محاور المشاهير عدنان الكاتب في ميلانو مع Dolce & Gabbana حيث تحتفل بالحياة

بمناسبة افتتاح موسم احتفالات نهاية سنة 2019 في مسرح "لا سكالا" La Scala في ميلانو مع إنتاج جديد لأوبرا "توسكا" (من بطولة السوبرانو الشهيرة "أنا نيتريبكو")، عشت واحدة من أجمل لحظات العمر مع الدار الإيطالية العالمية "دولتشي أند غابانا" Dolce & Gabbana، وتابعت عن قرب العرض الخيالي لمجموعة الأزياء النسائية الراقية "ألتا مودا" Alta Moda داخل "لا سكالا”" في تحية ساحرة إلى فن الأوبرا. وقبل يوم واحد من العرض حظيت خلال حفل العشاء الساحر في قصر "بالاتزو كليريتشي" Palazzo Clerici باستقبال ودي حار من المصممين المبدعين "دومينيك دولتشي"، و"ستيفانو غابانا" Domenico Dolce and Stefano Gabbana ، واطلعت منهما على سر عشقهما لعالم الأوبرا، وكيف سبرا أغوارها، وقالا: إنهما لطالما عشقا فن الأوبرا الذي نشأ في موطنهما إيطاليا في أواخر القرن السادس عشر، ولطالما أحبا بطلاته من "توسكا" و"عايدة" إلى "فيوليتا" بطلة "لا ترافياتا" و" نورما" و"أودابيلا" في أوبرا "أتيلا" و"مدام باترفلاي" وغيرهن.
واعتبرا أن كلا منهن تجسد من خلال مشاعرها وقوتها ورقتها معنى أن تكون امرأة، وفي كل مرة تعتلي فيها المسرح تمثل حلما خالدا ينتصر دوما فيه الإحساس العميق والمرهف.

 

بفضل إبداعات "دولتشي أند غابانا" Dolce & Gabbana الفريدة يمكن لكل امرأة أن تحلم "لا بل أن تصبح" بطلة أوبرا فريدة لتبقى "ألتا مودا" كما قال "ستيفانو غابانا": "أوبرا عالم الموضة" ...

"الدار الإيطالية العريقة استلهمت Alta Moda من أروع مسرحيات الأوبرا الغنائية التاريخية"..

جاء العرض دراماتيكيا مذهلا مع عدد هائل من الإطلالات الفاخرة التي حولت أحلام "دومينيكو وستيفانو" بحرفية فريدة إلى قصات بارزة وتطريزات دقيقة وترترة ومجوهرات ومواد ملوكية.

الدار العريقة أدهشتنا مرة أخرى وارتقت بأزيائها إلى مستوى جديد غني بالتفاصيل المعقدة والباذخة والأقمشة المترفة.

تحوّلت الدراما على ألحان الأوبرا إلى إيقاع يفرض حركة الأقمشة في التشكيلة الفخمة.

 

