
الفستان الأشهر لجيل الألفية يعود من جديد لكن بأسلوب الجيل Z: إنه الـ Bandage dress
هل تتذكرين فستان الباندج الضيق الذي سيطر على السجادة الحمراء وأزياء السهرات في التسعينيات وبداية الألفية؟ عادت هذه القطعة الأيقونية لتتربع على عرش الموضة من جديد، لكن هذه المرة بلمسة عصرية تناسب الجيل Z.
شهدت الموضة مؤخرًا إعادة إحياء للعديد من رموزها القديمة مثل بناطيل الدنيم ذات الخصر المنخفض، التنانير القصيرة وغيرها. وكأن الموضة تعيد كتابة ماضيها لتمنح أكثر أيقوناتها إثارة للجدل حياةً جديدة، لكن بأسلوب جديد ومنظور معاصر، هذه المرة على طريقة الجيل Z الذي يُعطي الأولوية للانسيابية والثقة والتعبير عن الذات على الكمال.
في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، شكّل فستان "الباندج" أو ما يُعرف بـ bandage dress السلاح السريّ لكل امرأة تريد جذب الأنظار إليها. من كيم كارداشيان إلى باريس هيلتون وريهانا، كان هذا التصميم حاضرًا بارزًا في إطلالاتهنّ.
لكن هذه المرة، يطلّ علينا هذا التصميم بشكل مختلف: أكثر أناقة ورقيًا، ومشبعًا بنوع جديد من الثقة، ليتحوّل إلى تعبير عن الأناقة القوية.

تاريخ الـ bandage dress
ظهر هذا الفستان لأول مرة في عرض أزياء دار Alaïa في ثمانينيات القرن الماضي. كان المصمم عز الدين علية ينحت قوام المرأة بدقة، مستخدمًا أقمشة محبوكة مرنة وخياطة هندسية تُبرز المنحنيات بدلًا من إخفائها. لكن شهد فستان الـbandage dress شهرة واسعة مع المصمم "هيرفي ليجيه" Hervé Léger الذي روّج لهذا الأسلوب الذي نعرفه ونعشقه اليوم.


في عام 1992، ظهر فستان هيرفي ليجيه الأصلي لأول مرة ضمن مجموعة الملابس الجاهزة للعلامة، وارتدته عارضات أزياء التسعينيات مثل "تاتيانا باتيتز" Tatjana Patitz. تميّز التصميم الضيق، المصنوع من عشرات الشرائط القماشية المخيطة معًا، بتأثير نحتي لا يُقاوم، وقد حقق نجاحًا فوريًا، حيث بلغت مبيعاته ذروتها عند 10.6 مليون دولار. ومع ذلك، لم يكتسب الفستان شعبية واسعة في السوق إلا بعد استحواذ BCBG على خط الأزياء عام 1998.
عندما ارتدت ليندسي لوهان، فستانًا من هذا النوع عام 2007، كان من الواضح أن هذه الثقافة قد بلغت ذروة موضة فساتين الباندج، وقد تبنّت كيم كارداشيان وريهانا وفيكتوريا بيكهام وغيرهنّ هذا التصميم، وانتشر في كل المناسبات.


فستان الـ bandage dress يعود من جديد
بعد فترة من تراجع شعبيته لصالح أنماط أكثر راحة وبساطة، عاد فستان الباندج ليجد مكانه في خزانة الأزياء الحديثة. لم يعد مقتصرًا على السجادة الحمراء أو النوادي الليلية فقط. بل عاد بتصاميم ومواد أكثر تنوعًا، مما يجعله أكثر قابلية للارتداء في مناسبات مختلفة.
في 11 يونيو، أفادت مؤشرات غوغل أن عمليات البحث عن bandage dress بلغت أعلى مستوياتها على الإطلاق، وكان البرتقالي هو اللون الأكثر شيوعًا. بينما بحث مستخدمو إيباي عالميًا عن "هيرفي ليجيه" أكثر من 23 مرة في الدقيقة في المتوسط منذ يناير.
من الواضح أن الفستان المفضّل لدى كل جيل الألفية قد عاد إلى الواجهة. حتى "هايلي بيبر" ارتدت فستانًا بنفسجيًا ضيقًا في أبريل لحفل توزيع جوائز Fashion Trust الأميركية، من تصميم المدير الإبداعي لسان لوران "أنتوني فاكاريلو". وارتدت "كايا غربر" فستانًا أبيض ضيقًا متوسط الطول في مهرجان تورنتو السينمائي الدولي في سبتمبر الماضي. ومن غير المستغرب أن العديد من فساتين الباندج الأكثر بحثًا على الإنترنت، هي فساتين متوسطة الطول وقصيرة.


إذا تصفّحنا حساب علامةHervé Léger على إنستغرام، نجد مجموعة جديدة ومتنوّعة من الفستان، فقد أعاد المدير الإبداعي السابق للعلامة Christian Juul Nielsen تقديم هذا التصميم بأسلوب جديد أكثر رقيًا، وقد أكملت هذه المسيرة المديرة الابداعية الحالية "ميشيل أوكس" Michelle Ochs، التي تقول إن العلامة تعمل على تحديث فساتين الباندج بنسب جديدة، وأقمشة جديدة، وتفاصيل معدنية راقية، ونتجاوز الفساتين القصيرة الشهيرة إلى فساتين متوسطة الطول، وقطع منفصلة منحوتة، وحتى ملابس نهارية. وتضيف: "نُقدّم العلامة لجيل جديد كليًا متعطش لهذا اللوك والقوام. يكتشفون هيرفي ليجيه لأول مرة، منجذبين إلى الثقة والجاذبية والقوة التي يُجسّدها فستان الباندج، ونمنحهم طرقًا جديدة لارتدائه تتناسب مع نمط حياتهم الحالي".

عودة فستان الباندج هي دليل على أن بعض القطع الكلاسيكية لا تموت أبدًا في عالم الموضة، بل تتجدّد وتعود لتروي قصتها من جديد، لتلهم أجيالًا جديدة من عشاق الأناقة.