصميم.

ما هي مشاريعك المستقبلية التي تتطلع إليها؟

تصاميم أكثر إبهارًا.