الرسامة ومصممة الجرافيك "صالحه الشريف" لـ "هي": مستقبل الفنانات السعوديات جميل وباهر مع انتشار الوعي الفني والمعارض

"مستقبل الفنانات السعوديات جميل وباهر خاصة مع انتشار الوعي الفني والمعارض الفنية" بهذه العبارة وصفت الرسامة ومصممة الجرافيك السعودية "صالحه الشريف" توقعاتها حول مستقبل الفنانات السعوديات، خاصة وأنها اقتحمت عدة مجالات فنية من منطلق شغفها وحبها لعالم الفنون بصفة عامة، وتمكنت بجدها واجتهادها من تنمية مهاراتها وقدراتها سعيا لتحقيق طموحاتها المتجددة.

التقت "هي" الرسامة ومصممة الجرافيك السعودية "صالحه الشريف" للتعرف منها على مشوارها في عالم الرسم والفنون وأبرز المحطات فيه، من خلال هذا الحوار الممتع معها.

‏عرفينا عن نفسكِ.

‏صالحه الشريف، رسامة ومصممة جرافيك، محبة للفن بجميع أنواعه، خريجة علوم رياضية جامعة أم القرى، شغوفة بالفنون وأحب تجربة الأشياء الجديدة دائما سواء في الرسم بصفة خاصة والفنون بصفة عامة مثل الديكوباج وقصاصات الورق وبطاقات "البوب اب" والاعمال اليدوية ومهتمة بالمقصات الإلكترونية واعمل في مجالها.

‏حدثينا عن بداياتكِ الفنية واهم التحديات التي واجهتها في عالم الفنون.

‏كنت أمارس الرسم منذ الصغر، فلقد كان الرسم هو هوايتي المفضلة، على الرغم من أنني كنت دائمة الانقطاع عن ممارسته لفترات طويلة باستثناء حصص التربية الفنية التي كنت انتظرها أسبوعيا بفارغ الصبر، وحرصي على المشاركة في الأنشطة الفنية المتنوعة في الرسم وصنع الاعمال الفنية، وجاءت فكرة تطوير هوايتي والتعمق فيها عندما كنت في السنة الثالثة خلال دراستي الجامعية وسط ضغط الاختبارات والدراسة عندما احتجت لشيء يخفف عني هذه الضغوطات حيث أمسكت بكراسة الرسم ورسمت لساعات، فكان الرسم حينها هو المنقذ بالنسبة لي، وتملكني كم كبير من المشاعر والأحاسيس التي تبلورت باشتياق للرجوع لممارسة الرسم من جديد، ومن هنا كانت البداية الحقيقية.

والحقيقة أنني قد مررت بعدة تحديات في البداية، والتي من الممكن أن يمر فيها أي رسام، فكيف ابدأ ارسم؟ كيف احدد اسلوبي؟ او المدرسة التي سأتبعها؟ ونوعية الألوان التي سأستخدمها؟ ووقعت بأكبر خطأ يمكن أن يقع فيه اي مبتدئ حيث اشتريت كل انواع الالوان ما تسبب لي بحالة من التشتت لفترة من الزمن، ولكن مع الوقت والمحاولة والتجربة والتركيز على نوع واحد تخطيت هذه التحديات ولله الحمد، وأصبحت الرؤية اوضح بالنسبة لي.

هل كان لأسرتكِ او أحد المقربين منكِ دور في مشواركِ كفنانة؟

‏بالطبع فلقد كانت عائلتي من أوائل الداعمين لي وكذلك صديقاتي وخاصة في بداية مشواري، ويمكن القول بأنني قد مررت بمرحلة من الإحباط في بداية ممارستي للرسم برسومات مليئة بالأخطاء حالي كحال أي رسام مبتدئ وشعرت حينها بأنني لن أتمكن من التطور إلا أنني صادفت في الوقت نفسه "هاشتاق" في "الانستجرام" يضع من خلاله الرسامين والفنانين رسوماتهم في البدايات وكيفية تطورها، وكانت بمثابة رسالة لي بأن "لا شيء مستحيل" وحينها وضعت الرسم والتطور هدف يجب أن انجزه، والحمدلله كانت تلك بداية الطريق.

