مصممة الازياء مها أحمد

مها أحمد لـ"هي": كل مجموعة من Autonomie تبدأ بقصة أو رسالة... ونركّز على التصاميم الخالدة لتشعر المرأة بالثقة والتمكين

نادين منيّر

تقدّم علامة Autonomie  تمردًا هادئًا على كل ما هو متوقّع. بلمسة شاعرية، تدمج المصممة مها أحمد بين الأناقة الغريزية والطبيعة المتغيرة، وتُعيد ابتكار مفهوم ملابس السهرة لتتناسب مع المرأة العصرية التي تتحرك بانسيابية، وتعيش بحرية.

من خلال مجموعتها الجديدة لربيع وصيف 2025 بعنوان "الرقصة الأخيرة"، تأخذنا Autonomie في رحلة مفعمة بالحسّ والحركة. هنا، يتحوّل التصميم إلى وسيلة للتعبير عن الذات. مستوحاة من القوى غير المرئية التي تشكل عالمنا اليومي، من الريح إلى الضوء والنسيم، تُعد المجموعة بمثابة تكريم للحركة في شكلها الأكثر طبيعية وشاعرية. حيث يصبح الجسد كيانًا حرًا، يستجيب غريزيًا لإيقاع محيطه.

في هذه المقابلة الخاصة مع "هي"، تحدثنا مها أحمد عن بداياتها كمصممة، وعن فلسفة علامتها التي تمزج بين الاستقلالية، والهوية، والتصميم الواعي. نغوص معها في كواليس مجموعة "الرقصة الأخيرة"، لنتعرف إلى القصص التي تُحاك بين طبقات التول، والحرير، والقصّات المتدفقة، ونفهم كيف يمكن للحركة أن تتحول إلى أسلوب حياة، وللأناقة أن تعني أيضًا الحرية.

مها أحمد
مصممة الازياء مها أحمد 

قبل أن نغوص في تفاصيل Autonomie، هل يمكنك أن تخبرينا قليلاً عن رحلتك كمصممة. ما الذي جذبك إلى عالم الموضة في البداية وكيف تطورت رؤيتك مع مرور الوقت؟

لم أكن أرغب دائمًا في العمل في مجال الموضة تحديدًا، لكنني لطالما كنت شغوفة بالفنون، وتحديدًا الفنون التشكيلية. كنت أرسم وألوّن كثيرًا خلال فترة طفولتي. نشأت في بيئة فنية؛ والدتي فنانة وجدتي أيضًا كانت كذلك. كنا نذهب دائمًا إلى مدارس صيفية فنية كأطفال، أو كانت جدتي تجعلنا نرسم على الزجاج في أوقات فراغنا. بدأت شغفي بالموضة في أواخر سنوات المراهقة، ووجدت فيها وسيلة رائعة لتفريغ وتوجيه حبي للفن. هناك علاقة قوية بينهما، من حيث التكوين، والأشكال، والخامات، والملمس.

علامة Autonomie مبنية على أسس السرد القصصي، الهوية، والتصميم الواعي. كيف تتكامل هذه الركائز في عمليتك الإبداعية؟

كل مجموعة في "أوتونومي" تبدأ بقصة أو رسالة أرغب في إيصالها. ثم أبدأ في البحث عن الطريقة المثلى لترجمة هذه الفكرة بصريًا سواء من خلال الرموز، الألوان، الأقمشة، وكيف أخلق إحساسًا معينًا عندما يرى الشخص القطعة أو يرتديها. أما في ما يخص جانب "الوعي"، فهو متجذر في طريقة عملنا: نموذج عمل العلامة بالكامل يعتمد على الطلب المسبق، مما يقلل بشكل كبير من الهدر.

كيف شكّل إرثك المصري وحياتك في دبي نظرتك كمصممة وأثر على هوية العلامة؟

النشأة في القاهرة تعني التعرّف على الكثير من الأمور، من العمارة، والثقافة، والتاريخ. هذا يغذّي خيالك ويؤثر في عملك أو رؤيتك بشكل أو بآخر. أما دبي، فهي أكثر حداثة وعالمية. كمصممة، أعتقد أن التعرّض لتباين الثقافات أمر مهم لأنه يمنحك مصدر إلهام لا نهائي.

