داخل الاستوديوهات الخفيّة لصنّاع المستقبل في الموضة السعودية

قبل أن يعرفهم العالم... داخل الاستوديوهات الخفيّة لصنّاع المستقبل في الموضة السعودية

نورا البشر
26 سبتمبر 2025

إعداد: Nora AlBesher

في عدد سبتمبر من "هيَ"، حيث نعيد قراءة الحاضر ونتأمل إرثه العميق، نختار هذه المرة أن نزيح الستار عن مشهد لم يره أحد بعد: ملامح المستقبل.

مستقبل تخطّه أيادٍ شابة، عيونها ما زالت تتلألأ دهشة، وأفكارها تنبض بحلم أكبر من القوالب، وأبعد من السوق، وأعمق من الأضواء.

قبل أن تصدح الأسماء في مدارج الموضة العالمية، قبل أن تُفتح الأبواب أمام عدسات المصورين وضجيج المنصات، هناك عوالم هادئة تنبض في زوايا الاستوديوهات الأكاديمية. هناك، حيث تتحوّل الرسومات الأولى إلى هُويات، والمود بورد إلى رؤى، والبدايات إلى لغات تصميمية قادمة، تُصاغ ملامح صناعة أزياء سعودية جديدة؛ صادقة، وجريئة، وخالية من أي ضجيج سوى صوت الحلم نفسه.

داخل الاستوديوهات الخفيّة لصنّاع المستقبل في الموضة السعودية

نكـــــــتـب هنا عن جيــــــلٍ يتـــشـــــكّل، عــــن مصــمـمــــين يختبرون أدواتهم الأولى، ويعيدون تعريف حدود الخيال. نكتب عن لحظة نادرة، لحظة ما قبل الانكشاف: قبل أن تصبح هذه الأسماء علامات تجــــاريــــة، قبل أن تحــــمل أزيــــــاؤهم أوزان العـــــروض والطلب، قبل أن تنحني أحلامهم لضغط السوق وسرعة الإيقاع.

وفي قلب هذه الرحلة الأكاديمية يقف دور لا يمكن إغفاله، إنه دور المعلمة ريناد الصقر، التي فتحت

أمام هؤلاء المصممين الشباب آفاقا أوسع، وأزالت الحدود الإبداعية التي كبّلتهم، لتدفعهم إلى بحث أعمق، وتخيل أكثر، والجرأة على التعبير بلا خوف. حضورها في هذه الاستوديوهات لم يكن تعليما تقليديا بقدر ما كان حوارا مفتوحا مع أفكارهم، أشعل فيهم شرارة الاكتشاف، وزرع فيهم يقينا بأن صوتهم التصميمي يستحق أن يُسمع لتصبح ريناد واحدة من أبرز الأصوات التي تلهم جيلا كاملا من المصممات السعوديات. تقول عن مسيرتها:

"أنا ريناد أحمد الصقر، مصممة أنظمة أزياء. أقف عند نقطة التقاء الأكاديمية مع قطاع الأزياء المحلي السعودي. أصف مساري بأنه purpose-driven، إذ أؤمن بأن قطاع تعليم الأزياء في السعودية بحاجة إلى نهج يمزج بين التعليم والقطاع المحلي. بدأت مسيرتي من الجانب الأكاديمي محاضِرة في قسم تصميم الأزياء والنسيج بجامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن، وأسعى من خلال هذا الدور إلى تمكين الجيل القادم (Gen Z) من صقل هُوياتهن، والاعتراف بقيمهن الكامنة، وخلق فرص لأنفسهن في قطاع يعيش نهضته الثانية. على الجانب الآخر، انخرطت في مشاريع عملية مع علامات تجارية سعودية، أقدّم لها استشارات تُسهم في تعزيز اتصالها بالمجتمعات المحلية، وتطوير منتجاتها، وترسيخ حضورها الرقمي. بالنسبة إلي، التصميم ليس مجرد إنتاج أزياء، بل هو رحلة وعي للمصمم والمجتمع معا، يمكّن جيلا من المصممات السعوديات من التعبير عن هُويتهن محليا وعالميا".

