"سيلفيا فنتوريني"

سيلفيا فنتوريني لـ"هي": "فندي" تحتفي بالماضي وتصوغ المستقبل

مي بدر

هذا العام وفيما تحتفل دار FENDI بمرور 100 عام على تأسيسها، تتصدر "سيلفيا فنتوريني فندي" Silvia Venturini Fendi المشهد باعتبارها رمزا للاستمرارية والإبداع. فهي حفيدة مؤسسي الدار العريقة، وابنة أحد أعمدتها، وتجسّد روحها الحقيقية بمزيج نابض من الوفاء للأصول والجرأة في الابتكار. فعلى مدى العقود الماضية، لعبت "سيلفيا" دورا محوريا في رسم الهوية الإبداعية للدار، معززة مكانتها العالمية بتصاميم خالدة أبرزها حقيبة Baguette الشهيرة، التي تحولت إلى رمز يتخطى حدود الموضة، ولم يكن نجاحها وليد الصدفة، بل ثمرة إرث نسائي عريق، وحوار مستمر مع قيم الجودة والندرة والحرفية التي لطالما ميّزت" فندي" منذ بداياتها في مشغل صغير في روما. واليوم، بينما تنظر الدار إلى مستقبلها بعين تواقة إلى التطور، تواصل "سيلفيا" التمسك بجوهرها: الانفتاح على التغيير مع الحفاظ على أصالة الجذور، والإبداع مع احترام التقاليد، والمرح الذي يجعل من الفخامة تجربة حية نابضة بالحياة. في حواري الخاص معها تتحدث "سيلفيا" عن مشاعرها الشخصية حيال هذه الذكرى المئوية، وتكشف عن علاقتها العميقة بالإرث العائلي، ورؤيتها للمستقبل، وتعريفها الحديث للرفاهية في عالم سريع التحول.

Silvia Venturini Fendi
Silvia Venturini Fendi

خلال أسبوع الموضة في ميلانو، وخلال تقديمها لعرض خريف وشتاء 2025-2026، أعادت "سيلفيا" إحياء ذكريات "فندي" العريقة أمام جمهور غفير في منطقة "فيا سولاري" في ميلانو، مستعيدة ذكرياتها الأولى بالمشي على مدرج العروض في السادسة من عمرها، وهي ترتدي زيا للفروسية من تصميم "كارل لاغرفيلد"، وكانت المفاجأة ظهور الطفلين التوأمين اللذين يبلغان السابعة من العمر "داردو"، و"تازيو" في بداية افتتاح العرض، وهما حفيدا المؤسسين، علما أن والدتهما، مصممة المجوهرات "دلفينا"، هي من صممت أساور سلسلة الثعبان، والأقراط البراقة في العرض.

ما الذي يعني لك احتفال FENDI اليوم بمرور 100 عام على تأسيسها، خلال هذا العرض الرائع؟

على المستوى الشخصي، أشعر بفخر كبير لأنني حاضرة هنا للاحتفال بهذه الذكرى. هذا العرض يعني لي الكثير، فهو يمثل لمحة إلى الماضي ونظرة سريعة إلى المستقبل. يتحدث عن خمسة أجيال من عائلة "فندي"، من المتجر التاريخي والمشغل الخاص بجديّ، إلى حفيديّ وهما يفتحان باب العرض وكأنها دعوة لاستراق النظر إلى المستقبل.

Silvia Venturini Fendi

 "فندي" متجذرة بعمق في مفهوم العائلة. كيف أثر هذا الإرث العائلي المتوارث عبر الأجيال في رؤيتك الإبداعية على مرّ السنين؟

FENDI تعني العائلة. ولا شك أن هذا الشعور بالانتماء والحوار المستمر هو أمر جوهري بالنسبة لنا. إذ يمكن لأي شخص أن يدرك أن عائلة مختارة تقف اليوم خلف كل ما تقوم عليه الدار، وإن لم تعد العائلة المؤسسة هي التي تدير الأعمال. أتذكر كيف كنت أقصد المشغل في صغري، وأشاهد والدتي وشقيقاتها وهن يعملن مع "كارل". وقد كان لكل فرد من أفراد عائلتي، وكل فرد من عائلة "فندي" المختارة، دور في مساعدتي لأقدر قيمة الندرة والجودة، واللمسة الإنسانية في المنتجات، وهو ما شكل هويتي الإبداعية التي أمتلكها اليوم. فقد جرى توارث جوهر دارنا من جيل إلى جيل.

