
عارضة الأزياء السعودية أفنان في حوار مع "هي": أحرص على أن تحمل كل صورة طاقة مختلفة
وسط مشهد الموضة المتغير في السعودية، تبرز أصوات جديدة تسعى للتعبير عن ذاتها بطرق تتجاوز الصورة التقليدية للجمال. من بين هذه الأسماء، تبرز أفنان كعارضة أزياء سعودية اختارت هذا المسار لتروي من خلاله قصتها الشخصية، وتقدّم انعكاسًا متجدّدًا للهوية والثقافة المحلية. في هذا الحوار الخاص بـ"هي"، تتحدث أفنان عن بداياتها، رؤيتها، والتحديات التي واجهتها خلال رحلتها.
متى بدأ اهتمامك بعالم عرض الأزياء؟ وهل تذكرين أول تجربة لكِ أمام الكاميرا؟
بدأ اهتمامي بعرض الأزياء منذ فترة طويلة، ربما حتى قبل أن أدرك أن هذا المجال قد يكون لي. كنت أستمتع بمراقبة التفاصيل في الصور: الإضاءة، الزوايا، وتعابير الوجه.
أما أول تجربة لي أمام الكاميرا فكانت بسيطة، لكنها بالنسبة لي كانت لحظة شعرت فيها بشيء جديد؛ مزيج من الحماس والتوتر، والأهم من ذلك أنني شعرت أنني في مكاني المناسب.
ما أكثر ما تحبّينه في كونك عارضة أزياء؟ وما أصعب التحديات التي واجهتكِ؟
أكثر ما أحبّه هو التنوع. كل جلسة تصوير تُعد تجربة جديدة، وكل مشروع يتيح لي اكتشاف جانب آخر من ذاتي.
أما التحديات، فهي موجودة بطبيعة الحال؛ أحيانًا تتمثل في نظرة الناس، وأحيانًا في ضغط التوقعات. لكن مع الوقت، تعلّمت أن أُنصت إلى نفسي أكثر، وأسعى للتوازن بين كوني عارضة وبين تمسّكي بهويتي وقيمي.
ما الذي يمنحكِ الثقة أمام الكاميرا؟ وكيف تعبّرين عن نفسك من خلال الصور؟
تنبع ثقتي أمام الكاميرا من كوني على طبيعتي، ومن استحضاري الدائم لدافعي الأول في دخول هذا المجال.
كل صورة بالنسبة لي هي مساحة للتعبير؛ أعبّر فيها أحيانًا عن القوة، وأحيانًا عن السكون.
أستعين بتعابير وجهي، ونظراتي، وطريقة وقوفي، لأجسّد من خلالها جانبًا من شخصيتي، وأروي قصة صامتة بلغة الصورة.
كيف تتعاملين مع توقعات الآخرين مقابل التعبير عن هويتك الخاصة في الصور؟

أؤمن بأن التوازن ضروري. من المهم الاستماع إلى الآراء، لكن من الأهم ألا تؤثر بشكل جوهري على الهوية الشخصية. أحرص دائمًا على أن أكون صادقة مع نفسي، وأفضّل أن أختار ما يُمثّلني فعلًا، لأنني أؤمن بأن الناس يلاحظون صدق الشخص أولًا قبل أي شيء آخر.
ما الذي يعنيه لكِ أن تكوني جزءًا من صناعة الموضة في السعودية؟
يعني لي الكثير، فنحن نعيش في مرحلة تتغير فيها مفاهيم عديدة حول الجمال، الهوية، والدور الذي نؤديه كنساء سعوديات. وجودي في هذا المجال لا يُمثل طموحًا شخصيًا فحسب، بل هو جزء من حركة أوسع تعيد تعريف الصورة النمطية وتعكس التنوع الحقيقي الذي نمتلكه.
ما الدور الذي ترين نفسكِ تلعبينه في تمثيل الجمال والثقافة السعودية في هذا المجال؟
أرى نفسي صوتًا جديدًا يُعبّر عن جمالنا المتنوّع، البعيد عن التصنّع. أؤمن بأن الجمال في السعودية له هوية خاصة لم تُعرض بالشكل الكافي سابقًا.
أشعر بأنني جزء من جيل يُعيد تقديم هذا التنوع ويكسر الصور النمطية، ليس فقط من ناحية الشكل، بل أيضًا من ناحية الفكر والطريقة التي نُقدّم بها أنفسنا.
كعارضة سعودية، ما الرسالة أو الصورة التي تتمنين إيصالها من خلال حضورك في هذا المجال؟

أود أن أُظهر أن المرأة السعودية اليوم قادرة على التعبير عن نفسها بكل ثقة، وأن تكون حاضرة في مساحات لم يكن متوقّعًا أن تصل إليها.
أطمح أن يعكس حضوري هذا التوازن، وأوصل من خلاله رسالة مفادها أننا قادرون على التواجد في هذا المجال دون التخلي عن قيمنا وهويتنا.
كيف تختارين المشاريع أو العلامات التجارية التي تشاركين فيها؟
أميل إلى اختيار المشاريع التي تشبهني وتشبه رؤيتي، سواء من ناحية الفكرة أو القيم التي تقف خلفها.
يهمّني أن أكون جزءًا من شيء حقيقي وليس مجرّد حضور. أحب أن أعمل مع فرق تؤمن بالتنوّع وتُعطي مساحة للهوية، لأن كل ظهور بالنسبة لي هو رسالة، وليس مجرّد صورة.
كيف تطوّر أسلوبكِ في عرض الأزياء منذ بدايتك؟ وما الذي تحرصين على إبرازه اليوم في كل جلسة تصوير؟

في البداية كنت أركّز على الشكل والتقنيات، لكنني اليوم أبحث عن الشعور في كل صورة. لم أعد أكرّر نفسي، بل أحرص على أن تحمل كل صورة طاقة مختلفة وحضورًا خاصًا.
ما أُركّز عليه اليوم هو إبراز شخصيتي، لا مجرّد ارتداء قطعة جميلة، لأن ما يميّز العارضة ليس شكلها فقط، بل الروح التي تنقلها الصورة.
أفنان ليست مجرد وجه جديد في عالم عرض الأزياء، بل صوت يحمل معه رسالة واضحة عن التنوّع، الصدق، والتمثيل الحقيقي للهوية السعودية المعاصرة. من خلال كل صورة، تسعى لأن تكون مرآة لذاتها ولجيل جديد من الشابات اللواتي يردن أن يُعرّفن الجمال بأسلوبهن الخاص، دون تنازل عن الأصالة أو القيم. تجربتها تُثبت أن الساحة الإبداعية في المملكة أصبحت أكثر انفتاحًا واستعدادًا لسماع أصوات تعبّر من القلب، وتُقدَّم بثقة ووعي.