تعرفي على أسلوب "السندويتش" في التنسيق مع منسقة أزياء "هي" الخاصة
هل لاحظتِ يوماً أن بعض الإطلالات تبدو متناسقة جداً ومريحة بصرياً، رغم بساطتها؟ وأن هناك قطعاً تتكرّر في الأعلى والأسفل بطريقة تجعل المظهر متوازناً وغير مبالغ فيه؟ السر هنا يكمن فيما يُعرف في عالم الأزياء باسم "أسلوب السندويتش".
قد يبدو الاسم غير معتاد في سياق الموضة، لكنه في الحقيقة من أكثر الحيل البصرية ذكاءً وسهولة. وهو من الأساليب التي يعتمدها العديد من خبراء التنسيق حول العالم، سواء في الإطلالات اليومية أو حتى في جلسات التصوير الاحترافية. فكيف يعمل هذا الأسلوب؟ وكيف يمكنكِ تطبيقه في تنسيقاتك اليومية؟ هذا ما سنكشفه لكِ في هذا المقال المفصّل.
ما هو أسلوب السندويتش في التنسيق؟
أسلوب السندويتش (The Sandwich Styling Method) هو قاعدة بصرية تعتمد على تكرار لون أو عنصر معين في الأعلى والأسفل من الإطلالة، مما يعطي نوعاً من التوازن الطبيعي في المظهر، ويجعل العين ترتاح عند النظر إلى الإطلالة ككل.
تخيّلي شكل "السندويتش": شريحتان من الخبز في الأعلى والأسفل، وبينهما الحشوة. في تنسيق الملابس، الجزء العلوي (مثلاً القميص أو الحجاب) يتطابق لونياً أو شكلياً كطبعة أو نقشة مع الجزء السفلي (مثل الحذاء أو البنطال)، بينما يكون الجزء الأوسط (كالتوب أو التنورة) بلون أو خامة مختلفة.
لماذا يُعتبر هذا الأسلوب ناجحاً؟
لأنه:
• يعطي تناغماً بصرياً: تكرار اللون في الأعلى والأسفل يربط أجزاء الإطلالة معاً بشكل متناغم.
• يساعد على تنظيم الإطلالة: حتى في حال تنوع الألوان أو الجرأة في إضافة الطبقات، يظل المظهر منسجماً بفضل هذا التكرار الذكي.
• يمنحك حرية التنويع في الوسط: يمكنكِ ارتداء قطعة أكثر جرأة أو نقشاً ملفتاً في الوسط دون أن تُربك الإطلالة.
• يناسب جميع أشكال الأجسام: لأنه لا يركز على إبراز منطقة معينة، بل يوازن بين الأطراف.
أمثلة تطبيقية على أسلوب السندويتش
دعينا ننتقل إلى الجانب العملي لتوضيح الفكرة أكثر. إليكِ بعض الأمثلة البسيطة والمحبّبة:
١. الأبيض في الأعلى والأسفل:
• القطعة العلوية: تيشيرت أبيض
• القطعة الوسطى: بنطال جينز أزرق فاتح
• القطعة السفلية: حذاء رياضي أبيض
هنا، تكرار الأبيض في الأعلى والأسفل (التيشيرت والحذاء) يضفي توازناً مع الجينز الأزرق، فيبدو المظهر متماسكاً دون الحاجة إلى إضافات كثيرة.
٢. الأسود مع ألوان دافئة:
• القطعة العلوية: جاكيت بني
• القطعة الوسطى: فستان أو بلوزة بلون مختلف
• القطعة السفلية: حذاء بني
هذا تنسيق أنيق لشتاء أو خريف، حيث يعمل الأسود كعنصر رابط بين الأعلى والأسفل، بينما يُضفي الفستان البني دفئًا وجاذبية.
٣. النقشة كمكوّن لأسلوب السندويتش:
• القطعة العلوية: جاكيت بنقشة معينة
• القطعة الوسطى: قميص بلون مختلف
• القطعة السفلية: تنورة أو بنطال بنفس النقشة العلوية
هنا لا يتم تكرار اللون بل النقشة، وهذا من التطبيقات المتقدّمة لأسلوب السندويتش، ويمنح الإطلالة لمسة من الذكاء البصري.
كيف تطبقين أسلوب السندويتش بذكاء؟
لكي تستفيدي من هذا الأسلوب بطريقة أنيقة وغير مكرّرة، اتبعي هذه النصائح:
1- اختاري لوناً أساسياً:
حدّدي لوناً واضحاً تريدين تكراره، مثل الأبيض أو الأسود أو البيج، أو لون مميز كالبرغندي أو الأخضر الزيتي.
2- اجعلي التكرار طبيعيًا:
ليس بالضرورة أن تكون القطعتان متطابقتين تماماً، بل يكفي أن تكونا من نفس العائلة اللونية أو يحملان لمسة مشتركة، كأن يكون الحجاب مطبوعاً بلون البنطال، أو الحذاء يحاكي درجة لون الجاكيت.
3- استخدمي الإكسسوارات كجزء من الأسلوب:
في بعض الأحيان، يمكن تكرار اللون عبر الإكسسوارات: كالحقيبة أو النظارات أو الحزام.
4- لا تنسي الوسط:
القطعة الوسطى هي التي تضيف البهجة أو الجرأة. اختاريها بخامة مختلفة، أو بنقشة مميزة، لتكون "الحشوة" التي تكسر الرتابة دون الإخلال بالتوازن.
هل يناسب أسلوب السندويتش كل الإطلالات؟
نعم، تقريباً. سواء كنتِ:
• تعتمدين ستايل كاجوال يومي.
• أو تتجهين نحو الإطلالات الكلاسيكية.
• أو تحبين التنسيق البوهيمي أو العصري الجريء.
فهذا الأسلوب قابل للتطبيق بمرونة، حتى في تنسيقات العمل، يمكنكِ الاستفادة منه لإضفاء لمسة احترافية على مظهرك من دون تعقيد.
أسلوب "السندويتش" في التنسيق ليس مجرد حيلة بصرية، بل هو فلسفة صغيرة تُعلّمك كيف تفكرين بإطلالتك بطريقة متوازنة ومدروسة. هو الأسلوب الذي يجعل الإطلالة تبدو وكأنها مصمّمة باحتراف، حتى لو اعتمدتِ فيه على قطع بسيطة ومألوفة. السر يكمن فقط في تكرار مدروس للعناصر، وربطها بشكل متناغم.
ففي عالم الأزياء، الجمال لا يكمن دائماً في المبالغة أو التعقيد، بل أحياناً في التفاصيل الذكية التي لا يلاحظها إلا من يتمتع بذوق راقٍ.