‏حدثينا عن اهم المحطات في مشواركِ الفني.

‏أرى بأن اهم محطة هي ما بعد تحديد ميولي الفني، لأنها بداية صنع اسلوبي ونضج اعمالي، أما ‏المحطة الثانية فهي المشاركة في المعارض وتجربة الرسم المباشر.

‏ماهي الفنون الاقرب لقلبكِ؟

‏كل ما هو مندرج تحت الفن يجذبني ويستهويني، لأن الفن عبارة عن رسائل ومشاعر تستحق اننا نسمعها ونهتم بها ونحاول أن نستشعرها.

‏هناك عدة مدارس فنية فأي المدارس تجدين نفسكِ فيها؟

‏رغم أنى أحب المدرستين التأثيرية والتجريدية، ولكنني اخترت أن أبدا بالمدرسة الواقعية، لأني مؤمنة بمقولة بابلو بيكاسو: "اتقن القواعد كمحترف، حتى تتمكن من كسرها كفنان".

‏حدثينا عن اهم مشاركاتكِ في المعارض أو المهرجانات.  

‏شاركت في عدة معارض صغيرة في مدينتي مع مجموعة تطوعية للرسامين، وأقمنا ايضاً معارض في عدة مدارس بالتعاون مع وزارة التعليم، وأقمنا ورشات عمل متنوعة تساعد الطالبات على اكتشاف مواهبهن، وكانت تجارب جميلة وأنا فخورة وسعيدة بها.

‏بم تنصحين الفنانين والفنانات المبتدئات؟

‏لا بأس بالأخطاء في البداية فقط استمروا، فالاستمرارية والتدريب اليومي اساس التطور، كونوا واثقين بموهبتكم ركزوا على نوع واحد كبداية، ولا تقارنوا رسمكم بأحد غير أنفسكم، تعلموا الأساسيات، تابعوا الرسامين والرسامات، وركزوا على نقاط ضعفكم حتى تتقنوها، واخيراً احرصوا على "التغذية البصرية" والتي ستحدث فارق كبير بالتأكيد.

ماهي توقعاتكِ حول مستقبل الفنانات السعوديات؟ ‏

عندي ايمان قوي بأن مستقبل الفنانات السعوديات جميل وباهر خاصة مع انتشار الوعي الفني بين العامة وانتشار المعارض الفنية في السنوات الأخيرة، وهنالك العديد من الفنانات السعوديات لم تقتصر ابداعاتهن ونجاحاتهن على السعودية فقط بل سبقونا للعالمية، وشاركن في معارض عالمية، وهذا مدعاة للفخر.

‏ماهي طموحاتكِ المستقبلية؟

‏لدي الكثير من الطموحات، فأنا ارغب بتطوير فني ورسمي وان اضع لنفسي بصمة في عالم الفن عربياً وعالمياً، وأطمح لأن اكون صانعة محتوى ابداعي واساهم في انتشار الوعي الفني.

‏كلمة أخيرة..

‏اصدقائي الرسامين والرسامات المبتدئين تذكروا بأن "الطحالب تنمو فقط على الصخور التي لا تتحرك"، استمرو بالمحاولة تعلموا وجربوا تحدوا كل الصعوبات والمشاكل التي تقف في طريقكم، فطالما انكم تتحركون ستصلون وستحققون احلامكم بإذن الله.

وأخيرا.. 

أشكر أسرة مجلة "هي" على استضافتي من خلال هذا اللقاء، وأتمنى لها المزيد من التميز والنجاح.

حساب الرسامة ومصممة الجرافيك "صالحه الشريف" على تويتر