إبداع بلا حدود... أبرز لحظات أسبوع الموضة الراقية في باريس لخريف وشتاء 2025-2026
أسدلت باريس الستار على أسبوع الموضة للأزياء الراقية لموسم خريف وشتاء 2025-2026، تاركًا وراءه بصمة لا تُمحى من الإبداع والجمال. على مدار أيام قليلة، تحوّلت العاصمة الفرنسية إلى قبلة لعشاق الفن والأناقة، حيث قدّم كبار المصممين رؤاهم الفريدة التي تجاوزت حدود المألوف. اطلعي على كافة تفاصيل عروض الأزياء عبر القسم الخاص بعروض الأزياء عبر موقع "هي".
بين عرض الوداع المؤثّر من "ديمنا" Demna قبل توجّهه إلى غوتشي، والظهور الأول في عالم الكوتور لـ"جلين مارتنز"، كان الأسبوع بمثابة احتفالية حقيقية بالخيال والبراعة.
فما هي أبرز اللحظات التي خطفت الأضواء؟ انضموا إلينا في رحلة استكشاف لأروع ما قدّمه أسبوع الهوت كوتور هذا العام.
افتتح "دانيال روزبيري" على رأس دار Schiaparelli الأسبوع كالعادة بمجموعة تركتنا جميعًا في ذهول من خياله الذي يبدو بلا حدود. هذا الموسم، حلت النعومة محل النحت، فقدّم المصمم تصاميم نتوقّع أن نرى معظمها على السجادة الحمراء. في المقابل، غابت "ديور" Dior عن جدول عروض الأزياء الراقية هذا الموسم، بعدما قدّم "جوناثان أندرسون" أول مجموعة رجالية له وغاب عن الكوتور. وبالمثل، غابت مجموعة "جان بول غوتييه"- الدار التي اشتهرت في السنوات القليلة الماضية باستضافة مصممين ضيوف للكوتور- على أن يطلّ المدير الإبداعي المعيّن حديثًا "دوران لانتينك" في سبتمبر المقبل. من جهة أخرى، لم تفوّت شانيل أي إيقاع، حيث قدّمت مجموعة أخرى حملت توقيع فريق الاستوديو، لمنح "ماتيو بلازي" بعض مساحة التنفس قبل أن يقدّم مجموعته الأولى للملابس الجاهزة للدار في سبتمبر.
ومن العروض التي أعطتنا لمحة عن عامل الإبهار الذي كنا ننتظره، "غلين مارتنز" Glenn Martens، الذي قدّم مجموعته الحرفية الأولى لميزون مارجيلا، وأثبت أنه الشخص الجدير بمتابعة إرث جون غاليانو في الدار. كانت كل مقومات مجموعة أولى منتصرة موجودة: الثقة، احترام إرث الدار، الاهتمام بالتفاصيل وغيرها...
أبرز اللحظات من أسبوع باريس للأزياء الراقية لخريف 2026
"ديمنا" يؤدي التحية الأخيرة له في "بالنسياغا" Balenciaga
تُعد كيم كارداشيان من الوجوه المألوفة في الصفوف الأمامية لأسبوع الموضة. لكن في أسبوع الكوتور هذا، بدّلت النجمة الصف الأمامي بالمنصة، لتعلن نهاية حقبة في بالنسياغا: المجموعة الأخيرة للمدير الإبداعي ديمنا للدار بعد عشر سنوات في منصبه.
استلهم ديمنا في تصميم المجموعة من قواعد اللباس التقليدية للطبقة البرجوازية وهوليوود القديمة، مع الإشادة أيضًا بأيقونات مثل مارلين مونرو وإليزابيث تايلور. وقد سارت كارداشيان على منصة العرض مرتدية فستان خاص بتايلور من فيلم Cat on a Hot Tin Roof، ومعطفًا من فرو المنك الصناعي مصنوعًا من الريش. حضر خليفة ديمنا، "بييرباولو بيتشولي"، العرض أيضًا، إلى جانب أسماء مثل ناعومي آكي، ميشيل يوه، نيكول كيدمان، وكايل ماكلاكلان. وقال ديمنا "هذه المجموعة هي الطريقة المثلى لي لإنهاء عقدي في بالنسياغا،" مضيفًا "لقد اقتربت قدر الإمكان من الشعور بالرضا في هذا السعي اللامتناهي للكمال المستحيل."
