
خاص بـ "هي": الأناقة العالمية الممزوجة بالهوية الشرقية.. رحلة المصممة فاطمة ابراهيم مؤسسة علامة VONAVO
ترتكز رؤية المصممة المتميزة فاطمة ابراهيم مؤسسة علامة VONAVO على المزيج الثقافي الفريد الذي يجمع بين الأناقة، والرؤية العالمية، والوعي بالهوية والتراث، فلقد درست تصميم الأزياء في تورونتو بكندا، واستلهمت أعمالها من جذورها الشرقية، وعملت بين ثقافات وأسواق مختلفة، فجاءت تصاميم علامتها لتعكس مزيج رحلتها الشخصية كمرآة للمرأة التي تتحرك بين الثقافات وبين التقاليد والابتكار بثقة هادئة.. في هذا الحوار، تكشف لنا مصممة الأزياء المصرية-الكندية فاطمة إبراهيم التي نشأت في مدينة الظهران بالمملكة العربية السعودية، عن تفاصيل رحلتها، وفلسفتها في عالم التصميم، ورؤيتها لمستقبل الموضة في السعودية.

حدثينا عن البدايات... متى بدأت علاقتكِ بالموضة؟ وكيف تشكّل شغفكِ بالتصميم؟
نشأت في الظهران، وكنت دائمًا مأخوذة بملمس الأقمشة وحركتها، وبالفن الكامن وراء كل التفاصيل، لطالما جذبني كيف تعبر النساء عن أنفسهن من خلال ما يرتدينه، وكيف يمكن للملابس أن تنطق دون كلمات.. لتعكس الهوية والمزاج والانتماء.
لم يظهر شغفي بالموضة فجأة، بل تطوّر بصمت، وبمرور الوقت.. بدأت بتصميم ملابسي الخاصة للمناسبات والتجمعات، وسرعان ما أدركت أن هذا لم يكن مجرد هواية، بل شغف حقيقي ورسالة.. هذا الإدراك قادني إلى دراسة تصميم الأزياء في تورونتو، حيث تعلمت كيف أدمج بين الإبداع والدقة التقنية وسرد القصص.. رحلتي في التصميم هي حوار بين ثلاثة عوالم، مزيج يمنح كل قطعة طابعًا شخصيًا يتحدث بلغة عالمية.
درستِ تصميم الأزياء في تورونتو.. كيف أثّرت هذه التجربة على رؤيتكِ الإبداعية؟

كانت الدراسة في تورونتو نقطة تحول في حياتي كمصممة، فتنوع المدينة الهائل علّمني أن الموضة لا تقتصر على المظهر فقط، بل تحمل معاني أعمق.. إنها لغة بصرية تعبّر عن الهوية والثقافة والمشاعر.. في كندا، تعلمت أن أفكر كمصممة، شاركت بعمق في كل جزء من العملية الإبداعية: من تطوير الفكرة، واختيار الأقمشة، وتصميم القطع، والانتباه للتفاصيل، إلى تجربة المستخدم.
استلهمت أعمالي من تراثي، وحظيت باهتمام من قِبل مشهد الموضة في تورونتو، حيث ظهرت في صحف رئيسية مثل Toronto Star وToronto Sun، ومجلة Elle Hong Kong، خاصة بعد مشاركتي في حدث Fashion Cares، أحد أبرز الفعاليات في المدينة.
من خلال هذه التجربة، أدركت أن الموضة هي حوار بين القطعة ومن ترتديها، ووجدت قوتي في دمج الهوية الشرقية والانفتاح المعاصر للغرب.. باختصار، منحتني تورونتو أدوات التفكير، لكن هويتي الشرقية منحتني ما أفكر به.
عملتِ بين ثقافات وأسواق مختلفة، من أوروبا إلى آسيا.. كيف أثرت هذه التجارب على فلسفتكِ في التصميم؟
العمل في دول مختلفة كان مصدر إلهام إبداعي وتحوّل مهني عميق، لقد دفعني إلى تطوير أفكاري وتنفيذها بدقة أكبر.. فلكل سوق إيقاعه الخاص؛ من جداول الإنتاج، إلى المواد، إلى طرق التواصل.. وتعلمت من خلال ذلك كيف أكون مرنة، دقيقة، ومبدعة تحت الضغط.

كما ساعدتني هذه التجربة على توسيع شبكة مواردي عالميًا، سواء في اكتشاف الحِرف الأوروبية، أو الأقمشة المبتكرة في أوروبا وآسيا، أو المواد المستدامة في أمريكا الشمالية، أصبحت أختار الخامات بوعي أكبر، مما جعل عملي أكثر تركيزًا وتفرّدًا.
حدثينا عن ولادة علامة VONAVO، وما الذي يميزها؟
ولدت علامة VONAVO من رغبة في تقديم ما هو أعمق من الموضة في إنشاء لغة بصرية تخاطب المرأة العصرية التي تبحث عن المعنى، لا مجرد المظهر.. تعكس العلامة مزيج رحلتي الشخصية: مرآة للمرأة التي تتحرك بين الثقافات وبين التقاليد والابتكار بثقة هادئة.. في جوهرها، تمثلVONAVO الحداثة، والخلود، والأناقة الراقية والبسيطة.
ما يميزنا هو التزامنا بتصميم قطع تدوم Timeless Beauty في معناها وجمالها، لا نلاحق الصيحات، بل نصنع مجموعات متجذّرة في القصة، والجودة، والهوية.
كل قطعة تُصمم لتكون:
- أنثوية دون مبالغة.
- قوية دون صخب.

