
الجيل Z يعيد إحياء موضة الثمانينات بأسلوب عصري... مع منسقة أزياء "هي" الخاصة
رغم مرور أكثر من أربعة عقود على بروزها، تعود موضة الثمانينات بقوة إلى الواجهة، ولكن هذه المرة من خلال عدسة جيل Z، الجيل الذي يجمع بين الحنين للماضي والانفتاح على كل ما هو جديد ومبتكر. بين الكتف العريض والألوان الفاقعة والأقمشة اللامعة والستايلات الجريئة، أعاد هذا الجيل صياغة إرث الثمانينات ليجعله متماشياً مع ذوق العصر، وبأسلوب يعكس فرديتهم، وتمردهم على المعتاد.
لكن كيف ولماذا اختار جيل Z بالذات إحياء هذه الحقبة بالذات؟ وكيف قاموا بإعادة تقديمها؟ وما الذي يميز أسلوبهم في ارتداء قطع الثمانينات عن غيرهم؟ هذا ما سنستعرضه معاً في هذا المقال.

الحنين الرقمي… بوابة الماضي إلى الحاضر
جيل Z، الذي وُلد في عالم رقمي متكامل، يبحث بشكل مستمر عن مصادر إلهام جديدة عبر الإنترنت، خاصة على منصات مثل (TikTok Instagram Pinterest) هذه المنصات أصبحت مستودعاً بصرياً ضخماً يعجّ بصور الأيقونات القديمة من الثمانينات، من مادونا إلى الأميرة ديانا، مروراً بنجوم الموسيقى والسينما مثل ويتني هيوستن ومايكل جاكسون.
ومع تصاعد الحنين العام إلى الماضي – والذي يُعرف بمصطلح "nostalgia trend" وجد جيل Z في الثمانينات فرصة للهروب من التكرار والملل، واستكشاف ما لم يعيشوه، لكنهم أحبوه عبر الصور والفيديوهات والمسلسلات التي تُعيد تمثيل تلك هذه الحقبة.

عناصر موضة الثمانينات التي عادت من جديد
موضة الثمانينات لم تكن بسيطة؛ بل كانت تعبر عن الجرأة وعن الذات الأزياء التي لا تخشى الظهور. جيل Z أعاد الكثير من هذه العناصر إلى خزائنهم، ولكن بعد تحديثها:
1. الأكتاف العريضة والبليزر الضخم
صيحة الأكتاف البارزة عادت بقوة، خصوصاً عبر البليزر الواسع الذي ترتديه الفتيات اليوم فوق فساتين قصيرة أو حتى بنطلونات رياضية. لكن جيل Z حرص على تنسيقها بألوان حيادية أو مزجها بأسلوب الـ streetwear لإضفاء طابع عصري مريح.

2. ألوان النيون والطبعات اللافتة
بين الوردي الفاقع والأخضر الليموني، عادت الألوان الصاخبة إلى الواجهة، ولكن بدلاً من ارتدائها من الرأس إلى القدم كما كان شائعاً في الثمانينات، يفضل جيل Z استخدامها كلَمسات فقط مثل حقيبة نيون أو حذاء لامع أو جاكيت قصير بطبعة حيوية.


3. الدنيم بجميع أشكاله
من الجينز العالي الخصر إلى الجاكيتات الواسعة المصنوعة من الدينم، أعاد الشباب إدخال هذا القماش إلى حياتهم اليومية بطريقة جديدة. هم يمزجون بين جينز الثمانينات الكلاسيكي وبين القصّات المريحة والفضفاضة التي تناسب نمط الحياة السريع.

4. الإكسسوارات البارزة
الأقراط الكبيرة والأحزمة العريضة، ونظارات الشمس المربعة، كلها قطع ميّزت الثمانينات وتحوّلت اليوم إلى إكسسوارات أساسية لدى العديد من الفاشينيستات من جيل Z.

الاختلاف يكمن في طريقة التنسيق
رغم التشابه في القطع، إلا أن الفرق الأساسي بين موضة الثمانينات الأصلية وتفسير جيل Z لها هو في طريقة التنسيق. فبينما كانت إطلالات الماضي تميل إلى المبالغة، يعتمد جيل Z مبدأ "التوازن". على سبيل المثال:
• إذا ارتديت جاكيت أكتافه بارزة، اختاري بنطال أو فستان ضيق لإبراز شكل الجسم بطريقة متوازنة.

• أما إذا اخترتِ قميصاً بطبعة جريئة أو بلوزة بألوان نيون لافتة، فنسّقيها مع قطعة سفلية حيادية مثل بنطلون جينز بسيط أو تنورة بلون هادئ لتخفيف حدة الإطلالة وجعلها أكثر انسجاماً.

بهذه الطريقة، تنجحين في إحياء روح الثمانينات دون الوقوع في فخ المبالغة، وتمنحين إطلالتك لمسة شخصية معاصرة تعكس ذوقك وهويتك.
رسالة الموضة عند جيل Z: الحرية والتعبير عن الذات
جيل Z لا يرى الموضة كمجرد وسيلة لتتبع الصيحات، بل كمنصة للتعبير عن هويته ومزاجه وحتى مواقفه. ولعل أحد أسباب حبهم للثمانينيات هو أن هذه الحقبة تمثل نفس الروح من التمرد والاستقلالية والرغبة في الظهور بأسلوب مميز وفريد.
لهذا نلاحظ أن هذا الجيل لا يتّبع القواعد الجامدة في تنسيق ملابسه، بل يكسرها ويعيد صياغتها بطريقته. هم لا يخافون من تجربة قطع قد يعتبرها البعض "قديمة"، بل يعتبرون إعادة تدوير الموضة فعلاً إبداعياً وواعياً بيئياً أيضاً.

إحياء موضة الثمانينات ليس مجرد نزوة عابرة عند جيل Z، بل هو ترجمة عصرية لروح حقبة مليئة بالابتكار والجرأة. ومع كل تنسيق جديد، يثبت هذا الجيل أنه قادر على إعادة صياغة التاريخ، وابتكار لغة بصرية خاصة به، تُعبّر عن ثقافته وشخصيته.