جليلة المستوكي لـ"هي": باريس هي عاصمة الموضة ولكن لندن هي عاصمة التسوق الأولى في العالم

جليلة المستوكي اسم ارتبط بالقفطان المغربي، وتمكن من جعل أسبوع الموضة في لندن وجهة للمصممين العرب، ليضعوا بصماتهم في قصص من الشرق، ويعتلوا منصة يتنافسون من خلالها بمهاراتهم وإبداعاتهم، لتكون محطة تنقلهم إلى العالمية. في لقاء ودي معها، وهي في خضم التحضيرات لأسبوع الموضة في لندن 2020 للموسم السادس من منصة "ستوريز فرم أرابيا" كان لـ"هي" هذا الحوار الخاص معها، للتعرف إلى السيدة التي وضعت حجر الأساس لدخول المصممين العرب في عروض الأزياء الموسمية العالمية، وتقف في الكواليس لتنجز المهمة بنجاح.

خاص بـ"هي": سافانا البدري
تصوير: أندرو هيلز Andrew Hiles

جليلة، أنشأتِ أول منصة عربية تنضوي تحت مظلتها المصممات العربيات في لندن، كيف ولدت هذه الفكرة؟
حبي للفن والموضة، وعشقي المتواصل لمدينة لندن كانا خلف ولادة هذه الفكرة. هذه المدينة الكونية الغنية بثقافات لا حدود لإبداعاتها ضمت مصممين ومصممات من مختلف الجنسيات. بدأت الفكرة قبل أربع سنوات تحت تظاهرة أسميتها "قصص من المغرب" خلال أسبوع لندن للموضة، وكان أغلبها للمصممين المغربيين، لكون المغرب مسقط رأسي، واللافت للنظر أنها لاقت الكثير من الاهتمام، وغطتها كل الصحافة العربية والأجنبية المعروفة، وبعد نجاح التجربة قررت التوسع لتشمل هذه التظاهرة المصممين من كافة أنحاء الوطن العربي، وأسميناها "قصص من الشرق"، لتضم كل المصممين العرب من الخليج، والمغرب العربي والشرق الأوسط بشكل عام.

من عالم الأعمال إلى الأزياء، كيف حققت هذه النقلة؟ وهل ساعدتك دراسة الأعمال في تأسيس مشروعك في عالم الأزياء؟

دراستي للأعمال لعبت دورا كبيرا في مسيرتي، وخدمتني في بلورة الفكرة، إذ استطعت أن أوظف الخبرة التي اكتسبتها في دراستي وعملي في مجال الأعمال في تأسيس هذه المنصة العربية (ستوريز فرم أرابيا)، وتطويرها لتكون منصة للإبداع للمصممين العرب، وتصبح واحدة من أهم العوامل في نجاحها. هي عوامل مجتمعة تضافرت مع بعضها، واستفدت من خبرتي وتجربتي لنجاح هذه المنصة، والارتقاء بها، والوصول بها إلى ما هي عليه اليوم من تميز ونجاح.