على مدى التاريخ، لعبت الأزياء والمجوهرات دورا كبيرا في عروض الأوبرا، خاصة من ناحية فهم أدوار شخصياتها، وتجمع بين الأوبرا والأزياء والمجوهرات، الثقافة والحرفية والبراعة، وبفضل إبداعات "دولتشي أند غابانا" الفريدة، يمكن لكل امرأة أن تحلم "لا بل أن تصبح" بطلة أوبرا فريدة، لتبقى "ألتا مودا" كما قال "ستيفانو غابانا": "أوبرا عالم الموضة"...
بعد مجموعة "ألتا مودا" الماضية المستوحاة من عالم الميثولوجيا والأساطير القديمة، أدهشتنا الدار الإيطالية مرة أخرى، وارتقت بأزيائها الراقية إلى مستوى جديد عبر الاستلهام من أروع مسرحيات الأوبرا الغنائية التاريخية، ولم يتوقف "دومينيكو دولتشي" و"ستيفانو غابانا" يوما عن الاحتفال بهويتهما الإيطالية، أو عن سرد حكاية جديدة من حكايات الثقافة الإيطالية الذي يعد فن الأوبرا أحد أهم أجزائها. وليست المرة الأولى التي تقيم فيها الدار عرض أزياء في مسرح "لا سكالا"، ففي يناير من عام 2015 ، قدمت مجموعة "ألتا مودا" هنا مع أزياء مستوحاة من تاريخ المبنى الذي يعتبر من أهم وأعرق دور الأوبرا في العالم. واليوم يعود الثنائي الإيطالي المبدع إلى "لا سكالا"، وهو ما اعتبره "دومينيكو دولتشي" شرفا، ووصفه بدوره "ستيفانو غابانا" بالشرف والمسؤولية في الوقت نفسه. ولا شك في أنهما قدما عرضا يليق بمكانة المسرح وبفن الأوبرا، فاحتفلت المجموعة الراقية الجديدة بالحياة والجمال والسعادة والبراعة، بأزيائها المتنوعة الغنية بالتفاصيل المعقدة والباذخة بالأقمشة المترفة.
اختار "دومينيكو وستيفانو" 12 عملا أوبراليا شهيرا من بين روائع المؤلفين العظماء "فينشنسو بيليني"، و"جواكينو روسيني"، و"جوزيبي فيردي"، و"جاكومو بوتشيني" و"بييترو ماسكانيي"، فاستلهما من شخصياتها الرئيسة، وراجعا كل حقبة وكل مكان وكل فصل من فصول هذه الحكايات. فتحوّلت الدراما على ألحان الأوبرا إلى إيقاع يفرض حركة الأقمشة في تشكيلة "ألتا مودا" الفخمة، فجاء العرض دراماتيكيا مذهلا مع عدد هائل من الإطلالات الفاخرة التي حولت أحلام "دومينيكو وستيفانو" بحرفية فريدة إلى قصات بارزة، وتطريزات دقيقة، وأحجار وترترة ومواد ملوكية.
أوبرا "دولتشي أند غابانا".. 12 فصلاً: افتتح العرض الأوبرالي للمجموعة مع فستان مستوحى من حكاية الحب والتعذيب "توسكا" للمبدع "بوتشيني" مع فستان أحمر ذهبي القبة مزين بالريش، تلته تشكيلة من الإطلالات الدراماتيكية الملائمة لحقبة المسرحية.
بعدها سافرنا إلى القارة الإفريقية، مع أوبرا "عايدة" للراحل "جوزيبي فيردي" الذي جسّد الصراع بين الواجب والوفاء للعائلة والوطن من جهة، والعاطفة والحب من جهة أخرى، في قصة حب بين أميرة حبشية وقائد الجيش المصري. وارتدت "عايدة" في عرض "دولتشي أند غابانا" أمواجاً من الجلد الذهبي المرصع بالمسامير الزينية مع كمين من الفرو، واكتملت إطلالتها بإكسسوار رأس يصور ديكور مسرح "لا سكالا" الداخلي وأقراط أذن بارزة.
في الفصل الثالث، سافرنا عبر المكان والزمان، فوصلنا إلى باريس في منتصف القرن التاسع عشر مع "لا ترافياتا"، حيث ارتدت "فيوليتا فاليري" (البطلة التي تتخلى عن كل ممتلكاتها لتكون مع حبيبها الذي تتركه بعد ذلك، وتلتقيه في اجتماع أخير قبل لحظات من وفاتها) فستاناً عاجياً مزيناً بخطوط من الحرير الأزرق ومطرزاً بخيوط ذهبية، وقطعة ضخمة على رأسها مزينة بالورود والريش.
من روائع "فيردي" أيضاً، اختارت "دولتشي أند غابانا" أوبرا "أتيلا" عن قائد الهون الشهير الذي ألبسته الدار معطفا من الفرو، وعن البطلة "أودابيلا" التي تنتقم من "أتيلا" وفاء لشعبها، والتي أطلت في العرض بفستان شفاف مزين بالخرز. إلى فيرونا في الفصل التالي، لأوبرا
صوّرت مقاربة "فينشنزو بيليني" لقصة "روميو وجولييت"، مع فستان حالم من المخرمات العاجية اللون، وفستان مطرز باللؤلؤ، وفستان وردي ناعم مزين بالريش وبرسوم الورد ورسم الحبيبين بطلي القصة.


أخذتنا "دولتشي أند غابانا" بعد ذلك إلى حكاية حب وخيانة في اليابان، لأوبرا "مدام باترفلاي" أو "السيدة الفراشة" مع قطع الكيمونو المطرزة بروعة وإكسسوارات الرأس المصممة على شكل فراشات. ولأوبرا "كافاليريا روستيكانا" التي تدور أحداثها خلال القرن التاسع عشر في صقلية، وتروي قصة
خيانة وحب وغيرة ومنافسة، كانت الإطلالات سوداء قاتمة.
وفي تحية إلى "ريغوليتو" أو "المهرج" للمؤلف "فيردي"، أطلت العارضة التي افتتحت هذا الفصل برداء من الحرير والجاكار مطرز بالزركشات اللامعة وتفاصيل من الدوشيس والمخمل والترترة الضخمة. إطلالة "نورما" من أوبرا "بيليني" الشهيرة اتسمت بالجلد والنحاس الأصفر والفرو؛ قبل أن تسحرنا "روزينا" بطلة الأوبرا الكوميدية "حلاق إشبيلية" بفستان طويل ضخم يتراقص بطيات رقيقة وورود حمراء رومانسية على رأسها.
قبل الفصل الأخير، زرنا الصين في أوبرا "توراندوت" عن أميرة كانت ترفض الزواج، ووقعت في حب أمير نجح في حل الأحاجي الثلاثة التي وضعتها. لهذه الأوبرا من "بوتشيني"، ارتدت الأميرة "توراندوت” في عرض “ألتا مودا" إطلالة فستان أسود شفاف غني بالزخرفات الحالمة. وختمت الدار الإيطالية عرضها الأوبرالي مع شخصيات أوبرا "دون كارلو" مثل الأمير الفرنسي المغرم والأميرة الفرنسية، وتضمنت المجموعة الأخيرة إطلالات للصغار ارتداها أطفال. أما الإطلالة الأخيرة، فكانت رداء أرجوانيا طويلاً مستوحى من الملك فيليب الثاني والد الأمير "دون كارلو".