لم يكن دورها محصورا في القاعات الدراسية، بل اتخذ شكل حوار مفتوح مع الطالبات، تُصاغ فيه الثقة، وتُزرع فيه الجرأة. تقول: "لا أؤمن بوجود صواب مطلق أو خطأ مطلق في عملية التعليم أو التفكير؛ ما دمتِ قادرة على الدفاع عن فكرتك بإقناع وتنفيذها بمهارة، فهي تستحق أن تُمنح فرصة".

ومع تراكم التجربة، رصدت تحولات ملموسة في نتاج الطالبات: "كلما تقدمن في سنوات الدراسة، واتسعت مساحة الحرية، انعكس ذلك مباشرة على قوة التعبير والجرأة في اتخاذ القرارات وصياغة الأفكار".

أما عن المستقبل، فتراه مشهدا استثنائيا قيد التشكل: "قطاع الأزياء السعودي يعيش مرحلة بناء فريدة، مختلفة حتى عن السياق العالمي. وهذا يمنح المصممات الشابات فرصة نادرة لكتابة مستقبل الأزياء بأنفسهن. جيل Z السعودي عقلاني ومبدع وواعٍ، يعيش الحاضر بقوة، ولا ينتظر المستقبل ليبدأ. نصيحتي لهن بأن يثقن بأنفسهن، ويدافعن عن صوتهن الخاص، وأن يدركن أن تصميم الأزياء ليس مهنة فحسب، بل هو أسلوب حياة يتيح لهن إعادة صياغة الهُوية السعودية ضمن سياق عالمي".

في هذه الصفحات، نُلقي نظرة سريعة نحو المستقبل، نحو ملامح صناعة أزياء سعودية تتحوّل من فكرة إلى تيار، ومن حلم إلى حتمية. نستمع إلى أصواتهم النقية، نقرأ في مسوداتهم الأولى، ونتأمل في إبداعاتهم الخام التي لا تزال تتحرك بحرية، محكومة فقط بالشغف والبحث عن الجمال.

إنه مقال استثنائي، وعد بمستقبل نراه يتشكل الآن.. بخطوط خجولة اليوم، وواثقة غدا.

جود الحربي

بين السكون والتراث

في مساحة هادئة بين الحلم والعمل، تصوغ جود الحربي لغتها الخاصة في عالم التصميم. ترى في الأزياء أداة للتعبير العميق عن الأفكار والثقافة، حيث تتحول كل قطعة إلى مساحة تأمل تحمل تفاصيل أنثوية بروح عصرية. تقول: "أستخدم الأزياء لغة فنية أترجم من خلالها الأفكار والثقافة إلى تصاميم معاصرة".

رحلة جود الإبداعية تنبض بشغف دمج الأصالة مع الحداثة، لتكشف عن جمال الأنوثة في رؤية معاصرة تتجاوز الشكل إلى المعنى. جماليّتها متجذّرة في التراث والطبيعة، لكنها تنطلق إلى الأمام برؤية مستقبلية ملهمة، وهي تصف مفرداتها بثقة: "جذور حيّة، وابتكار، وطبيعة، وهُوية مستقبلية".

جود الحربي
جود الحربي

في حديثها عن المشهد السعودي اليوم، تعبّر جود عن إحساس عميق بالانتماء والفخر، مؤكدة أن الصناعة تحمل طاقة إبداعية متجددة، لكنها تحتاج إلى توسّع يليق بحجم الطموح: "أتمنى تطوير مخرجات تصميم الأزياء، وتعزيز المصانع المحلية، وانفتاح الفكر لمواكبة تطورات الموضة العالمية".

ومع رغبتها في أن تكون خطواتها الأولى في تنسيق الأزياء، تنظر إلى الأفق الأوسع. حلمها واضح: إطلاق علامة تعكس الهُوية السعودية بجرأة ووضوح، لتتحول تصاميمها إلى لغة بصرية معاصرة تحمل روح المملكة إلى العالم، وتترك أثرا لا يُمحى في ذاكرة الموضة.

