خاص لـ "هي": تيارا ماريا وهبي تكشف كيف تعبّر عن نفسها من خلال الموسيقى والموضة
في مشهد الموسيقى العربية الصاعدة، تبرز الفنانة اللبنانية تيارا ماريا وهبي كصوت فني جديد يجمع بين الجرأة والعفوية، وبين الهوية الشرقية والروح العالمية.
نشأت تيارا في دبي وتعلّمت في مدرسة فرنسية، ما منحها خلفية متعددة الثقافات واللغات، لتصبح اليوم مغنية وكاتبة أغانٍ وملحنة تتحدث ثلاث لغات وتعبّر عن نفسها من خلالها بطريقتها الخاصة.
وفي مقابلة خاصة مع هي، تتحدث تيارا عن تفاصيل رحلتها في عالم الموسيقى وبداياتها التي شكّلت هويتها الفنية، وتشارك كيف تجمع في أسلوبها بين الموسيقى والموضة والتعبير بطريقتها الخاصة.
كيف بدأت علاقتك مع الموسيقى؟ وهل تتذكرين اللحظة التي أدركتِ فيها أن الغناء سيكون طريقك؟
كنت أغني منذ أن بدأت الكلام حرفيًا، فالغناء كان جزءًا منّي منذ طفولتي. مصدر إلهامي في بداياتي كانت الفنانة كريستينا أغيليرا، كنت أشاهد فيلمها مع شير Burlesque وأؤدي أغانيه في غرفتي.
تمتزج في أغنيتكِ كلمات بعدة لغات. لماذا كان من المهم بالنسبة لكِ أن تعبّري عن لغات وثقافات مختلفة في هذا العمل؟
الأمر يعكس هويتي اللبنانية بالكامل، فنحن نتحدث بمزيج من اللغات بطبيعتنا. أغني كما أشعر، وبأي لهجة تعبّر عني، وهذا ما يجعل الأغنية قريبة من الناس في مختلف الثقافات.
كما أن هذا التنوع في اللغة والأسلوب يفتح لي المجال للوصول إلى جمهور أوسع بروح فنية تجمع بين الشرق والحداثة.
المشاهد البصرية في أغنية “Weili” تحمل مزيجًا من الفخامة السينمائية والحنين العربي، ومع ذلك تبدو بطابع عالمي. كيف نجحتِ في تحقيق هذا التوازن في الإخراج الفني؟
كنت حريصة على أن يعكس الفيديو الموسيقي المشاعر والطاقة التي أردت إيصالها من الألوان والجرأة إلى اختيار الشخصيات وتفاصيل المشهد.
أردته أن يجمع بين الحس السينمائي والروح الشرقية التي أحبها، مع لمسة خفيفة من الطرافة. الأغنية تحكي عن فتاة تهرب من علاقة متذبذبة، وتنتقل بصريًا من أجواء واقعية إلى عالم خيالي يعكس حالتها الهادئة والانعزالية، لا الحزن.
أنتِ تبدين مرتاحة أمام الكاميرا سواء في الفيديوهات الموسيقية أو جلسات التصوير الخاصة بالموضة. كيف ترين العلاقة بين الموضة والموسيقى في أسلوبك الفني؟
الموضة بالنسبة لي ليست مجرد مظهر، بل جزء أساسي من فني. من خلالها أعبّر عن شخصيتي ومشاعر الأغنية، فهي تكمل الصورة البصرية إلى جانب الإخراج والتصوير.
أؤمن أن الموضة لغة فنية تعيش داخل الموسيقى وتمنحها روحها الخاصة.
عرفك كثيرون في البداية كوجه لافت في عالم الموضة ومواقع التواصل، كيف كانت تجربة الانتقال إلى عالم الموسيقى مع الحفاظ على هويتك وشخصيتك الأصيلة؟
هويتي كانت دائمًا صادقة وتعكسني كما أنا، لم أتّبع خطة مدروسة بل كنت أشارك ما أشعر به بعفوية. في البداية ركّزت على أداء الأغاني المعروفة، أما اليوم فأعبّر من خلال أعمالي الأصلية.
التحوّل لم يكن سهلًا، لكنه أتاح لي بناء جمهور يقدّر فني ويربط بين عالمي الموضة والموسيقى في توازن يجمع الجمال والمشاعر.
كامرأة عربية شابة تدخل المشهد الموسيقي العالمي، ما أبرز التحديات التي واجهتك، وكيف تتعاملين معها؟
ما زلت في بداية طريقي الفني وأتعلم كل يوم، لكنني أدركت أهمية أن أُحيط نفسي بأشخاص أرتاح معهم وأثق برؤيتهم الإبداعية.
تعلّمت أن أستمع للآراء دون أن أتخلى عن إحساسي وهويتي الفنية، في النهاية ما يهمني هو أن تكون موسيقاي صادقة وتشبهني، لا انعكاسًا لما يتوقعه الآخرون مني.
إلى أين ترين نفسك في المرحلة القادمة من رحلتك الفنية؟ وهل هناك تعاون أو مشروع تحلمين بتحقيقه؟
بكل تأكيد، أكثر ما يحمّسني الآن هو المشروع الذي أعمل عليه حاليًا. لا أستطيع الانتظار حتى أقدّمه وأراه يتحقق على أرض الواقع.
أشعر أن الناس سيتعرّفون إليّ أكثر من خلاله، وسيفهمون شخصيتي وجوانب صوتي المختلفة بشكل أعمق.
هذا المشروع بالنسبة لي خطوة مهمة، لأنه يُعبّر عني بالكامل، ويُظهر تطوري الفني بطريقة صادقة. لا أستطيع الانتظار لمشاركته مع الجمهور، وأتمنى أن يكون بداية لمرحلة جديدة أكثر قربًا وواقعية بيني وبين الناس.