ما القيم أو التقاليد التي ورثتها عن والدتك وجدتك وما زالت تؤثر في العلامة حتى اليوم؟

 قصة "فندي" في جوهرها قصة خاصة بالنساء؛ فقد كانت لجدتي خمس بنات، ولوالدتي ثلاث. في المنزل كان هناك تبادل أدوار متقدم جدا لزمنه، ولا يزال يجسد بالنسبة لي مثالا أعتز به كثيرا. لطالما استقيت الإلهام من تاريخ النساء في عائلتي، وفي مقدمتهن جدتي، ووالدتي "آنا"، وشقيقات "فندي" الخــمــــس. ربـــمــــا ســـــرتُ على خطى النساء القويات في عائلتي، اللواتي قدمن، من خلال الإبداع، رؤى جديدة وواكبن التغييرات في المجتمع، بل وأسهمن في تفسيرها.

 كان لك دور محوري في صياغة الهوية الجمالية الفنية للدار، ولا سيما الإكسسوارات مثل حقيبة Baguette. ما أكثر مصادر الإلهام التي تستمدين الوحي منها أثناء عملك على التصميم والابتكار؟

 مع حقيبة Baguette، حدث معي أمر أشبه بضروب السحر. أعتقد أنه من الصعب لما جرى أن يتكرّر، فهي لحظة تأتي مرة واحدة في العمر. كان يوما مميزا حين صممت هذه الحقيبة؛ وكأن القدر رسم لي الطريق وكان الحظ حليفي.

Silvia Venturini Fendi

 كيف تقيمين هذا التوازن ما بين الاحتفاء بإرث "فندي" والدفع بالعلامة التجارية إلى الأمام نحو آفاق جديدة ومعاصرة؟

 نحن نعرف حق المعرفة ما هي "فندي"، وتراثنا قوي وواضح بالنسبة لنا ولعملائنا، ومع ذلك، يجب أن نستمر في التطور، وأن نكون منفتحين على التغيير. هدفنا هو الابتكار مع الحفاظ على رؤية "فندي"، والحفاظ في الوقت نفسه على تقاليدنا وحرفيتنا، وإضفاء لمسة مرحة في كل مرة.

لربما نصنّف كدار عريقة لها تاريخ كبير، لكن عندما نشهد كيف تتغير الأمور من حولنا، نكون دوما مستعدين للمخاطرة وهذه النظرة جزء من جوهر FENDI.

 هل لديك أي تصور حول كيفية تطوّر FENDI خلال المئة عام المقبلة؟

لا أصدق أنني سأصبح أنا نفسي جزءا من الأرشيف خلال مئة عام! لطالما كانت "فندي" تنظر بعين إلى الماضي وعين إلى المستقبل، تماما مثل الروماني القديم "يانوس" ذي الوجهين، والذي يُعد رمزا من رموز الدار. وفي المستقبل، سنواصل المسيرة كما فعلنا دائما، نواجه التحديات الجديدة بالفضول والانفتاح نفسهما، هذا هو السر: أن نبقى منفتحي الذهن دائما.

 Fendi

Fendi

Fendi

ما الذكرى المفضلة لك مع FENDI، سواء على منصّات العروض أو في المشغل أو مع عائلتك؟

عندما كنت في السابعة من عمري، دخلت هذا العالم وتم تصويري وأنا أرتدي زيّ الفروسية الذي صمّمه "كارل لاغرفيلد"، والذي يمكن رؤيته اليوم على دعوة عرض الأزياء لموسم خريف وشتاء 2025-2026. في ذلك الوقت، شعرت بالعاطفة التي تربطني بالموضة والإثارة التي ترافق العمل في هذا المجال. كانت تجربة عاطفية عميقة حين وقعت في حب "فندي"، وقررت أنني يجب أن أكون جزءا منها.

إذا كان بــــــإمكـــانـــــك التــــحدث إلى مؤسسَيْ FENDI اليوم، فماذا ستقولين لهما؟

أحب أن أعتقد أن جدتي "أديل" ستكون سعيدة لرؤية ما وصلنا إليه اليوم.

ماذا تعني لك "الرفاهية" اليوم؟

 أعتقد أن مستقبل الرفاهية يكمن في التوازن المثالي بين التراث والابتكار. فالعلامات التجارية التي تتمتع بهوية راسخة وقادرة على التطور هي التي ستزدهر مع مرور الزمن، ولا سيما في هذا العصر الذي بات فيه المستهلك يمتلك كل شيء. لذلك فإن الهدف يكمن في الحفاظ على صلة العلامة بحياة الناس، اليوم، وغدا، وفي السنوات المقبلة أيضا.