
أسبوع باريس للكـوتور ما بين التطرف والكمال الاندماج والاستعراض... حرفة الأزياء الراقية في أوج إمكانياتها
الموسم الأكثر فخامة والأشد استعراضاً، بعملائه الحصريين وعشاقه المترقبين..أسبوع باريس للأزياء الراقية لـموسم ربيع و صيف 2024 يتأرجح ما بين ثيمات متطرفة و يستقر في جماليات حادة كما أتى بأكثر المجموعات وعروض الأزياء أهمية حين أعادنا بأسلوبه القصصي و استعراضه المسرحي لعقد التسعينات حينما اعتلوا "مكوين" و "غاليانو" عرش الفخامة الاستعراضية..مع مجموعة دار "ميزون مارجيلا" للأزياء الراقية.
اكتظ تقويم أسبوع باريس للأزياء الراقية بأسماء المصممين المُقرر عرضهم لمجموعاتهم الجديدة وتعاقب أوقاتها المتسارعة مما شكل أسبوع من التشبع الفني والحرفة التامة التي تحرك المشاعر وتعلن بإتقانها الفروقات الجسيمة التي تميز هذا الوقت الذهبي الذي يأتي مرتين سنوياً عن أي وقت آخر في تقويم الموضة.
على الرغم من كثرة المجموعات المثيرة للاهتمام والتي نجحت للوصول للجماهير المستهدفة إلا أن هنالك مجموعات تخطت حدود العلامة واكتسحت الساحة بتميز موضوعها وفرادة تنفيذها، في هذا التقرير نُسلط الضوء على أبرز المجموعات التي لمعت خلال أسبوع باريس للٰكوتور ولربما سُجلت في تاريخه لأهميتها الفنية والثقافية.
تدشين أسبوع باريس للكوتور بنغمة سيريالية يعزف أنغامها المدير الإبداعي الأمريكي "روزبيري" للدار الفرنسية "سكابريلي"
كتقليد رصين كرصانة تقاليد الأزياء الراقية ذاتها، أصبحت افتتاحية أسبوع الكوتور من صالح "سكابريلي" الذي في هذه المجموعة يُقدم عدة موضوعات وثيمات متضاربة يكمن تداخلها في الخط الفكري الذي حاكه المدير الإبداعي "دانيل روزبيري" لـمجموعة ربيع وصيف 2024، نابع من تحدي المفهوم والقوة المتنامية للذكاء الاصطناعي ومقاومته بالإبداع الانساني وأبعاده اللامحدودة.
فتأرجحت المجموعة الفنية مابين السيريالية لاستكشاف أكواد الدار والغوص في الأرشيف وإعادة تفسير تصاميم أيقونية كفستان الهيكل العظمي من عام 1938 الى الكائنات الفضائية والعالم الإلكتروني والرجوع الى خلفية المصمم الأمريكية من عمق ولاية تكساس وثقافة رعاة البقر.
كعادة "سكابريلي" القادر من خلال مجموعاته بتحريك الرأي العام وإشعال العناوين الإعلامية، مشت العارضة "ماجي مورير" على أرضية القصر الصغير وهي تحمل طفل صغير مكون بالكامل من شرائح وأقراص وقطع الكترونية كما استكشف المفهوم بفستان كامل أطلق عليه "اللوحة الأم".
تكللت المجموعة المُكونة من 32 إطلالة على تشبع في التفاصيل الدراماتيكية و التنفيذ المعقد و الصور الظلية الاستثنائية التي عند البحث عن المغزى وراءها نصل الى الاستنتاج نفسه، وقوف "روزبيري" في وجه الذكاء الاصطناعي و يضعه في حلبة المقارنة..فمن انتصر؟
من رأيي أنه لا يمكن للذكاء الاصطناعي توليد تاريخ وُجد قبل تكوينه واستعماله كمرجع تبنى عليه قوة الاستلهام الابداعية المُترجمة في عالم من إعادة التفسير والبناء الخلاق المستقل.




الأناقة الدراماتيكية والأحجام الضخمة والألوان الرومانسية.. عالم من الخيال من وحي Giambattista Valli وحديقته للكوتور لـربيع وصيف 2024 للأزياء الراقية
لو كان أسبوع باريس للأزياء الراقية قصر لكانت مجموعة دار "جامباتيستا فالي" حديقته.