الظهور الأول لـ"غلين مارتنز" في Maison Margiela
تولى "غلين مارتنز" زمام الإدارة الإبداعية في "ميزون مارجيلا" في يناير، خلفًا لـ"جون غاليانو" الذي رسّخ عرض العلامة"Artisanal couture" كأسطورة. استمدت المجموعة إلهامها من فن العمارة في العصور الوسطى وأجواء منطقة فلاندرز وهولندا. عكست القصات الانسيابية والمنحنية بأحجامها المتنوعة الطابع "القوطي" لتصميم الأبراج في العصور الوسطى، في حين حاكت التصاميم الرشيقة في التشكيلة التماثيل الملائكية لواجهات الكنائس. تصاميم الكورسيه والطبقات وعناصر الخداع البصري أضفت لمسةً فريدة تُبرز تفاصيل الجسم وتمنحها شكلاً نحتياً. كما حاكت التشكيلة الديكورات السائدة للمنازل خلال عصر النهضة في شمال أوروبا من خلال النقوش والتقنيات المستخدمة في التصاميم. وفي الوقت نفسه، ارتدت العارضات أقنعة تجسّد تعلّق الدار بطابع الغموض، وتوجّه أنظار الجمهور إلى الحرفية المتقنة للتصاميم.
بالنسبة لمارتنز، يبدو أن الكوتور يدور حقًا حول الحرفية والإبداع والاستفزاز في الأزياء.
"شانيل" CHANEL تنقلنا إلى الريف البريطاني
عندما نفكّر في الأزياء الراقية، فإن "قابلية الارتداء" ليست الكلمة الأولى التي تخطر ببالنا. لكن شانيل ذكّرتنا بأن الاثنين لا يجب أن يكونا متنافيين. قدّمت "كوكو" شانيل من خلال تصاميمها سهولة وحرية حركة جديدة لخزائن ملابس النساء خلال أوائل القرن العشرين، وكان هذا نهجًا انعكس في عرض الأزياء الراقية لهذا الموسم في باريس. في المجموعة الأخيرة التي صمّمها الاستوديو قبل أن يقوم المدير الإبداعي الجديد "ماتيو بلازي" بظهوره الكبير في سبتمبر، عادت شانيل إلى جذورها، مستوحية من إلهام رئيسي استحوذ على خيال مؤسستها وساعد في تشكيل العديد من رموز الدار التي نعرفها ونحبها اليوم: الريف البريطاني.
"هذا الموسم كان قصيدة لتناغم الطبيعة ونسيج الأقمشة" وفق ما أوردت ملاحظات العرض. اتخذت قطع التويد الأيقونية أشكالًا مريحة، مزينة بالشراريب أو الريش، أو أعطيت لمسة بريق مسائية مع لمسات ذهبية أو أزرار مرصّعة بالجواهر تزين لوحة الألوان السوداء والبيضاء الغالبة على المجموعة. في أماكن أخرى، تم نسج نقوش سنبلة القمح بمهارة في المجموعة، بينما تم رسم وتطريز البناطيل بعناية، وكذلك فساتين الكريب الساتان.
"سكياباريلي" Schiaparelli: رحلة إلى الماضي والمستقبل
كما جرت العادة في كل موسم، افتتحت دار Schiaparelli عروض الهوت الكوتور، فنقلنا "دانيال روزبيري" إلى الماضي والمستقبل على حد سواء، مع مجموعة استكشفت السريالية، الموضة كفن، والجمال الخالد. استلهم روزبيري من قرار إلسا سكياباريلي بمغادرة باريس في يونيو 1940، متوجهة إلى نيويورك، خلال الحرب العالمية الثانية. كان ذلك وقتًا لم يمثل نهاية عقد فحسب، بل أيضًا نهاية فترة ثورية لتصميم الأزياء في باريس، وبداية حقبة حديثة من الحرب.
"إذا ركزت بشكل مهووس على الماضي، فهل يمكنني حقًا صنع مجموعة تبدو وكأنها ولدت في المستقبل؟" أوضح روزبيري في ملاحظات العرض. "لقد ولت العلامات المتوقعة للحداثة؛ ما تبقى هو شيء أساسي، عودة إلى المبادئ التي تبدو بدورها ثورية." أوضح المصمم أن المجموعة تدور حول النظر إلى الوراء، عَكَس أرشيفات سكياباريلي، لخلق شيء مستقبلي. "تذكرك هذه المجموعة بأن النظر إلى الوراء لا شيء إذا لم نتمكّن من العثور على شيء ذي معنى لنجلبه إلى مستقبلنا."
"أرماني بريفه" Armani Prive تحتفي باللون الأسود الفاتن
"بعيدًا عن الرتابة، يكشف الأسود عن طيف كامل من الظلال والإمكانيات،" هكذا جاء في ملاحظات عرض مجموعة "جورجيو أرماني بريفه" لخريف وشتاء 2025. المجموعة الأنيقة والجذابة للغاية، كانت دليلًا على أنه عندما يتعلّق الأمر بالتألق بعد حلول الظلام، فإن الأسود ليس خيارًا مملًا أبدًا.
في الواقع، لطالما انجذب السيد أرماني إلى اللون الأسود، معتقدًا أنه يمتلك القدرة على تحويل صورة ظلية بسيطة إلى "أيقونة خالدة". هذا الموسم، تجلى تلاعبه المميز بين الذكوري والأنثوي في البدلات الرسمية الضيقة، والسترات المخملية القصيرة المنسقة فوق قمصان بيضاء مع ربطات عنق؛ بينما أضفت الفساتين الطويلة جدًا على الأرض لمسة درامية، بعضها بفتحات V عميقة بشكل جريء، والبعض الآخر بتنانير تول أو زينة أقواس ضخمة الحجم.
