إحياء موروث "الحوامة" بحدائق الرياض في عيد الفطر 2018

قررت أمانة منطقة الرياض إحياء موروث الحوامة من خلال فعاليات احتفالاتها بعيد الفطر 2018 ، وهي موروث شعبي قديم في نجد، وتسمى في مناطق أخرى بالحقاق والتشرط، وهو مرتبط بطريقة فرحة الأطفال قديماً بعيد الفطر المبارك، وبساطة الإنسان السعودي في التعامل مع المناسبات والأعياد قديماً.

الحوامة بحدائق الرياض في عيد الفطر 2018

تُعرف العادة النجدية القديمة الحُوامة بأنهم مجموعة من الأطفال، يطوفون على بيوت الجيران، ليأخذوا ما أعده أهل البيوت من عيديات فرحًا بالعيد، إذ كان أطفال المناطق النجدية في المملكة يطلبون عيدياتهم من سكان الحارة والجيران ليلة العيد، في مشهد يُشابه القرقيعان مع اختلاف الزمان والمكان، حيث كانوا ينشدون العديد من الأهازيج الشعبية، مثل : "عطونا عيدي عادت عليكم.. جعل الفقر ما يدخل عليكم".

وحول ذلك أشار مدير عام الحدائق في أمانة منطقة الرياض والمشرف العام على الاحتفالات، المهندس إبراهيم بن ناصر الهويمل، أنه تم إدراج الحُوامة ضمن فعالية عيد الفطر 2018 ، وأن الأمانة جهزت عددا من الحدائق داخل الأحياء لإحياء هذا الموروث ومنها حي النخيل، وساحة حي لبن، وحديقة حي الربيع، وحديقة الطرف بحي النسيم، وفي حي الشفا بمنتزه عكاظ.

علما بأنه قد تم تشكيل فريق لنقل البهجة والفرح داخل الحي من خلال جولات وأهازيج شعبية وتوزيع الحلوى والهدايا إضافة إلى عدد من الفعاليات، مثل أوبريت العيد، ومسابقات وألعاب حركية، فيما ستكون هذه الفعالية خلال أيام العيد من الساعة السابعة والربع مساء وحتى الساعة الثانية عشرة ليلا.

إحياء موروث الحوامة

أشار المهندس الهويمل، أن الحوامة تعتبر من العادات النجدية القديمة التي اندثرت في المدن الكبيرة والكثير من القرى، منوها إلى أن أمانة منطقة الرياض أرادت إعادة هذه العادة الجميلة التي تحبب الأطفال بأعمال الخير، وتغرس فيهم مبدأ التواصل الاجتماعي، وتجسد الجسد الواحد بين أهل الحي، مبينا أن الأمانة تهدف من خلال إحياء هذا الموروث إلى إحياء تراث الآباء والأجداد ونشر أواصر المحبة بين أفراد الحي ولإشعار الأطفال بالفرح الشديد بقدوم العيد، ولإيمانها بأهمية إحياء الموروث الشعبي الذي يتيح التعارف والتواصل ويعيد العلاقات الاجتماعية التي تقطعت بسبب انشغال المجتمع وتباعد المسافات ولهو البعض بوسائل التواصل الاجتماعي، كما أن الفعالية تسهم في إعادة مظاهر الفرح والبهجة التي صارت غائبة حتى في موطنها الأساسي.

من جانبها أشارت المنسقة الإعلامية لفعالية الحُوامة، نوف الصعب، إنهم حرصوا من خلال هذه الفعالية، على إعادة إحياء الحُوامة كموروث مندثر، من باب الاعتزاز بتاريخنا السعودي، لتعليم أجيالنا كيف كان أجدادنا يحبون الفرح ومواطن السعادة، ويحرصون على الاحتفال بهذه المناسبات.