منى هوسر ومادلين ييل: حققنا ما فاق كل توقعاتنا وأحلامنا وهناك جمهور قادر على تذوق الفن

منى هوسر، هي إحدى السيدات اللائي يتمتعن بشهرة كبيرة في الأوساط الفنية، لإحيائها منطقة البستكية التاريخية في دبي، من خلال إنشاء جاليري "XVA"، كما كانت المسؤولة عن إقامة "معرض فنون البستكية" الذي يقام بالتزامن مع معرض "آرت دبي". وقد التقيناها هي ومديرة الجاليري مادلين ييل في فرع الجاليري الذي افتتح مؤخراً في مركز دبي المالي، لكي نتحدث معها عن الفن.

مادلين، قبل أن نبدأ هل يمكن أن تحدثينا عن نفسك؟
اسمي مادلين ييل، وأنا أمريكية الجنسية، وقد جئت هنا إلى دبي منذ عام ونصف. والمجال الذي أتخصص فيه هو التصوير الفوتوغرافي، وحالياً أقوم بالإعداد لنيل درجة الدكتوراه في تاريخ التصوير الفوتوغرافي في دول مجلس التعاون الخليجي. كما أقوم بكتابة المقالات في عدد من المجلات، مثل مجلة "ممارسات الفن المعاصرة"، ومجلة "آرت دبي". كما أنني عضوة في هيئة تحرير مجلة (سبوت)، وهي مجلة متخصصة في شؤون التصوير الفوتوغرافي، ومقرها في الولايات المتحدة. وقبل الانتقال إلى دبي كنت المديرة التنفيذية، وأمينة متحف التصوير الفوتوغرافي المعاصر في الولايات المتحدة.

ما السبب الذي دعاكِ لإقامة جاليري "XVA" يا مُنى؟

شعرت بأن هناك نقصاً يجب أن يملأه أحد في سوق الفن في دبي عندما قدمت إلى هنا في 1993، وأيضاً عند مجيئي في 2003 عندما تم افتتاح الجاليري في النهاية. وكان "XVA" هو ثالث جاليري يقام هنا، فلم تكن إقامة الفعاليات الخاصة بالفن المعاصر شائعة في هذا الوقت.

ما الذي حققتِه حتى الآن على صعيد أحلامك الفنية؟
منى: لقد حققت ما فاق كل توقعاتي وأحلامي. لقد نمت دبي، وكذلك نمت السوق، ونحن ننضج جميعاً معاً.

سؤالي إلى مادلين، كيف تسهمين في عملك بالجاليري؟

إنني مستجدة نسبياً هنا في العمل، وسوف أبدأ في ملء جدول المعرض في وقت لاحق هذا العام. وأنا أشعر بإثارة كبيرة، لأننا سنبدأ العمل مع عدد من الفنانين الجدد، لنحقق هذا التعاون بين فرع البستكية وبين الفرع الجديد هنا في مركز دبي المالي العالمي. وعندما التحقت بالجاليري، تركز مجهود أول أسبوع من العمل على وضع خطة لفرعنا في مركز دبي المالي، وأشعر بأننا حققنا إنجازاً كبيراً بقدومنا إلى هنا في النهاية، وها نحن نفتح أبوابنا للجمهور.

كيف تختارين الفنانين الذين يعرض الجاليري أعمالهم؟
منى: يجب أن يكون ارتباطهم بقضايا الشرق الأوسط قوياً، وأن تعجبني أعمالهم. يجب أن تكون أعمالهم هي النوع الذي أريده.

من الفنانين الذين تنجذبين إلى أعمالهم يا مادلين؟
إن هدفنا هنا في الجاليري هو توعية الناس وتشجيعهم على اقتناء الفنون، ونحاول جذب الفنانين الذين ينتمون إما لهذه المنطقة، أو يتجاوبون مع قضاياها. وأنا شخصياً أهوى التصوير الفوتوغرافي، وذات ميول ذوقية انتقائية مثل منى طالما كان العمل الفني قائماً على المهارة والأسلوب المتميز ونميل إليه.

برأيك ما هو أكبر التغيرات التي شهدها الحقل الفني خلال العام الماضي؟

منى: أعتقد أنه السوق الكبيرة هنا. لقد زاد عدد الفنانين والجاليريهات، والسوق تنمو بخطى هائلة.
مادلين: عندما كنت أتأمل مجريات الساحة هنا أثناء إقامتي في الغرب لم تكن قد اتضحت الرؤية بعد قبل سنتين مضتا. وعندما بزغ معرض "آرت دبي" على الساحة، وحقق صعوده عالمياً لفت أنظار الكثيرين إلى المنطقة هنا. إن إخلاص القائمين على هذا المعرض والتزامه بتربية الذوق الفني أمر رائع، وأنا يتملكني شعور بالفرح إزاء كل هذه المناقشات المتميزة في "منتدى الفن العالمي" الذي أقيمت فعالياته أثناء معرض "آرت دبي".

ما أهم الأشياء المطلوبة للمحافظة على نمو سوق الفنون في المنطقة؟
منى: أعتقد أن أهم شيء هنا هو أن يكون هناك جمهور للفن قادر على تذوّقه، وهو ما نراه يتحقق بشكل واضح.
مادلين: أعتقد أن المشهد الفني لايزال في طور الحبو، ولا أرى أن الوقت مناسب لممارسة أي نوع من أنواع النقد الفني حالياً. ومع الوقت ومع توافد أعداد أكثر وأكثر من الفنانين على المشهد الفني هنا، واتخاذهم من المنطقة منصة لإبداعاتهم الفنية، وإقامة المعارض سينمو النقد الفني تدريجياً. أعتقد أنه هناك آلية انتخاب طبيعي جارية الآن، وأن الأمور تسير على إيقاعها السليم. إن دبي ليست بأقل من المدن الأخرى حول العالم، التي نمت وأصبحت منارة كبيرة للفنون.

كيف ترين دور المرأة في الفن في المنطقة؟
منى: أرى أن النساء يشاركن بقوة على كل المستويات التي يمكن تخيلها، فهن يحملن طاقة هائلة ودافعة للسوق.
مادلين: أرى أن هناك تأثيراً قوياً هنا لنساء الشرق الأوسط في دول مجلس التعاون الخليجي. فمجال الفنون أحد المجالات التي لا توجد فيها حواجز تعوق مشاركة المرأة.

أي من الكتب المتعلقة بالفن في رأيك ترينها جديرة بأن يقرأها كل المتحمسين للفنون في المنطقة؟
منى: أعتقد أنه كتاب "New Visions"، فهو كتاب هائل في مجاله.
مادلين: أعتقد أنه كتاب "Art of the Middle East Modern & Contemporary art" لـ Saeb Eiger، لأنه يقدم نظرة تاريخية ونقدية للفن في الشرق الأوسط.