مؤثرة الموضة البحرينية شهد الحسن لـ”هي”: “الموضة بالنسبة لجيلنا أكثر من مجرد ملابس، إنها هوية ورسالة”
في مشهد يعكس شغف وإصرار الجيل المعاصر، اختارت شهد الحسن أن تبدأ رحلتها من مساحة صغيرة على منصة إنستغرام، حيث كانت تشارك أعمالها الفنية البسيطة. ما بدا في البداية كمنصة شخصية للتعبير، تطور ليأخذها إلى واحدة من أبرز كليات الموضة في العالم، كلية لندن للأزياء. هناك، لم تكتفِ بالدراسة فقط، بل صنعت لنفسها مساحة إبداعية، تعكس من خلالها قصص يومياتها كطالبة أزياء في مدينة نابضة بالحياة، تجمع بين إطلالات جريئة، مشاريع جامعية، ولمحات من حياتها.
في هذا اللقاء الخاص مع هي، تشاركنا شهد الحسن رؤيتها المختلفة لعالم الأزياء من منظور جيل زد. تتحدث عن كيف يرى جيلها أن الموضة لم تعد مجرد ملابس، بل انعكاس للهوية والقيم مثل الاستدامة والشمولية، وكيف ساعدتهم منصات التواصل على خلق “Micro-trends” تلهم العالم. كما تشاركنا مصادر إلهامها اليومية من "Pinterest" وشوارع لندن، وأسلوبها في الموازنة بين الصدق مع نفسها وتقديم محتوى ملهم لمتابعيها، وصولاً إلى لحظة إدراكها أن صناعة المحتوى ليست مجرد هواية، بل شغف.
-
بصفتكِ مؤثرة من جيل زد، كيف ترين أن جيلك يعيد تعريف الموضة اليوم؟
أعتقد أن جيلي يعيد تعريف الموضة اليوم بطريقة مختلفة تمامًا عمّا كان عليه سابقًا. أشعر أن الموضة بالنسبة لغالبية جيل زد لم تعد مجرد ملابس، بل أصبحت ذات معنى ورسالة؛ ما ترتديه لا يعكس شخصيتك فقط، بل يعكس أيضًا المناخ الاجتماعي السائد. كما أن جيل زد يتبنّى القيم التي تمثلها العلامات التجارية مثل الاستدامة والشمولية، والجاذبية هنا تكمن في الرغبة بدعم وارتداء علامات يشعرون أنهم يتشاركون معها نفس القيم والمبادئ.
-
ما الذي يميّز أسلوب جيل زد في الموضة عن الأجيال السابقة؟
أعتقد أن جيل زد محظوظ لأنه يمتلك وصولًا سهلًا إلى العديد من المنصات التي تمنحنا إلهامًا لا ينتهي. وسائل التواصل الاجتماعي تكشف لنا كل شيء تقريبًا، وبناءً على الأساليب الجمالية أو الصور البصرية التي نشعر أننا نرتبط بها، يمكننا أن ننغمس في عالم رقمي كامل يعكس ذلك، ثم نأخذ منه ما يعجبنا لنطبقه في أسلوبنا الواقعي. نحن نتأثر بأي شيء وكل شيء، ونحوّل هذه المؤثرات الصغيرة إلى صيحات مصغّرة “Micro-trends” تنشأ من تفاصيل بسيطة وتتحول بسرعة إلى موجات إلهام جديدة.
-
من أين تستمدين عادةً إلهامك لإطلالاتك؟ هل من وسائل التواصل الاجتماعي، الثقافة، منصات العروض، أم من الحياة اليومية؟
أنا شخصيًا أستمد جزءًا كبيرًا من إلهامي من منصة "Pinterest". فهي منصة أستمتع باستخدامها كثيرًا، وبما أنني أستعملها منذ سنوات طويلة، أصبح الخوارزم يعرف ذوقي جيدًا ويقترح عليّ أشياء تناسبني من دون أن أبحث عنها. ومن جانب آخر، أجد مصدر إلهام كبير في العيش في مدينة كبيرة مثل لندن. كنت محظوظة بدراسة الموضة لمدة أربع سنوات، وأن أكون محاطة بأصدقاء وزملاء دعموني دائمًا وشجعوني على التجربة وخوض محاولات جديدة فيما يخص أسلوبي. بشكل عام، أنا أستلهم من كل شيء تقريبًا، ولا أضع لنفسي حدودًا.
-
هل تفضلين اتباع الصيحات أم ابتكار إطلالاتك الخاصة التي تعبّر عن أسلوبك المميز؟
أنا أحب متابعة الصيحات، لكنني لا أتبعها إلا إذا شعرت أنها صادقة وتعكسني فعلًا. لا أختار الصيحة لمجرد أنها منتشرة، بل يجب أن تتماشى مع أسلوبي وتتوافق مع قيمي. كما أنني أستمتع بأخذ الصيحات وإضافة لمستي الخاصة عليها، لأحوّلها إلى شيء يعبر عني بشكل شخصي ومميز.
