معرض "الحج: رحلة في الذاكرة " في جامع الشيخ زايد الكبير بأبوظبي

ينظم مركز جامع الشيخ زايد الكبير بأبوظبي في 19 سبتمبر 2017، معرض "الحج: رحلة في الذاكرة" احتفاءً بمرور عشر سنوات على افتتاح الجامع وترسيخاً لدوره الحضاري والثقافي وذلك بالتعاون مع هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة.

الركن الخامس

وتكمن أهمية المعرض في تصويره عظمة الحج – الركن الخامس من أركان الإسلام– ومكانته في نفوس المسلمين، وعظيم أثره على المجتمعات الإسلامية، حيث تتجلى قيم التواصل الحضاري والثقافي الواسع في الإسلام بأوضح صورها في هذه الشعيرة التي يجتمع لأدائها الملايين من كافة بقاع الأرض في مكة المكرمة في وقت واحد من كل عام، تلبيةً لنداء خالقهم، الأمر الذي يعد شاهدًا حيًا لمبادئ الإسلام السامية المتمثلة في المساواة والتسامح والسلام.

عشر سنوات على افتتاح الجامع

وقد جاء تنظيم معرض الحج في جامع الشيخ زايد الكبير باعتباره نموذجاً فريداً للعمارة الإسلامية وصرحاً ثقافياً رائداً عالمياً، بحيث لا يمكن لزائر الدولة إلا أن يزوره ويتعرف على جمالياته المعمارية الفريدة وحكايات إنشائه ومقتنياته الفريدة. إذ يزور الجامع سنوياً خمسة ملايين زائر حتى بات وجهة ثقافية وسياحية جذبت إليها الملايين، ما أهّله للحصول على المركز الثاني كواحد من أفضل المعالم العمرانية في العالم لعام 2016 وفق تصويت أجراه موقع تريب أدفايزر. كما جاءت فكرة المعرض تزامناً مع مرور عشر سنوات على افتتاح الجامع، مما يعزز من أهمية المعرض ومكانته بالنسبة الى الجامع كونه يعكس أهم ركن من أركان الإسلام، ويربطه بذكرى افتتاحه حين أقيمت على أرضه أول صلاة فيه في عيد الأضحى المبارك عام 2007.

رحلة حج الوالد المؤسس

وتنسجم فكرة المعرض التي تتلخص في العودة بالذاكرة إلى رحلة حج المغفور له بإذن الله، الوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، عام 1979، مع رسالة مركز جامع الشيخ زايد الكبير المتمثّلة في إبراز مآثر الوالد المؤسس الذي أرسى قيم التآخي والتسامح بين الشعوب. كما يبرز المعرض صور توثيقية وتاريخية لترحال الحجاج الإماراتيين للبيت العتيق، ويسلط الضوء على الصعوبات والتحديات التي واجهها الحجاج في تلك الفترة؛ بُغية إتمام هذه الفريضة العظيمة، فضلاً عن تناوله نقاط الاستراحة الرئيسيّة للرّحلة، من خلال التّأمل في المسارات التّاريخية التي قُطعت سيراً على الأقدام.

تاريخ الإسلام

كما يعد معرض الحج، فرصة للاطلاع على أولى المعلومات التاريخية الموثِّقة لبدايات انتشار الإسلام في مواقع تاريخية مختلفة من شبة الجزيرة العربية، وذلك من خلال قصته السردية الفريدة، كما تم الاستشهاد في الحقائق التي تضمنها المعرض بعدد من الآيات والنصوص القرآنية وأركان الإسلام الخمسة المختومة بفريضة الحج ومناسكها المقدسة، ومن المشوق للزائر أن المعرض سيتناول ضمن معروضاته الكسوات التي غطّت الكعبة الشريفة خلال فترات زمنية مختلفة عبر مجموعة من الصور التاريخية، الخاصة والعامة، من دولة الإمارات العربية المتحدة، ومن مختلف دول العالم، ويستند المعرض في رواياته التاريخية على مواد أرشيفية وتوثيقية، والقطع الأثرية، والصور التاريخية، والأفلام والمخطوطات النادرة، والأعمال الفنية المعاصرة والروايات الشفوية التي وثقت تاريخ الرحلة المقدسة.

ويصاحب المعرض مجموعة متنوعة من البرامج العامة، وورش العمل التعليمية، المستوحاة من فكرة المعرض وقصته السردية.

تجدر الإشارة إلى أن معرض "الحج: رحلة في الذاكرة" يستمد قيمته من الذكريات والمشاعر الباقية في قلوب الحجاج بعد زيارة بيت الله الحرام، ليكشف الغطاء عن حكمة الحج في الإسلام والأثر العميق الذي يتركه في المجتمعات الإسلامية حول العالم، حيث تعزز الأيام المباركة التي يعيشها المسلمون في موسم الحج مشاعر الوحدة والتساوي بعيداً عن التمييز والتعصب الذي ينبذه الإسلام.