 

اختار "دومينيكو وستيفانو" 12 عملاً أوبرالياً شهيراً من بين روائع المؤلفين العظماء وراجعا كل فصل من فصول هذه الحكايات.

 

Alta Sartoria أناقة رجالية وسط أعرق الكتب

قرر "دومينيكو دولتشي" و"ستيفانو غابانا" عرض مجموعة الأزياء الرجالية الراقية "ألتا سارتوريا" Alta Sartoria في مكتبة "أمبروسيانا التاريخية" في ميلانو التي تعد ثاني أقدم مكتبة عامة في أوروبا. وعلق "دومينيكو دولتشي" على اختيار هذا المكان الذي يتنفس ثقافة، قائلا: إن أهم سمة للرجل هي الحكمة. أما المجموعة، فكانت غنية بقصاتها التي تنوعت مصادر إلهامها بين حقب مختلفة من القرن الثامن عشر إلى القرن العشرين. تزينت الكثير من الإطلالات الرجالية بالإكسسوارات الأنيقة، مثل النظارات والقبعات اللبادية. وبدت الأزياء عموما رصينة وهادئة، وامتزجت بين الحين والآخر بسترات ومعاطف مزخرفة بأعمال فنية مدروزة ومطرزة. الأقمشة الفاخرة المستعملة ضمّت المخمل، والصوف، وفرو الأستراخان وفرو المنك والقندس، ولمسات من جلد الثعبان والتمساح. ولفت انتباهنا استخدام الذهب بعيار 24 قيراطا لتغطية قبات الفرو على المعاطف الفخمة.

المجموعة غنية بقصاتها وتنوعت مصادر إلهامها بين حقب مختلفة من القرن الثامن عشر إلى القرن العشرين

بدت الأزياء رصينة وهادئة وامتزجت بين الحين والآخر بسترات ومعاطف مزخرفة بأعمال فنية مدروزة ومطرزة

 

مجوهرات Dolce & Gabbana الراقية تسطع في قصر Palazzo Clerici

خلال حفل العشاء الساحر قدّم مبدعا "دولتشي أند غابانا" مجموعة المجوهرات والساعات الراقية "ألتا جويليريا" Alta Gioielleria في قصر "بالاتزو كليريتشي" Palazzo Clerici داخل قاعة الفنان "تييبولو"، حيث رسم لوحاته الجصية الشهيرة سنة 1740. اشترت القصر عائلة "كليريتشي" في النصف الثاني من القرن السابع عشر، وحولته في القرن الثامن عشر إلى أحد أفخم دور ميلانو خلال الحكم النمساوي، إذ أثبتت العائلة خلال الحقبة تأثيرها ومكانتها الاجتماعية.
وكلف "جورجيو أنطونيو كليريتشي" سنة 1740 الفنان "جامباتيستا تييبولو" بمهمة رسم لوحة جصية على سقف القاعة الاحتفالية التي صارت تعرف منذ ذلك الوقت بإسم "غاليريا ديل تييبولو". والنتيجة تحفة فنية تتمحور حول عربة الشمس في سماء تزينها سُحُب بيضاء ووردية، وتسكنها آلهة "أوليمبوس" وشخصيات أسطورية كثيرة، وتحيط بها مخلوقات الأرض والحيوانات التي تمثل رموز القارات الأربع التي كانت معروفة وقتها. وكان الفنان "تييبولو" معروفاً بالدرجة الوردية التي كان يستعملها، والتي تلفت العين فورا وتختفي بالسرعة ذاتها، فتبدو كومضة عابرة، لكن من المستحيل أن تترك
ذاكرة من يراها. بين شخصيات رسومه المدهشة والنور الذي يفيض في كل زوايا تحفه، مجموعة مجوهرات "دولتشي أند غابانا" الراقية التي سطعت وتألقت بالذهب وحبات الماس والزمرد والصفير البارزة.