-
هل ترين أن أسلوبك يعكس شخصيتك؟ وكيف يظهر ذلك؟
نعم بالتأكيد. أعتقد أنني شخصية منفتحة وهذا ينعكس بوضوح في ما أرتديه. أحب اعتماد قصّات غير تقليدية وألوان جريئة، مع إكسسوارات ملوّنة مثل الحقائب أو النظارات الشمسية. في المقابل، أعشق أيضًا الإطلالات العملية ذات الطابع الرسمي البسيط، والتي أشعر أنها تعبّر عن جانبي الجاد والمثابر. في النهاية، أحب أن أرتدي ما يعكس مزاجي أو طاقتي في ذلك اليوم، ليكون أسلوبي مرآة لشخصيتي بكل جوانبها.
-
كيف توازنين بين إظهار العفوية والصدق وبين تقديم محتوى ملهم لجمهورك؟
أحاول أن أكون صادقة قدر الإمكان، لكن في بعض الأحيان يكون من المخيف أن أشارك نفسي بشكل كامل أمام الجميع. لذلك أركز على نشر ما أشعر أنه يمثّلني بأفضل صورة. أتجنب تعديل ملامحي، لأنني أعلم أن هناك فتيات صغيرات يتابعنني، ولا أريد أن أكرّس فكرة أنه يجب أن تبدين بطريقة معينة كي تتمكني من الظهور على وسائل التواصل الاجتماعي. ما أرجوه هو أن يكون محتواي مصدر إلهام لغيري ليكونوا على طبيعتهم، دون تصنّع أو قيود.
-
ما نوع محتوى الموضة الذي تشعرين أن جمهورك يتفاعل معه أكثر؟
أشعر أن المحتوى الذي يتفاعلون معه أكثر هو ما أنشره بصفتي طالبة أزياء، لأن هذا الجانب يثير فضولهم فعلًا. يتابعون بشغف يومياتي في الكلية وكيف يختلف ذلك عن الحياة الجامعية العادية، ويحبون رؤية تفاصيل المشاريع والدروس والإطلالات التي أشاركها من هذا العالم. أظن أن ما يجذبهم هو أنهم يشعرون بأنهم يعيشون التجربة معي خطوة بخطوة، وهذا يجعل التواصل بيننا أكثر قربًا وواقعية.
-
هل يمكنك أن تصفِ لنا يومًا عاديًا في حياتك كمؤثرة في عالم الموضة؟
يومي المعتاد في لندن يبدأ عادةً بذهابي إلى الجامعة، حيث أحب أن أجرّب إطلالات جديدة وأرتدي ملابس غير تقليدية ومختلفة. أشعر أن فترة دراستي للموضة كانت من أكثر المراحل التي وثّقت فيها إطلالاتي وشاركتها مع الآخرين، لأن البيئة من حولي كانت دائمًا تدفعني إلى الإبداع والتجديد. هذا العام كان معظم جدولي صباحيًا، وبعد انتهاء المحاضرات غالبًا ما ألتقي بأصدقائي في مقهى نعمل فيه على مشاريعنا الجامعية. وبعد إنجاز بعض الأعمال، نخرج لتناول الطعام معًا.
-
ما اللحظة الفاصلة التي جعلتكِ تدركين أنكِ تريدين خوض مجال صناعة المحتوى في الموضة بجدية؟
أدركت أنني أريد أن أتعامل مع صناعة المحتوى بجدية خلال فترة دراستي في الجامعة. العيش في لندن كان مصدر إلهام كبير بالنسبة لي، ووجدت نفسي بشكل طبيعي أميل إلى مشاركة محتوى خاص بالموضة والتعبير عن نفسي وحياتي من خلاله. تلك البيئة المشبعة بالإبداع دفعتني لأن أرى أن صناعة المحتوى ليست مجرد هواية، بل مسار يمكن أن أبني فيه أسلوبي الخاص وأشارك شغفي مع الآخرين.
في نهاية حديثها مع “هي”، تعكس شهد الحسن صورة جيل شاب يرى في الموضة أكثر من مجرد أقمشة وصيحات، بل لغة للتعبير عن الذات والقيم. بين شغفها بالاستدامة والشمولية، واستلهامها من تفاصيل الحياة اليومية ومنصات الإلهام الرقمية، استطاعت أن تصنع أسلوبًا خاصًا يجمع بين الجرأة والعفوية. ورغم حضورها القوي على وسائل التواصل الاجتماعي، تحرص شهد على أن تبقى قريبة من متابعيها، صادقة في طرحها، وملهمة في اختيارها لأن تكون الأزياء مرآة لشخصيتها وتجربتها. رحلة شهد هي شهادة على أن الأصالة، حين تمتزج بالإبداع، قادرة على أن تفتح أبوابًا واسعة في عالم الموضة وصناعة المحتوى.