ختم المصمم الايطالي اليوم الأول من أسبوع باريس للأزياء الراقية وانهاه على نغمة جمالية وشاعرية مليئة بالمشاعر الرقيقة والملهمة التي تأتي عادةً بعد التأمل في قصيدة رومانسية، ولكن في "جامباتيستا فالي" كانت هذه القصيدة الفساتين الضخمة وكان محورها الذي ملئ السطور هو الطبيعة وأجمل ما بها، الزهور والورود.
افتتحت المجموعة إطلالة تنبئ بصورة حرفية عن مصدر الإلهام خلف المجموعة بـBodysuit مخملية باللون الأسود بصدر و قصة عنق و أكتاف مغطاه بالكامل بالورد الأبيض بحجمه الفعلي، مصفوف ليملأ المساحة و معظم الجانب العلوي من الإطلالة المتموضعة على القلب كما لو كانت صورة مجازية وجمالية لإزهار القلب.
الورد والزهور والطبيعة تحمل ثِقل ومفهوم الجمال غير الملموس والذي يحتوي على صفات وعوامل غير مثالية تجعله جميل بطبيعته، وهذا ما ركز عليه المصمم في مجموعة ربيع وصيف ،2024 الأطوال غير المتناظرة وحاشية الفساتين غير المتماثلة يدل على اهتمامه بالتفاصيل وانجذابه للمعاني التي تجعل الطبيعة أجمل ما في الوجود.
كان هناك توازن متناهي الجمال في تقديم العناصر الخيالية بالأحجام الدراماتيكية والقوام المُحدد، فتضاربت القيمتين في أغلب الإطلالات ما بين الخصر المنحوت والتنانير العملاقة التي جعلت المجموعة بأكملها بمثابة إطلالات وتفسيرات مختلفة لفساتين العرائس، ساحرة وضخمة ورومانسية.




من نعومة رمال الصحراء وأحجام كثبانها الترابية وشاعرية جوها المتأرجح ما بين أشعة الشمس الحارقة وحلكة الظلام.."ستيفان رولاند" يقدم مجموعة ربيع وصيف 2024 للأزياء الراقية
فدم المصمم الفرنسي "ستيفان رولاند" مجموعته الجديدة لـربيع وصيف 2024 للأزياء الراقية، مستوحاة من الصحراء وكثبانها وجماليتها الغامضة حيث اكتسحت لوحة ألوان المجموعة الظلال الترابية والأقمشة الخفيفة الحريرية. وبلفته نبيلة واتباعاً لتقليد قاعة الموسيقى في باريس حيث
يقدم الفنانون المشهورون مسرحهم كعمل افتتاحي للشباب المتعطشين لتقديم فنهم الخاص.
قبل عرض أزياء الهوت كوتور لـ"ستيفان رولاند" قدم
20 طالبًا تصاميمهم من الفصل الأول من كليات Institut Français de la Mode و Esmod.
عَمَ جو من الغموض والشاعرية على المجموعة المُقدمة على خشبة المسرح والتي تخلى بها المصمم عن أسلوبه المُعتمد وهويته الفنية القائمة على الخطوط الهندسية والحس المعماري الذي لطالما ما تقاطع مع فخامة الكوتور وحرفتها وأقمشتها الثرية.
فكانت النتيجة استكشاف من وحي الخيال لإطلالات صحراوية ساحرة، فرأينا تدرج الإطلالات من الدرجات الدافئة متوسطة الدرجات الى الظلال الداكنة وغموض صفاتها.




في أسبوع باريس للأزياء الراقية يتلاعب المصمم الأسطوري "أرماني" بالـكوتور ليوسع معانيه ويكسر دائرة إلهامه لِيخاطب امرأة العالم من الغرب الى الشرق
في اليوم الثاني من أسبوع باريس للكـوتور ختم المصمم الإيطالي جدول اليوم بمجموعة سابقة من نوعها في سيرته المهنية حيث أراد أن يُظهر جانبه المرن والمَرح في هذه المجموعة التي أطلق عليها Haute Couture en Jeu.
تمثل مجموعة "أرماني بريڤيه" لـربيع وصيف 2024 تلاعب ولحظة من التهرب بالتعلق بمفهوم أو ثيم واحد.
وتَظهر رغبة "أرماني" في التحرر من التقاليد بعد 19 عامًا من تأسيس خط Privé الخاص به. هذه العبارة، بمعناها المزدوج المتمثل في "وضع الأزياء الراقية في اللعب" و"الأزياء الراقية تستمتع باللعب" تلخص شجاعة المصمم، والمجازفة، والابتعاد عن أسلوبه المميز.