جود الحربي

تقول جود: "تصاميمي تنبع من الانتماء إلى الثقافة والفخر بها. ورغبتي في التعبير عنها بأسلوب مبتكر يعكس هُوية مميزة".

سمية الحلواني

جرأة البحر وهدوء التراث

من جدة، حيث يلتقي البحر بروحه المتقلّبة مع تراث المدينة العريق، تنسج سمية الحلواني لغتها الإبداعية. تصف نفسها بأنها مصممة ترى العالم بعين تشكيلية، تترجم الحياة إلى صياغات بصرية ترفض المألوف وتحتفي بالمختلف: "أعيش شغفي في ربط الفن بالأزياء، وأقدم نفسي مصممة تنظر للعالم بعيون تشكيلية، تبحث دائما عن المختلف".

 سمية الحلواني
سمية الحلواني

تصاميمها تعكس ازدواجية تحملها معها في كل فكرة، حدّة ونعومة، تراث وحداثة، صخب وهدوء. تستوحي من حركة البحر رمزية لقوة الطبيعة وسكونها الداخلي، وتعيد صياغة ثقافة جدة في تفاصيل جريئة ومعاصرة تمزج الفن بالحياة اليومية. كلماتها المفتاحية تعكس وضوح رؤيتها: جرأة، تأمل، جدة الحديثة، دمج الفن مع الأزياء، ألوان تعبر عن الحياة.

تنظر سمية إلى صناعة الأزياء السعودية بوصفها مشهدا متحوّلا مليئا بالإمكانات، يزداد نضجا بدعم الفنون والتجريب، لكنها تطمح إلى مزيد من التوطين للابتكار الفني وربط الأصوات المحلية بمنصات عالمية. طموحها يتجاوز حدود التصميم، إلى أن تكون صوتا سعوديا يحتفي بالتجريب والجرأة، وأن تبني علامة تحمل جدة إلى العالم، كمنارة تفتح باب الحوار بين الفن والموضة بلغة معاصرة.

 سمية الحلواني

 سمية الحلواني

تقول سمية: "التصميم بالنسبة إلي هو طريقة لرسم الحياة ذاتها على القماش. أركّز على حركة البحر كإلهام رئيس، وأطمح إلى تقديم ثقافة جدة بشكل عصري بعيدا عن التراث التقليدي، مع دمج الفن في الحياة اليومية، وابتكار صياغات غريبة وجريئة تعكس شخصيتي وتفردي كمصممة. الجوهر عندي هو خلق أبعاد تشع بالابتكار، وتدفع المشاهد لتفكير جديد".

شهد العمري

بين الفوضى والجمال

بالنسبة إلى شهد العمري، التصميم ليس ملبسا، بل اعتراف صريح بالجوهر الإنساني. منذ طفولتها، كانت تبحث عن لغة صامتة تعرّفها للعالم، ووجدت في الأزياء مساحة للبوح والتمرد في آنٍ واحد. تقول بثقة: "كل تصميم هو صوت صامت يروي للآخرين: هذا أنا".

شهد العمري
شهد العمري

مشاعرها هي المحرك الأول لكل قطعة، عواطف صاخبة تتحول إلى أعمال فنية جريئة وصادقة، تجمع بين العاطفة الخام والخيال الحر. تستلهم من السريالية لتفتح بابا نحو عوالم تتجاوز الجسد والشـــكــــل النـــمــطــــي والـــصـــور الظـــلــيـــة، وتتـــحـــدى الخامات التقليدية لتبتكر أصواتا جديدة للأقمشة. تـصـــف هُـــــويــتــــها بكلمات قليلة لكنها حادة: Bold unapologetic, poetic, authentic.

تؤمن شهد بأن التمرد هو قلب إبداعها، أن تكسر المثالية، وتعيد تعريف الجمال وفق رؤيتها الخاصة. بالنسبة إليها، القطعة ليست تزيينا، بل هي كيان نابض بالحياة يترك أثرا عاطفيا وفكريا.