Rahul Mishra يكرّم الحرفيين
لمجموعة الأزياء الراقية لموسم خريف 2025، قرر المصمم "راهول ميشرا" Rahul Mishra تكريم آلاف الحرفيين الذين يُساهمون في تجسيد رؤيته، من خلال مجموعة أطلق عليها اسم "أن تصبح حبًا". استوحى ميشرا من الحرفية الهندية، وطوّر المجموعة استكشافه للتصاميم الظلية والنحت، مستخدمًا مواد فاخرة وإكسسوارات مبالغ فيها وتفاصيل تجريبية.
رامي العلي يظهر لأول مرة رسميًا
بعد الإعلان عن انضمامه إلى التقويم الرسمي لنقابة الأزياء الراقية والموضة في باريس، احتفل المصمم رامي العلي بهذا الإنجاز التاريخي من خلال تقديم مجموعة بعنوان "حرّاس النور – الحرفة الحية لدمشق".
تُعد هذه المجموعة تحية شعرية للإرث والذاكرة وروح الحرفة الدائمة. "حرّاس النور" ليست مجرد مجموعة أزياء؛ بل هي مرثية راقية. محاولة لحفظ عوالم آيلة للاندثار عبر لغة الأزياء الراقية كل غرزة هي عهد، وكل قصة قصّة تذكُّر.
ترتكز المجموعة على غنى الزخارف والعمارة الدمشقية. استُلهمت التصاميم من أعمال الخشب المعقدة في قصر العظم، الهندسة الإيقاعية في خان أسعد باشا، سكون البلاط في جامع الدرويشية، والرقي المتأصل في منازل مثل بيت نظام وبيت فرحي. هذه الأماكن التاريخية – التي كانت تعج بالخطاطين والنجّارين والحرفيين والنساجين – تُبعث من جديد، من خلال إعادة ترجمتها إلى أزياء راقية حديثة
في داخل الأتيليه، تتحول هذه الذكريات إلى أشكال نحتية وانسيابية. تتلألأ الأقمشة المطرّزة يدويًا. تتوهج الزخارف البراقة مثل بلاط براق . تعكس الخرزات التناغم في تطعيمات عرق اللؤلؤ. تتحول الفساتين إلى ترنيمات ، والحجابات إلى قصائد هامسة. القطع تنبض بالحكايات – حيث تتجاوز الحِرفة التقنية لتصبح ذاكرة ثقافية
مجموعة Ashi Studio تغوص في أرشيف الذكريات
لم تحمل مجموعة "آشي استوديو" لخريف وشتاء 2025-2026، أي عنوان وفق ما كشف المصمم لمحررة "هي" التي كانت حاضرة في العرض. في هذه المجموعة غاص المصمم في أرشيف الذكريات المحسوسة، حيث يتحوّل القماش إلى قِطعة أثرية شخصية، والأزياء الراقية هنا لا تُرتدى و تُستعرض… بل تُستخرج. لفتت الصور الظلية الهيكلية المنحوتة بِدقة استثنائية الأنظار، والتي اكتسبها المصمم من صميم التجربة وعقود طويلة في ميدان الحِرفة. هندسة تجمع بين الهشاشة والصلابة، بين الانكشاف والصمود.
مجموعة إيلي صعب تُجسّد عالمًا ساحرًا تسوده المتعة والقوة
فخامةٌ وبساطة، رقيٌّ وديناميكيّ في آنٍ واحد، بهذه الكلمات وصف المصمم إيلي صعب مجموعته الجديدة للأزياء الراقي التي تُجسّد تعبيرًا خالدًا عن أنوثةٍ فاتنة. هذه المجموعة الآسرة، المصنوعة يدويًا بإتقان والزاخرة بالزخارف الثمينة، تُجسّد عالمًا ساحرًا تسوده المتعة والقوة والمرح.
المجموعة التي حملت عنوان La Nouvelle Cour، خصصها المصمم للمرأة المعاصرة الجريئة والأنثوية بكل ما للكلمة من معنى. جاء العرض بمثابة ملعب فاخر للملكة العصرية، تلك التي تلعب وفق قواعدها الخاصة، ظهرا عارضاتا لأزياء متألقات بأقمشة حريرية فاخرة ومزينة بلآلئ لامعة، يجسدن نوعًا جديدًا من الإلهام، إلهامًا ينضح بأناقة جريئة مع كل خطوة.
خطف الأسود الإمبراطوري الأنظار بتصاميمه المنحوتة، مجسدًا سحرًا مع كل حركة، فيما ازدهرت لوحة ألوان نابضة بالحياة بجرأة مع الأزهار الرومانسية وألوان الماكرون، لتضفي طاقة مرحة وأناقة.
