"ماريا جوليا ماراموتي"

"ماريا جوليا ماراموتي" لـ"هي": تقاطع الفن والموضة مصدر إلهام دائم للتوجه الإبداعي لنا

مجلة هي
25 أغسطس 2025

ميلانو: Adnan Alkateb

في عوالم الموضة التي تتبدّل بإيقاع سريع، تبقى بعض الأسماء مرادفا للثبات، للأناقة الخالدة، ولرؤية لا تتزعزع أمام العابر. ومن بين هذه الأسماء، يلمع اسم Maria Giulia Prezioso Maramotti أيقونة تجمع بين الإرث والحداثة، بين التاريخ العائلي العريق والطموح المتجدد نحو المستقبل. وتنتمي إلى الجيل الثالث من عائلة "ماراموتي"، مؤسّسي دار MAX MARA، تلك الإمبراطورية الإيطالية التي جعلت من الأناقة اليومية فنا قائما بذاته. لكنها لا تكتفي بحمل اللقب العائلي؛ بل تضيف إليه من شخصيتها، من ثقافتها، ومن نظرتها الأنثوية القوية ما يجعلها من أبرز الوجوه التي تعيد اليوم صياغة صورة المرأة في عالم الأزياء المعاصرة. فهي تشغل منصب مديرة تطوير السوق العالمية في الدار، وتسهم بفاعلية في ترجمة هوية MAX MARA إلى لغة العصر من دون أن تفقد روحها الأصلية. التقيت "ماريا" في حوار خاص بمناسبة مرور عشر سنوات على إطلاق حقيبة Whitney، وهي القطعة التي تجاوزت حدود الموضة لتصبح رمزا للعمارة، والفكر، والأناقة الموجّهة إلى المرأة التي تعرف تماما من هي وإلى أين تمضي.

Maria Giulia Prezioso Maramotti
Maria Giulia Prezioso Maramotti

"ماريا" ليست فقط وريثة دار عريقة، بل امرأة تؤمن بأن الأناقة الحقيقية لا تقتصر على ما نرتديه، بل على كيف نعيش، ونختار، ونعبّر عن أنفسنا. وبين سطور الحوار، تفتح لنا نوافذ على تلك الفلسفة، وتدعونا إلى عالم MAX MARA الذي لا يزال، بعد سبعة عقود، يحتفي بالمرأة كما هي: حرة، وقوية، وراقية.

في هذا الحوار، تكشف "ماريا جوليا" عن أهمية هذا الإنجاز في مسيرة الدار، وعن علاقتها الشخصية بالحقيبة التي رافقت محطات من عمرها المهني، كما نتحدث عن مفهوم الاستمرارية في عالم يتغير، وعن مسؤولية الحفاظ على هوية علامة أسّسها الجد من جهة، وتجديدها بروح نسائية شابة من جهة أخرى.

صُمّمت الحقيبة الأصلية عام 2015 بالتعاون مع متحف "ويتني" للفن الأمريكي في نيويورك، وجاءت مستوحاة من هندسته المعمارية الحديثة، في انصهار مذهل بين الخطوط النحتية والدقة الإيطالية الراقية.

Maria Giulia Prezioso Maramotti

وُلدت حقيبة "ويتني" من تقاطع قوي بين الفن، والهندسة المعمارية، والحرفية الإيطالية. عند العودة إلى عام 2015، ما كانت الرؤية الأصلية وراء هذا التعاون مع ورشة "رينزو بيانو" للهندسة المعمارية؟

جمال هذه الشراكة المستمرة يكمن في القيم المشتركة. متحف "ويتني"، الذي يُعتبر رمزا لمدينة نيويورك، تأسس بدافع الشغف بالفن المعاصر من قبل "غيرترود فاندربيلت "ويتني"، إحدى أبرز رائدات دعم الفن. رؤيتها لعالم الفن ودعمها للفنانين الشباب في نيويورك يعكسان فلسفة وقيم علامة "ماكس مارا"، ولا سيما في تمكين الفنانين ودعمهم. في عام 2015، عند افتتاح متحف "ويتني" الجديد، بدأ التعاون بين الفريق الإبداعي لـ "ماكس مارا" وورشة "رينزو بيانو" للاحتفال بهذا الحدث. وُلدت حقيبة "ويتني" من هذا اللقاء، كتحية لهندسة متحف "ويتني" في نيويورك.