شهد العمري

شهد العمري

تنظر بفخر إلى المشهد السعودي الحالي، وترى فيه تحولا تاريخيا جعل المصمم السعودي حاضرا بقوة على الساحة العالمية. ومع ذلك، تحلم بمستقبل أكثر جرأة في التجريب الفني، حيث يُنظر إلى الأزياء كمساحة إبداعية قبل أن تكون مجرد صناعة تجارية. حلمها الأوسع هو تأسيس دار أزياء تتحول إلى دار للفن والقصص، حيث يشعر كل من يقتني قطعة أنه ليس متلقيا عاديا، بل هو جزء من الحكاية نفسها.

تقول شهد: "أحلم بتأسيس دار أزياء تكون أكثر من مجرد علامة تجارية، أريدها أن تكون بيتا للفن والتجارب والقصص. مكانا تعامل فيه القطع كلوحات نابضة بالحياة، تُصنع بشغف وتُروى بروح. أطمح إلى أن أوصل إحساسا لكل شخص يقتنيها أنه ليس مُجرد متلقٍّ، بل هو جزء من الحكاية، شخص مميز، جميل، وله مساحة ينتمي إليها".

سلطانة العبودي

جسرٌ بين الأصالة والابتكار

من قاعات جامعة الأميرة نورة إلى أحلام تتجاوز حدود المملكة، تسير سلطانة العبودي برؤية جذابة، وهي أن تكون جزءا من الحراك السعودي الجديد الذي يعيد رسم ملامح الأزياء. ترى في التصميم مرآة تعكس الهُوية، وحلم طفولة يكبر معها، ليجد في الأقمشة وسيلة لتقديم جمال السعودية إلى العالم بلغة عصرية تحفظ روح التراث وتفتح آفاق المستقبل.

سلطانة العبودي
سلطانة العبودي

تصاميمها تتنفس اتزانا نادرا بين الثبات والتجدد، بين احترام الجذور والسعي إلى صياغة المستقبل. تقول: "أبني جسرا بين الماضي والحديث، لأروي قصة فريدة تجمع بين الأصالة والابتكار". اهتمامها بالتفاصيل ليس مجرد تقنية، بل هو موقف جمالي يسعى إلى ابتكار قطع تحمل بصمتها الخاصة، وتجمع بين الأناقة والابتكار في كل خيط.

تنظر سلطانة إلى صناعة الأزياء في السعودية اليوم بعيون مليئة بالفخر، وتصفها بأنها في مرحلة ازدهار حقيقية، لكنها تطمح إلى مزيد من الدعم للمواهب الشابة وفتح آفاق أوسع للتجريب والإبداع. حلمها النهائي أن تبني علامة تجارية سعودية رائدة تحمل صوتا واضحا لهُوية بلدها، وتكون جزءا من حركة فنية واجتماعية تفتح أبوابا جديدة أمام المرأة السعودية في عالم التصميم.

سلطانة العبودي

سلطانة العبودي

تقول سُلطانة: "أطمح إلى أن أكون علامة بارزة في صناعة الأزياء السعودية، وإنشاء علامة تجارية سعودية رائدة وأصدر صوتا يعبر عن هُوية وثقافة بلدي، وأن أكون جزءا من حركة فنية واجتماعية تسهم في تطوير المشهد وتعزيز مكانة المرأة السعودية من خلال التصميم".

فــــرح الثنــيــــان

إرث يعانق المستقبل

من شـغــــف بالتـــــراث الســعــــودي إلى طــــمـــوح يتـــخـــطـــى الحــدود، تــمــضـــــي فــــرح الثنــيــــان برؤية واضــــحة وهي أن تصنع لغة أزيـــــاء جديدة تعكس هُويتها وتروي حكاية بلدها للعالم. ترى في التصميم مساحة حرة تلتقي فيها الأصالة بروح معاصرة، لتولد قطع تحمل طابعا خاصا، وتغدو امتدادا لهُويتها الشخصية وإبداعها الهادف.

