خاص "هي": Alturk Twins توأمان ينسجان قصة هوية موسيقية سعودية معاصرة
في عالم يتقاطع فيه الإبداع الموسيقي مع الهوية والثقافة، تبرز التوأم الترك كثنائي سعودي ينسج ألحانه من الروح، ويعكس رؤيته من خلال كل نغمة وصورة.
دعاء ونداء الترك، الشقيقتان المبدعتان خلف هذا الاسم، تعملان كمبدعتين ومنتجتين موسيقيّتين. استطاعتا أن تخلقا مساحة فنية خاصة بهما، تمزج بين الأصالة والحداثة، وتُعبّران عن طموحات جيل جديد من الفنانين السعوديين. تتخصّص نداء في العزف على العود، بينما تبرع دعاء في تنسيق وتكوين المشهد الموسيقي العام. في هذا الحوار الخاص مع “هي”، تفتحان قلبهما للحديث عن البدايات، الأسلوب، العلاقة بالتوأم، والتأثير الذي تطمحان لتحقيقه من خلال الموسيقى.
كيف بدأت رحلتكما في مجال الإنتاج الموسيقي؟ وكيف أثّر العمل معًا كتوأم في مسيرتكما الإبداعية؟
كانت لدينا أسباب كثيرة لبدء رحلتنا في مجال الإنتاج والتوزيع الموسيقي تحت اسم Alturk Twins، ولكن السبب الذي نحب نشاركه مع العالم هو رغبتنا في أن تصل الألحان والأغاني التي نبدعها معاً إلى كل أنحاء العالم، وأن تلامس قلوب ملايين الناس، وتكون ملائمة لهم. من هنا انطلقت حكايتنا.
كيف أثّر العمل معًا كتوأم في مسيرتكما الإبداعية؟
كوننا توأماً يعمل بتناغم وانسجام، فإننا ندرك تماماً نقاط قوة بعضنا البعض، ونسمح لهذه النقاط بأن تزدهر وتبرز. هذا يشبه وجود عقلين وقلبين يعملان معاً في تناغم تام، مما يجعل العمل أكثر إبداعاً.
إذا كان بإمكانكما وصف صوت التوأم الترك بثلاث كلمات فقط، فماذا ستكون؟
صوت الروح في الأرض.
ما هي أكبر مصادر الإلهام لموسيقاكما — المشاعر، الثقافة، أم البيئة؟
بالنسبة لنا، تشكّل المشاعر والثقافة والبيئة معاً دائرة متكاملة تحيط بكيان التوأم الترك، ونعيش في وسطها. فهذه العناصر الثلاثة تتفاعل معاً بطريقة تنسجم فيها وتلهمنا لإنتاج أغانينا. لذلك لا يمكننا أن نقول إن أحدها هو المصدر الأكبر دون الآخر، فجميعها مهمة وأساسية بالدرجة نفسها.
كثنائي سعودي، كيف تدمجان تراثكما الثقافي في موسيقاكما مع الحفاظ على لمسة عصرية؟
نحن ندمج تراثنا الثقافي في موسيقانا من خلال استخدام آلة العود كعنصر أساسي في معظم الأغاني والمقاطع التي ننتجها. هذا الدمج يسمح لنا باستلهام مختلف الأنماط الموسيقية والثقافات التي نعشقها، سواءً كانت غربية أو عربية من مختلف الدول. ومع تنوع الألوان الموسيقية التي نحبها من بوب وهاوس وغيرها، كل هذا التكوين الداخلي ساعدنا على إنتاج موسيقى بأسلوب عصري خاص بكيان التوأم الترك، دون التقيد بنمط معين.
كيف ترون العلاقة بين موسيقاكما، الأزياء، والهوية البصرية التي تقدمانها؟
جميعها انعكاس لحقيقتنا وعن ما نحن عليه فعلياً، ويجسّد ما نحبه في الحياة وما نرغب في فعله وما نشعر بالشغف تجاهه. ونسعى لأن نكون على أكبر قدر من الصدق.
هل تعكس إطلالتكما الشخصية طبيعة صوتكما الموسيقي؟ وكيف يؤثر كل منهما على الآخر إبداعيًا؟
نعم، الأساس في أسلوبنا الشخصي وفي موسيقانا هو الحرية. أن يكون لدينا مساحة واسعة من الحرية في الأزياء، وفي الصوت، وفي الهوية البصرية، وفي أسلوب الحياة، وحتى في العقلية، كل ذلك يؤثر على طبيعة الكيان الموسيقي الذي نقدمه. فعندما ترتفع مستويات الحرية، ترتفع الإبداعات، وترتفع الأغاني.
كيف تحافظان على الانسجام الإبداعي كثنائي، مع إعطاء مساحة للنمو الفردي والهوية الشخصية لكل منكما؟
نحافظ على التناغم الإبداعي بيننا كثنائي من خلال تقبّلنا التام لاختلافاتنا، سواء في الشخصية أو العقلية أو الأفكار.
ونعمل على تمكين بعضنا البعض من خلال تعزيز نقاط القوة لدى كل منا. فعندما أرى لدى دعاء نقطة قوة، أقوم بدعمها، وهي تفعل الأمر نفسه معي.
هذه المساحة من التسامح والتقبّل والدعم تجعلنا أكثر انسجاماً، ليس فقط في حياتنا اليومية، بل أيضاً في كيان التوأم الترك.
ما هو نوع الأثر الذي تطمحان لتحقيقه من خلال موسيقاكما — ثقافيًا، فنيًا، أو شخصيًا؟
التأثير الذي نحققه في العالم هو تردد وليس فقط مجرد موسيقى. وهذا التردد يوقظ الآخرين على قوتهم الداخلية وعلى جمالهم وحقيقتهم.
تبدو رحلة التوأم الترك كمثال حقيقي على كيف يمكن للموسيقى أن تكون وسيلة تعبير تتجاوز الصوت، لتُصبح لغة متكاملة تعبّر عن الهوية، والمشاعر، والرؤية الفنية. من خلال المزج بين التراث والحداثة، وبين العفوية والاحتراف، تواصل دعاء ونداء بناء عالم موسيقي يعكس شخصيتيهما المتفردتين ويقدّم صوتًا سعوديًا حديثًا يحمل خصوصيته إلى العالم.