مواقف محرجة وأخرى مضحكة بين الطالبات والمعلمات

جدة- ولاء حداد بعيداً عن المشاكل التي تعاني منها المعلمات، دخلت "هي" مجالسهن وغرف جلوسهن بالمدارس ورصدت بعضاً من القصص التي يرفهن بها عن أنفسهن بين الحصص الدراسية، وحكيت المعلمات لنا مواقف كثيرة طريفة وأخرى محرجة تعرضن لها في مهنتهن. ضياع طالبة أولى المواقف روتها لنا منال عبد الرحيم معلمة عربي بمدرسة ابتدائية فاخبرتنا إحدى القصص الطريفة التي حصلت معها. وقالت: "في نهاية كل يوم دراسي يكون على إحدى المعلمات أن تناوب في المدرسة بمعنى أن تبقى حتى خروج أخر طالبة في المدرسة، وما حصل معي أنني كنت مناوبة وخرجت جميع الطالبات من المدرسة ماعدا قليلات منهن، ثم أتى والد طالبة وطلب ابنته، ولكن ابنته لم تخرج من المدرسة وانتظر طويلاً، فطلب مني حارس المدرسة أن نبحث عن ابنته، وبالفعل بحثت أنا وباقي الطالبات عنها ولكننا لم نجدها، وبدأ الأب يفقد أعصابه من شدة خوفه، وهددنا بإبلاغ الشرطة، وبعد ساعة تقريباً وجدنا الفتاة غارقة في النوم خلف مقعدها الدراسي في الفصل". وفي موقف مشابه طلب أب ابنته ولم نجدها وعندما هممنا بالبحث عنها، اعتذر منا وقال "أنا آسف، ابنتي تخرجت من مدرستكم الابتدائية وانتقلت إلى المتوسطة ولكنني نسيت هذا الأمر". رعب وضحك وفي موقف قد يتكرر كثيراً ذكرته لنا كريمة محمد معلمة للمرحلة الثانوية. وقالت: في منتصف إحدى الحصص الدراسية، قفزت إحدى الطالبات من مقعدها تصرخ وتقول "حشرة"، ودب الرعب بين جميع الطالبات وخرجن مسرعات من الفصل وزميلتهم مازالت تصرخ وتنفض ثيابها وطبعاً كنت أنا أول الهاربات من الفصل، وخلال ثواني كان الفصل فارغ إلا من الطالبة التي تصرخ، وأنا وزميلاتها ومن خوفنا على أنفسنا لم يخطر ببالنا حتى أن نحاول مساعدتها، ثم توقفت الطالبة عن الصراخ لاكتشافها أن الحشرة التي رأتها على ملابسها ما هي إلى خيوط سوداء متجمعة، ومن شدة ما أصابها ضحكت بصوت مرتفع وضحكنا كلنا ثم بكت تلك الطالبة من ألم أصابها في قدمها من جراء حركاتها أثناء صراخها". أبله... لا تتزوجي أبي أما عفاف.ن مدرسة للمرحلة التمهيدية روت لنا موقفا صعبا جداً وقالت: عينت في إحدى المدارس وبدأت تدريس أطفال المرحلة التمهيدية، وبعد يومين أو ثلاثة طلبت المشرفة التعليمية مني أن تحضر لي إحدى الحصص حتى تقيم مستواي وترى طريقة شرحي وتعاملي مع الطالبات الصغيرات، وبالفعل بدأت الحصة والمشرفة تجلس معنا بالداخل الفصل، وفي منتصف الشرح طلبت من طالبة أن تقف لتجيب على سؤال طرحته، ولكن ما أن وقفت الطالبة رفضت الإجابة حتى تنبهنا أنها حزينة ومكتئبة، سألتها عن السبب فبدأت بالبكاء الشديد، وصرت أنا والمشرفة نحاول فهم السبب وتهدئتها، وأخرجناها من الفصل وتوجهنا بها إلى المشرفة الاجتماعية وحضرت المديرة وبعض المدرسات، وبعد أن قل بكاءها نظرت نحوي بنظرة حزينة وقالت لي "أبله...