 فــــرح الثنــيــــان
فــــرح الثنــيــــان

تصاميمها تنبض بفلسفة واضحة، وتصميم قوي يقوم على فكرة مدروسة، ويحمل إحساسا ورسالة تتفاعل مع الجمهور. جماليّتها تنطلق من فهم عميق للهُوية، سواء كانت شخصية أو ثقافية، لتعيد صياغة عناصرها بأسلوب متوازن يجمع الرمزية والوضوح، ويرسم ملامح جديدة للأصالة بروح ابتكارية تستشرف المستقبل.

ترى في التناقض مصدر قوة، ثنائية تمنح أعمالها عمقا يتجاوز المظهر إلى المعنى، لتجعل من كل تصميم انعكاسا للحظة خاصة وقيمة حقيقية تكشفها التفاصيل.

 فــــرح الثنــيــــان

 فــــرح الثنــيــــان

تنظر فرح إلى مشهد الأزياء السعودي اليوم بفخر، وتراه في مرحلة تحوّل تاريخية يشهد فيها دعما غير مسبوق يفتح آفاقا واسعة أمام المواهب الشابة لصياغة لغة أزياء سعودية متفرّدة تروي حكايتنا للعالم بروح عصرية.

تقول فرح: "أطمح لأن أكون اسما فريدا في عالم الأزياء، يعكس كل تصميم منه قصتي وهُويتي الإبداعية ويترك أثرا ملموسا في المشهد الفني".

فاطمة التويجري

حين يتحوّل التراث إلى لغة للمستقبل

من قاعات جامعة الأميرة نورة إلى آفاق تمتد نحو المسارح والمتاحف العالمية، تمضي فاطمة التويجري برؤية ترى أن التصميم ليس مجرّد أزياء، بل هو جسر يربط الهُوية السعودية بروح العصر، ويحوّل الموروث إلى لغة معاصرة تنبض بالحياة.

فاطمة التويجري
فاطمة التويجري

تنطلق تصاميمها من إحساس عميق بالمسؤولية تجاه التراث، وتتشكل من شغف بالعلم والثقافات، ورغبة في تحويل الأفكار الإبداعية إلى أعمال تحمل بصمة وهُوية واضحة. هي تؤمن بأن التناقض مصدر إلهام، فتتحرك أعمالها بين الأصالة والحداثة لتبتكر قطعا متفرّدة تحمل رسائل ومعاني تتجاوز حدود الشكل.

تنظر فاطمة إلى المشهد السعودي اليوم كمرحلة مزدهرة يقودها جيل شاب يعيد صياغة الهُوية المحلية برؤية واثقة، مدعوما بمؤسسات فتحت الطريق أمام مواهب مثلها لتسهم في دفع الصناعة نحو العالمية.

فاطمة التويجري

وتقول فاطمة: "الحلم الذي يدفعني للاستمرار هو أن أكون في قلب الميدان، أتعلم وأتطور بثقة كل يوم. على الصعيد الإبداعي، أرغب في أن أبتكر أعمالا تحمل قصصا وهُوية سعودية أصيلة بروح عصرية، تُعرض كحكايات حيّة على المسرح وتُخلّد في المتاحف. أما مهنيا، فطموحي يتجاوز حدود التصميم ليمتد إلى إدارة العروض والتنسيق، لأصنع توازنا يجمع بين الإبداع الفني والتنظيم الاستثنائي، وأسهم في دفع صناعة الأزياء السعودية نحو العالمية".

شيهانة القحطاني

حكاية تنبض بالتميّز

من الأقمشة التي تتحوّل إلى لوحات تعبّر عن مشاعرها وثقافتها، إلى تصاميم تحمل هُوية لا تخطئها العين، تسير شيهانة القحطاني برؤية واعية ترى في الأزياء مساحة لإحياء الحكاية السعودية بلغة عصرية نابضة بالإبداع.

شيهانة القحطاني
شيهانة القحطاني

تصاميمها توازن بين الأصالة والابتكار، وتنبض بتفاصيل دقيقة تمنحها حضورا فريدا. بالنسبة لها، كل قطعة قصة بحد ذاتها، تحمل مشاعر عميقة وتجعل المشاهد يعيش التجربة ولا يكتفي برؤيتها فقط، بل يلمس روح الحكاية من خلال الأقمشة والخطوط والألوان.

