
أناقة الماضي تحكم الحاضر... لماذا تهيمن الإطلالات الفينتاج على مهرجان كان؟
مهرجان كان ليس مجرد حدث سينمائي، بل منصة للموضة بكل أبعادها. وفي السنوات الأخيرة، لم تعد السجادة الحمراء مسرحاً حصرًا للإطلالات الجديدة من مجموعات الكوتور الأخيرة. بل بدأنا نلحظ ظاهرة لافتة: عودة قوية للإطلالات الفينتاج، خصوصاً خلال مهرجان كان السينمائي، الذي تحوّل إلى منصة تحتفي بالأناقة الكلاسيكية والقطع الأيقونية.
تعكس الإطلالات الفينتاج انسجاماً بين سحر الماضي وحداثة اليوم، وتُعيد تعريف الفخامة بأسلوب مسؤول وشاعري في آنٍ واحد. ومن المرجح أن يستمر هذا الاتجاه، لا كموضة عابرة، بل كثقافة تختار التأنّي، الحرفية، والقيمة المعنوية على البريق المؤقت.
رسالة وعي واستدامة
في عصر تتزايد فيه الدعوات نحو الموضة المستدامة، أصبحت إطلالات الفينتاج طريقة أنيقة وراقية للتعبير عن الوعي البيئي دون المساومة على الجمال أو الرفاهية. ارتداء فستان أرشيفي يحمل توقيع دار أزياء عريقة هو بمثابة إعادة إحياء لتصميم خالد، بدلًا من إنتاج قطعة جديدة قد لا تُرتدى إلا مرة واحدة.
كل قطعة تحكي قصة
الفينتاج ليس مجرد فستان قديم، بل هو قصة. فستان ارتدته نجمة في الثمانينات أو تصميم نادر من أرشيف دار أزياء عريقة، يضيف بعدًا تاريخيًا وثقافيًا إلى الإطلالة. وهذا ما يجعل مهرجان كان، بمكانته الفنية وتاريخه العريق، المكان المثالي لظهور هذه القصص المرئية.
تفرد لا يُضاهى
لا شكّ أن الإطلالات الفينتاج توفّر عنصر التميّز والتفرد. فبخلاف الفساتين الجديدة التي قد تتشابه بين النجمات، فإن القطع القديمة غالباً ما تكون نادرة أو فريدة، مما يجعل الإطلالة استثنائية ولا تُنسى.
كذلك فإن العديد من دور الأزياء باتت تعيد تنظيم أرشيفاتها، وتسمح للنجمات بالوصول إليها، مما يمنح القطع حياة جديدة. كما تساهم هذه الإطلالات في تسليط الضوء على حرفية الماضي وتاريخ العلامة.
تأثير النجمات ومنسقو الأزياء
نجمات مثل زيندايا ومنسّق أزيائها Law Roach، ناتالي بورتمان، وكيت بلانشيت تبنين شخصياتهن على السجادة الحمراء حول إطلالات تعكس عمقًا وأناقة خالدة، مما يدفع جمهور الموضة إلى تبنّي الاتجاه ذاته. كما أن دور منسّق الأزياء أصبحت أكثر وعيًا بأهمية الإطلالة من حيث الرسالة وليس فقط المظهر.
أبرز إطلالات النجمات بتصاميم فينتاج في مهرجان كان السينمائي
ناعومي كامبل
أعادت ناعومي كامبل العام الماضي ارتداء فستان شفاف من "شانيل" هوت كوتور من مجموعة ربيع وصيف 1997، وهو نفس الفستان الذي ظهرت به على منصة العرض قبل 28 عامًا.


ليلي-روز ديب
ارتدت ليلي-روز ديب عام 2023 فستانًا قصيرًا مرصعًا بالترتر من شانيل، يعود إلى التسعينات، كانت قد ارتدته العارضة كريستي تورلينغتون سابقًا.

بيلا حديد
إطلالات عارضة الأزياء "بيلا حديد" كانت أيقونية على السجادة الحمراء في عامي 2021 و2022، ومن بينها اختيار فستان من تصميم Jean Paul Gaultier باللونين الأبيض والأسود سبق لعارضة الأزياء Naomi Campbell أن أطلت به على منصة العرض عام 2002. وفي العام التالي تألقت بيلا بفستان أسود من أرشيف Gianni Versace يعود إلى عام 1987.

بينيلوبي كروز
ظهرت بينيلوبي كروز عام 2018 بفستان أرشيفي من شانيل في عرض فيلم "Everybody Knows"، يعكس أناقة خالدة.

كيت موس
ظهرت كيت موس عام 2016 بفستان فينتاج من تصميم هالستون، يتميز بقصة كتف واحدة ولون أحمر جريء، مستوحى من أناقة السبعينات.

أليكسا تشانغ
إطلالة "اليكسا شانغ" Alexa Chung في مهرجان كان السينمائي ما زالت محفورة في أذهاننا، خصوصًا فستانها الأبيض الذي حمل توقيع Balenciaga ويعود إلى سنة 1960، وقد اختارته لحضور العرض الأول لفيلم Sleeping Beauty.

ميشيل ويليامز
عام 2008، ارتدت ميشيل ويليامز فستانًا فينتاج من شانيل في عرض فيلم "Adoration"، يتميز بتفاصيل دقيقة وأناقة خالدة.

أنجيلينا جولي
في عام 2007، خطفت "أنجيلينا جولي" الانظار بفستان كوتور من تصميم دار Balmain من عام 1950. وتألقت إلى جانب النجم "براد بيت" في العرض الأول لفيلم "Un cœur invaincu" بفستان ميدي من الدانتيل الأسود تميّز بحزام عريض يحدد الخصر.

كيرستن دانست
تألقت كيرستن دانست عام 1996 بفستان أصفر من ديور يعود إلى خمسينات القرن الماضي، يعكس أناقة كلاسيكية مفعمة بالأنوثة. تميّز التصميم بأكمامه القصيرة والتنورة الـA line مع الكسرات، ونسّقت معه حزامًا معدنيًا باللون الذهبي.

تُظهر هذه الإطلالات كيف أصبح مهرجان كان منصة للاحتفاء بالأزياء الفينتاج، حيث تعكس هذه القطع الأرشيفية التزام النجمات بالاستدامة والتميّز، وتُبرز الحرفية والتاريخ الغني لدور الأزياء العالمية.