بعد عقد من الزمان، أصبحت حقيبة "ويتني" رمزا أيقونيا في عالم التصميم. كيف تطور معناها بالنسبة لـ"ماكس مارا" وللنساء اللواتي تبنينها حول العالم؟

هذا التعاون الذي يتمحور حول حقيبة "ويتني" ساعد على إبراز جوهر "ماكس مارا" من خلال تقوية خط الإكسسوارات عبر شراكات جديدة ومبتكرة، مع الاستمرار في تعزيز الحرفية والجودة. واليوم، نرغب في تعزيز مجموعة إكسسوارات "ماكس مارا" من خلال هذه الحقيبة الأيقونية التي ستحتل مكانة مركزية في مبادرات عدة تعكس قيم العلامة التجارية.

Maria Giulia Prezioso Maramotti

Maria Giulia Prezioso Maramotti

تمتد احتفالات الذكرى السنوية عبر مدن كبرى، من ميلانو إلى نيويورك إلى دبي. ما الذي جعل الشرق الأوسط، وتحديدا فرع دبي الرئيس، جزءا أساسيا من هذه اللحظة العالمية؟

الشرق الأوسط يشهد حاليا تطورا وحراكا ملحوظا في مجال الموضة، ومن غير الممكن تجاهله كمنصة للاحتفال وتعزيز حقيبة "ويتني"، ولا سيما في مكان مثل دبي الذي أصبح مرجعا عالميا في عالم الموضة.

امرأة "هي" مثقفة، وراقية، وتُقدّر الحرفية ذات المعنى. كيف تخاطب حقيبة "ويتني" حسّها الجمالي؟

أعتقد أن حقيبة "ويتني" تعتبر مثالا على ارتداء شيء فريد لا يعكس لحظة موضة عابرة، بل هو قطعة خالدة بشخصية مميزة. إنها راقية وتتفرد عن الاتجاهات السائدة في بقية الحقائب بفضل تصميمها وقيمها الجوهرية.

Maria Giulia Prezioso Maramotti

Maria Giulia Prezioso Maramotti

أصبحت حقيبة "ويتني" جزءا من مجموعات المتاحف الدائمة، وهي خطوة نادرة للإكسسوارات. ما دلالة هذا التقدير الثقافي للعلامة؟

شكرا لك على هذا الكلام الذي يفرحنا ونعتبره فخرا لنا، ليس فقط لما تمثله هذه الحقيبة بحد ذاتها، بل أيضا لفكرة التزام علامة "ماكس مارا" بتقديم قطع ذات معنى للنساء، وفي الوقت ذاته تتميز بمستوى رفيع من التصميم.

لطالما حافظت "ماكس مارا" على سلطة هادئة في عالم الأزياء الفاخرة ليست صاخبة، بل دقيقة ومتعمدة. هل ترين أن هذا النهج يتماشى مع القيم الفاخرة للمستهلكين في الشرق الأوسط؟

أعتقد أن المستهلكين في الشرق الأوسط حكماء، ويقدّرون الجودة والحرفية والقيم، ليس فقط في العلامات التجارية، بل في القطع نفسها. لطالما تميزت "ماكس مارا" بقدرتها على مخاطبة المرأة بشكل راقٍ وغير مباشر، وهو ما يقدّره المستهلك الراقي في منطقتكم.

