خاص لـ "هي": هكذا تصنع منسقة الأزياء السعودية شوق آل دوله بصمتها في عالم تنسيق الأزياء
                                  
                          
                      بدأ شغف منسقة الأزياء السعودية شوق آل دوله بعالم الأزياء من خلال مشاركتها لإطلالاتها اليومية على منصات التواصل الاجتماعي، وسرعان ما تحوّل هذا الشغف إلى مسار مهني متكامل، إذ بدأت بتقديم الاستشارات والتنسيق الشخصي للأهل والأصدقاء، ثم اتسعت الدائرة تدريجيًا لتشمل عملاء جدد بفضل نجاحاتها اللافتة.
تشغل شوق منصب مديرة التسويق والفعاليات في علامة 1886، وهي شخصية تجمع بين الفخامة والعفوية، وتؤمن أن التفاصيل الدقيقة هي ما يصنع الفرق في أي إطلالة. بحدسٍ فنيّ واضح وخيالٍ واسع، تتمكن من تصور النتيجة النهائية لأي تنسيق منذ مراحله الأولى، ما يمنحها وضوحًا في الرؤية وثقة في التنفيذ.
وفي لقاء خاص مع "هي"، تتحدث شوق عن تجربتها في عالم تنسيق الأزياء، وعن مشاركتها في أسبوع الموضة في الرياض 2025، حيث تكشف تفاصيل شغفها بالتفاصيل الدقيقة، وطريقتها في المزج بين هوية العلامة وأسلوب الشخصية التي تنسّق لها الإطلالة، لتقدّم رؤية تجمع بين الذوق، التوازن، والاحتراف.
بدايةً، حدّثينا عن تجربة تنسيق إطلالات المؤثرين الذين حضروا في أسبوع الأزياء في الرياض 2025؟
كانت تجربة تنسيق الإطلالات خلال أسبوع الموضة في الرياض 2025 من التجارب المميزة والمليئة بالتحديات الجميلة.
كانت إطلالة عذاري صالح محطة فارقة في مسيرتي، إذ تولّيت رسمها وتصميمها وتنفيذها خلال ستة أيام فقط. ورغم ضيق الوقت، كان التحدي في تقديم إطلالة أنيقة تليق بيوم الكوتور.
أما خلال يوم عرض 1886، فكان هدفي أن تعكس الإطلالات روح العرض بجرأة وأناقة مع الحفاظ على الراحة والتناسق. كانت تجربة مليئة بالحماس والتفاعل، خاصة أثناء جلسات تجربة الإطلالات مع المؤثرين واختبار التنسيقات المختلفة لضمان الانسجام بين الشعر والمكياج والملابس.
هذه التجربة علّمتني الكثير عن إدارة التفاصيل تحت الضغط، وعن أهمية التوازن بين هوية العلامة وراحة الشخص الذي يرتدي الإطلالة. والأهم أنها أكدت لي أن النجاح في هذا المجال لا يتحقق إلا حين يلتقي الشغف بالاحتراف.
ما المبدأ أو الفكرة التي انطلقتِ منها عند اختيار الإطلالات لكل مؤثرة؟
في عملية اختيار الإطلالات، أحرص دائمًا على تحقيق توازن دقيق بين هوية العلامة التجارية وشخصية المؤثرة نفسها. فلكل منهما حضور مختلف يجب أن ينعكس بوضوح في النتيجة النهائية.
على سبيل المثال، لارا العمري شاركت في اليوم نفسه في عرضين لعلامتين مختلفتين، لذلك حرصت أن تكون إطلالتها في 1886 مختلفة تمامًا وأكثر جرأة ومبالغة بما يتناسب مع روح العرض
في المقابل، كانت إطلالة سوسن القاضي أقرب إلى التعبير عن الهوية الجديدة لـ 1886، وجاءت متناغمة مع أسلوبها الدائم والراقي في الوقت ذاته.