بأسلوب "أرماني الحقيقي" تستوحي المجموعة الإلهام من الثقافات المختلفة، من الغرب إلى الشرق، لتمثل حلم المرأة التي تتأثر بكل مكان تزوره.
مزيج من الألوان المائية الرائعة والشاحبة والناعمة حيث تُضاء الإطلالات ببريق التطريز، مما يخلق أزياء مرحة وخفيفة.
لم تكن هذه المجموعة سوى شهادة على إتقان المصمم الخالد وإبداعه الجريء حيث أظهر أرماني في عمر 89 عامًا حدة وحيوية تأتي من خبرة رصينة وبمكانته في صرح الموضة ومشهد الأزياء الراقية التي تُمكنه هو فقط بكسر القوانين التي وضعها ليُعيد تعريفها لمجموعة واحدة وموسم واحد، فتصاميم "أرماني" لكل مكان وزمان.
أما المجموعة، مكونةً من 92 إطلالة، وُسع بها "أرماني" حدوده الجغرافية للإلهام وابتعد عن اختيار موضوع فردي وسلط الضوء على التحرر من القيود الإبداعية والشمولية مما يمثل خروجاً عن نهجه المعتاد.
من الكيمونو الى الساري، البِدل الأنثوية والفساتين الفخمة..جميعها تطرق لها "أرماني" بسلاسة غير مسبوقة وكأنه يُحيك خيط متصل رغم توسع نسيج إلهامه.
تأرجحت المجموعة ما بين الصور الظلية الرقيقة الى الضخمة، والتفاصيل الهادئة الى البارزة، كلاسيكية التصميم وتعقيد الحرفة التي جميعها تعكس تنوع "أرماني" وتقع تحت لمسة ومنظومة العملاق الإيطالي وحِسه الذي لا يضاهى في التصميم.




لمجموعة "جان بول غوتييه" لربيع وصيف 2024 للأزياء الراقية تقدم المصممة "سيمون روشا" تقاطع فني يجمع الإرث بالتفرد
دعا المصمم المُعتزل "جان بول غوتييه" المصممة الأيرلندية "سيمون روشا" لتكون الضيف السادس الذي يحمل شرف تقديم مجموعة من الأزياء الراقية تحت اسم المصمم الفرنسي العملاق.
لربما يعتبر من أحد أعظم أحداث الموضة التي نشهدها في عصرنا هذا هو خُطة الكوتور المبتكرة لـ"جان بول غوتييه" الذي يُقدم مديراً إبداعياً جديداً لتولي قيادة وتصميم مجموعة لكل موسم من مواسم الـكوتور.
فينتج عنها إعادة تفسيرات لا حدود لها، واندماج ممتع لوجهات نظر التصميم تصطدم وتصطف على مر السنين ما بين التاريخ المُوثَق والموهبة الحديثة التي تُشيد بها. لكن الهدف النهائي هو تكريم لأحد أشهر مصممي الأزياء في باريس "الفتى الشقي" لعالم الموضة والأزياء الباريسية.
اندمجت هوية "روشا" الواضحة بأكواد "غوتييه" برقة متناهية تشبه لحد كبير قماش التل الذي وظفته المصممة الشابة ليكون النسيج المُتسيد في هذه المجموعة الأثيرية.
حمالات الصدر المخروطية والخطوط المُقلمة البحرية اتخذت اتجاه ناعم مُغاير حيث فسرته بالشرائط الحريرية.
أما لوحة الالوان فكانت تشع دفئاً بروح رومانسية تحمل أنوثة "روشا" وأرشيف "غوتييه" الأيقوني من المشدات الحسية، البيج الدافئ، والأسود، والأبيض، والعاجي، والألوان الحمراء العاطفية. ويبدو أنها أيضًا تعكس تلك الاستعارات الأنثوية والدلائل الفيكتورية. وكان من الواضح بشكل خاص المهارة الاستثنائية والحرفة العبقرية في تنفيذ الملابس. التطريز بالخرز، وهو عنصر أساسي في قاموس Simone Rocha، واتى في المجموعة بصورة أكثر رقة من أي وقت مضى، على شكل زهور فضية تزين صدر الفستان وتزين حواف قبعات البحارة المميزة من Gaultier.




