
من "كارليتو" إلى "لابوبو": حُلي الحقائب.. حكاية هوس يتجدد في عالم الموضة
هي صيحة بعيدة كلّ البعد عن المينيمالية أو ما يُعرف بالفخامة الهادئة، لكنها سرعان ما تحوّلت إلى أداة للتعبير الشخصي: إنها الإكسسوارات التي تزيّن الحقائب والتي لاقت رواجًا كبيرًا في الفترة الأخيرة وصولًا إلى موجة "لابوبو" التي اكتسحب الأسواق وأفخم الحقائب وعناوين الموضة.
عادت صيحة الإكسسوارات بقوّة إلى منصات عروض الأزياء عام 2024 فرأيناها لدى "ميو ميو" Miu Miu، "كوتش" Coach، "كلوي" Chloe، وغيرها من العلامات حيث ظهرت لأول مرة بأسلوب جريء، مع حقائب أنيقة مزينة بسلاسل وقلادات متدلية. في عام 2025، لم نرى مؤشرات على تباطؤ هذه الصيحة بل على العكس! وقد أتى اعتماد هذه الصيحة، بمثابة تمرد على التقاليد وإضافة لمسة من الشخصية في عالم يمكن التنبؤ به. ولم يقف الأمر عند تزيين الحقائب فحسب، بل رأينا أيضًا رواج إكسسوارات لتزيين القطع اليومية مثل الأحذية الرياضية والهواتف...

"لابوبو" Labubu صيحة تسيطر على ساحة الموضة
اليوم، تقود "لابوبو"، هذه الشخصية التي ابتكرها الفنان كاسينغ لونغ (Kasing Lung) وأطلقتها شركة "بوب مارت" (Pop Mart) الصينية، هذا التوجه العالمي. تباع "لابوبو" في "صناديق الحظ" (blind boxes) التي لا يعرف المشتري محتواها مسبقاً، مما أضاف إلى سحرها هالة من الغموض والإثارة، وجعل الحصول على التصاميم النادرة منها بمثابة كنز. وقد ساهم انتشار صورها على وسائل التواصل الاجتماعي، خاصة مع تزيينها لحقائب نجمات عالميات مثل ليزا من فرقة "بلاك بينك"، في تحويلها من مجرد لعبة إلى أيقونة في عالم الموضة يتهافت عليها الجميع.
قبل "لابوبو"... "كارليتو" "وحوش فندي" وغيرها من الإكسسوارات سرقوا الأضواء
لكن بالعودة إلى الوراء قليلاً، نجد أن فكرة تزيين الحقائب بإكسسوارات مميزة وغريبة ليست بالجديدة.
ففي عام 2013، بدأت موجة انتشار "وحش فندي" The Fendi Monster بسلاسل مفاتيح ناعمة تتدلى من حقائب فندي المميزة خلال عرض أزياء خريف وشتاء 2013. وفي كل موسم، عززت العلامة شعبية هذه الوحوش الصغيرة بتوسيع نطاقها. صُنعت هذه "الوحوش" من مزيج فاخر من فرو الثعلب والمنك، مع حزام جلدي وسلسلة مفاتيح فضية، وأصبحت بين ليلة وضحاها إكسسوارًا لا غنى عنه في عالم الموضة.


بعدها، أحدثت Fendi ضجة كبيرة بإطلاقها "كارليتو"Karlito ، وهو تعليقة من الفرو والجلد مستوحاة من إطلالة المدير الإبداعي الراحل للدار، كارل لاغرفيلد، بنظارته الشمسية السوداء الشهيرة وشعره الأبيض. شوهدت لأول مرة وهي تتدلى بأصابع عارضة الأزياء كارا ديليفين في افتتاح عرض الأزياء خلال أسبوع الموضة في ميلانو لخريف وشتاء 2014. بعد ذلك مباشرة، أصبحت هذه الإكسسوارات الصغيرة على قائمة الانتظار، وهذا ما زاد من جاذبيتها. لم تكن "كارليتو" مجرد تعليقة، بل كانت قطعة فنية فاخرة تجسد روح الدعابة والإبداع في عالم الموضة الراقية، وسرعان ما أصبحت قطعة مرغوبة بشدة بين المشاهير وعشاق الموضة، وتزينت بها حقائبهم كدليل على مكانتهم وتقديرهم لهذا الرمز.

إكسسوارات لويس فويتون تلاقي أيضًا رواجًا كبيرًا خصوصًا الإصدارات التي تحمل تعاونات مع فنانين والتي تختفي من الأسواق فوق طرحها فورًا. مثل هذه القلادة المبهجة على شكل زهرة الكرز، من الإصدار الثاني من مجموعة "لويس فويتون × تاكاشي موراكامي"، والتي تشعّ فرحًا بفرو صناعي بلون وردي منعش، مع حافة بلون نابض بالحياة تُحيط بالتصميم. صُمّم الظهر والحزام من جلد البقر المتناسق، بينما يُكمّل المشبك الذهبي اللون وحلقات الأحرف الأولى من لويس فويتون الإطلالة بلمسة معدنية مصقولة.

من جهتها، كشفت Loewe عن إكسسوار "الطماطم" المصمم من جلد العجل الكلاسيكي باللون الأحمر.

إن ظاهرة تعليقات الحقائب تتجاوز كونها مجرد صيحة عابرة. فهي تمثل رغبة متجذرة في التعبير عن الذات وتخصيص المقتنيات الشخصية. فكما كانت تفعل أيقونة الموضة جين بيركين في تزيين حقيبتها الشهيرة من هيرميس بكل ما هو شخصي وعزيز على قلبها، من الخرز إلى الأوشحة الصغيرة، لتجعل منها قطعة فريدة تروي حكايتها الخاصة، يستمر هذا التقليد اليوم بأشكال متجددة.
من "كارليتو" الأنيق الذي جسد أسطورة، إلى "وحوش فندي" الغريبة، وصولاً إلى "لابوبو" الظريفة والمخيفة في الوقت نفسه والتي غزت العالم، تثبت لنا حُلي الحقائب أنها أكثر من مجرد إكسسوار. إنها مساحة صغيرة للإبداع ووسيلة للتعبير عن الفردية، حكاية تتجدد مع كل موسم، لتؤكد أن عالم الموضة يتسع دائماً للمسة من المرح والجنون الأنيق.