تنطلق أعمالها من توتر إبداعي بين القصة والتميّز، أحيانا يسطع التفرد ليغطي على الحكاية، وأحيانا تنـــغـــمــــس القـــصـــة في التــفــاصيــــل حتى تكاد تخفي تـــفــردهـــــا، لتبقى في سعي دائم نــحــــو التوازن الذي يمنح تصاميمها جوهرها العميق.

ترى شــيـــهــانـــة المشـــهـــــد الســـــعودي اليــــــوم لــــوحة ديناميكية، يلتقي فيها التراث بالمعاصرة، وتُفتح فيها مساحات واسعة أمام المواهب. لكنها تدرك أن الطريق نحو العالمية يحتاج إلى تمكين أعمق للإنــتـــاج المحــــــلي ودعم مستدام يحفظ القصة السعودية وسط زحام التنافس والحداثة.

شيهانة القحطاني

شيهانة القحطاني

تقول شيهانة: "لا أطمح إلى ن أكون مجرد علامة أزياء، بل أطمح إلى بناء استوديو فني سعودي يتوارد عالميا يجمع بين التصوير السينمائي وتصميم الأزياء للألعاب الإلكــتـــرونـــيــة، والسيــنــمـــا، والــمــســـرح، والسجـــــادة الحمراء، مع حضور خاص للأزياء السعودية الـــــتي أُعيد تقديمها بروح مبتكرة. هدفي أن يصبح هذا الاستوديو مرجعا عالميا، بحيث كلما ورد ذكر السعودية في سياق الفن والأزياء والسينما، يتبادر اسمي وفني إلى الأذهان بوصفه أيقونة إبداعية ومركزا جامعا للهُويات الفنية".

لــــمــــــار ســمــــرقــــنــــــدي

بين أثر يُحفَظ وعوالم تعاد صياغتها

تتحرك لــــمــــــار ســمــــرقــــنــــــدي في فــــضــــــاءات متـــعــــددة، مصمـــمــــة أزيـــــاء متعددة التخصصات تعمل على تقــــــاطع التصميم مــــع الرسم، وتصميم الأزياء المسرحيــــة، والإخراج الفني، وتصميم الشخصيات. تركّز في أعمالها على صياغة قطع قائمة على المفهوم، تمزج بين الحس السينمائي والمسرحي، وتحوّل الأزياء إلى حكايات تُروى.

 لـمار ســمرقـندي
 لـمار ســمرقـندي

رحلتها الإبداعية لا تزال في طور الاكتشاف؛ ترى أن البحث عن الذات هو الدافع الحقيقي لاستمرارها في الإبداع. تـــقـــول إن ما يـــجــذبـــهــــا هـــو الــمساحــــــات الانتـــقــــــاليــــــة، اللحــــظــــات الفـــاصــلــــة بين الحضـــــور والغــــياب، بين الصـــمت والإمــــــكان، حيــــث تـــتـــولــد الأفكار والقـــصـــص والأشـــــــكال التي لم توجد بــــعد، لكنها تحمل إمكانية الوجود.

أسـلـوبـــهـــا الفـــني مفــاهيــمــــي وسردي وخيالي، مرن ومتعدد الطبقات. تفاصيل مرسومة يدويا، لمسات تعبيرية، وجرأة في الجمع بين الخامات التقليدية والابتكارات الرقمية تمنح أعمالها بعدا بصريا مميزا. وتقول إن لعبة LittleBigPlanet كانت أحد أكبر مصادر الإلهام التي شكّلت نظرتها للفن، حيث وجدت في دمج الملموس بالرقمي لغة تعبيرية تعكس تنوع أسلوبها الذي يتغير من مشروع إلى آخر.

جوهر أعمالها يقوم على شد وجذب دائم بين الحفظ وإعادة الاكتشاف، بين احترام الفكرة الأصلية ومحاولة إعادة صياغتها إلى شيء جديد قد يبدو أحيانا بعيدا عن ملامحه الأولى، لكنها ترى أن الهدوء الكامن في الأفكار البسيطة يجب أن يبقى حاضرا في النتيجة النهائية.

