الفنانة التشكيلية زينة الشهري لـ "هي" : " الالهام " هو ما يحرك بداخلي حس الفنانة للابداع

أثبت الفنانة التشكيلية السعودية المتميزة زينة الشهري وجودها في ساحة الفن التشكيلي في السعودية، بتلك القوى التي انطلقت بها من أسس ثابتة وراسخة، مبلورة بموهبتها الابداعية الفريدة من نوعها، والتي اظهرتها لوحاتها المتميزة، التي جذبت أنظار محبي وعشاق هذا الفن العظيم.

التقت "هي" الفنانة التشكيلية السعودية زينة الشهري، واجرت معها هذا الحوار الذي تحدثت فيه عن عالم الفن التشكيلي ومشوارها في هذا العالم، وعن الدروس التعليمية التي تطلقها بصفتها فنانة تشكيلية ومدربة رسم، ونصائحها للموهوبين والموهوبات في هذا المجال.

ما الذي استهواكِ في عالم الفن التشكيلي؟ ومتى بدأتي بمسك القلم أو الريشة؟

منذ الصغر لدي شغف بهذا العالم الفني الجميل ومفتونة بالألوان واندماجها و تشكيلها الفني وتجسيدها في لوحة ذات رسالة معبرة، والحقيقة أنني لا اتذكر متى بدأت تحديدا، كوني رسمت بعمر مبكر وكبر الرسم ونضج معي بالتجريب والشغف والاطلاع الذاتي، و بدون أي تدخل أكاديمي أو دورات، حتى تمكنت من تكوين هويتي الفنية بالتدريج وببطء وحتى نضجت كما هي عليه الآن.

كيف انطلقتِ في هذا الفن العظيم؟

كانت نقطة الانطلاق الفعلية وبشكل كبير عندما عرضت أعمالي في جمعية الثقافة والفنون بأبها، حيث تلقيت الكثير من القبول والاطراء، وكذلك عندما عرضت أعمالي على الانترنت، حيث نالت الاعجاب بشكل كبير وبالإجماع من المتلقين، ما دفعني لتطوير نفسي وموهبتي لتقديم الأفضل .

أوليتِ اهتماما خاصا باطلاقكِ الكثير من الدورات التعليمية الخاصة بتعلم الرسم والفنون، هل تعتقدين بأن  هذه الدورات قد حققت أهدافكِ المنشودة منها؟ 

أسعى من خلال هذه الدورات إلى دعم الموهوبين والموهوبات، فأنا أقيم دورات لتعلم الرسم بأنواعه وبطريقة مبسطة، ولله الحمد استفاد الكثيرين من دوراتي، وتخرج منها مايفوق 200 متدرب حتى الآن، والكثيرين منهم اصبحوا محترفين بالرسم، وخاصة أنني أقيم دوراتي "اونلاين" عبر الانترنت، مايجعلها بمتناول الجميع من كل بلدان العالم، ولله الحمد.

هل كان لأسرتكِ او احد المقربين منكِ دور في مشواركِ كفنانة تشكيلية؟

اعتبر نفسي انسانة محظوظة، فلقد كانت أسرتي هي العصب الأساسي في نمو موهبتي، فلقد كانت والدتي تدعمني وتشجعني بتوفير البيئة الداعمة لي، وكذلك كان والدي يؤمن بأهمية الموهبة كونه تربوي ومعلم في قطاع التعليم، اضافة إلى زوجي كونه انسان مثقف ويقدر الفن هو ايضا حيث يتابع أعمالي ويشيد بها، كما أن جميع أفراد أسرتي من اخوان واخوات كانوا مؤثرين بشكل ايجابي في مشواري، وأشكر الله أني قد نشأت في أسرة بمثل هذا الوعي.

ما الشيء الذي يحرك بداخلكِ حس الفنانة لتبدعي عبر الريشة والألوان؟

بالتأكيد ان الافراغ الانفعالي هي سمة من سمات الفنان التشكيلي، واسقاط المشاعر على العمل الفني يجعل العمل ذو قيمة بالتأكيد، ولكن مايجهله الكثيرين بأن ليس كل ما يشعر به الفنان يظهر في العمل الفني بشكل جلي وواضح للمتلقي، بل يظل الفنان هو وحده من يدرك كل ماتتضمنه لوحته من تاريخ نفسي وعاطفي مر به أثناء تكوين تلك اللوحة، وبالنسبة لي مايحركني هو الالهام .

هل يعني ذلك أن لمشاكل الفنان وظروفه أو المواقف التي يمر بها تأثير في تكوين لوحته، كما الحال مثلا بالنسبة للشاعر؟

نعم في الحقيقة بعض الفنانين كذلك، ولكنني بصراحة لست منهم، فسواءً كانت ظروفي جيدة أم سيئة فعطائي الفني يكون بنفس المقياس والوتيرة، وهذه نعمة من الله .

هل تحرصين على نهج مدرسة معينة أو أكثر أم لا تتقيدين بمدرسة معينة؟

نعم أنا من هواة المدرسة الكلاسيكية الواقعية وأيضا السريالية ولوحاتي تتميز بهوية خاصة بي، أحرص بشكل تام على ابرازها والمحافظة عليها .

ما هي الحركة الفنية التشكيلية العربية الأبرز في المرحلة الراهنة؟

تمثل الحضارة العربية الإسلامية بطبيعة الحال حجر الأساس التي خلطت واستوعبت حضارات الآخرين، ونجحت في تطويرها ومنحها هويتها الخاصة بها، وهذا له اثر بارز في الحركة الفنية في منطقتنا في كل مراحلها التاريخية، وبالتأكيد نطمح للحفاظ على هويتنا وميراثنا الثقافي الخاص بنا والذي يميزنا عن غيرنا.

هل هناك كلمة تريدين توجيهها لمن يتمتعون بموهبة الرسم أو يريدون أن يصبحوا في المستقبل من أحد الفنانين المشهورين؟

نصيحتي لهم بأن يكون فنهم نقياً من الطمع المادي أو الشهرة، بل يكون عطاءهم للفن والجمال وبدون أي مقابل.

كلمة أخيرة ...

أود ان اشكر مجلة "هي"  وكامل كادرها على الاهتمام بالفن التشكيلي، والذي يعتبر مُهمشاً نوعا ما من المجلات الاخرى، وكل الشكر والتقدير كذلك على الاهتمام بي بصفة شخصية وعلى اجراء هذا الحوار معي وتسليط الضوء على فني.