أؤمن أن نجاح الإطلالة يكمن في هذا التوازن أن تعبّر عن الشخصية بصدق، وتُبرز العلامة بأسلوب يليق بها دون أن تطغى إحداهما على الأخرى.
نسّقتِ عدداً من الإطلالات اللافتة. كيف تعاملتِ مع اختلاف أساليبهن الشخصية أثناء التنسيق؟
عند تنسيق الإطلالات المختلفة، أحرص في المقام الأول على أسلوب المؤثرة وما يناسب شكل جسدها ووجهها، مع التركيز على إبراز جمالها الطبيعي. بعد ذلك، أقوم بدراسة قطع العلامة ودمجها بطريقة تجعل الإطلالة متوازنة وأنيقة لكلا الطرفين.
أعتمد على أسلوب الشخص نفسه بشكل أساسي، لأنه ما يميز المتابعين ويخلق صلة حقيقية بينهم وبين المؤثرة. وفي الوقت نفسه، إذا كان الحدث يتطلب تعديلًا كبيرًا في الأسلوب، أعمل على تعديل الإطلالة بما يتناسب مع متطلبات المناسبة دون المساس بهوية المؤثرة، لضمان أن تظل الإطلالة لائقة وفعّالة في الوقت ذاته.
ما العناصر التي تعتبرينها الأهم في نجاح الإطلالة؟
بالنسبة لي، العامل الأساسي لنجاح أي إطلالة يكمن في دراسة تفاصيل جسد الشخص، ومعرفة العيوب التي يجب التخفيف منها والمميزات التي يجب إبرازها. بعد ذلك، تأتي أهمية اختيار المجوهرات المناسبة، تليها دراسة القصات والأقمشة بعناية، مع الحرص على تناغم كل هذه العناصر معًا.
أثناء اتخاذ كل قرار، أضع في الحسبان أسلوب وشخصية الشخص، لأن الإطلالة الناجحة ليست مجرد مجموع قطع، بل تعبير متكامل يعكس الفرد ويبرز جماله بطريقة متناسقة وملهمة.

إلى أي مدى تلعب التفاصيل مثل الأقمشة، الإكسسوارات، أو طريقة التصوير دورًا في إظهار هوية التنسيق الذي عملتِ عليه؟
تلعب التفاصيل دورًا أساسيًا في إظهار هوية كل إطلالة والتنسيق الذي أعمل عليه. على سبيل المثال، في إطلالة عذاري صالح خلال يوم الكوتور، كانت المجوهرات عنصرًا أساسيًا ومكمّلًا للإطلالة، حيث ساعدت على إبراز الأنوثة والقوة في الوقت ذاته.
بالمقابل، في إطلالات اليوم الأخير التي كانت أكثر توجّهًا نحو streetwear أو ready-to-wear، اعتمدنا بشكل أكبر على الشعر والمكياج لإضفاء الطابع المطلوب.
أحرص دائمًا على تجهيز moodboard للتصوير قبل التنفيذ، لضمان انسجام كل التفاصيل معًا، الأقمشة، الإكسسوارات، والستايليست وبالتالي إبراز هوية الإطلالة بطريقة متكاملة وواضحة.
وماذا تعني لكِ هذه التجربة على المستوى المهني والشخصي؟
هذه التجربة وسّعت مداركي وعرّفتني على جانب جديد من شخصيتي، وهو قوة الإرادة والثقة بالنفس. لطالما كنت أضع نفسي في إطار الفتاة الحساسة التي يعبر عنها البكاء، لكن تحت ضغط أسبوع الموضة، وجدت نفسي أكرر عبارة واحدة: "لا وقت للبكاء"، وأنجزت كل المهام وسلّمت كل شيء في مواعيده.
ردود فعل الناس والتقدير الذي تلقيته جعل كل التعب يستحق، كما أن هذه التجربة فتحت لي أبوابًا جديدة في مجال التصميم وأكدت لي أن القدرة على إدارة الضغط وتحويله إلى إنجاز هي جزء أساسي من مسار النجاح المهني والشخصي.