أرجوك لا تتزوجي أبي" وهنا التفت الجميع نحوي باستغراب وأصبحت أدافع عن نفسي أمام الجميع، وبعد ذلك فهمنا من أمها أن اسمي أنا مشابه لأسم امرأة سوف يتزوجها والدها وأن هذا الأمر له أثر نفسي كبير بداخلها، هذا الموقف لن أنساه طوال حياتي. شتائم من أمهات الطالبات وفي موقع محرج تعرضت له مديرة مدرسة المنارات الأستاذة وفاء عشماوي، ذكرت ان أكثر المواقف التي تحرجني هي التي تصدر من أمهات الطالبات وفي موقف صعب قدمت لي والدة طالبة وأخذت بشتمي وسبي على الملاْ، وتلفظت بكلمات بذيئة جداً، وكل ذلك بسبب أن ابنتها حصلت على علامات متدنية في الاختبارات، وطبعاً كوني مديرة ومعلمة قبل ذلك وواجهت الكثير من تلك الأمور، فما كان مني إلا الصمت، وتركتها لضميرها، وبعد فترة ليست بطويلة اتصلت بي الأم واعتذرت مني على ما بدر منها وطلبت أن تأتي لتعتذر مني أمام الجميع ولكنني لم أقبل وأخبرتها أن اعتذارها مني هاتفياً أدى الغرض، فشكرتني كثيراً وكانت نادمة جداً. أخطأت بالفصل والحصة وكان للمعلمة سامية بدوي معلمة الكيمياء للمرحلة المتوسطة موقف محرج مضحك ذكرته لنا قائلة: "في يوم كنت مصابة بآلام في الرأس وسخونة شديدة ورغبت أن أتغيب عن المدرسة في ذلك اليوم، ولكن قرب الاختبارات الدراسية ووجود الكثير من الدروس غير المشروحة جعلني لا أستطيع التغيب، وبالفعل حملت أغراضي وذهبت للمدرسة، ومع بداية الحصص توجهت لأحد الفصول ودخلت على عجل وأقفلت الباب خلفي، وضعت أغراضي وأمسكت القلم وكتب الدرس على اللوح حتى يوفر على قليل من التعب أثناء الشرح، وأخذت مني كتابة الدرس أكثر من ربع ساعة وبعدما انتهيت جلست ونظرت إلى الطالبات الآتي بدت عليهم الدهشة والضحكات المخفية، وهنا استدركت أنني أخطأت الفصل، فاعتذرت من الطالبات اللاتي لم يسبق لي معرفتهن أبداً، وخرجت من الفصل وأنا أسمع ضحكاتهم، وبعدها توجهت إلى الفصل الصحيح وجدت الباب مغلقاً فطرقته وفتحته وإذا بمعلمة زميلة لي بدأت بشرح درس، فاستأذنتها أن هذه حصتي، فنفت ذلك، فأجابتني إحدى الطالبات وقالت لي أن حصتي هي الحصة الرابعة ونحن الآن في الحصة الثالثة، فضحك الجميع مرة أخرى، وخرجت أنا أجرّ ذيول الإحراج". انقلبت الآية وفي موقف لا تحسد عليه معلمة الرياضيات سناء سالم قالت: بطبعي لا أحب المزاح وخاصة في المدرسة ومع الطالبات، ولكن ما حدث في ذلك اليوم جعلني أعيد التفكير في طريقة تعاملي مع الطالبات، ففي مرة غضبت من الطالبات لتدني مستواهن في مادة الرياضيات فعاقبتهن بكثرة الواجب الدراسي، وحاولن الاعتراض على ذلك ولكنني تمسكت بعقابي لهن بلا رحمة، ثم انتهت الحصة وكان يليها فترة الغذاء، خرجت من الفصل وخرجت الطالبات خلفي وعند نزولي للسلالم مسرعة من العصبية ألتفت قدمي ووقعت أمام الطالبات، هرعت بعض الطالبات لمساعدتي أم الباقي كنّ يخفين ضحكاتهن وصرت أسمع تعليقاتهن "أحسن، تستاهل، ربي أخذ حقنا" وغير ذلك من الكلمات التي عبرت بها الطالبات عما في داخلهن، ثم وقفت أنا بصعوبة وأنا أمشي عرجاء ونزلت لوحدي وفي داخلي تأنيب من ضميري على عدم رحمتي للطالبات.