- عصرية دون أن تفقد جذورها الشرقية.
نصمم للمرأة التي يُشعر بحضورها قبل أن تتكلم من خلال الشكل، والملمس، والحركة، حيث تبدأ كل مجموعة في VONAVOبسؤال واحد: ""ماذا تريد المرأة أن تقول، دون أن تنطق بكلمة؟" وتصاميمنا هي الجواب.
ما الذي يُلهم عمليتكِ الإبداعية؟
VONAVO مستوحاة من العصرية والأناقة، والأنوثة، أي عنصر يجمع بين هذه الأعمدة الثلاثة يمكن أن يكون إلهام لمجموعة جديدة سواء كان أقمشة، أو إكسسوار، أو انعكاس الضوء على الخامات، أو الدمج بين خامات مختلفة.
حدثينا عن مجموعة PRE-SS26 Evening.
المجموعة هي رحلة عبر الأناقة، والدراما، والأنوثة المعاصرة، استُلهمت من غموض السماء الليلية، حيث يجمع كل تصميم بين البنية الجريئة والحركة الانسيابية، وبين التفاصيل المتألقة والرقي الخالد.
تضم المجموعة أقمشة مميزة من الكريب والمخمل والشيفون، إلى الدانتيل، والساتان، والتول المطرز اللامع، لتمنح عمقًا وتباينًا بصريًا، والزهور الفضية، والبروشات المزيّنة باللؤلؤ كلها عناصر تضيف طابعًا جريئًا ومميزًا.

المجموعة هي كوكبة من الأساليب تحتفل بالثقة، والقوة، والبريق الجريء، ولقد تم تنفيذها باستخدام أقمشة معتمدة من GRS، مما يجسّد الحرفية الراقية والالتزام بالفخامة المستدامة.
يشهد قطاع الموضة في السعودية تطورا ونموا متسارعا.. كيف ترين هذا التحول؟
مشهد الموضة في المملكة العربية السعودية يشهد تطورًا استثنائيًا نابض، ملهِم، وتمكيني.. ما بدأ كحركة هادئة، أصبح موجة إبداعية جريئة مدفوعة برؤية 2030 والالتزام الوطني بدعم الثقافة والتصميم.
أحد أبرز مظاهر هذا التحول هو الحرية الجديدة الممنوحة للمصممين في التعبير، هناك شعور ملموس بالدعم والتشجيع للحلم بشكل أكبر، والمجازفة، وتحديد الذوق الشخصي دون قيود، المصممون اليوم يمزجون بين الحِرف السعودية التقليدية والتصاميم المعاصرة، وبين المواد المبتكرة والتأثيرات العالمية ليبتكروا لغة تصميم جديدة محلية في جوهرها، وعالمية في صداها.
ومع فعاليات مثل أسبوع الموضة في الرياض، والبنية التحتية المتنامية من دعم ومؤسسات تعليمية وإنتاجية، تتجه السعودية سريعًا لتصبح عاصمة إقليمية وعالمية ناشئة في مجال الموضة، كما أن هناك وعيًا متزايدًا بالاستدامة، وسرد القصص، والابتكار الرقمي ما يثبت أن هذه الحركة ليست مجرد توجه جمالي، بل ثورة ذات معنى، ورسالة، ورؤية.

كمصممة، أعتبر نفسي محظوظة بالمشاركة في هذا التحول.. فهو لا يشكل ثورة في الموضة فقط، بل نهضة ثقافية حقيقية.. فلقد كنت لسنوات قائدة لفريق مشتريات الأزياء في هارفي نيكلز الرياض، وشهدت بنفسي وشاركت في هذا التطور عن قرب، من خلال العمل مع المصممات السعوديات والعلامات العالمية.
وأخيرًا.. ما هي رسالتك لمصممي ومصممات الأزياء السعوديين الشباب؟
رسالتي لكل مصمم ومصممة سعودية شابة، بسيطة: "مكانك في هذه الصناعة تُحققه بصوتك بما لا يستطيع أحد أن يقدمه سواك".
أنتم تنتمون إلى جيل يملك ما لم يكن متاحًا لِمن سبقكم: التعليم، المنصات، الدعم المجتمعي، والأهم حرية التعبير عن الذات.. وتذكروا مايلي:
- لا تطاردوا الصيحات بل اصنعوا رؤيتكم الخاصة.
- لا تخافوا الفشل فهو جزء من الطريق.
- تعلموا من كل تجربة حتى تلك التي تمر بهدوء.
- كونوا جريئين، ولكن أوفياء لذاتكم.
- وادعموا غيركم، لأن النجاح أجمل عندما يُشارك.
اليوم.. لم تعد الموضة في السعودية مجرد صناعة، بل أصبحت منصة للتعبير، ومرآة للهوية، وانعكاسًا لثقافة في حالة حراك وتطور.. أنتم الجيل الذي سيشكّل ملامح هذه المرحلة، ويعيد تعريف الأناقة السعودية برؤية جديدة وجريئة.