وفاة الرائدة التشكيلية منيرة موصلي .. تعرفوا عليها

إنتقلت إلى رحمة الله الفنانة التشكيلية السعودية ‎منيرة موصلي ، عن عمر ناهز الـ64 عاماً ، والتي تعد احدى المؤسسات والرائدات للفن التشكيلي في المملكة ، بمسيرة فنية عطره لأكثر من 40 عاما.

نشأة الفنانة منيرة موصلي

ولدت الفنانة منيرة موصلي في مكة المكرمة عام 1954 ، وتخرجت من كلية الفنون الجميلة بالقاهرة عام  1974 ، ثم واصلت دراستها بالولايات المتحدة الأمريكية وحصلت على دبلوم في فن التصميم عام 1979، إلتحقت في العام نفسه بالعمل في شركة أرامكو السعودية كمسؤولة عن المطبوعات في إدارة العلاقات العامة ثم تركت العمل الروتيني في أرامكو عام 2003م وتفرغت للفن.

منيرة موصلي والتميز الفني

تفرغت منيرة موصلي للفن والقضايا الإنسانية بتعليمها وتنقلها وتنوع دراستها كان دافعا لها للاستزادة ، ومن ثم التميز في بحثها الدؤوب بعد أن تنقلت بين عدد من أساليب المدارس الفنية الحديثة والمعاصرة في أوربا ، وبعد فترات من التجريب حاولت موصلي الخروج بلوحتها عن المألوف في محاكاة الطبيعة والبيئة ، لتبدأ العرض الشخصي عام 1972م ، وتتالت معارضها بعد ذلك ، إضافة إلى مساهماتها في مجال الأنشطة والكتابات الفنية ، ولم تكن موصلي يوماً تقليدية في طرحها سواء في الموضوع أو الخامة ، ولم تترك مجالاً أو باباً للرؤية الفنية لم تتطرق له ، حيث تقوم بدراسة موضوع والبحث فيه وإنتاج الأعمال حسب ما توصلت إليه من نتائج لذلك البحث ثم تضيف لذلك من فكرها الابتكاري في الموضوع وأسلوب الطرح من أجل قيمة نوعية للفن التشكيلي المحلي.

لم تتوقف التشكيلية الرائدة منيرة موصلي لأكثر من 40 عاما عن التجريب في الاشتغال الفني على خامات متنوعة ومتجددة ، ولم تكف عن مغازلة اللون والانطلاق من طاقته وحضوره البصري والدخول في معناه التأويلي ، بل وصياغته في أعمال خاصة بها بعيدة عن المحاكاة أو التقليد.

المعارض الفنية

أقامت الرائدة التشكيلية منيرة موصلي عدة معارض فنية خاصة ، كان أولها عام 1972 في جدة ، وشاركت في معارض مختلفة بصورة متواصلة ، ومن أبرزها معرض المنامة في أكتوبر 2001 في البحرين ، ومعرض دبي 2016  ، ومعرض في الرياض عام 2009  بعنوان "أطفال غزة" ، ومعرض مشترك مع كل من الفنانين يوسف أحمد من قطر وأحمد البحراني من العراق في قاعة بيت مزنة في مسقط بسلطنة عمان.

محطات هامة في مسيرة الفنانة منيرة موصلي

تعد موصلي هي المؤسس لمهرجان الفن في الخبرعام 2007 ، كما اختيرت للعمل كأخصائية فنية عام  1994 من قبل برنامج الخليج العربي لدعم منظمات الأمم المتحدة الإنمائية للمساهمة في برامجه الفنية والإعلامية ، كما حصلت على عدد من الجوائز التقديرية من جهات ومؤسسات فنية عربية وعالمية.

تضمنت مسيرتها حصيلة لمجموعة من الأعمال والدراسات الفنية التي نشرت في الصحف المحلية والعربية وأهمها دراستين عن فن الأطفال وعلاقته بالمجتمع ، وظهرت مرحلة متميزة من مراحل إبداعها وذلك بعد أن لمست جذور التصوير الإسلامي فاستقت منه مصدراً ثرياً لمجموعة من أعمالها والتي أسمتها "الواسطي وأنا" تعاملت فيها مع العناصر النباتية والحيوانية والإنسانية بأسلوب مستمد من التصوير الإسلامي الذي يرافق المخطوطات.