في باريس: المصمم الإيطالي "بييرباولو بيتشولي" يُقدم البساطة الصارخة ودرس في تناقض الألوان مع لمحة من الكوتور القديم لمجموعة الدار الإيطالية "ڤالنتينو" للأزياء الراقية Valentino Spring 2024 Haute Couture Collection
في باريس وفي Place Vendôm الساحة الباريسية التاريخية المُستقرة في دورها كمركز للموضة والرفاهية وتاريخها العريق في احتضان الفخامة وألمع المصممين،
قدم المدير الإبداعي "بييرباولو بيتشولي" مجموعة Valentino لـربيع وصيف 2024 للأزياء الراقية تحت عنوان “Le Salon” حيث اتخذ عرض الأزياء موقعه في اتليه الدار وسجاده البنفسجي.
وهذه هي المرة الأولى التي تختار فيها "فالنتينو" العرض داخل صالون الأزياء الراقية في باريس.
تحتفل المجموعة بمبدأ يستمر المصمم الإيطالي بتبنيه حيث يعيد تعريف ماهية الأزياء الراقية بحرفتها والتي تكون بأعلى حالتها عندما تتحقق صعوبة التقنيات التي تكللت لصنعها مع خِفة وزن التصميم النهائي وبساطة تنفيذه وكأنه اتخذ اتجاه أقل جهد وأقل تكلف ليعطي العميل أعلى مستويات الراحة، بينما الواقع التقني مختلف تماماً.
تجسد هذا المفهوم بمجموعة كبيرة من الإطلالات التي تمركزت حول تقديم قِطع محورية وكلاسيكية بطابع "فالنتينو" وأسلوب "بيتشولي" من الجاكيتات والبلايزرز والفساتين والمعاطف التي نُسقت ببعضها البعض بتناقض الألوان وتضادها المُنسجم، فلطالما عُرف المدير الإبداعي بشغفه بالألوان وموهبته في تنسيقها ودمجها وتقديم معزوفة شاعرية تعزف على نغمة الظلال والألوان المميزة.
تميزت المجموعة بتواضعها الواقعي بعيداً عن خيال عالم الكوتور، فما أراد أن يخاطبه المدير الإبداعي هو خَلق مجموعة استثنائية و محاكية للاحتياجات العميل الحقيقية في الحياة اليومية خارج الحفلات المسائية و المناسبات الفارهة، أراد أن يعرض و يُفسر ما تبدو عليه خزانة متكاملة من الأزياء الراقية التي تُغطي جميع المناسبات..وأغلب ظروف الحياة.
تنبض المجموعة بروح من البساطة الصارخة في التصاميم البسيطة والمنطقية وألوان الدار الاستثنائية، ولكنها أيضاً قابلت البساطة بما يعادلها من التعقيد، فرأينا انغماس "بيتشولي" في عالم الأنسجة الدراماتيكية، من الفرو والكشكش والمعاطف الضخمة وملمسها الفريد.




العناصر الطبيعية والرعب.. المفاهيم التجريدية يترجمها "روبرت ون" بالأزياء الراقية في مجموعة ربيع و صيف 2024
لمجموعته الثانية التي تعتلي التقويم الرسمي للأزياء الراقية، يُقدم المصمم الشاب مجموعة مُهيبة تناقش ثيمات مُظلمة في اتجاهه الى الرعب و مواضيع تجريبية لاستلهامه من العناصر الطبيعية كالماء و النار وآثارهم التخريبية التي بعينٍ تجريدية..تتحول الى فن.
كانت الإطلالة الافتتاحية ثوب سهرة أسود طويل، مطرزًا بالكريستالات المتلألئة التي أضفت تأثير مذهل مع كل حركة وتغيير في الإضاءة حيث بدت الكريستالات المتناثرة وكأنها قطرات من المطر المنهمر التي استقرت على القماش العازل لتُزينه.
وبحرارة النار المُشتعلة، ظهرت بعض الإطلالات والفساتين الرقيقة وكأن النار المُندلعة أَضَّرت القماش الرقيق لتعطيه المظهر التفكيكي واللمسة الدراماتيكية المسرحية يمكن استشعارها في الثُقوب التي تخللت القبعات المصاحبة للإطلالات.
