حقيبة Diorever: عندما تبلغ المهارة الحرفية أوجّها!

لم تُصنّف حقيبة Diorever حقيبة الموسم بالصدفة، فهي نتيجة عمل دؤوب لفريق عمل ديور" امتدّ على فترة تسعة أشهر. والنتيجة حقيبة فاخرة عملية بامتياز، بتصميم هندسي مميز، يلائم مناسبات المرأة العصرية الصباحية والمسائية، غير منحصر بفترة زمنية محدّدة. ويتطلب ابتكار الحقيبة الواحدة يوماً كاملاً، بدءاً بمنحنياتها المنسّقة وصولاً إلى الطيّة القابلة للقلب، وبكلتها المعدنية، وألوانها وموادها المتباينة أحياناً، كلّ ما في "ديوريفر" Diorever يجسّد أفضل ما توصّلت إليه المهارة الحرفيّة في عالم صناعة الجلود.

يتمّ ابتكار الحقيبة الاستثنائية في الريف خارج فلورنسا. يبدأ كلّ شيء من الجلود المختارة بعناية. فعيني الحرفيّ ويديه هي أدواته الأكثر قيمة: حيث يدقّق ويعاين ويلمس ويقيس كلّ سنتيمتر من المواد للحرص على أنّ الجلد لا يتضمّن أيّ شوائب. يجب أن يكون الجلد مثالياً لكي يتمّ قصّه يدوياً بأداة حادّة كالشفرة، تبعاً للنماذج المصنوعة من كرتون التي تعود للمكوّنات الجلديّة الـ 47. وبواسطة مطرقة مستديرة الرأس، يطرق الحرفيّ الجلد عبر آلة تثقيب فولاذيّة صُنعت خصيصاً وفق المقاييس الدقيقة للبكلة الشبيهة بالشارة. ثمّ وبواسطة آلة تثقيب دائريّة، يُحدث الحرفيّ الثقوب لقطع المغنطيس الستّ الظاهرة التي تزيّن الجهة الأمامية والخلفية للحقيبة بالإضافة إلى الطيّة. هذا الخيار يجعل من الممكن ابتكار تباينات لونيّة، لأنّ كلّ مغنطيس يتمّ تغليفه بالجلد بشكل مستقلّ قبل أن يتمّ درزه بين الطبقات الجلديّة الداخلية والخارجيّة للحقيبة.

ولأنّ الناحية الداخلية للحقيبة مهمّة بقدر ناحيتها الخارجية، تمّ استخدام عدّة تدعيمات حيث تتعرّض الحقيبة لأكبر قدر من الجهد والضغط، للحرص على بقاء شكلها كما هو وللحؤول دون تضرّر الجلد مع مرور السنوات.

ثمّ يتمّ وضع جوانب حقيبة "ديوريفر" Diorever على قالب خشبيّ مصنوع يدوياً من قبل حرفيّ متخصّص في صناعة النماذج تبعاً لمقاييس الحقيبة الثلاثة وتبعاً لخصائص المواد التي سيتمّ استخدامها. سواء كان الجلد ثميناً، كلاسيكياً أو مبتكراً، كلّ قطعة من الجلد لديها قالبها الخشبيّ الخاص لأنه ما من قطعتين متشابهتين، وكلّ قطعة من الجلد تغلّف منحنيات الشكل بأسلوبها الخاص. لهذا السبب، يتعامل الحرفيّ مع الجلد كما يستخدم مصمّم الأزياء تمثال عرض الثياب لينحت انسدال القماش أو الثنيات أو الطريقة التي يتدلّى فيها.

ثمّ يحين الوقت لتجميع الجيوب الثلاثة الداخلية، التي يتمّ إلصاقها أولاً ثمّ يتمّ درزها بالماكينة، ويليها المقبضان اللذان تظهر قاعدتهما من الناحية الأمامية للحقيبة. تسمح هذه الخيارات الجماليّة بالتركيز على العناصر الأساسيّة للتصنيع التي تجسّد جمال المجموعة ككلّ. وكما البصمة المميّزة على التصاميم المترفة، نجد اسم "كريستيان ديور" منقوشاً بشكل نافر بواسطة شريط فضيّ. وفي هذه المرحلة من عملية التصنيع، يتمّ تثبيت بكلة "ديوريفر" Diorever الرمزيّة عند الناحية الأمامية للحقيبة، وهي تأتي بشكل شارة مزيّنة بنقشة "كاناج" المضربة المحفورة بالليزر وبالجلد.

وبعد ذلك، يستخدم الحرفيّ عصا خشبية صغيرة مستدقّة الرأس لكي يصبغ الأطراف المقصوصة بطلاء خاص مراعٍ للجلد يتميّز بلمسة نهائية شبه لمّاعة. تحرص هذه الأداء على الدقّة التامّة، لأنّ البقاء بين الخطوط شديد الأهمية. ثمّ يقوم بتثبيت الجيب الخلفيّ الكبير والمكوّنات المعدنيّة المتبقّية، على غرار المشابك والقوائم والأبازيم وأدوات تثبيت الرباط. يتمّ بعد ذلك درز الأجزاء الداخلية والخارجية للحقيبة بالجوانب بواسطة الماكينة للحصول على دقّة أكبر. وأخيراً يقوم الحرفيّ بستّ درزات عند الأطراف بشكل يدويّ. يتمّ التحقّق من كلّ شيء بدقّة قبل تغليف الحقيبة للحماية. وها قد أصبحت حقيبة "ديوريفر" Diorever جاهزة لتجسيد الأسلوب العصريّ لامرأة "ديور" Dior سواء في الليل أو في النهار، ولتخليد المهارة الحرفية للدار في عالم صناعة الجلود.