مجموعة Autonomie لربيع وصيف 2025 بعنوان "الرقصة الأخيرة"
مجموعة Autonomie لربيع وصيف 2025 بعنوان "الرقصة الأخيرة"

ماذا يعني لك "التصميم الواعي"، وكيف تطبّقين هذه الفلسفة في عملك؟

بالنسبة لي، التصميم الواعي يعني أن تحاول أن تكون مسؤولًا ومتفهمًا قدر الإمكان ضمن مجالك. نحن كمصممين لا نشجع ثقافة "الموضة السريعة". بل نركّز على قطع خالدة وعالية الجودة يمكن ارتداؤها مرارًا وتكرارًا. كما ذكرت، نظام عملنا يعتمد على الطلب المسبق ولا نحتفظ بمخزون. لذا، كل قطعة تُصنع من "أوتونومي" تكون مخصصة لشخص بعينه، ما يعني أننا نتجنب الإنتاج الزائد والهدر.

هل يمكنك أن تحدثينا عن مصدر الإلهام وراء مجموعة ربيع وصيف 2025؟ ما هي القصة التي تروينها هذا الموسم؟

"الرقصة الأخيرة" تتمحور حول التعبير عن الذات من خلال الحركة. كما هو الحال في جميع مجموعاتنا، نحاول دائمًا خلق رابط بين الفرد و"العالم الأكبر" الطبيعة. والطبيعة في حركة دائمة. رغم أن هذه المجموعة تركز على الرقص، إلا أن الحركة يمكن أن تكون بأي شكل، كرياضة، أو حتى نسمة هواء تُحرّك الأغصان. أشعر دائمًا بالراحة عندما أتحرك أو أراقب الطبيعة المتحركة. أجد في ذلك إلهامًا كبيرًا.

لقد وصفتِ المجموعة بأنها تتميز بخطوط قوية وتفصيل راقٍ. كيف توصلتِ إلى التوازن بين البنية والعملية في التصميم؟

أنا دائمًا أضع "امرأة أوتونومي" في ذهني عند التصميم، وأفكر في ما هو مناسب لها. لذا، نحن دائمًا نبحث عن قصّات مريحة ومناسبة، قد تكون مُهيكلة لكن في الوقت ذاته تمنحك شعورًا بالثقة عند ارتدائها.

مجموعة Autonomie لربيع وصيف 2025 بعنوان "الرقصة الأخيرة"
مجموعة Autonomie لربيع وصيف 2025 بعنوان "الرقصة الأخيرة"

هل كانت هناك خامات معينة، أو مراجع ثقافية، أو عناصر لعبت دورًا رئيسيًا في هذه المجموعة؟

استكشفت أشكالًا مختلفة من الرقص وجمالياتها، من الباليه إلى رقص القاعات وحتى الرقص الشرقي، لكني مزجتها جميعًا بطريقة خفية. على سبيل المثال، التول المستخدم في زي راقصات الباليه، التنانير الكبيرة وحجمها في الرقص الكلاسيكي، والسيولة والجرأة الموجودة في الرقص الشرقي.

Autonomie تخاطب المرأة العربية العصرية بشكل مباشر. من هي هذه المرأة في نظرك، وكيف تصممين بما يتناسب مع أسلوب حياتها وطريقتها في التفكير؟

امرأة "أوتونومي" واثقة من نفسها، أنيقة من دون تكلّف، لكنها تحب الأناقة وتحب أن تتأنق. أحاول دائمًا تصميم قطع تعزّز هذا الإحساس بالثقة، وتكون مريحة وفي الوقت ذاته راقية.

ما الذي يجعل مجموعة ربيع وصيف 2025 مميزة بالنسبة للمرأة في الشرق الأوسط وخارجه؟

لدينا هذا الموسم قصات مرنة ومتعددة الاستخدامات يمكن أن تناسب المرأة العربية كما الغربية. أيضًا، مع مجموعة الإكسسوارات المتنوعة، يمكن تنسيق الإطلالات بأسلوب رسمي أو كاجوال، أو حتى تعديلها لتكون أكثر احتشامًا بما يتناسب مع المنطقة.

مجموعة Autonomie لربيع وصيف 2025 بعنوان "الرقصة الأخيرة"
مجموعة Autonomie لربيع وصيف 2025 بعنوان "الرقصة الأخيرة"

ما الذي تأملين أن تشعر به النساء عند ارتداء قطع Autonomie؟

أن يشعرن بالثقة والتمكين.

ما هي الخطوة المقبلة لكِ ولعلامة Autonomie بعد هذه المجموعة؟

أسعى دائمًا لتطوير العلامة وتطوير نفسي أيضًا. لذا، سنواصل السعي لتوسيع حدودنا، والقيام بما نقوم به وأكثر. ونأمل أن تروا المزيد من الفعاليات والنشاطات الخاصة بـ"أوتونومي" قريبًا.