عززت أغطية الوجه تجريد العديد من الاطلالات من إنسانيتها. كانت إحدى أطقم الزفاف الخاصة به مطرزة بالكريستال لتشبه بقع الدم المتلألئة حديثًا. وكان المعطف مغطى بشظايا الزجاج الخشنة التي أوضح المصمم "إنها مستوحاة مما تفعله من أجل الحب، فهي التضحية بكل شيء". وفي الوقت نفسه، كانت التصاميم الشبيهة بالدروع المصنوعة من الساتان المهيكل بشكل كبير مستوحاة من وفاة جدة المصمم.




كشف "آشي ستوديو" عن مجموعته الجديدة للأزياء الراقية وبالقيمة الشعرية لهويته الفنية.. قَدم إطلالات كصفحات تعزف على نغمات الفن والأدب الياباني
في الغرف المتعددة بفندق "منى بسمارك" قدم Ashistudio مجموعة الأزياء الراقية لربيع 2024 بعنوان "منحوتات الحبر" ومع ظهور الإطلالة الأولى من الأبواب الخضراء المزدوجة الباهتة، ساد شعور مُهيب من الغموض في الجو.
تكونت الإطلالة السوداء من القماش اللامع والصورة الظلية المنحوتة لدرجة الكمال التي تم تنعيمها بواسطة شال أوبرا من الكريب الأسود مزين بـRaffia حادة الذي التف حول العارضة، وقد شَكلت البدلة الدلالة الصريحة لما ينص عليه عنوان المجموعة حيث الخطوط المصقولة والمنحوتة هي صورة ظلية غارقة في الظلام الخالص ولامعة مثل الحبر السائل الذي ينتظر خُلوده في مرحلة الجفاف.
أظهرت المجموعة براعة التصنيع وهوية التصميم من خلال التقنين، حيث تألفت من 21 إطلالة تراقصت حول لوحة ألوان محدودة مكونة من ثلاثة ظِلال، الأبيض العاجي والأسود والذهبي اللامع الفاخر.
لا تختلف المجموعة الثانية لمصمم الأزياء التي تعتلي التقويم الرسمي عن مجموعاته السابقة التي تألقت من بين مصممين آخرين في العقود الماضية، حيث تتواصل وتشكل مساحة تعبيرية عاطفية تنعكس في الأزياء الراقية والشِعر والأنوثة التي تعزز وتُحسن قبل كل شيء الجسد الأنثوي بجمالها الأثيري.




يعود "غاليانو" لِطُرقه المعتادة المسرحية لـ"ميزون مارجيلا" و يذكرنا لماذا وقعنا في حب الموضة.
مجموعة "ميزون مارجيلا" لـربيع وصيف 2024 من تصميم "غاليانو" تدخل في تاريخ الموضة
تَخلى المدير الإبداعي "جون غاليانو" عن حَذره تماماً في مواجهة النزعة التجارية والمعايير ذات الأولوية في أزياء اليوم وأعطانا عالماً من العروض المسرحية التي حُرمنا منها لفترة طويلة، وهو عالم يتذكره متعصبو الموضة على أنه العصر الذهبي لتصميم الأزياء حيث كانت الموضة فن أداء تحويلي يتم تمثيله بالسلوكيات والإيماءات والمنعكسة في الملابس التي تسرد القصة بالتساوي.
كانت مجموعة Maison Margiela Artisanal 2024 بمثابة خلاص للأزياء الراقية، ولم تكن استرجاعاً للماضي، ولكنها دعوة للاستيقاظ بأن تصميم الأزياء الراقية هو معادلة تنص على أن السرد القصص لا ينفي تقنيات الأزياء الراقية والجبارة ولكن معًا، هما مثال للحرفة المتقنة و "غاليانو" هو أسطورة حية و سيد حرفته.
تحت جسر ألكسندر الثالث، سمح "غاليانو" لعناصر الليل والضوء والظل برسم خلفية للصور الظلية النابضة والمتطرفة بأبعادها التي تحتفل بالقوام المُحدد مثل الرسوم التوضيحية للأزياء التي بُثَت بها الحياة.
"إن متعة ارتداء الملابس هي فَن"، هذا ما قاله مصمم الأزياء ذات مرة ويثبت ذلك مرارًا وتكرارًا في عالم الأزياء، حيث نرى الشخصيات التي تمثلت في هذه المجموعة يتخللها الضياع وتواجه تحديات عاطفية فتَرجم المصمم العبقري هذا الخط القصصي المعقد في تصميم الأزياء المُنَجدة والممزقة والمُضخمة.