هل كان هنالك قصور في الموضة العربية في بلد مشبع ومثقل بالمصممين من كل حدب وصوب؟
من المتعارف عليه أن باريس هي عاصمة الموضة في العالم، ولكن مما لا شك فيه أن لندن هي عاصمة التسوق الأولى في العالم، ومقصد محبي ومتذوقي الأناقة، لكن العاصمة البريطانية تعاني قصورا كبيرا لتواجد المصممين العرب، إذ لم يكن هنالك أي تواجد عربي على ساحة الموضة إطلاقا. ومن هنا رحبت كثيرا إدارة أسبوع الموضة في لندن بفكرة مشروعي وإدخال المصممين والمصممات العرب إلى ساحتها حبا في إدخال هذا الفن العربي الزاخر بالتراث، ومن هنا تمكنت "ستوريز فرم أرابيا" من تغيير الصورة النمطية والنظرة إلى المصممين العرب، وإضافة التنوع الكبير لصناعة الموضة في لندن، فأصبح بالإمكان الآن العثور على المصممين العرب الناشئين أو المغمورين في لندن في وقت اتسم وجودهم بالندرة، وكان مقتصرا على الأسماء العالمية كحال إيلي صعب وزهير مراد.
كيف تقبل المجتمع اللندني فكرة دخول المصممين والمصممات العرب عقر دارهم؟ وكيف تعاملوا مع هذا التنافس؟
غيرت فكرة "ستوريز فرم أرابيا" الصورة النمطية عن المصممين والمصممات العرب في المجتمع الغربي، ولا سيما مجتمع الموضة في وقت كانت النظرة إليهم تتسم بالكثير من التحفظ. فعندما كان يأتي الحديث سابقا عن المصممات العربيات، كانت الفكرة السائدة عن المرأة العربية أنها قليلة الاختلاط، ودورها في المجتمع ينحصر في واجباتها المنزلية. فجاءت منصة "ستوريز فرم أرابيا" لتصحح هذه الفكرة، وتعزز دور المرأة العربية في المحافل العالمية.

شكل القفطان المغربي ركيزة أساسية أنطلقت منها فكرة "ستوريز فرم أرابيا"، حدثينا عن هذا اللباس الذي أخذك إلى العالمية؟
أحببت أن أنقل هويتي المغربية من خلال القفطان المغربي، هذا اللباس المحبب إلى نفس أي امرأة مغربية تربت على أصوله. اللباس المغربي غني بالتفاصيل، ويحكي عن موروثنا المغربي، ويقدمونه وفق رؤيتهم الخاصة مع كثير من اللمسات المعاصرة التي تعتمد التزيينات والتطريزات، وأصبح مصدر إلهام للعديد من المصممين العالميين كشأن إيف سان لوران، وإيلي صعب وغيرهم، بل بات الزي المفضل للكثير من النجمات العالميات، وزين السجادة الحمراء في المناسبات والمحافل العالمية. وعرضه ضمن أسبوع الموضة اللندني والإقبال الذي لاقاه كانا الركيزة الأساسية التي انطلقت منها منصة الأزياء العربية.

الأضواء مسلطة على المرأة العربية، ولا سيما الخليجية السعودية، فكيف تسهم الموضة في رسم ملامح الصورة التي يلتقطها العالم لها؟
أنا جدا فخورة بالمصممات العربيات والخليجيات بشكل خاص، إذ تمكنت المرأة الخليجية من كسر الصورة النمطية عن المرأة العربية في الغرب. فلا حدود لإبداعاتهن التي تحاكي تراثهن العريق في كل قصة. المصممون العرب تمكنوا من الحفاظ على الهوية العربية، مع إضافة بعض اللمسات الغربية إلى أزيائهم لتحظى بالقبول لدى الجمهور الغربي، وأصبح عشاق الموضة العربية يتشوقون للجديد الذي تحمله منصة "ستوريز فرم أرابيا" كل موسم من مصممين جدد.
وهذا الموسم سنحظى بمشاركة أول مصممة سعودية هي لولو الحسن للأحذية النسائية، وهذا يشكل مفخرة للسعودية بوجه خاص، والعرب بوجه عام، ولي شخصيا.
ما الذي يميز المصممات السعوديات المشاركات في منصات عروضك عن غيرهن؟ وكيف تجدين تصاميمهن؟
الشيء المميز في المصممات السعوديات هو المزج والحبكة بين التصاميم والتقاليد، إذ يمتلكن قصات غريبة ومميزة في الوقت نفسه، ومفضلة للكثيرين من متذوقي الموضة، فهن يتميزن بما يسمى بموضة الشارع Street Style wear، الغنية بالقصات
العربية، ويعطين تنوعا في الموضة قلما تجدينه عند غيرهن من المصممين.