"المرأة التي تقف خلف الفستان"

"المرأة التي تقف خلف الفستان"... عرض لـ"بالنسياغا" يعطي نظرة نادرة لأرشيف مصمم الأزياء الأسطوري

نورا البشر
31 أكتوبر 2023

قدمت "بالنسياغا" في الـ16 والـ17 من سبتمبر الماضي عرض "المرأة التي تقف خلف الفستان"، وهو معرض يُجسد أرشيف "كريستوبال بالنسياغا"، وذلك تكريماً لأيام التراث الأوروبي لـعام 2023.

تكشف "بالنسياغا" الستار عن "المرأة التي تقف خلف الفستان" بمجموعة لم يسبق لها مثيل في ٤٠ شارع "سيفـــــــــــــر" في باريس حيث يقع مقر دار "بالنسياغا" ومجموعة"كيرينغ".

بالنسياغا

ويعتبر هذا المعرض بمنزلة قصيدة شعرية سُطرت أبياتها كإهداء لمؤسس هذه الدار العريقة.

بالنسبة لمعاصريه، كان المصمم الإسباني "كريستوبال بالنسياغا" الأعظم. فقد وصفـــــــــــــــه مصمم الأحــــــــــــلام "كريستيان ديور" بأنه "سيدنا جميعا". أما المصممة "كوكو شانيل"، فقالت عنه إنه وحده مصمم أزياء حقيقي.

تجاوز "بالنسياغا" عالم الموضــــــة والأزياء الراقية إلى آفاق ومفاهيم جديدة تحدت الطبيعة الجذرية للأزياء في وقته، فرفض أن يكون متماشياً مع أي شكل من أشكال القيود والهيكلة لمجتمع الموضة، مثل الصيحات الرائجة والاتجاهات التجارية، كظهور مجموعات الملابس الجاهزة.

بالنسياغا

بالنسياغا

فلطالما كان المصمم يفكر بطريقة معاكسة للتيار، واتضحت طريقة تفكيره في تصاميمه التي جعلت من "بالنسياغا" ظاهرة أسطورية في تاريخ الأزياء، لأن ما يشتهر به هو ليس صورة ظلية معينة أو مبدأ تصميميا اتخذه كردة فعل تجاه موضة رائجة، بل هو أرشيف كامل من التصاميم المتفردة، كل واحد على حدة، ويجمعها كسره لقوانين الجاذبية، وخلقه لصور ظلية لم تتبع حدود الجسد أو انحناءات القوام، بل صُممت لعميلاته مع أخذ امرأة "بالنسياغا" في الاعتبار.

يستعرض المعرض الحس العالي والانجذاب العميــــــــق الذي كان لدى "بالنسياغا" للتفرد الذي امتلكته النساء اللواتي تولى إلباسهن.

ويُعد اهتمامه بالفردية مصدر إلهام للمدير الإبداعي الحالي للدار، إذ قال "ديمنا": "ما استطاع إنشاءه على الجسم من خلال الملابس كان يشبه إلى حد ما الجراحة التجميلية ".

بالنسياغا

يعكس الـ٣٠ تصميما والـ٢٠ مانيكانا في هذا المعرض براعة وحرفة "كريستوبال" الحادة وغير المسبوقة، فيسلط الضوء على البنية التحتية لتصاميم "بالنسياغا" العجيبة، إلى جانب معلومات عن النساء اللواتي طلبنها.

إبداع "بالنسياغا" بالصور الظلية الخارجة عن المألوف نابع من موهبة المصمم لفك شيفرة سرية قادرة على تحويل نقاط الضعف والعيوب التي تشعر بها عميلة الكوتور إلى مصدر قوة وأمان، حيث ابتكر المصمم حلولا مخصصة لها، يعرض من خلالها كيفية استخدام البناء الماهر لجذب العين حول إطلالة معينة تتمركز بها استراتيجية إخفاء منطقة واحدة من خلال تسليط الضوء على منطقة أخرى.

ولربما كان هذا النهج الساحر هو الذي سمح له بجذب أفراد العائلات الملكية والشخصيات الاجتماعية والأصدقاء المقربين والفنانين والنجوم على حد سواء. في المعرض عرضت قطع ارتدتها أساطير مثل "إنغريد بيرغمان" و"أغنيس دي ميل" و"منى فون بيسمارك" التي كانت تعرف في عصرها بأنها "المرأة الأكثر أناقة في العالم".

بالنسياغا

بالنسياغا

ووسط هذه الإبداعات الأيقونيـة، نجد التحفة المخملية المزينة باللؤلؤ عند خط الرقبة المصمَّم خصيصا لأميرة موناكو "غريس" في عيد ميلادها الأربعين.

وهو تصميم عُرض للمرة الأولى في عام ١٩٦٦ على ملهمة "بالنسياغا" وعارضته المفضلة "دانييل سلافيك" التي بدورها وبلفتة رائعة ارتدتـــــــه مرة أخرى في عام ٢٠٢٣ خلال مجموعة الأزياء الراقية "٥٢" التي صممها المدير المدير الإبداعي الحالي "ديمنا"، ليحتفل بالإرث ويحيي ذكرى المؤسس.