لطالما رعت "ماكس مارا" حوارا مع الفنون، من الهندسة المــعمــاريـــة إلى النــحـــت والسريالية. كيف تشكّل هذه التبادلات الإبداعية رؤيتك العامة للترف الحديث؟

بلا شك، كان تقاطع الفن والموضة مصدر إلهام دائم للتوجه الإبداعي لـ"ماكس مارا". التعاون مع مؤسسة كورشة "رينزو بيانو" أسهم في إبراز جوهر دارنا الذي يستمد إلهامه من التصميم والهندسة المعمارية لنقاء الخطوط وابتكار قطع خالدة.

Maria Giulia Prezioso Maramotti

تعـيـــد نسخـــــة الـــذكــــرى العاشــــــرة تــقــديــــم اللون الأصلي (ألمنيوم)، إضافة إلى ثلاثة عشر لونا جديدا. كيف اخترتم هذه الألوان؟ وما القصة الجمالية أو العاطفية وراءها؟

تتميّز حقيبة "ويتني" بتصميمها الفريد الناتج عن التعاون مع ورشة "رينزو بيانو". وقد سمح تصميمها المميز وخطوطها الهندسية الصارمة بطرحها بأحجام وألوان متعددة لتلبي مختلف أذواق النساء.

مع إنتاج 125 قطعة فقط من نسخة الذكرى، تلعب الندرة دورا أساسيا. كيف ترين أن الندرة والسرد القصصي يعيدان تعريف الترف في سوق مشبع؟

في "ماكس مارا"، ندرك دائما أهمية البحث والتعاون مع مؤسسات مرموقة كـ"رينزو بيانو". وفكرة أن القطعة تجسد القيم الأساسية للعلامة هي ما دفعنا للاستمرار في إنتاج حقيبة "ويتني". قطعة تصميمية راقية لا تصبح قديمة، بل تنضج بجمال مع الزمن.

نوافذ العرض تحمل طابعا سرياليا، تلعب بالمقاييس، والخيال، والتناقضات. ما مصدر هذا التوجه البصري؟ وما المشاعر التي تأملين أن تثيرها لدى المارة؟

صُممت النوافذ والعروض داخل المتاجر كنوع من التفاعل متعدد الحواس مع الزائرين. المفهوم المسرحي يروي سحر الحرفية من خلال لغة سردية، حيث تتفكك العناصر وتعود لتتحد في رحلة تعبّر عن الفن والإبداع والتعبير البصري. كل تفصيل يتحول إلى شعر يحتفل باللحظات الإبداعية بأسلوب آسر وغامر.

مع الزميل عدنان الكاتب
مع الزميل عدنان الكاتب

في عصر الأزياء السريعة والصيحات العابرة، كيف تحافظ "ماكس مارا" على التوازن بين الابتكار والتصميم الخالد، خصوصا في قطع كحقيبة "ويتني"؟

هذا تحدٍّ حقيقي، فابتكار قطع جذابة ومعاصرة وفي الوقت ذاته وفية للطابع الخاص ليس بالأمر السهل. الأهم هو أن نبقى أوفياء للأسلوب والهُوية، وإن كان من السهل الانجراف خلف الصيحات. القدرة على استشراف احتياجات العميل دون التخلي عن روح العلامة هو ما يضمن نجاحها واستمراريتها. التحدي هو في كيفية تقديم هذه القيم بشكل متجدد يناسب الزمن من دون أن يكون مجرد تقليد.

بصفتك عضوا في مجلس إدارة مجموعة "ماكس مارا" ومن حراس إرث العلامة، ماذا تعني لك هذه اللحظة شخصيا؟

بالنسبة لي، وبما أنني كنت مقيمة لفترة طويلة في نيويورك، وكان هذا أحد المشاريع الأولى التي قدتها للعلامة، فإن العودة إلى نيويورك بعد 10 سنوات لحضور هذا الحدث هي لحظة عاطفية للغاية. من الرائع أن نرى كيف تطورت العلامة خلال هذه السنوات، وما تم تحقيقه خلال هذا العقد. نحن سعداء للغاية بالاحتفال مع الأصدقاء والعائلة، كلنا جزء من عائلة "ويتني"، من الإدارة إلى القائمين على المتحف، إضافة إلى أصدقاء العلامة الشخصية.