تنظر لمار إلى صناعة الأزياء السعودية اليوم بوصفها مشهدا سريع التحول، مدفوعا بالطموح والرغبة في إثبات الحضور عالميا. تلهمها عبقرية المصممين السعوديين، لكنها تؤمن أن الطريق نحو النضج يتطلب التزاما أعمق بالأصالة والاستدامة، وبناء صناعة تخدم المجتمعات الإبداعية، وتعبّر عنها بعيدا عن الاستهلاك المفرط و"الميكرو ترندز".

 لـمار ســمرقـندي

 لـمار ســمرقـندي

تقول لمار: "هدفي أن أبتكر أعمالا تلامس المشاعر، وتثير حوارات عميقة وهادفة. أما حلمي الأكبر، فهو أن أقود دار تصميم أو استوديو متعدد التخصصات يترك أثرا ثقافيا عميقا، ويُلهم المصممين المستقبليين لتوسيع حدود الإبداع، واعتناق إرثهم، وإعادة تخيّل ما يمكن أن تكون عليه الموضة".

يمنى الـصالــــح

الأزياء نحو أفق مستدام

بخطى واثقة ورؤية واعية، تمضي يمنى الـصالــــح في رحـــلــتــهــــا الإبــداعــيـــة كمصـــمــمـــة أزيــــاء ونسيـــــج تــحــمـــل شغـــــف البحـــث والابتكار، مع التزام عميق بالتصميم المستدام. تخرجت في جامعة الأميرة نورة عام 2025، لتبدأ مسيرتها وهي تحمل إيمانا بأن الإبداع ليس فقط في الأشكال، بل في كيفية توظيف الموارد المتاحة، وتحويلها إلى قطع تحمل معنى وتأثيرا.

 يمنى الـصالــــح
يمنى الـصالــــح

جوهر رؤيتها الإبداعية يتجذر في الابتكار والسعي نحو استدامة حقيقية؛ حيث ترى أن للأزياء دورا يتجاوز الموضة العابرة، إلى وعي ومسؤولية تجاه البيئة والمجتمع. مشروع تخرجها كان انعكاسا لهذه الفلسفة، إذ عملت على إعادة تدوير فائض الملابس ليصبح نقطة انطلاق لأعمال تحمل رسالة وهدفا.

أسلوبها الفني يقوم على البحث والدراسة الدقيقة للتقنيات والمواد قبل التنفيذ، فيما يأتي الإلهام غالبا من مشاعرها أثناء العمل أو من الشعر، بطريقة غير مباشرة تمنح تصاميمها روحا عاطفية وعمقا بصريا.

تنظر يمنى إلى مشهد الأزياء السعودي اليوم بفخر كبير، وتراه في مرحلة نهوض ملهمة تعكس طموح بلد بأكمله. ترى في هذا التحول دافعا للاستمرار والعمل نحو بناء صناعة أزياء محلية واعية وعالمية في طموحها، وتؤمن بأن العقبات الحالية ما هي إلا خطوات في طريق النمو.

 يمنى الـصالــــح

 يمنى الـصالــــح

تقول يمنى: "أؤمن وأطمح إلى أن أعمل على أبحاث في مجال استدامة الأزياء واكتشاف تقنيات جديدة. أؤمن بأن للمصمم دورا يتجاوز الجماليات ليصل إلى التأثير المجتمعي والبيئي، وأسعى لأن أكون جزءا فعالا من رؤية السعودية في بناء صناعة أزياء محلية رائدة وواعية وعالمية في طموحها".

 

Credits

    الإخراج الإبداعي والأزياء:

    Jeff Aoun

    التصوير:

    Designlesss

    تنسيق الأزياء:

    Ninorta Malke

    الإنتاج:

    Kawther Alrimawi

    المكياج:

    Daad Alduhami

    مساعد كاميرا:

    Abdulaziz Tarek

    مساعد كاميرا:

    Ismail Al Hassan